دراسات في مناهج النقد الأدبي – المنهج التفكيكي / د. عدنان عويّد

د. عدنان عويّد ( سورية ) – الخميس 8/8/2024 م




في المفهوم:

 لغة:

      جاء في معجم القاموس المحيط: انفكَّ ينفكّ، انْفَكَّ انفكاكًا، فهو مُنفكّ – وانفكَّ الشَّيءُ أي انفصلت أجزاؤه, كأن نقول انفكّت الآلةُ.

      كما تدل كلمة التفكيكيّة معجمياً على الهدم والتقويض والتخريب والتفكيك والتشريح.

اصطلاحاً:

      ﻳﺷﻳر ﻣﺻطﻠﺢ “اﻟﺗﻔﻛﻳﻛﻳّﺔ” في النقد الأدبي إﻟﻰ طرﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﻗراءة اﻟﻧص ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻧﻘض وزعزعة اﻷﺳس اﻟﺗﻲ ارﺗﻛز ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻧﻳﺗﻪ، ﻟﻠﻛﺷف ﻋن وﺟوﻩ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻓﻲ ﺣﺳﺑﺎن ﻛﺎﺗﺑﻪ، وذﻟك ﺑﺎﺳﺗﺣﺿﺎر اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻐﺎﺋﺑﺔ ﻟﻠدواﻝّ اﻟﻠﻐوﻳّﺔ، وﻗﻠب ﻣرﻛزﻳّﺔ اﻟﻧص، دون أن ﺗﺣﺳم دﻻﻟﺗﻪ اﻟﻧﻬﺎﺋﻳّﺔ ﻓﻲ ﺑﻌد واحد. هذا وقد دخل مصطلح التفكيكيّة إلى الخطاب الفلسفي عام 1967، عندما نشر الفيلسوف والناقد الأدبي الفرنسي “جاك دريدا” ثلاثة كتب هي: (الكتابية والاختلاف، والغراماتولوجي، والكلام والظواهر). وظهرت التفكيكيّة مع “جاك دريدا” كرد فعل على البنيويّة اللسانيّة، وهيمنة السيمائيّة على الحقل الثقافي الغربي، ويعني هذا أن التفكيكيّة كما يراها “ دريدا” هي فلسفة التقويض الهادف، والبناء الإيجابي، لتعيد النظر في فلسفات البنيات والثوابت، كالعقل، واللغة، والهويّة، والأصل، والصوت، ويمكن اعتبار التفكيكيّة بشكل عام مدرسة تقويض الحداثة، والثورة على التقاليد الحداثيّة للنصوص، وتشكك بكل ما تقوم عليه الأفكار، والسرديات الكبرى في تاريخ الفلسفة، بخاصة اللغة والنص، والسياق، والمؤلف، والقارئ، فبهذا الشكل تظهر التفكيكيّة، كأنها هدم لقيم الحداثة وغيرها من المفاهيم التي هيمنت على التفكير الفلسفي الغربي، أي جاءت التفكيكيّة وفق هذا الفهم لتنتقد المقولات المركزيّة التي ورثها الفكر الغربي من عهد أفلاطون إلى الستينيات من القرن العشرين. والتفكيكيّة مع “جاك دريدا” ليست بالمفهوم السلبي للكلمة، حيث ترد كلمة التفكيك في القواميس الفرنسيّة بمعنى الهدم والتخريب، لكن ترد في كتابات “جاك دريدا” بالمعنى الإيجابي للكلمة. أي ترد كلمة التفكيك من أجل إعادة البناء والتركيب، وتصحيح المفاهيم، وتقويض المقولات المركزيّة، وتعرية الفلسفة الغربيّة التي مجدت لقرون طوال مفاهيم مركزيّة، كالعقل، والوعي، والبنية، والمركز، والنظام، والصوت، والانسجام كما أشرنا قبل قليل… في حين، إن الواقع في طبيعته قائم على الاختلاف، والتلاشي، والتقويض، والتفكك، وتشعب المعاني، وتعدد المتناقضات، وكثرة الصراعات التراتبيّة والطبقيّة.(1). ومع ذلك (يبدو مصطلح التفكيكيّة مضلّلاً في دلالته المباشرة، حتى إن “دريدا” نفسه شكا من ترجمته إلى اللغات الأخرى، إلا أنه ثرّ في دلالته الفكريّة، لأنه يدل في مستواه الدلالي العميق على تفكيك الخطابات والنظم الفكريّة، وإعادة قراءتها بحسب عناصرها، والاستغراق فيها وصولاً إلى الإلمام بالبؤر الأساسيّة المطمورة فيها.). (2).

