كيف أصبحت «إسرائيل» فاقدة القدرة على حماية قلعتها؟ / حسن حردان




حسن حردان ( لبنان ) ) – الأربعاء 7/8/2024 م …
«إسرائيل» التي كانت تخيف العرب جميعاً بقوّتها وسطوتها وإرهابها بفعل تفوقها النوعي واستحواذها على آلة الحرب الأكثر تطوراً وتدميراً دون غيرها في المنطقة، وتحوّلت بفعلها إلى قلعة محصّنة لا يستطيع أحد اختراقها وتهديد أمنها ونقل الحرب إلى قلبها… «إسرائيل» هذه نشهد نهايتها، حيث بعد أن اعتدت على عواصم دول محور المقاومة واغتالت قادة، نجدها اليوم ترتعد فرائضها وقلقة من ردّ قوى محور المقاومة المنتظر، والذي تتعامَل معه على أنه أمر محسوم، لكنها تتمنّى ألا يكون قوياً ولا يلحق أضراراً كبيرة بقوّتها الردعية وهيبتها المتآكلتين، ولأنها لا تعرف حجم ومستوى وقوة الردّ الآتي من كلّ جبهات قوى المقاومة، دخلت في حالة طوارئ شاملة كلّ المناحي العسكرية والأمنية والمجتمعية والسياسية والإعلامية، وأصيبت بحالة شلل اقتصادي وتوقف في حركة الطيران.. وكأنها فعلاً في حالة حرب لم يسبق ان تعرّضت لها، مع تسليمها انّ القوة الأميركية التي سارعت للاستنفار لحماية قاعدة أميركا الاستعمارية في المنطقة، غير قادرة أيضاً على تجنيب كيان الاحتلال التعرّض لضربات قوية.. مما يظهر ويؤكد التحوّل الحاصل في الصراع العربي الصهيوني على ثلاثة مستويات:
أولاً، انتهاء الزمن الذي كانت فيه «إسرائيل» تستطيع أن تعتدي ولا تلقى الردّ والعقاب بالمثل على عدوانها.
ثانياً، يتأكد أنّ «إسرائيل» لم تعد قادرة على حماية قلعتها من ضربات وهجمات قوى المقاومة.
ثالثاً، يتبيّن انّ الزمن الذي كانت فيه «إسرائيل» آمنة لا تخاف ولا ترتعد فرائضها قد انتهى..
هذه التحوّلات النوعية في الصراع ناتجة عن تبدّل ملحوظ في موازين القوى، بفعل العوامل التالية:
العامل الأول، نشوء قوة فعلية لقوى المقاومة تملك قيادة ثورية شجاعة وجريئة، تستفيد من تجربتها، وتجارب الثورات الشعبية الظافرة في العالم.. لا تهاب خوض الصراع، ولديها رؤية شاملة استراتيجية في مواجهة كيان غاصب يحظى بدعم أقوى دولة في العالم.. ونجحت في مراكمة المزيد من القوة على مدى سنوات طويلة من خوض كلّ أشكال الحروب الشعبية المسلحة وتحقيق الانتصارات ضدّ العدو الصهيوني والأميركي، وجيوشه الإرهابية، في لبنان وسورية وغزة والعراق واليمن، وامتلاك الخبرات القتالية، وتطوير قدراتها العسكرية، إلى جانب التقنية التي مكنتها من مواجهة التفوّق العسكري للعدو.. وتكبيده الخسائر الفادحة، وهو ما يحصل بفعالية ووتيرة متزايدة، منذ عشرة أشهر، في قطاع غزة، وجبهة جنوب لبنان، واليمن والعراق ..
العامل الثاني، نجاح قوى المقاومة في بناء بنية قوية ومتينة للمقاومة، في لبنان وسورية والعراق واليمن، وفلسطين، تستند إلى دعم إيران الثورة، وسورية، مما مكّنها من امتلاك القدرات المتعاظمة لشنّ حرب استنزاف ضدّ كيان الاحتلال من جبهات متعددة.. ووفر لها ظهيراً ثابتاً وراسخاً يمدّها بكلّ إمكانيات الدعم الضرورية لخوض هذه الحرب في مواجهة كيان محتلّ يحظى بدعم غير محدود من دول الغرب الاستعمارية وفي طليعتها الامبريالية الأميركية.
