خواطر ابي المجد (217) / د.بهجت سليمان
د . بهجت سليمان ( سورية ) الأحد 18/12/2016 م …
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
[ أَ “تَدْمُرُ”.. لا تُنادِينا.. سَنَأْتِي …… نُطَهِّرُ أرْضَنا، من كل رجْسِ
وزينبُ.. تَسْتشِيطُ الآنَ، قَهْراً ……. سَنُحْيِيها، ونَسْحَقُ كُلَّ وعث ]
-1-
( السطو والنهب الأمريكي المزمن )
– هل تعلم أنّ واشنطن تستطيع طباعة الكمية التي تريدها من الدولارات، وتأخذ من العالم، بدلاً منها، بضائعَ وسلعاً وخدمات .؟
– وهل تعلم أنّ كُلّ ” 2000 ” دولار، تُكَلِّفُ طباعَتُها دولاراً واحداً، لأنّ كلفة طباعة الـ 100 دولار، هي 5 سنتات فقط .؟
– وهل تعلم بأنّ ” ديغول ” وصف هذه العملية التي تقوم بها واشنطن، لجهة طباعة ما تريد من الدولارات، بدون أي تغطية، وسَمّاها ” سرقة مكشوفة ” ؟
– وهل تعلم أنّه بناءً على عملية النهب والسلب المفضوحة هذه، بلغ حجم الناتج الوطني الإجمالي في الولايات المتحدة الأمريكية، بلغ في هذا العام : “19 ” تريليون دولار، وأنّ حجم مديونيتها، بلغ : ” 20 ” تريليون دولار ؟
– وهل تعلمْ أنّ حجمَ ما يُسَمّى في علم الاقتصاد بِـ ” الموجودات السّامّة ” الموجودة في الاقتصاد الأمريكي، هي : ” 650 ” ستمئة وخمسين تريليون دولار – أي 650 ألف مليار دولار – ..
وهذا ما يُعادل ” 13 ” ثلاثة عشر ضعف حجم النّاتج الإجمالي العالمي ، وما يُعادل ” 45 ” خمسة عشر ضعف حجم الناتج الإجمالي الأمريكي …
ولذلك، فَالانهيار الاقتصادي الأمريكي ، قادِمٌ حُكْماً ..
– وهل تعلم بأنّ ” واشنطن ” تحمي عملية السطو والنهب هذه :
* بالقوة العسكرية ،
* وبـ ” 17 ” جهاز أمني ،
* وبالتكنولوجيا المتطورة ،
* وبـ ” الميديا ” الحديثة ،
* و بالمؤسسات الدولية، المالية والاقتصادية والسياسية .
-2-
[ الديمقراطية المزيّفة.. والشّعْوذة الديمقراطيّة ]
– يحلو لبعض المثقّفين العرب أو ” المتثاقفين ” أو ” العَلَّاكين ” أو ” المُتْرَفِين ” أن يُنَظِّروا في الديمقراطية ، وكأنّ الديمقراطية ترفٌ فكري أو ثقافي أو ” مثقّفاتي ” تتحقق بمجرّد أن ” يُعَلِّك ” أحدهم وهو يحتسي الكاس والطّاس ، ويهيم في عالم الأوهام والأحلام ..
وخاصّةً أولئك القابعون منهم في أحضان نواطير الغاز والكاز ، أو في مواخير المخابرات الأطلسية ، وبشكل خاصّ ” الشيوعيّون السابقون ” الذين ” تلَبْرَلُوا ” لاحقاً ، والتحقوا بمحور أعداء العرب وأذنابِهِم البترو-دولاريين.
– الديمقراطية ، يا ” سادة ” ، كالبيت الذي يُبْنَى ، فإذا بُنِيَ بدون أساس ، في الهواء أو على الأرض ، سَتَذْرُوهُ الرياح، عند أوّل هبّة ، إذا لم تتوافر له ، موادّ بناء الأساس….
وأسُس الديمقراطية متعدّدة ، وأهمّها:
• إصلاح ديني حقيقي ، شبيه بالإصلاح الذي حدث في أوربا ، عَبْرَ القرون الماضية ، وأدّى إلى الفَصْل بين الدين والدولة ، وليس الفَصْل بين الدين والشعب.
• بنية اقتصادية إنتاجية متطوّرة ، قادرة على إفراز بنية سياسية متطوّرة.
• أرضيّة ثقافية وتربوية وتعليمية ، عصرية حضارية متينة ، تنقل أفراد المجتمع من الانتماءات دون الوطنية إلى الانتماءات الوطنية وما فوق الوطنية.
– وفي حال عدم توافر هذه المقوّمات الثلاثة ، فإنّ أيّ تطبيق للديمقراطية ، سوف يكون شَكْلانياً وواجِهياً واستعراضياً ، بل ومُزَيَّفاً ، لا بل ليس إلّا شَعْوذة ديمقراطية..
– ولا يعني – في مثل هذه الحالة – إلّا تحقيق حرية الاستغلال والتحكّم لشريحة محدودة من مواطني الدولة ، يدّعون تمثيل المجتمع ، وهم لا يمثّلون إلّا أنفسهم والمستفيدين منهم ، مع نسبة تمثيل عالية لمصالح القوى الخارجية على حساب الداخل
– ومَنْ يريدون الديمقراطية حقيقةً، عليهم أن يَنْذُروا أنفسهم لبناء وتأمين البُنى الأساسية المذكورة ، تمهيداً لإقامة الديمقراطية المنشودة.
– وماعدا ذلك ، فهو دجل ونفاق ومزايدة وانتهازية ومراهنة وارتهان وشعوذة ” ديمقراطية ” .
-3-
( هل ” الديمقراطيّة ” أولويّة ، في هذا الشَّرْق ؟ )
– يخطئ مَنْ يظنُّون أنّ ” الديمقراطية ” هي الأولويّة الأولى، لدى أحد، وخاصّةً لدى شعوب بلدان العالم الثالث ..
* فـ ” الأمن والأمان ” أولويّة ،
* و ” لقمة العيش الكريمة ” أولويّة ،
* و ” الدولة القوية ” المحنّكة القادرة على تحقيقهما ، أولويّة ..
– وعندما تتحقّق هذه الأولويّات الثلاث، حينئذٍ فقط، تصبح ” الديمقراطية ” أولويّة.
– وأمّا لدى بلدانٍ مُعَرَّضَة لخطرٍ وجوديٍ مصيريٍ، وتعيش بجانب القاعدة الاستعمارية الصهيونية الجديدة المُسّمّاة ” اسرائيل ” ..
– فالحديث عن ” أولويّة الديمقراطية ” حينئذٍ، لا يعْدو كونه حصان طروادة – والأدَقّ حمار طروادة – يجري امْتِطاؤُهُ لتنفيذ مهمّة تفكيك وتفتيت مجتمعات وكيانات هذه الدُّوَل، واسْتِتْباعها لِقوى الاستعمار الدولي الجديد .
-4-
( َسفالةُ ” المعارضات السورية ” )
– سوف يَدْرُسُ أحْفادُنا في المستقبل، أنه كانت هناك فئاتٌ تُسَمِّي نفسَها ويُسَمُّونها “المعارضة السورية”…
كانت أكثرَ سفالةً من ” أبولهب ” ..
وأكثرَ ضغائنيةً من ” أبوجهل ” ..
وأكثرَ غدراً من ” أبورغال ” ..
وأكثرَ خِسّةً ودناءةً وانحطاطاً وحقداً، من جميع المخلوقات الخسيسة والدنيئة والمنحطة والحاقدة في التاريخ …
ملاحظة ” 1 ” :
– هذا الوصف لا ينطبق إلّا على أكثر من ” 99 ” تسعة وتسعين بالمئة من تلك ” المعارضات ” …
ملاحظة ” 2 ” :
– شَبَّهَ أحدُ الأصدقاء هؤلاء بِـ ” الحيوانات ” .. ولكنّني أقول له بأنّ الحيوانات أفضل من هؤلاء بِآلاف المرّات .
ملاحظة ” 3 ” :
– وستكون الدولة الوطنية السورية محظوظةً ، عندما تعثر على الـ ” 1 ” واحد بالمئة من هذه ” المعارضة ” لكي تتعاون معها.
-5-
( الإرهابُ والفَسادُ وَجْهانِ لِعُمْلةٍ واحدة )
– الإرهابُ نوعان :
* إرهاب الخارج وأذنابُهُ المحلّية، و
* إرهابُ الداخل وزُعَرَانُهُ المُتَلَطُّونَ بِأقْنِعَةٍ وطنيّة.
