هل تتخلص الولايات المتحدة من نتنياهو قبل انفجار الكوكب / م. ميشيل كلاغاصي
م. ميشيل كلاغاصي* ( سورية ) – الأحد 4/8/2024 م …
* كاتب وخبير استراتيجي …
بنيامين نتنياهو كن مستعداً للرحيل الخشن وحتى للإغتيال, وسيكون اّخر خدماتك “الجليلة” للولايات المتحدة الأمريكية, على غرار عشرات الأدوات التي تخلصت منهم قبلك, وبات بقائك حياً مكلفاً لها سياسياً وعسكرياً وأخلاقياً وإعلامياً والأهم قانونياً أمام قرارات محكمة الجنايات الدولية ومجلس الأمن لاحقاً , ويحمل من الخطورة ما يكفي لإثبات تورطها وإدانتها بأفعالها القذرة وجرائمها ومجازرها بحق الشعب الفلسطيني سواء كان ذلك في العدوان على قطاع غزة أو الصفة الغربية , كذلك بحق شعوب المنطقة بدءاً من لبنان إلى سورية والعراق واليمن والسودان وليبيا وإيران وصولاً إلى إيران والصين وروسيا وغير دول وشعوب.
وسيكون دليل إثبات على تورطها وتوقيعها لوائح الإغتيالات الطويلة القديمة منها والحديثة, والتي طالت مؤخراً العشرات من قادة ومقاومي حركات وأحزاب محور المقاومة, وقادة وضباط وعسكريين سوريين, ورموز ومستشارين عسكريين ومدنيين وعلماء إيرانيين وعراقيين, ناهيك عن تورطها بإغتيال شخصياتٍ سياسية (رؤوساء, رؤوساء حكومات, دبلوماسيين), ومستشارين إعلاميين رسميين وصحفيين ومراسلين, ورجال إقتصاد, بالإضافة إلى إغتيال أو محاولة إغتيال كل من يعاند نهجها واستراتيجيتها ومخططاتها الخبيثة لتدمير الكوكب وسفك دماء البشر وسحق الحجر, وما عاد الزمن يسعف الكوكب فيما تبقى من عمره انجاب من هم أكثر إجراماً ووحشية وغطرسة ووقاحة , ولطالما كانت الولايات المتحدة تشكل أس وأساس ورأس الشر والإرهاب والإجرام العالمي, وستبقى إلى حين كسر شوكتها وإقتلاعها من عالمٍ بات يتوق إلى السلام والعيش الاّمن ورسم الإبتسامة على وجوه الأطفال وزراعة الورود.
بات التخلص من نتنياهو هو الطريقة الأمريكية الوحيدة لمنع إنفجار الشرق الأوسط والعالم باسره إن رغبت بذلك, خصوصاً بعدما تاكدت من فشل وهزيمة مشاريعها التي أعدتها للمنطقة والعالم ومركزها غزة والقدس وبيروت ودمشق وبغداد وعمّان وطهران, لجوئها إلى التضليل الإعلامي من خلال الترويج لعدم رغبتها بتوسيع نطاق الحرب والمواجهة, وبتكرار تصريحاتها حول انتقاد نتنياهو وسيره ومتطرفيه “بعكس مصلحة الكيان الإسرائيلي”, بعدما استخدمته ككلب مسعور لإرتكاب المجازر في قطاع غزة وبتنفيذ الإغتيالات وكل ما من شانه خدمة مصالحها ومخططاتها, وبات عليها اختيار إشعال المنطقة والكوكب وتمديد تكليفها نتنياهو بإدارة الكيان الوظيفي المجرم, أو اختيارها التهدئة عبر تصفيته والتخلص منه وإزاحته عن المشهدين الإسرائيلي والأمريكي الداخليين قبل أن ينفجرا, وعن المشهد الخارجي الدولي والتفاوضي مع حماس, واحتواء ما يمكن إحتواءه من الردود العسكرية والميدانية لمحور المقاومة مجتمعاً.
لقد نفذ نتنياهو كافة المخططات الأمريكية, وما تبّقى سيكون سعيها نحو تحميله مسؤولية كل الإجرام والمجازر والإغتيالات التي ارتكباها معاً وسويةً, ومسؤولية التصعيد الخطير في المنطقة والعالم , الذي حذر منه الرئيس الروسي قبل أيام أثناء استقباله الرئيس السوري بشار الاسد في موسكو.