العامل الثالث، نجاح قوى محور المقاومة في بناء قوة تحاصر وتفرض طوقاً حول كيان الاحتلال، معززة بالقدرات الصاروخية والمُسيّرات المتطورة، القادرة على ضرب ايّ هدف في فلسطين المحتلة.. ويعود الفضل في المساعدة على تحقيق ذلك لقائد لواء القدس في الحرس الثوري الإيراني الشهيد اللواء قاسم سليماني الذي لعب دوراً مهماً بتزويد قوى المقاومة بالقدرات التسليحية والتقنيات التي تمكّنها من صناعة وتطوير أسلحتها.. وهو ما أسهم إسهاماً هاماً في الصمود الأسطوري للمقاومة في غزة وجعلها قادرة على خوض حرب العصابات وحرب المدن ضدّ جيش الاحتلال ومنعه من تحقيق أهدافه في القضاء على المقاومة أو استعادة أسراه.. وبالتالي إغراقه في رمال غزة..
إنّ هذا التنامي في قوة محور المقاومة، وضع كيان العدو والقوة الأميركية الحامية له أمام خيارين:
الخيار الأول، الاستمرار في التعرّض لحرب استنزاف تجيد قوى المقاومة خوضها كما أثبتت الأشهر العشرة الماضية.. ويحذر جنرالات صهاينة من خطر استمرارها لأنها ستؤدّي بـ «إسرائيل» إلى «الاختناق التدريجي» من خلال شنّ قوى المقاومة «حرب عصابات غير متكافئة، والهدف ليس مواجهة التفوق الإسرائيلي بشكل مباشر، بل تحديد نقاط الضعف التي ستشله».. حسب رأي الكاتب في صحيفة «يديعوت أحرونوت» اري شفيت.
الخيار الثاني، الانزلاق إلى حرب واسعة، لعدم قدرته على تحمّل كلفة وتداعيات حرب الاستنزاف من ناحية، وعدم استعداده التسليم بفشل حربه الإجرامية في غزة ووقف هذه الحرب ودفع ثمن هذا الفشل.. على أنّ قوى المقاومة قد تحضّرت جيداً لمثل هذه الحرب، وتدرك أكلافها، لكنها تدرك أيضاً انّ العدو أصبح منهكاً ومستنزفاً بعد عشرة أشهر من حرب الاستنزاف، وقوّته ستكون مشتتة لأنها ستكون مضطرة لخوض الحرب على عدة جبهات لقوى المقاومة، وهذا يصبّ في صالح قوى محور المقاومة واستراتيجيتها
«إسرائيل» التي كانت تخيف العرب جميعاً بقوّتها وسطوتها وإرهابها بفعل تفوقها النوعي واستحواذها على آلة الحرب الأكثر تطوراً وتدميراً دون غيرها في المنطقة، وتحوّلت بفعلها إلى قلعة محصّنة لا يستطيع أحد اختراقها وتهديد أمنها ونقل الحرب إلى قلبها… «إسرائيل» هذه نشهد نهايتها، حيث بعد أن اعتدت على عواصم دول محور المقاومة واغتالت قادة، نجدها اليوم ترتعد فرائضها وقلقة من ردّ قوى محور المقاومة المنتظر، والذي تتعامَل معه على أنه أمر محسوم، لكنها تتمنّى ألا يكون قوياً ولا يلحق أضراراً كبيرة بقوّتها الردعية وهيبتها المتآكلتين، ولأنها لا تعرف حجم ومستوى وقوة الردّ الآتي من كلّ جبهات قوى المقاومة، دخلت في حالة طوارئ شاملة كلّ المناحي العسكرية والأمنية والمجتمعية والسياسية والإعلامية، وأصيبت بحالة شلل اقتصادي وتوقف في حركة الطيران.. وكأنها فعلاً في حالة حرب لم يسبق ان تعرّضت لها، مع تسليمها انّ القوة الأميركية التي سارعت للاستنفار لحماية قاعدة أميركا الاستعمارية في المنطقة، غير قادرة أيضاً على تجنيب كيان الاحتلال التعرّض لضربات قوية.. مما يظهر ويؤكد التحوّل الحاصل في الصراع العربي الصهيوني على ثلاثة مستويات:
أولاً، انتهاء الزمن الذي كانت فيه «إسرائيل» تستطيع أن تعتدي ولا تلقى الردّ والعقاب بالمثل على عدوانها.
ثانياً، يتأكد أنّ «إسرائيل» لم تعد قادرة على حماية قلعتها من ضربات وهجمات قوى المقاومة.
ثالثاً، يتبيّن انّ الزمن الذي كانت فيه «إسرائيل» آمنة لا تخاف ولا ترتعد فرائضها قد انتهى..