– والفسادُ نوعان :
* فَسادُ المسؤولين: الذين تَتَزايَدُ أعْدادُهُم وارتكاباتُهُم، في الظروف الاستثنائية، و
* فسادُ شُرَكاءِ المسؤولين الفاسدين، ومَحاسيبِهِمْ وأزْلامِهِم.
– ومَنْ يعتقد أنّ الحكومةَ وحدها هي المسؤولة عن مُعالجة هاتين الظّاهِرَتَيْن السَّرطانيّتين، يكونُ مُساهِماً في نَشْرِ الإرهاب الفساد وتعميقِهما وتعميمِهما.
– وكذلك مَنْ يُعَمِّمْ وجودَ الفساد، ويعتبرُ الدولةَ والمجتمعَ فاسِدَيْن، فكأنّه يقول “فالِجْ لا تعالج”.
– والخطوة الأولى السليمة والصحيحة على طريق الألف ميل ، هي :
* أنْ يبدأ كُلٌّ مِنَّا بِنْفْسِهِ أوّلاً، دون تحايُل أو خِداع للنّفس ودون مُزايدة فارغة،
* وأنْ لا يُرَدِّدَ، بِشَكْلٍ ببغاوي، كُلَّ ما يُقال ويُرْوى، على طقطقة الأراچيل..
وأن يتوقف عن الحُكْم القَطْعِيّ على الآخَرين، سَماعِياً.
– حينئذٍ تُضْطَرُّ أيّ حكومة أو وزير أو مدير عام أو مسؤول إداري أو بوليسي أو أمني، أنَ يَعُدّ للمئة، قَبْلَ أنْ يَمُدَّ يَدَه، لِأنّه يعرف أنّ الفضيحةَ بانتظاره ، تمهيداً للحساب.
– وأمّا توجبه الاتّهامات جُزافاً، وبدون وقائع أو قرائن مادّية، فهذا أمْرٌ يزيد الطّينَ بِلَّةً.
-6-
(آفةُ الفساد، وبِدايةُ العلاج النّاجع لهذه الآفة )
– مع أنّ الفسادَ والإرهابَ ، وَجْهانِ لِعُمْلة واحدة .. وهما كالطّاعون والسّرطان ، ينهشان الوطنَ ، جماعاتٍ وأفْرادا..
– و مع ذلك ، فمعظم المقاربات التي تتناول هدا الموضوع ، وتتنطّح لِمُعالَجَتِه.. لا تخرج عن دائرة التذمّر من وجود هذا السرطان المنتشر ، هذا في حال كان المعنيّون بمواجهة الفساد ، صادِقي النّيّة وسَلِيمِي الطَّوِيّة ..
– وأمّا في حال سوء النّية، فَرُموزُ الفساد الأكثر سواداً وشُركاؤهم وأتْباعُهُم وأزْلامُهُم ومُرْتَزِقَتُهُم وصِبـيانُهُم، يرفعون عقيرَتهم عالياً، مُطالبِينَ بِـ ” وَضْعِ حَدٍ للفساد !!! “..
والغاية من ذلك هي :
صَرْفُ النّظر عن فسادهم المتسرطن ،
وخَلْط الحابل بالنّابل ،
وأخْذ الصّالح بِجَريرة الطّالح ، بل
وإنقاذ الطّالح وإغـراق الصّالح ،
وتعميم تهمة الفساد على الجميع ،
وإعلان العجز عن حلّ هذه المُعْضِلة ، والقول ” فالِجْ لا تعالج ” مُتَجاهِلِين أنَّ ” التّعميم لغةُ الحَمْقى “. .
وُصولاً إلى تبرئة الفاسدين الحقيقيين ، بل واسْتِمْرارُهُم بِقُوّة في نَهـبِ مُقَدّرات الوطن والمواطنين ، دونَ حَسيبٍ ولا رَقيب..
– والبداية السليمة والحصيفة ، تبدأ من التّمييز بين :
القيادة السياسية والعسكرية التي يقف على رأسها الرّئيس ” بشّار الأسد ” ، والتي تخوض معركةَ الوجود والمصير والشرف والكرامة ، والمنهمكة ليلاً نهاراً بتأمين المُسْتَلْزَمات الكفيلة بتحقيق النّصر في هذه الحرب ..
وبين السلطة الحكومية والإدارية التنفيذية ، المعنيّة والمسؤولة عن الحياة اليومية والمعيشية لِأبناء الشعب السوري ..
– ومع ذلك ، فَمَنْ يعتقد بِأنّ الحكومة وحدها ، هي المسؤولة عن معالجة آفة الفساد ، يكون شريكاً في تكريس وترسيخ الفساد ..
والخطوة الذهبية لِكُلّ مواطن حريص على وطنه وعلى تنقيته من شوائبِ الفساد، أنْ يبدأ بِنَفْسِهِ أوّلاً ، وأنْ يلتزم بالقانون والنظام ، وأنْ لا يُخالِفَهُما ، ثم يَخْرج على النّاس صارِخاً : ” ياللهول ، الفسادُ الْتَهَم المجتمع !!! ” ..
وأمّا التَّذَرُّع بِأنَّ ” الالتزام بالقانون والنظام، يُضَيّع الحَقَّ على صاحِبِ الحَقّ ” .. فَمِثْلُ هذا النّمط من الكلام ، هو حلقة مسمومة من حلقات الفساد ..
وعلى كُلٍ مِنّا ، أنْ يقوم بواجبه، قَبْلَ أنْ يُطالِبَ بِحَقّه أو بما يراه أنّه حَقُّه . .
– و على مَنْ يَرَوْنَ في أنْفُسِهِم الكفاءة والأهليّة والصّدقية والقدرة على كشف وفضح غِيلان الفساد ، أنْ يعجموا عِيدانَهُم ويُجَمِّعوا مُعْطياتِهم السليمة والموضوعية عن الارتكابات والتجاوزات والتطاول والابتزاز .
– والحقّ أقول بِأنّ لدينا في سوريّة :
شعباً حياً عريقاً ،
وقيادةً تاريخية استثنائيّة ..
ولكنّنا نفتقر إلى وجود النخبة الوطنية الرفيعة التي ترتقي بنفسها إلى مستوى التحدّيات المصيرية التي يواجهها الوطن ..
لقد التحقَ الآلافُ من ” النُّخَبِ ” السورية بِأعداء الوطن، وتوارَى الآلاف، ونَأى بنفسه الآلاف، واخْتَبَأَ وراء الرابية آلاف
– والوطن الآن بحاجة لنخبة تخرج من صميم الشعب ، تحمل رابةَ الاخلاق في مواجهة ” منظومة الفساد ” الأخطبوطية المتخادمة، وأنْ لا تخاف هذه النخبة الاخلاقية، لومةَ لائم في الحقّ، وأنْ تُطَهِّرَ نَفْسها من الرِّجْسِ والضغينة والكيديّة والثّأريّة والمرارة ..
وأنْ تتقدّم الصّفوفَ لتكونَ مَثَلاً وقدوةً في الدفاع عن الوطن ، ليس في ساحات المعارك الحربية فقط ، بل في باحات العمل اليومي المعيشي والثقافي . .
– وعنما تفرض ، هذه النخبة الخارجة من بين صفوف الشعب ، نفسها ، بِحُكْم سلوكها وممارساتها الأخلاقية .. سوف تكون الخطواتُ اللاحقة هي استلامهم رايةَ الوطن والدفاع عنه، وتَقَدُّم الصفوف السياسية والإدارية، لِيُصْبِحوا هُمْ صانِعِي القرار الحكومي والإداري في الوطن .ـ
ـ وقديماً ، قال ” أبو العلاء المعرّي ” عن ” الفساد ” منذ ألْف سنة :
و هكذا كانَ أمْرُ النَّاسِ ، مُذْ خُلِقوا
فَلا يَظُنَّ جَهُولٌ ، أنّهم فَسَدوا
ـ والفسادُ موجودٌ في كُلّ زمانٍ ومَكانٍ ..
والمسألة ، ليست في وجود الفساد ، بل في الموقف من الفساد ، من قِبَل المجتمع والدولة والحكومة .
