استهداف سوق الشورجة ( في بغداد ) يعكس كره التراث والحضارة / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الأحد 4/8/2024 م …
يعتبر سوق الشورجة من اسواق بغداد القديمة التاريخية والمشهورة ويعود تاريخ انشائه الى العصر العباسي المتاخر وكان يسمى سوق الرياحين ثم استبدل الى سوق العطارين واخيرا سمي بسوق الشورجة.
ولم يعد مستغربا في العراق عندما تجري عملية طمس معالم تاريخيه تعتز بها الشعوب المتحضرة وعلينا ان ناخذ بنظر الاعتبار بعض الانباء التي باتت تتردد بعد اهمال العديد من المناطق التاريخية و حين تورد وسائل الاعلام خبرا مفاده ان السلطات الحاكمة” من خلال امانة بغداد” او غيرها بصدد نقل ” سوق الشورجة” من مكانه التاريخي الحالي الى مكان اخر خارج بغداد والذريعة هي الازدحام او الفوضى التي تعم المنطقة بل شارع الرشيد نفسه الذي يعاني الاهمال المتعمد شانه بذلك شان معظم بل جميع المناطق التراثية والتاريخية والحضارية التي تعتز بها الشعوب والحكومات الا ” الجماعة ” الذين اطلوا بوجوههم الكالحة بعد غزو العراق واحتلاله يكرهون الحضارة والتاريخ ويسعون الى اعادة العراق الى عهد الظلمات وهو سلوك دابت عليه هذه الجماعات الفاسدة بالاستحواذ على مناطق كثيرة وتحويلها الى ضيعات لازابهم وتجمعاتهم حتى المطارات والمقابر لم تسلم من نهمهم اما مناطق بغداد المهمة التي يستحوذ عليها هؤلاء فلا تعد ولاتحصى وتحولت الى مقاطعات لهذه الجماعة الفاسدة او تلك .
وتحت عنوان هل بدا العد التنازلي لنقل سوق الشورجة الواقع وسط بغداد افادت “شفق نيوز” بان سوق الشورجة هذا الاسم الذي لهجت به السنة امهاتنا كلما اقتربت مواسم الاعياد منذ كنا صغارا لتزويد العائلة العراقية من مختلف المحافظات بكل مستلزماتها فلا حيرة في الاقتناء ولاعناء في التفكير فهذا السوق يجمع الالوان والاصناف والاحجام لكل مناسبة.
هذا السوق الذي تعمه الفوضى منذ عمت العراق سياسيا واقتصاديا واجتماعيا جراء الغزو والاحتلال ووجود هؤلاء في السلطة يتعرض للاستهداف بعد الاهمال المتعمد الذي لحق بكل المواقع التاريخية القريبة من شارع الرشيد منها شارع النهر الذي كان رمزا يرتاده العرسان لشراءالحلي والذهب والمجوهرات وكذالك سوق السراي وسوق الصفافير وغيرها من المعالم التاريخية.
وبدلا من ان يتصرفون كما تتصرف السلطات في الدول الاخرى بالحفاظ على تاريخها وحضاراتها يتعمد هؤلاء الى تشويه التاريخ والحضارة ولو كان بينهم وطني شريف لتابع بوابة عشتار الاصلية الموجودة في احد المتاحف الالمانية بحجة المحافظة عليها وفق صديق الماني اعرفه منذ فترة من مقاطعة ” كولون” اسرني بذلك الا ان ذلك لن يثير غيرة هؤلاء بل يتجهون الى تخريب الحضارة والتاريخ والمعالم التي تميز بلاد مابين النهرين لانهم جهلة يكرهون ذلك وانهم مجرد عينات جاءت لتخريب البلاد وتدمير المجتمعات وانهاك العراق ما ديا واقتصاديا وجعلت العراقي يحلم ” بالماء والكهرباء” وهي مدفوعة الثمن وليس بالمجان.
لاغرابة ان يستحوذ هؤلاء على مناطق جديدة تتبع شارع الرشيد الذي اهمل تماما دون ان يلتفت له احد ولم نسمع حتى بمصطلح ” مجسر” او مجسرات” التي يتحدثون عنها في هذا الشارع المهم الذي يدلك عل اسواق تاريخية في مقدمتها ” سوق الصفافير” الذي يفتخر رواده بمهنتهم حتى الان رغم الاهمال الذي شمله هو الاخر ؟؟
لابارك فيكم انكم اشبه ” بحشرة الارضة” المنتشرة في معظم مناطق العراق جراء مناخه المعروف الذي يساعد على انتشار هذه الحشرة التي لاعلاج لها الا الحرق بالنفط الذي تسرقونه وهو ذات المناخ الذي مهد لهؤلاء النفايات بان يحكموا العراق منذ غزوه واحتلاله عام 2003 حتى يومنا الحاضر ؟؟
التعليقات مغلقة.