مع تعثر الحل السياسي والمسار التفاوضي مع حماس, سيتكفل إغتيال نتنياهو وإبعاده عن المشهد, بفتح الثغرة التي ستسمح للولايات المتحدة بالولوج عبرها نحو فتح أفقٍ جديد لمخططاتها الخبيثة, عبر استغلال الجهة التي ستوجه إليها الإتهامات بإغتياله, سواء كانت حماس أو حزب الله وغيرها من مكونات وحركات وأحزاب محور المقاومة, أو بشكلٍ مباشر نحو دول المحور كسورية وإيران وحلفائهما, كروسيا أو تركيا التي ما فتئ الرئيس التركي المجاهرة بنياته غزو الكيان وبأنه: “لا يوجد ما يمنعنا من ذلك”, وبغض النظر عن الجهة المرشحة للإتهام , يبقى إستغلال دماء من سبق وأنهت الولايات المتحدة حياتهم, تؤكد مصلحتها اليوم بإغتيال نتنياهو أيضاً.
قد يرى البعض في هذا الطرح استحالةً أو نوعاً من الخيالية, لكنها قراءة تستند بالأساس إلى انكشاف وانفضاح الذهنية الإجرامية الأمريكية وسلوكها الوضيع عبر استراتيجية الاغتيالات, بالإضافة لحاجتها الماسة اليوم إلى إغتيال وإزاحة نتنياهو, الأمر الذي بات جزءاً من مسلكٍ إجباري وليس إختياري, وبات رهين قدرتها الحفاظ على استمرار وجودها الإحتلالي وبقاء قواعدها وجنودها في منطقة الشرق الاوسط وأقله في العراق وسورية.
لن تكون الولايات المتحدة قادرة بعد اليوم على تحمل بقاء نتنياهو في منصبه وحتى بقائه حياً, فهو الشاهد على توقيعها وتكليفها الكيان الغاصب بإرتكاب المجازر والمذابح, وهو المطلوب إلى محكمة الجنايات الدولية, ناهيك عما ستؤول إليه ملاحقته القانونية خصوصاً بعد إغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران التي أعلنت عن تحقيقاتٍ قانونية لكشف الحقيقة والمحاسبة وفقها, بالإضافة إلى اتجاهها نحو مجلس الأمن, وجلسة الأمس التي انعقدت بطلبٍ إيراني.
كذلك لن يكون بمقدور الولايات المتحدة حماية الكيان الإسرائيلي رغم استجلابها لعدد من سفنها وقطعها الحربية البحرية نحو شواطئ فلسطين لمحتلة, ومسحها الجوي على مدار الـ 24 للأجواء اللبنانية والسورية, خصوصاً بعد تفيذ العدوان الإسرائيلي الغاشم على مجدل شمس في الجولان السوري المحتل, والعدوان على الأراضي العراقية والمقاومة في منطقة جرف النصر, وجريمة إغتيال القيادي في حزب الله الحاج فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت, وهو مسؤول العمليات العسكرية التي حصدت المقاومة جراء براعته وحنكته انجازات وعشرات الإنتصارات الميدانية سواء تلك التي تحققت منذ صبيحة 8/أكتوبر, أم تلك التي راكمها خلال مسيرته الجهادية العظيمة , التي تضمنت عملية استهداف المارينز في شواطئ بيروت عام 1983 التي لم تستطع الولايات المتحدة ابتلاعها أو نسيانها حتى اليوم.
على الولايات المتحدة حسم أمرها بالسرعة الكافية قبيل زوال الكيان, واستباق إنطلاقة الردود الحتمية والترجمة الكاملة لوحدة الساحات, والردود الإيرانية والسورية, وردود حزب الله التي ستكون غير خاضعة إلى قواعد الإشتباك وستكون بلا قواعد وبلا أسقف, كذلك ردود الحشد الشعبي العراقي وأنصار الله في اليمن ,
لن يكون إغتيال نتنياهو ورحيله أمراً مأسوف عليه داخل الكيان الإسرائيلي أو خارجه, وقد تجد فيه عديد الأطراف مدخلاً للحل السياسي والتفاوضي, ومحاولةً لتبريد المنطقة والكوكب, خصوصاً أن الولايات المتحدة كانت قد استضافت قبل /10/ أيام وزير الحرب الإسرائيلي يواّف غالانت لمناقشة موضوع خلافة نتنياهو قبيل استضافة هذا الأخير وحفل التصفيق المشين والمسرحية السخيفة في حضرة الكونغرس الأمريكي المطعّم بالكومبارس وبعض المشجعين.
م. ميشيل كلاغاصي // كاتب وخبير استراتيجي
التعليقات مغلقة.