– و ليس المطلوب الانتظار لكي يبني الأفرادُ أنفسَهُم في المجتمع، ولا الانتظار حتى تقضي الدولة على الفساد …
– بل المطلوب أنْ ينظّم الشرفاءُ في المجتمع أنفسهم ؛ وأن يشكّلوا تيّاراً فاعلاً و ضاغطاً على المسؤولين من أصغر بلدة أو مدينة وصولاً إلى أكبرها …
– لكي يدفعوهم إلى اتخاذ المواقف الصحيحة والسليمة في محاربة جميع الظواهر السلبية وفي طليعتها الفساد…
بدلاً من الوقوف مواقف سلبية ،
وبدلاً من إدمان الشكوى والأنين ،
وبدلاً من الاكتفاء بتحميل الدولة مسؤولية ما جرى ويجري ،
وبدلاً، من الاكتفاء بتبرئة النفس ، عبر رمي المسؤولية على الآخرين.
-7-
( أخْطَرُ أعداءِ المسؤول )
– أخْطَرُ أعْداءِ المسؤول، هم المتحلِّقون حوله، ممّن يُزيّنون له الأخطاءَ الفادحة ويجعلونَ منها إنجازاتٍ باهرة ..
– والأكْثر خطراً وخطيئةً منهم، هم المُتَحَلّقون الذين يجعلون من المسؤول نِصْفَ إلَه وأحـْياناً إلهاً معصوماً من الخطأ ومن الخطيئة ..
– وهؤلاء ينطبق عليهم قول الشاعر العربي ” ابن هانئ الأندلسي ” الذي خاطبَ ” المُعِزّ لدين الله الفاطمي ” بالقول :
ما شِئْتَ ، لا ما شاءَتِ الأقْدارُ
فَاحْكُمْ ، فَأنْتَ الواحِدُ القهّارُ !!
فَكَأنَّما ، أنْتَ النّبِيُّ مُحَمَّدٌ
و كَأنَّما أنْصارُكَ ، الأنْصارُ !!!
– و يتناسَى أولئك المُراؤون المُنافقون، أنّ الخطأ من طبيعة البشر، وأنَّ كُلّ ابْنِ آدم خَطّاء، وصحيحٌ أنّ مَنْ لا يعمل، هو وَحْدَهُ مَنْ لا يُخْطِئ، ولكنّه يرتكب الخطيئة الكبرى التي هي الإحجام عن العمل ..
وأنّه حتى الأنبياء يُخْطئون، إلاّ في ما أنْزَل الله .
– والمسؤول، في هذا العصر، لا يحتاج لمن يقولون له رأيه، فرأيه يعرفه أكثر من الآخرين بكثير …
ولكنه يحتاج إلى من ينقلون له آراءهم، المستمدة من معاناة الناس، والمبنية على وجدانات المواطنين وحاجاتهم ومصالحهم التي يمكن تحقيقها، في إطار ما هو قائم، وما هو ممكن.
-8-
( الفوضى ” الخلاّقة ” الصهيو – أمريكية، هي ما عملت واشنطن على تطبيقه في سورية )
– عندما يجري تعميمُ ” الفوضى ” من عالم الطبيعة إلى عالم المجتمع إلى عالم السياسة، فالغايةُ من ذلك، هي ضَرْبُ العمود الفقري للاستقرار المجتمعي، الذي يتجسّد بِرأس الدولة أولاً وبِجيش الدولة ثانياً وبِرمز الدولة ثالثاً الذي هو ” العلَم الوطني ” .
– وهذا بالضبط ما جرى وبجري تطبيقه على الجمهورية العربية السورية ، حيث كان المخططُ الصهيو – أطلسي وأدواتُهُ الوهابية – الإخونجية المتأسلمة، والذي تُشرف على تنفيذه ” واشنطن ، يقضي بِشيطنة هذه الرموز الثلاثة ” الرّئيس – الجيش – العَلَم ” واستبدالها بِرموز جديدة مصطنعة، وتعميم هذه الرموز الجديدة المصطنعة، تحت رايات ” الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والثورة والانتفاضة الخ الخ ” .
– والغاية الأساسية المنشودة من ذلك، هي إدخال الوطن والدولة في حالة من الفوضى والانفلاش والانفلات من جميع الضوابط والموانع والرّوادع ، بحيث يتحوّل المجتمعُ إلى غابة لا ضابِطَ لِما يجري فيها، وتَتَفَلَّتُ جميعُ الغرائز البشريّة الدونية، وتخرج من الأعماق إلى السطح، وبدون موانع ولا روادع ولا وزائع ” وتصبح هي ” القانون !!! ” السّائد ، ويتحوّلُ مَنْ تفوّقوا من الوحوش “البشريّة ” المسعورة، على الوحوش الحيوانيّة، بِآلاف الدّرجات المتوحّشة ، من الحُثالاتِ والسّاقطينَ والمجرمينَ واللصوص والشّاذّينَ والبُلهاءِ والمأفونين والمتعصّبين ، يتحّولون إلى أصحاب الحلّ والربط في هذا النّمط الجديد من الحياة الاجتماعية و ” السياسية ” .
– ولكنّ الطّامّة الكبرى، ليست في انخداع عشرات آلاف المواطنين، الذين توهّموا السّرابَ الخادعَ ، نَبْعاً من الماء، بل في ما يُسَمّى ” نُخَب” فكرية وثقافية وإعلامية وأدبية وعلمية وأكاديمية، التي تهافَتَ مُعْظَمُها صَوْبَ السّراب، وانساقت مع القطيع، وَلَعِبَتْ أدواراً مسمومةً وملغومةً، كان لها دَوْرٌ كبيرٌ في دَفْع الوطن باتّجاه الهاوية..
– والأنْكَى، أنّ بعضَ هذه ” النُّخب ” تنطلق من قاعدةٍ مَفادُها أنّ أوربّا وأمريكا، تريدانِ فعلاً ” التطوّر والديمقراطية ” لِشعوب هذه المنطقة، وتعتبر ذلك بديهيّةً ، تنطلق منها .
وبَدَلاً من الدّور المفتَرَض لتلك ” النّخب ” ، دفاعاً عن الوطن والشعب .. قامت بِلعب دورٍ مُضادّ، عندما شكّلت غطاءً وستارةً وجسراً وعَبّارةً لِعبور المخطط الصهيو – أطلسي وأدواتِهِ الوهابية – الإخونجية. الأمر الذي ساهَمَ كثيراً بِتمرير هذا المخطط، وبِإفساح المجال لِحُثالات التاريخ ، داخل سورية وخارجها ، من الوحوش المسعورة، لكي تلعب الأدوارَ التدميرية التهديميّة لِلوطن ولِمقوّمات العيش المشترك .
– هذه هي الترجمة ” الأمينة ” لِمشروع ” الفوضى الخلاّقة ” الصهيو – أميركي، الذي يعني عملياً ” الفوضى الهدّامة ” للشعوب والمجتمعات .
وكانت سورية هي حقل التجربة الأهمّ ، الذي شارك فيه ، أكثرُ من ” 100 ” مئة دولة في هذا العالم ، وفي مقدّمتها الولايات المتحدة الأمريكية ودولُ الاتحاد الأوربي وأعرابُ الكاز والغاز ومتأسلمو الوهابية والإخونجية وجامعة الأعراب
ولولا الصمودُ التاريخي الأسطوري لِسورية الأسد، كَخندق الدفاع الأوّل في وجه هذا المخطّطَ التدميري الرهيب للعالم، لَكان العالَمُ أسْوَأ بِعشراتِ المرّات، مما هو عليه الآن – على عكس ما يتغرغر به زواحفُ وقوارِضُ أذناب ” العمّ سام ” –
– والحياةُ مستمرّة ، والصراعُ مستمِرّ ، إلى أن ينتصِرَ الحقّ على الباطل.
-9-
( دمشق و حلب : توأم سيامي )
– حلبٌ قادت العالم مئتي عام، في زمن مملكة يمحاض الأمورية..
ودمشقُ قادته مئةً أخرى زمن بني أميَّة .
– دمشقٌ كانت أعظم المدن العباسيَّة، بعد بغداد ..
وحلبُ أعظم المدن، أيام الحكم العثماني، بعد اسطنبول .
– حلبٌ عاصمة للحمدانيِّين والزِّنكِيَّيْن ..
ودمشقُ عاصمة للسلاجقة والأيوبيين .
– دمشقُ فيها أعظم مساجد الإسلام بعد الحرام “المسجد الأمويُّ” الكبير ..
وحلب فيها أكبر قلاع الإسلام “قلعة حلب” الكبرى .
– حلبُ مدفن النبي زكريَّا..
ودمشق مدفن ولده النبيُّ يحيى عليهما السَّلام .
– من حلب خرج القدِّيس مار مارون ..
ومن دمشق خرج القديس يوحنا الدمشقي .
