شعوب دول الاستعمار الغربي تدفع ثمن سياسات حكوماتها / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 5/8/2024 م …
قلبوا صفحات التاريخ لن تجدوا هناك دولة منتفعة من نهب ثروات الشعوب اكثر من بريطانيا منذ كانت تكنى ب” بريطانيا العظمى” او ” الامبراطورية التي لاتغيب الشمس عن مستعمراتها ” وحتى انحسار دورها جراء بروز الولايات المتحدة كقوة عظمى لتتحول الى ” جزر بريطانية” وفق وصف احدهم لكنها لازالت تتمسك بمناطق تبعد الاف الاميال عن حدودها ” جبل طارق” وجزر فوكلاند ” بالارجنتين وغيرها لغايات استعمارية واقتصادية فضلا عن الاعيبها وتامرها على الدول والشعوب الاخرى بتنسيق مع واشنطن مما يجعلها اكثر الدول اثارة للازمات بحكم خبرتها الطويلة التي تستفيد منها الولايات المتحدة بهذا المجال ؟؟
بريطانيا وشركاتها الاحتكارية التي استحوذت ولانزال تستحوذ على ثروات العديد من الشعوب في مناطق العالم بات كبار المسؤولين فيها وفي حزب العمال الحاكم بالذات منذ وصولهم الى السلطة بعد هزيمة حزب المحافظين في الانتخابات الاخيرة يتحدثون عن الاوضاع المالية المتردية ووفق وصف وزيرة المالية العمالية ” رايتشل ريفز ” ان بريطانيا تواجه فجوة هائلة في الميزانية تبلغ ” 22″ مليار باوند استرليني اي قرابة ” 28″ مليار دولار ورثتها كما يقولون عن حكومة المحافظين بزعامة ريشي سوناك.
ورغم الاستطلاع الذي اجرته معاهد متخصصة فان 53 بالمائة من سكان بريطانيا يشعرون بانهم اصبحوا اكثر فقرا مما كانوا عليه قبل 5 اعوام الا ان احدا من هؤلاء الوزراء او المسؤولين لم يتطرق الى الاسباب التي تقف وراء تدهور الاقتصاد البريطاني والفقر الذي يلف العوائل في معظم المدن البريطانية فضلا عن لجوء العديد من المخازن التجارية الشهيرة والبنوك والمصارف الى غلق فروعها او غلقها تماما.
يتحدثون عن تردي الاوضاع المعيشية ويحاول كل حزب رمي تبعة ذلك على الحزب الاخر في حين ان اسباب ذلك تكمن وراء الدعم المالي السخي ولاكثر من عامين ونصف من فبل الحزبين لنظام العميل زيلنسكي في اوكرانيا وتزويده بالاسلحة والمعدات الحربية القتالية في اطار مراهنات الغرب الفاشلة على الحاق هزيمة استراتيجية بروسيا.
كل ذلك يحصل على حساب الوضع المعيشي للمواطن بالطبع.
ان هرولة بريطانيا وبقية الدول الغربية وراء المخططات الامريكية الاستعمارية في العالم وتضامنها معها تسبب في ازمات مالية واقتصادية لها وباتت هذه الدول لاتعير اهتماما لحاجة مواطنيها وتراجع اوضاعهم الاقتصادية اكثر من اجل ارضاء ” سيئة العالم الحر” وسادة البيت الابيض وتنفيذ اوامرهم .
ولحق الاذى حتى في مسالة الخدمات الطبية التي تقدم للمواطن منذ وباء كورونا حتى الان فضلا عن ارتفاع الاسعار بشكل فاحش وغلاء المواد الاساسية التي ترتبط بحياة المواطن اليومية الى جانب رفع اسعار الغاز والكهرباء وتردي خدمات الانترنيت رغم رفع الاسعار بشكل ملفت للنظر وبحجج واهية وكاذبة كالعادة .
وحتى هذه اللحظة لم يعد لدى اي مسؤول بريطاني الجراة بالاشارة الى اسباب ذلك لانه يخشى العقاب الصارم في دولة ” الديمقراطية” المثالية التي انعكس الوضع الاقتصادي السلبي فيها على شرائح اجتماعية واسعة وكثرت اعمال السرقة والجريمة والاحتيال بطريقة ملفتة للنظر الى جانب ظواهر اخرى في مقدمتها كثرة اعداد المدمنين على المخدرات ورواج المتاجرة بها .
التعليقات مغلقة.