التهديد الماثل لعودة الارهابيين من العراق وسوريا

 

السبت 17/12/2016 م …

الأردن العربي …

مع تراجع جماعة “داعش” الإرهابية ميدانيا في سوريا والعراق يحذر الخبراء من الخطر الكبير الذي سيبقى قائما لفترة طويلة ويمثله آلاف المتطوعين الذين انضموا إلى صفوف هذه الجماعة عند عودتهم إلى بلدانهم.

تتحدث التقديرات الغربية عن 25 إلى 30 الف مسلح أجنبي لبوا الدعوات الارهابية والتحقوا في السنوات الأخيرة بما يسمى بـ”دولة الخلافة” التي أعلنتها جماعة “داعش”. وفيما قتل بعضهم وما زال آخرون أحياء، تتسارع وتيرة عودة بعض هؤلاء إلى بلدانهم الأصلية بالموازاة مع تراجع “جماعة داعش الإرهابية” ميدانياً.

وأكد آلبرت فورد من مؤسسة نيوأميركا لوكالة فرانس برس، أن “تدفق المقاتلين الأجانب على دولة الخلافة الذي بلغ في العام الفائت حوالي ألفي شخص شهريا نضب فعليا (…) لكن هذا ليس إلا جزءاً من الموضوع. فما العمل عند عودة 25 إلى 30 ألف شخص موجودين حالياً في سوريا أو مروا بها، إلى بلدانهم؟ هذه المشكلة لن تتلاشى قريبا”.

في الثمانينيات بلغ عدد المتطوعين العرب لقتال القوات السوفياتية في أفغانستان أرقاماً مشابهة. وبعد هزيمة الجيش الأحمر شكل “الأفغان العرب” نواة عدد من الجماعات المسلحة والحركات المسلحة فيما نفذ آخرون اعتداءات في دول كثيرة.

ورأى حوالي 20 خبيراً أميركياً في تقرير بعنوان “الخطر الارهابي” نشر الإثنين أنه “ما أن يدخل عدد من المسلحين الأجانب حالة التعبئة من الصعب جداً إبطالها”.

تصوير رومنسي للارهاب

وأضاف التقرير من المؤكد أن المسلحين الأجانب الذين بطلت تعبئتهم سيواصلون لعب دور في الحركات الارهابية المعاصرة بصفة داعمين أو وسطاء.

في أوروبا كشفت جلسات الاستجواب التي نفذتها أجهزة متخصصة أو المقابلات مع صحافيين لارهابيين عائدين من سوريا أو العراق أن عدداً كبيراً منهم بقي على قناعات راسخة رغم تأكيدهم الإحجام عن العنف.

وأكد المحلل النفسي والعميل السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) مارك سيدجمان لوكالة فرانس برس أن القضاء التام على جماعة “داعش” الارهابية “لا علاقة له إطلاقاً بما سيحدث في الدول الغربية”. وأوضح بان أفرادا يعتبرون أنفسهم عناصر تابعين لهذه الجماعة الارهابية وسيسعون إلى تنظيم اعتداءات.

وتابع في ما يتعلق بـ”شباب غادروا إلى هناك نتيجة قرار طائش لانجذابهم إلى تصوير رومانسي للقتل، تكمن المشكلة في تجنب دفعهم نحو الإرهاب عبر سياسة قمع مفرط”.

ضرورة مواصلة المراقبة

وتابع متاسفاً، لكن في جميع البلدان باستثناء هولندا والدنمارك ربما، حان وقت التعامل بحزم مع المسلحين السابقين. فالسياسيون لا يسعهم أن يسمحوا بنفاد أحدهم من ثقوب شبكة المراقبة لينقتل إلى التنفيذ.

وأشارت كاثرين زيمرمان من مجموعة الأبحاث أميركان إنتربرايز إنستيتيوت إلى أن المسلحين السابقين في صفوف الارهابيين في سوريا والعراق الذين بدأوا يأخذون طريق العودة بالمئات، وقريبا بالآلاف، يطرحون مشكلة مستعصية للأجهزة المتخصصة.

وأوضحت أن حجم المهمة “يتجاوز قدرات قوى الأمن اليوم، وهذا سيتفاقم بعد عام” نظراً إلى “ارتفاع عدد الأفراد الذين يجب مراقبتهم وستتحسن وسائل الاتصال بينهم، فيما تبقى أنشطة مكافحة هذه العوامل محدودة”.

فبالإضافة إلى المسلحين السابقين في سوريا والعراق مؤخراً، أثبت التاريخ ضرورة الاستمرار في مراقبة الارهابيين الأقدم بشكل وثيق ولو بدا أنهم عادوا عن أنشطتهم.

وتابعت زيمرمان “لنأخذ شريف كواشي مثالاً، أحد القتلة في شارلي إيبدو” موضحة أنه “كان في السجن في منتصف سنوات الألفين. وبعد خروجه استغرق الأمر سنوات كي يتحرك”.

أما نيكولاس هيراس من مركز الأمن الأميركي الجديد فاعتبر أنه من الصعوبة البالغة التفريق بين الذين يعودون لأنهم فقدوا الإيمان في القضية والذين يفعلون لأنهم يريدون مواصلة الارهاب والقتل بأسلوب مختلف.. “لا يمكن مراقبة الجميع على مدار الساعة”….

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.