– من حلب لمع أبو بكر الرَّازي والفارابي وابن سينا والمتنبي وأبو فراس وأبو الفرج الأصفهاني وابن نباتة وغيرهم ..
ومن دمشق لمع ابن النفيس وابن عساكر وابن الخازن وأبو الحكم الدمشقي وغيرهم.
– حلب آخر طريق الحرير منذ قديم الزمان ..
ودمشق فسطاط المسلمين في آخر الزمان .
وهما توأم سيامي ، وأقدم مدينتين على وجه الأرض .
-10-
( الطبل بـ ” دوما ” والعرس بـ ” حرستا ” )
– هذا مثل شامي شهير.. ينطبق حالياً على من يجهدون أنفسهم ؛ للبحث عن ” المعارضة السورية ” وعن سبل تقويم نفسها والتعلم من أخطائها ..
– والحقيقة ، هي أن جميع المعارضات السورية الخارجية ومعظم الداخلية ، لم تكن خلال السنوات الست الماضية، أكثر من ستارة، لا تختفي خلفها المجاميع الإرهابية الدموية المسلحة فقط ..
بل تقوم هي، أي تلك المعارضات ، بتقديم نفسها – ويقوم أسيادها ومنظموها وممولوها – بتقديمها على أنها الطرف ” المعارض ” الذي يواجه النظام ، لتحقيق الحرية والديمقراطية ” ..
ويقوم عتاة الاستعمار القديم والجديد وأذنابه الأعراب ، بتسويق ما يجري على أنه حرب بين طرفين هما ” النظام ” و ” المعارضة ” .
– بينما الحقيقة هي أن تلك المعارضات ك ” الأطرش بالزفة ” لا حول لها ولا طول ، ولا تمتلك إلا ألسنتها المسمومة ، ولا تقدم ولا تؤخر..
وكل وظيفتها هي التغطية على الحرب الإرهابية الدولية على الشعب السوري ، وتسويق تلك الحرب على أنها ” ثورة سورية ” وتقديمهم من قبل أسيادهم وتقديم أنفسهم على أنهم ” المعارضة ” التي تمثل تلك ” الثورة ” .
– يعني باختصار، أن المثل القائل ” الطبل بدوما والعرس بحرستا ” ينطبق تماما ، على تلك المعارضات المأفونة، فما تقوله ويقوله معها أسيادها ، في واد ، والحقيقة في واد آخر .
-11-
( ثلاثي الاستبداد : الديني – الاجتماعي – السياسي )
– هل تعلم أنّ أسوأ أنواع الاستبداد في التاريخ ، هو :
1 – الاستبداد الديني : لأنه استبدادٌ بشريٌ يجري بإسْم ” الله ” ، و يليه :
2 – الاستبداد الاجتماعي: الذي يجعل من العادات والتقاليد الموروثة والمحشوة بطبقات هائلة من السموم والميكروبات، حاكمةً ومُتَحَكِّمَةً في معظم مناحي السلوك البشري ، ويليهما :
3 – الاستبداد السياسي : الذي يأتي، غالباً، حصيلةً وترجمةً و نتيجةً لوجود الاستبدادَيْنِ السابقين.. وليس العكس كما يظن الكثيرون.
– وأمّا في المجتمعات والدول التي سلكت طريق العلمانية، فقد قضت بشكل أو بآخر على الاستبداد الديني ..
– والقضاء على الاستبداد الديني، هو المقدمة الأولى والأهم لمواجهة الاستبداد الاجتماعي وتطويقه وتحجيمه وصولاً لتهميشه مع الزمن في صياغة نمط حياة المجتمع والدولة..
– وعندما يوضع حَدٌ لِذَيْنِكَ الاستبدادَيْنِ ” الديني والاجتماعي”، تصبح الطّريقُ مُمَهَّدَةً للقضاء على الاستبداد السياسي ..
– وكُلّ ما عدا ذلك، أو لا يَمُرُّ بهذا التسلسل، هو ضحكٌ على العقول وعلى الذقون.
-12-
[ سوريّة مريضة.. يا سادة!!! ]
– عندما يُصَابُ الجسد البيولوجي أو الاجتماعي أو السياسي – فَرْداً كان أم تنظيماً أم تجمّعاً أم دولةً – بالمرض الشديد الذي قَدْ يُودِي به، لا يُفيدُ ولا يَجُوز، تقريع المريض وهو على فراش المرض، ولا ينفع شيئاً، النّدمُ على عدم قيام المريض مُسْبَقاً، باتّخاذ الاحتياطات اللاّزمة والمطلوبة والضرورية، ولا عِتابُ المريض على عدم تحصين نفسه في السابق، ولا لَوْمُهُ على تقصيرِه بِحَقِّ نفسه في ما مضى .
– وما يحدث في مثل هذه الحالة، وما يجب أن يكون، هو استنفار كلّ الجهود لِمعالجة المريض، وتركيز كُلّ الطاقات المتوافِرة، لِشَحْذ معنويات المريض، وشَدِّ أزْرِهِ، والتفرغ للعمل على شِفائه من المرض، مهما كانت أسباب مرضه، وحتى لو كان إهمالُهُ لِنَفـسِه، قد ساهَمَ بدرجة كبيرة في ضعف مناعته، وفي ضُمور قُدْرَتِه على منع الميكروبات من التغلغل في ثنايا جسده .
– وعليه، من المؤمّل من جميع الوطنيين والقوميين والمبدئيين والشرفاء داخل سورية وخارجها، أنْ لا يتوقّفوا مُطَوّلاً عند الماضي، بِعُجَرِهِ وبُجَرِهِ، بل أن يعالجوا ما هو قائم أمامهم، وأن ينظروا للمستقبل، وأن يحتفظوا، للوقت المناسب، بجميع ملاحظاتهم وانتقاداتهم في ما يَخُصُّ الأخطاء والأغلاط السابقة التي أدّت إلى ضَعْفِ مناعة الجسد الاجتماعي السوري، في مواجهة الحرب الكونية الإرهابية الإجرامية القائمة على سورية، وأنْ يُعْلِنوا جميع ملاحظاتهم وآرائهم وانتقاداتهم – بل وتقريعاتهم – لِكي تكون دروساً مستفادة، عندما يشفى المريض، الذي هو الآن، سورية .
-13-
( مقولةُ ” حماية الأقليّات ” غايَتُها تحويلهم إلى ” بِغالِ وحَمِيرِ طروادة ” )
– مقولة ” حماية الأقلّيّات الإثنيّة والطائفيّة والمذهبيّة ” :
– مقولةٌ قديمة جديدة، اسْتَخْدَمَها الاستعمارُ القديم، لِلتّحكّم بالشعوب التي يستعمرها أو يريد استعمارَها ..
– وتعمل على اسْتِخْدامِها، قوى الاستعمار الجديد، وأتباعُ وأذنابُ هذا الاستعمار، من خلال إيجاد أحْصنة طروادة ” والأدق بِغال وحَمير طروادة ” ..
مِمَّنْ ترتبط أوردتهم وشرايينُهم بالقوى الاستعمارية الجديدة الطامعة بالوطنَ ومُقَدَّراته، والمُتخادمة مع جميع القوى والجهات المُعادية للوطن..
– وتعمل على اعْتِماد مبدأ ” المُحاصَصة الطّائفيّة والمذهبيّة والإثنيّة ” تحت عنوان ” النظام الديمقراطي المنشود !!! ” ..
– والشعوبُ المهزومة في الحروب والمغلوبة على أمْرها، تستسلم لذلك بذريعة أنّ الانضواء في ما هو مطلوبٌ منها، هو الطريق الوحيد الذي يُوصِلُها إلى بَرّ الأمان وشَاطئ السّلامة ..
لِتَجدَ نَفْسَها بَعْدَ حِين، في قلب خطرٍ أو أخطارٍ داهِمة مُضاعَفة، يجري توجيهها وتحريكُها خارجياً، غَبّ الطَّلَب ووَفْقاً للمصالح الخارجية المعادية ..
– ووَحْدَها، الشعوبُ الحَيّة ومعها القياداتُ التي تُمَثِّلُ نَبَضَ شعبِها ووِجْدانَهُ وضَميرَه، ترفض الوقوع في هذا الفَخّ والانجرار إلى هذه المصيدة المسمومة والملغومة ..
وتُواجِهُ ذلك بِكُلّ قواها وطاقاتها، مهما كانت التّحدّيات ومهما بلغت التضحيات.