هذه التحوّلات النوعية في الصراع ناتجة عن تبدّل ملحوظ في موازين القوى، بفعل العوامل التالية:
العامل الأول، نشوء قوة فعلية لقوى المقاومة تملك قيادة ثورية شجاعة وجريئة، تستفيد من تجربتها، وتجارب الثورات الشعبية الظافرة في العالم.. لا تهاب خوض الصراع، ولديها رؤية شاملة استراتيجية في مواجهة كيان غاصب يحظى بدعم أقوى دولة في العالم.. ونجحت في مراكمة المزيد من القوة على مدى سنوات طويلة من خوض كلّ أشكال الحروب الشعبية المسلحة وتحقيق الانتصارات ضدّ العدو الصهيوني والأميركي، وجيوشه الإرهابية، في لبنان وسورية وغزة والعراق واليمن، وامتلاك الخبرات القتالية، وتطوير قدراتها العسكرية، إلى جانب التقنية التي مكنتها من مواجهة التفوّق العسكري للعدو.. وتكبيده الخسائر الفادحة، وهو ما يحصل بفعالية ووتيرة متزايدة، منذ عشرة أشهر، في قطاع غزة، وجبهة جنوب لبنان، واليمن والعراق ..
العامل الثاني، نجاح قوى المقاومة في بناء بنية قوية ومتينة للمقاومة، في لبنان وسورية والعراق واليمن، وفلسطين، تستند إلى دعم إيران الثورة، وسورية، مما مكّنها من امتلاك القدرات المتعاظمة لشنّ حرب استنزاف ضدّ كيان الاحتلال من جبهات متعددة.. ووفر لها ظهيراً ثابتاً وراسخاً يمدّها بكلّ إمكانيات الدعم الضرورية لخوض هذه الحرب في مواجهة كيان محتلّ يحظى بدعم غير محدود من دول الغرب الاستعمارية وفي طليعتها الامبريالية الأميركية.
العامل الثالث، نجاح قوى محور المقاومة في بناء قوة تحاصر وتفرض طوقاً حول كيان الاحتلال، معززة بالقدرات الصاروخية والمُسيّرات المتطورة، القادرة على ضرب ايّ هدف في فلسطين المحتلة.. ويعود الفضل في المساعدة على تحقيق ذلك لقائد لواء القدس في الحرس الثوري الإيراني الشهيد اللواء قاسم سليماني الذي لعب دوراً مهماً بتزويد قوى المقاومة بالقدرات التسليحية والتقنيات التي تمكّنها من صناعة وتطوير أسلحتها.. وهو ما أسهم إسهاماً هاماً في الصمود الأسطوري للمقاومة في غزة وجعلها قادرة على خوض حرب العصابات وحرب المدن ضدّ جيش الاحتلال ومنعه من تحقيق أهدافه في القضاء على المقاومة أو استعادة أسراه.. وبالتالي إغراقه في رمال غزة..
إنّ هذا التنامي في قوة محور المقاومة، وضع كيان العدو والقوة الأميركية الحامية له أمام خيارين:
الخيار الأول، الاستمرار في التعرّض لحرب استنزاف تجيد قوى المقاومة خوضها كما أثبتت الأشهر العشرة الماضية.. ويحذر جنرالات صهاينة من خطر استمرارها لأنها ستؤدّي بـ «إسرائيل» إلى «الاختناق التدريجي» من خلال شنّ قوى المقاومة «حرب عصابات غير متكافئة، والهدف ليس مواجهة التفوق الإسرائيلي بشكل مباشر، بل تحديد نقاط الضعف التي ستشله».. حسب رأي الكاتب في صحيفة «يديعوت أحرونوت» اري شفيت.

الخيار الثاني، الانزلاق إلى حرب واسعة، لعدم قدرته على تحمّل كلفة وتداعيات حرب الاستنزاف من ناحية، وعدم استعداده التسليم بفشل حربه الإجرامية في غزة ووقف هذه الحرب ودفع ثمن هذا الفشل.. على أنّ قوى المقاومة قد تحضّرت جيداً لمثل هذه الحرب، وتدرك أكلافها، لكنها تدرك أيضاً انّ العدو أصبح منهكاً ومستنزفاً بعد عشرة أشهر من حرب الاستنزاف، وقوّته ستكون مشتتة لأنها ستكون مضطرة لخوض الحرب على عدة جبهات لقوى المقاومة، وهذا يصبّ في صالح قوى محور المقاومة واستراتيجيتها…

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.