-14-
( المطلوب : ” إسلام ” ممهور بالأختام الصهيو/ أطلسية )
– أكبر ” إنجازات ” ” الربيع الصهيو – وهابي – الإخونجي ” اللامتناهية ، هي: اختزال الدين الإسلامي الحنيف بـ :
* قطع الرؤوس و
* تفجير أماكن العبادة و
* نكاح الجهاد و
* إرضاع الكبير و
* التداوي ببول البعير و
* مضاجعة الوداع للزوجة المتوفاة و
* قول ” الله أكبر ” قبل كل موبقة ….
– هذه هي المهام ” التاريخية ” الأهم، المناطة بالوهابية والإخونجية، للوصول بالمسلمين إلى إتباع “إسلام معادي للمسلمين” وعلى أن يكون هذا “الإسلام” :
* مصنوعا في بيوتات المخابرات البريطانية والأمريكية ..
* وممولا بالبتردولارات السعودية ..
* وممهورا بالأختام الإسرائيلية…
* وكل ذلك، تحت راية ” الدفاع عن الإسلام ” .
-15-
( أين توجَد الأقليّات ؟ )
– الأقليّات موجودة في محميّات ” مجلس المستحاثّات النفطية ” الخليجي ، وفي بلاد سَيِّدِهِم الأميركي ” العمّ سام .
– ففي خمس مشيخات خليجية، تتحكّم خمس عائلات بالسلطة وبالثروة ، مع أنّ كلّ عائلة من هذه العائلات، لا تعادل أكثر من واحد ” 1 ” بالألف من تعداد سكان تلك المشيخات .
– وفي الولايات المتحدة الأمريكية ، يتألف شعبها من مئات الشعوب ، الملمومة من مختلف شعوب العالم التي سَمَّتْ نفسها ” الشعب الأميركي ” الذي يُشَكّلُ مئات الأقليّات ..
ويتحكّم بالقرار السياسي والاقتصادي الأميركي ، فيه ، المَجْمَع الصناعي – العسكري – المالي – النفطي، الذي يبلغ أقلّ من خمسة ” 5 ” بالمئة من مجموع الأمريكيين .
– ومع ذلك، لا يجد هؤلاء غَضاضَةً في التحدّث عن وجود الأقلّيات في بلاد الآخرين ، لكي يتَسَتّروا على ما لديهم.
-16-
( تحتاج الشعوب الحية، وخاصة في الحروب، إلى ) :
1 – استنهاض الهمم ، وليس تثبيطها ، وإلى
2 – رفع المعنويات ، لا النيل منها ، وإلى
3 – تصليب العزائم وتحصينها ، لا تهديمها ، وإلى
4 – تعميق الثقة بالنفس ، لا إضعافها ، وإلى
5 – ترسيخ الثقة بالمستقبل ، بدلا من اليأس ، وإلى
6 – الإيمان المطلق بالنصر ، مهما كانت التحديات ، لا التشكيك به ، وإلى
7 – ضخ روح التفاؤل ، لا التشاؤم ، وإلى
8 – العمل الدائب ، وليس الشكوى والتذمر ، وإلى
9 – التحلي بروح الغيرية والتضحية ، وليس الأنانية ، وإلى
10 – الإيمان الراسخ بالقيادة التي تقود السفينة في مواجهة العواصف ، لا “الحرتقة” عليها .
-17-
( الكارثةُ هي : ” رجال الكلمة ” و ” رجال الدّين ” )
– مُعْظمُ رجالِ الفكر والثقافة والإعلام العرَب ، و
– معظم رجال الدين العرب :
– قاموا بصناعة الجهل ، بدلاً من صناعة الوعي ..
– وتحوّلوا إلى ” بغال ” طروادة ، لِلخارج ، داخل أوطانهم .
– وكانت القابليةُ المفتوحة لدى هؤلاء ، للانزلاق إلى الهاوية ..
و كانت سواقي المال النفطي الجارية المسمومة :
هما العاملان الرئيسيّان في حصول هذه الكارثة الكبرى .
– وذلك على عَكْس ما كان يُظَنُّ سابقاً، بِأنّ المشكلة هي مع بعض “رجال الدين”..
إلى أنْ عَرّى ” الربيع الصهيو – وهّابي ” هؤلاء .. لتنكشف وتتعرى حقيقةَ معظم ” رجال الكلمة ” العرب ، بِأنّهم لا يقلون، إن لم يكونوا أكثرُ شراهةً وشبَقاً وقابليةً للغرق في سواقي المال القذر ، من بعض ” رجال الدين ” .
-18-
( بين ” المجتمع الأهلي ” و ” المجتمع المدني ” )
– تعودُ جُذورُ الانقسامات الأهليّة، إلى مُجْتَمَعات ما قَبْلَ الدولة ..
– وأمّا الانقسامات المدنيّة، فتنتمي إلى مجتمعات الدولة الحديثة والمُعاصِرة، القادرة على احتضان واستيعاب وتشبيك وتثمير هذه الانقسامات، بما يكفل قيام مجتمعات متماسكة ودولة جامعة للتعدُّد والتّنوّع ومانِعة للتفسّخ والانهيار ..
– هذا بالنسبة للبلدان المتطوّرة اقتصادياً وتعليمياً وتربوياً وثقافياً ..
– وأمّا البلدان النّامية أو المتخلّفة : فهي دائماً عُرْضَةٌ لِتَسَرُّب الأذرع الأخطبوطية للاستعمار الجديد، عَبْرَ منظّمات التمويل الخارجي وعَبْرَ اصطناع فروع لها تحتَ مُسَمَّيات ” حقوق الإنسان والمجتمع المدني وتنمية الديمقراطية والدفاع عن الحرية الخ الخ”، وكذلك من خلال اختراق المنظّمات المدنيّة المحلّية القائمة ..
وحينئذٍ تَتَجرثم وتَتَشوّه العملية الديمقراطية القائمة وتتحوّل إلى مولودٍ مسخ، تابع لِدول الاستعمار الجديد، وتحت عنوان ” ديمقراطي ” .
-19-
[ سَتَعُودُ سورية أجمل ممّا كانت ]
– إنّه وَعْدُ أَسَد بلاد الشّام الفارس العربي الأسطوري الرئيس بشّار الأسد .. وَوَعْدُهُ الحقّ والصدق ..
– وأمّا حلفاؤنا وأصدقاؤنا، فَقَدْ بنى لَهُمْ الصّمودُ السوري الأسطوري، أساساً متيناً وبنيةً فولاذيةً، أخذوا بموجبها، مكانَهَم اللائق تحت الشمس، بدءاً من روسيا فالصين فإيران فـحزب الله فجميع شرفاء الكرة الأرضيّة..
– وصحيحٌ أنّنا قدَّمْنَا ونُقَدِّمُ تضحياتٍ لا مثيلَ لها، أدَّتْ إلى تغيير موازين القوى العالمية …
ولكنَّ ذلك، أدَّى وسيؤدِّي إلى أن تعود سورية، عاجِلاً وليس آجِلاً، إلى مكانها الرّيادي في هذا العالَمْ ، منذ ما قبل الميلاد ، مرورا بالدولة الأموية ، فالدولة الحمدانية ، وصولا إلى سورية الأسد ..
– ويبقى الصمود والشموخ والإباء والعنفوان والكبرياء ، وتبقى التضحيات الكبرى ..
هي التي تصنع التاريخ وهي التي تحفظ كرامة الشعوب وتحافظ على وجودها .
-20-
[ عصر الأسد ]
– من حسن طالع هذا الجيل، وخاصة شرفاؤه – وهم اﻷغلبية – أنه كان لهم شرف المشاركة في مواجهة أعتى عدوان همجي أطلسي – صهيوني – عثماني – أعرابي ، على سورية ، في التاريخ .
– ومن حسن طالع هذا الجيل ، أنه عمّد بدمائه ، معمودية التضحيات الأسطورية ، التي أجهضت ذلك العدوان ، ومنعته من تحقيق أهدافه الخبيثة .
– ومن حسن طالع هذا الجيل ، أنّ تضحياته الهائلة ، كانت الحصن الحصين والدرع المتين ، الذي حمى سورية والشرق العربي ، من التفتت واﻻندثار .
– ومن حسن طالع هذا الجيل ، أنه كان وسيكون القابلة والولادة ، التي سيبزغ ، على أيديها ، نظام عالمي جديد ونظام عربي جديد ، أفضل من سابقيهما .
– ومن حسن طالع هذا الجيل ، بل بفضل هذا الجيل ، أنّ ما جرى في مطلع القرن العشرين ، لن يتكرر في مطلع القرن الحادي والعشرين .
– ومن حسن طالع هذا الجيل ، أنّ اﻷجيال القادمة ، ستقرأ وستتذكر ، عبر مئات السنين القادمة ، أنّ هناك في زمانه ، شعباً سورياً وجيشاً سورياً ، كان على رأسهما : أسد بلاد الشام ” الرئيس بشّار اﻷسد ” ..
قدّموا تضحيات جلّى ، وتحمّلوا من اﻷذى والألم والنكران والجحود ، ما لا تتحمله الجبال الراسيات ..
ومع ذلك استطاعوا إسقاط مخطط الشرق اﻷوسط الإسرائيلي الجديد
-21-
( التّحدّيات الكبرى الرّاهنة والقادمة )
هناك تحدّيات كبرى تواجه الجمهورية العربية السورية :
– تحدّي وقف الإرهاب والإرهابيين وتسليحهم وتمويلهم من قِبَل الأعراب والأغراب.
2 – فكّ الحصارات الظالمة والشّائنة ” السياسية والاقتصادية والمالية والدبلوماسية ” التي فرضها الأوربيون والأعراب على سورية .
وهذان أمْران ، خارجيّان، وخارجان عن الإرادة الداخلية ..
وهناك الموضوع الجغرافي والموضوع الاجتماعي :
3 – التمزيق الجغرافي الذي قامت به العصابات الإرهابية الخارجية والمحلّية ، والذي يحتاج إلى وضع حدّ له ، وسيوضع له حدّ .
4 – التفسّخ والتهتّك والتآكل والإهتراء والتسميم والتلغيم في البنية الاجتماعية والنفسية ، التي تحتاج إلى ترميم وتقويم وتخليق وبناء جديد ، يحتاج إلى ما لا يقلّ عن جيلٍ من الزمن.
-22-
( غريزة القطيع )
– عندما يجري التحرك قطيعياً – وفقاً لغريزة القطيع – يتحرّكُ النَّاسُ طِبْقاً لوتيرة أقلِّهِم عقلاً ؛ و تُدارُ حركتُهُم ، وفقاً لأخْبَثِهِم عقلاً .
و يقول ( إفلاطون ) منذ 2500 سنة :
على من يعملون بالشأن العام ، أن يتحلوا بأربع ميزات :
– الحكمة : ضمانة لسلامة التفكير والتدبير ، و
– الشجاعة : برهان على القدرة وسلامة الطباع ، و
– عِفَّة النفس : دليل على الفضيلة و سلامة النفس ، و
– العدالة : التي هي شرط أساسي ، لإدارة شؤون الناس.
-23-
[ ” كاريتاس” و ” صليب أحمر” و ” هلال أحمر ” !!! ]
لم نكن نعرف أنّ دول الاستعمار القديم والحديث في أوربا وأمريكا وفي تركيا الطورانية الحالية، هي جمعيات خيرية و” كاريتاس ” و ” تكيّة الشيخ محيي الدين “، وأنّ هدفهم الأسمى في العلاقات مع الدُّوَل، تَحْكُمُه الأخلاقُ والإنسانية وليس مصالحهم وأطماعهم الاستعمارية ..
إلاّ في الحرب الدولية الإرهابية على سورية ..
وكذلك لم نكن نعرف أنّ نواطير الكاز والغاز في صحراء الرّبع الخالي ، هم هلال أحمر وصليب أحمر ، وأنّهم لا ينامون الليل ، حرصا على الشعوب والثورات والعدالة والمساواة والحرية والديمقراطية ، وأنهم يعملون لوجه الله ولا يريدون جزاءً ولا شكورا ….
إلاّ بوقوفهم مع ” الثورة السورية !!!! ” ..
صحيح ” اللِّي اسْتَحوا .. ماتوا ” .
-24-
[ الطريق إلى ” اسرائيل “.. تَمُرُّ عَبْرَ شتم ومعاداة دمشق ]
– كلما بدأ أحدهم بسلوك طريق الإذعان والالتحاق بـ ” اسرائيل ” ..
يبدأ بتقديم أوراق اعتماده، من خلال توجيه الشتائم للدولة الوطنية السورية “سورية الأسد” وتحويلها إلى خصم وعدو والعمل على شيطنتها وأبلستها، لأنها عقبة كأداء في وجه الزحفطونيين ..
– وهذا الطريق المسموم ليس جديداً ، بل منذ عدة عقود ..
ولكن أُضِيفَ إليه شتيمةُ وعداء ” إيران ” بعد ثورتها عام ” 1979 ” ..
وشتيمة وعداء ” حزب الله ” بعد إنشائه عام ” 1982 ” .
– وذلك لأنّ الاقتراب والتقرّب من ” اسرائيل ” يقتضي من أصحابه، الابتعاد عن منظومة المقاومة والممانعة ” سورية الأسد – إيران – حزب الله ” .
-25-
– وَصْفَةُ مجموعةٍ من الأطباء ، يُشَخِّصون ويتشاورون معاً ، هي أفضل بكثير من وصفة واحدة نتيجة فحص سريري..
وسورية المريضة تتعافى الآن من مرضها العضال، ولا يتحمل جسمها أدوية إضافية، قبل أن تتعافى من مرضها العضال الذي هو الإرهاب ، مهما بدا الأمر غير ذلك..
– والوطنيون منذورون للتضحيات.. ولا يَكَلُّون ولا يمَلّون من الدفاع عن القضايا المبدئية التي يؤمنون بها ويدافعون عنها ..
ولا تثنيهم الأثمان الباهظة التي يدفعونها، درءاً للمخاطر التي تواجهها أوطانهم.
– وحتى عندما تصل ضريبة الشرف والوطنية، إلى درجة التمادي على الشرفاء والوطنيين الأصلاء، من قبل المزايدين والمنافقين والفاسدين وسماسرة الأزمات وتجار الحروب والخلايا النائمة والقوادين والدواويث..
فإنّ الشرفاء يزدادون صلابةً وتمسكاً بقناعاتهم المبدئية ، مهما كانت الضريبة التي يدفعونها ، عاليةً ومؤلمة.
-26-
* دول الاستعمار الأوربي والعثماني القديم ..
* ودولة الاستعمار الصهيو -أميركي الجديد ..
* ونواطير الكاز والغاز ..
عاجزون بنيويا عن التعامل مع الدول الأخرى وشعوبها على أنها دول ذات سيادة ، وشعوب ذات كرامة ؛ ومجتمعات لها حقوق …
بل يتعاملون معها على أنها طوائف ومذاهب وأعراق وإثنيات …
لماذا ؟
لأن هذا الأسلوب الموبوء من التعامل مع الدول الأخرى :
* هو الكفيل بمنع تطور هذه الدول ..
* وبقطع طريق التلاحم الاجتماعي ، على شعوب هذه الدول ..
* وبإبقائها موضوعا لتدخلات الخارج وسيطرته عليها .
-27-
( مخاطرُ النّزعة الفرديّة )
– النّزعة الفردية التقليديّة الرّاسخة في ثقافتنا وتربيتنا الاجتماعية والسياسية، هي السّبب الأهمّ لسلسلة الإخفاقات التي نواجهها ..
– وعندما يُصبح أحَدُنا في موقع ” المايسترو ” ، يتوهّم في نفسِهِ القدرةَ على القفز فوق الفرقة أو فريق العمل الذي يعمل معه ، بل والحلول مكانه واعْتباره غير موجود ..
بَدَلاً من التّناغُم والتّكامُل بين أعضاء الفريق من جهة ، وبين الفريق كَكّلّ و ” المايسترو ” من جهة ثانية ..
– وهذا ما يعيشهُ مُعْظَمُنا في البيت والمدرسة والجامعة والوظيفة والمجتمع ..
حتى باتت هذه النزعة الفردية ، تكبَحُ فُرَصَ التقدّم والتّطوّر ، وتَحْكُمُ على مجتمعاتنا بالبقاء خَلْفَ رَكْبِ الحضارة ، أجيالاً عديدة .
-28-
( مواجهة الطّلائع والمفارز الصهيونية )
– صار واضحاً، كالشّمس في رابعة النهار – طبعاً، إلاّ لعميان الأبصار والبصائر وخونة الأوطان والضّمائر – بِأنّ المجاميع الإرهابية المسلحة والعصابات التكفيرية المتأسلمة، التي تعيث خراباً ودماراً ودماً وموتاً على الأرض السورية، هي قوّات الطليعة الإسرائيلية في الحرب القائمة على سورية..
– ومن البديهي، بل من أبجديّات العلوم العسكرية، أنّ المواجهة الكبرى مع قواتّ العدو الرئيسية ، تمرّ حُكْماً بِتدمير طلاٍئِعِه ومَفارِزِه المتقدّمة..
وأنّ مَنْ لا يعرف ذلك، يحتاج لمعرفة ألف باء العلم العسكري ، قَبْلَ أن يجعل من نفسه ” مفكّراً استراتيجياً ” لا يُشَقُّ له غُبار!!!.
– وهذه الطلائع والمفارز الصهيو / وهّابية / الإخونجية المتقدّمة هي الآن، مئات العصابات المتأسلمة التي تواجهها الدولة الوطنية السورية، على الأرض السورية.
-29-
– لقد كانت لمفاجأة تحرير ” حلب “، وقع الصاعقة على رؤوس رعاة الإرهاب في أمريكا وأوربا ..
– لأنهم منذ ” 5 ” سنوات وهم يقولون ” حلب – خط أحمر ” بمعنى أنهم لن يسمحوا للدولة السورية باستعادتها ، ولا بعودة مؤسسات الدولة إليها . .
– أي أنهم يريدون فصل ” حلب ” وسلخها عن الدولة السورية ، وتحويلها إلى غرفة عمليات و مركز تابع لمختلف أجهزة المخابرات الأطلسية والإسرائيلية والأعرابية ..
تمهيدا لتقسيم سورية وتفتيت شعبها وتحويلها إلى عشرات الكيانات التي تدور في فلك ” إسرائيل ” وتتبارى في خدمتها .
-30-
[ يقول ( ديغول ) : ]
( إنّ جميع مُفكِّرِينا تقريباً، هم أدباء.. أيديولوجياتهم تابِعَة لِعواطِفِهم.. إنّ هؤلاء المفكّرين تُثِيرُهُم النّيّات، أمّا نحن، فَتُثِيرُنا النّتائج . )
– إذا كان هذا وَضْع المفكّرين في بلد النُّور وبلد الثورة الفرنسية العملاقة منذ قرنين وربع ، فكيف هو وَضْع “المفكّرين” في الديار العربية؟؟!!!!..
– للأسف، تَبَيَّن أنّه لا يوجد لدى العرب مفكّر حقيقي واحد، ولا فيلسوف واحد..
لا بل تبيّن أنّ معظم المثقّفين العرب، ليسوا أدعياء ثقافة فقط، بل هم “كاريكاتيرات مثقفين” وأنّ الكثير من هؤلاء مأجورون ومرتهنون ومرتزقة لِمَنْ يدفع أكثر.
– وهذا لا يعني عدم وجود مثقفين عرب، تنحني لهم الهامات ولا يتخلّون عن مبادئهم، مُقَابِلَ أموال الدّنيا، ولكن، للأسف، تَبَيّنَ أنّ هؤلاء هم القِلّة القليلة .
-31-
( داعش وأخواتُها )
– ” داعش ” وأخواتُها ، هي :
1 – صناعة صهيو – أطلسية ، و
2 – تربية صهيو – وهّابية – إخونجية ، و
3 – تمويل بتر دولاري ، و
4 – تسميد محلّي ، اجتماعي واقتصادي وثقافي .
– وكلّ مقاربة لِهذا الوحش الإرهابي المتأسلم، لا تأخذ هذه العوامل الأربعة، بكامل الاعتبار والحسبان، ستكونُ تشخيصاً خاطئاً لظاهرة الإرهاب المتأسلم ..
والتشخيص الخاطئ يؤدّي دائماً إلى استفحال المرض، بَدَلاً من عِلاجِه .
-32-
( العناصر الأساسية لقوة الدولة )
1 – القوة العسكرية
2- القدرة الاقتصادية
3 – تميز القيادة
4 – الفاعلية السياسية
5 – التطور العلمي التكنولوجي
6 – الحصانة الثقافية والتربوية
-33-
– عندما يقول حماة الإرهاب في دول الناتو ، بأنهم لن يساهموا بإعمار سورية، ما لم يكن في سورية ، نظام سياسي يحصل على رضاهم ومشاركتهم .
– ينسى هؤلاء بأن شيخ الدبلوماسية السورية ، شطبهم عن الخريطة السورية ، من اللحظة التي قطعوا فيها علاقاتهم الدبلوماسية مع سورية .
– وينسى هؤلاء ، بأن الشعب السوري ، بأغلبيته الساحقة ، يرفض رفضا قاطعا ، دخول أو مشاركة أي جهة شاركت في تدمير سورية وفي قتل السوريين ، في أي مرحلة من مراحل إعادة الإعمار القادمة في سورية .
-34-
– من لا زالوا يتحدثون عن ” ثورة ” أو ” انتفاضة ” في سورية، أو ” نظام يقتل شعبه، أو عن ” الثورة التي جرت مصادرتها ” …
– هؤلاء يضعون أنفسهم، شاؤوا أم أبوا في خانة الأطالسة والإسرائيليين وآل سعود وآل ثاني، ممن يقولون بذلك، وفي خانة عشرات الآلاف من مجاميع العصابات الإرهابية التكفيرية الظلامية …
– فإذا كانوا لا يعتبرون أنفسهم ، في خانة هؤلاء ، فهذا يقتضي منهم الإقلاع الفوري عن ترداد مثل هذه الترهات والخزعبلات…
وإلا، سيكونون بيادق في خدمة الإرهاب والإرهابيين والظلام والظلاميين والاستعمار والاستعماريين .
وعليهم أن يختاروا
-35-
( باختصار شديد : ماذا حصل، وماذا سيحصل في ” تدمر ” ؟ )
– ما حصل في ” تدمر ” هو أنّ الخلل في ميزان القوى بين المجاميع الإرهابية المهاجمة وبين القوى المدافعة عن تدمر ..
كان يقتضي الانسحاب من ” تدمر ” تلافياً لوقوع خسائر بشرية جسيمة..
– وستجري استعادتها بخسائر أقل بكثير، مما كان سيجري تقديمه، لو لم يجر الانسحاب منها ..
بل وستكون خسائر الإرهابيين القادمة في معركة تحرير تدمر، أضعافا مضاعفة.
-36-
( جوهر الصّراع بين سورية وأعدائها )
جوهرُ الصراع بين ” سورية الأسد ” وبين أعدائها وخصومها ، هو :
– النُّزوع القومي الدائم لِلدولة الوطنية السورية، للارتقاء من الوطني نحو القومي ، بِأفقٍ إنساني ، بينما يريد أعداؤها وخصومُها :
– الانحدار من الوطني، نحو الطائفي والمذهبي والقبلي والعشائري والجهوي والمناطقي ..
تمهيداً لتمزيق النسيج الاجتماعي وتفكيك البُنى السياسية القائمة وتفتيت الدّول الوطنية إلى كياناتٍ صُغرى ، مُتصارعة من جهة ، وتدور في فلك ” اسرائيل ” من جهة ثانية .
-37-
– ليست المشكلة في ” الدين ” كما يتغرغر البعض ، بل في كيفية استخدامه..
– فإيران والسعودية ، دولتان دينيّتان ..
– الأولى ” إيران ” تعيش في نظام عصري مواكب و متناغم مع القرن الحادي والعشرين ، رغم الحصار المزمن والجائر عليها ، منذ حوالي أربعة عقود .
– والثانية ” السعودية ” تعيش في نظام بدائي متخلف ، يشبه زمن العصور الحجرية وما قبل التاريخ ، رغم الثراء النفطي والمالي الفاحش .
-38-
( متى ينتصر الحقّ ؟ )
– الحقّ يفرض نفسه، عندما يحتضنه رجالٌ و حَرائِرُ، لا يخافون من الثمن الذي سيدفعونه، لانتصار الحقّ ..
– والحقّ لا ينتصر من تلقاء نفسه، بل بالرجال الذين يحملون رايتَهُ وينذرون أنفسهم لتحقيقه ( لا أنْ ” يَشْلفَ ” كُلٌ منهم المسؤولية على الآخر ) .
– إنّ لِلَّهِ رِجالاً إذا أرادوا ، أراد .
-39-
لقد ثَبَتَ، في هذه الحرب الكونية على سورية، أنّ ” نُخَبَنا ” الفكرية والثقافية، هي من أردأ أنواع النخب في العالم ..
وهي المسؤولة الأكبر عن هذا التشتت القائم ، وليس الإرادة السياسية ..
فالإرادة السياسية موجودة بقوّة ، ولكنّ ” النُّخَب ” القادرة على ترجمة هذه الإرادة، تبَيَّنَ أنها ” تيرسو ” من الصّنف الرّديء جداً .
-40-
( صحيفة ” السفير ” اللبنانية، الجريدة القومية العربية، وصوت الذين لا صوت لهم، خلال أربع عقود من الزمن ..
يتألم المرء من أجلها ، مرتين :
1 – لأنّها ستتوقف عن الصدور .. و
2 – لأنّ صاحبها، انحرف بها، منذ سنوات، عن النهج الذي قامت على أساسه. )
-41-
( البغل المنفوخ: رياض حجاب: لا تنازلات للأسد، رغم ما يجري في حلب. )
وهذا ما ينطبق عليه :
( قالت البعوضةُ للنخلة : اسْتَمْسِكي ، فإنّي أريد أن أنزلَ عنكِ، فقالت لها النخلة : وهل شَعَرْتُ بوقوفِكِ، كي يَشّقَّ عَلَيَّ نُزُولُكِ ؟!. ) – الإمام الحسن بن علي –
-42-
أن تصل الفظاعة والشناعة بـ ” الثورة السورية !!!! ” إلى درجة القيام بتفجيرٌ ارهابيٌ استهدفَ مخفراً في حيِ الميدانِ بدمشق، عبر استخدام طفلةً عمرها 7 سنوات، فخخوها بحزامٍ ناسفٍ وأرسلوها الى المخفرِ، وفَجروها عن بُعد. !!!!!
إنّها تعبير عن إفلاس ” الثورة السورية غير المسبوقة !!!!! ” .
-43-
( مهما كانت الانتصارات ساحقة ، فمن البديهي أن تتخللها
بعض التراجعات، التي تشبه إطلاق السهم القاتل على
العدو ، عندما يضطر صاحبه للتراجع خطوة إلى الخلف . )
-44-
( منذ خمس سنوات، كان من جملة المصطلحات التي أطلقناها، من ” عمّان ” والتي باتت الآن بديهيات :
أسد بلاد الشام ونواطير الكاز والغاز . )
-45-
( على الجميع في هذا العالم أن يعرف بأنّ مصطلح ” الانتقال السياسي ” في سورية، الذي يستخدمه أعداء سورية بشكل خاص..
بات ممجوجاً ومرذولاً ومنبوذاً ومرفوضاً، لدى الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب السوري. )
-46-
( عندما تصبح الأممُ المتحدة، هي الكلب المسعور للأمريكي ، وتصبح ” الجامعة العربية !! ” هي الضِّفدع المسموم التابع لـ ” العم سام ” أيضاً..حينئذ، لا بد من أن نسمع هذا النباح ” الجعاري “على سورية . )
-47-
كلما تعالى صراخ ونباح ضفادع الاستعمار وأذنابه عن حلب.. تأكد أنّ الخازوق “مبشَّم” لهم.
-48-
الجنازة فاترة، والميت كلب.. جميع المتباكين على حلب، ذرفوا دموعهم في الوقت غير المناسب.
-49-
( لا نعرف مَن هو الأكثر سفالةً “المعارضات الإرهابية” أم المتباكون عليها؟!!!)
-50-
عدم خبرة بعض الحلفاء، بالعقل الإحتيالي للمتأسلمين وحماتهم، يؤدي للوقوع في عدة مطبات.
-51-
” مناطق آمنة!!! ” في سورية ، تعني شن حرب مباشرة على سورية.. وهذا ما لن يقوم به ترامب .
-52-
وقف إطلاق النار في كل سورية، يفهمه السوريون بأنّه خروج أو إخراج الإرهابيين من كل سورية.
-53-
دي مس تورا، اطمئن، لن تكون هناك باصات خضر في إدلب.. فإمّا إلى تركيا، أو إلى جهنم .
-54-
جن جنون دول الاستعمار وأذنابهم، لأننا حطمنا خطهم الأحمر في حلب، وجعلناه باصات خضر.
-55-
خروج الإرهابيين من شرق حلب، هو نصر مبين، سواء ذهبوا إلى جهنم، أم في طريقهم إليها .
-57-
المفارقة أن الأذناب الأعرابية؛ تزايد في ادعاء الإنسانية على أسيادها الأطالسة!!!.
-58-
( إذا كنّا قد خسرنا ” تدمر ” مؤقتاً؛ فهذا لا يعني أنّها سقطت، بل اخْتُطِفَتْ واحْتُلَّتْ.. وستعود لِتَعْلو وتشمخ قريباً .. وسيبقى الساقطون بين الحُفَر .. )
-59-
ستتحرر تدمر بزمن قياسي، وستكون مقبرة ل الإرهابيين، ولأسيادهم الأطالسة والمتصهينين.
-60-
( مَن يتهم روسيا بالتفريط بـ ” تدمر ” : إمّا جاهل أو موتور أو متصهين. )
-61-
علينا أن نعترف، بأننا خسرنا ” تدمر ” .
وعلى أعدائنا أن يعرفوا بأنها ستعود وسيندحرون.
-62-
هناك استماتة أمريكية، لاحتلال ” تدمر ” ثانية، نكاية بروسيا..
تدمر ستكون مقبرتهم .
-63-
ما يجري في حلب، من سحق للإرهابيين، سيجري تعميمه، حتى لو كانت هناك بعض التراجعات.
-64-
يعتقد الأمريكي وأذنابه، أنّ تفعيل دواعشه في ” البادية ” سيعوض هزيمته النكراء في حلب.
-65-
مَن لا يثق بنفسه وبوطنه وبقيادته الأسدية، هو عبء على نفسه أولاً وعلى وطنه ثانياً.
-66-
* سورية الأسد : هي سورية المقاومة الممانعة.
* أسد بلاد الشام : هو الرئيس بشار الأسد.
-67-
( لقد تجاوَزْنا الصعبَ والأصعبْ، وبقيَ أمامَنا الأقلّ صعوبةً . )
-68-
( لن يبقى، بيد الإرهابيين، متر واحد في سورية. رغم أنف واشنطن وأذنابها.)
-69-
( لِلْمَرَّة المئة نقول: أيٌ محاولة لزعزعة الثقة بالحليف والصديق .. هي خِدْمَةٌ مَجّانِيّةٌ للعدوّ . )
-70-
( الأسطوانة المشروخة بأنّ ” النظام السوري يقتل شعبه ” هي علكة العملاء والجهلة والسفلة. )
-71-
( صادق جلال العضم: باع دينه ودنياه .. باع دينه لإبليس، وباع دنياه للعم سام.)
-72-
( عندما يتكلم الأدباء بالاستراتيجيات العسكرية، يسيئون لأنفسهم أولاً وأخيراً.)
-73-
كم يخطئ مَن يقاربون اختطاف ” تدمر ” بأنّها معركة مع الإرهابيين فقط .. إنّها مع الناتو .
-74-
التشكيك بالحلفاء والأصدقاء، ليس خدمة للوطن، بل هو تطوع مجاني لخدمة أعداء الوطن .
-75-
( رجال الجيش السوري الأسطوري وحلفاؤه، هم النسور والصقور، والباقي زرازير.)
-76-
المسؤولون الأمريكان والأوربيون وأذنابهم، مصابون بنوبة هستيريا، بسبب تحرير ” حلب ” .
-77-
الرأفة ” الإنسانية ” بحال الإرهابيين، كالرأفة بالوحوش المسعورة، بحجة الرفق بالحيوان.
-78-
كل هذه القرقعة والفرقعة” الإنسانية “عن جرائم في حلب، هي لتسهيل إخراج آلاف الإرهابيين.
-79-
( داب الثلج، وبان المرج.. فهم حريصون على حياة الإرهابيين.. وليسوا معنيين بأهل حلب.)
-80-
( فَلْتَخْرَسْ الرئاسة الفرنسية، ولْتَتوقّف عن بكائياتها على إرهابيي حلب . )
-81-
( أيّ اتفاق مع رعاة الإرهاب، كالاتفاق مع الأفاعي والعقارب. )
-82-
( ثلاثية أثافي ” الحروب الناعمة !! ” :
المخابرات – الإعلام – الإرهاب المتأسلم.)
-83-
كل سوري يقف مع وطنه ومع نفسه، بصدق.. سيقف مع قيادته.
-84-
دي مس تورا، لا تقلق، فما ستلقونه في إدلب، لا يقاس بما لقيتموه في حلب
-85-
السياسة هي فن وعلم إدارة المجتمعات وبناء الدول .
التعليقات مغلقة.