       و يعتبر (“جاك دريدا”: (1930- 2004م), من أهم رواد التفكيكيّة, وهو فيلسوف ومفكر فرنسي، من أهم أعلام القرن العشرين، ولد في الجزائر, وقام بنقد فلسفة الحداثة الغربيّة، القائمة على العقل، إذ تركزت كتاباته على مفاهيم مثل: الاختلاف، والمعنى، واللغة، وكان لها تأثير كبير، على باقي مفكري القرن العشرين، والقرن الواحد والعشرين. وهناك “رولان بارت” (1915- 1980م),  وهو كاتب، ومفكر، وناقد اجتماعي وأدبي فرنسي. كانت معظم كتاباته تدور حول: السيمائيّة، ودراسة الرموز، وعلم الدلالة، وعمل على دراسة نظريّة العالم اللغوي السويسري “دي سوسير،” وكان له دور بارز، في تأسيس البنيويّة, ولكن ظلت التفكيكيّة مرادفا لاسم “جاك دريدا”.). (3).

     قلنا بأن تفكيكيّة “دريدا” تهدف الى نقد البنى والمفاهيم والمعتقدات السائدة والتي تبدو بديهيّة. أي خروج “ديدرا” على الثوابت أو وجهات النظر في المفاهيم التي تأسس عليها الخطاب الفكري الغربي الذي لا يعدو أن يكون خطاباً ميتافيزيقيّاً برأيه، في الوقت الذي لم يستطع فيه “ديدرا”أن يقدم  بديلاً لما كان سائدا من مناهج فكريّة, وبالتالي ظلت رويته في منهجه التفكيكي مغامرة لا يمكن التنبؤ بنتائجها, ولكن يمكن معرفة غايتها وهي هدم الميتافيزيقيا، ولهذا يقود التّفكيك، هجوماً ضارياً وحرباً شعواء على الميتافيزيقيا بشكل خاص في قراءة النّصوص, فلسفيّةً كانت أو غير فلسفيّة. ويُقصد بالميتافيزيقيا التي يستهدفها التّفكيك في هجومه (كلّ فكرةٍ ثابتةٍ وساكنةٍ مأخوذةٍ من أصولها الموضوعيّة، وشروطها التّاريخيّة). وانطلاقا من خلفيّة “ديريدا” الدينيّة والتي انطلقت منها التفكيكيّة فإن “ديريدا” ذهب إلى القول بوجود خلخلة في المثاليّة الدينيّة المتمثلة في سيطرة الحقيقة المطلقة في الكتاب المقدس, التي يراها هو نسبيّة. (4).

     إن النقد التفكيكيّ و في سياقه العام, يهدف الى نبذ الأوهام التي ولدتها المفاهيم والمصطلحات الفلسفيّة والفكريّة الغربيّة السابقة. واستهداف وهم (الحضور – الواقع) كحقيقة، واعتباره معطىً ثابتاً, بينما هو في حقيقة أمره كما يراه “ديريدا” ليس ثابتاً أو حقيقيّاً، وليس بسيطا على الإطلاق، وليس نقيّاً خالصاً، ولا ذاتي التماثل وليس ساكنا أو راكدا. إنه دائما ما يعطى بوصفه شيئا آخر، معقداً، غير نقي، متبايناً، ومتولداً. وعلى الرغم من ذلك فإن التفكيكيّة أكثر من مجرد مسعى نقدي. (5).

التفكيكيّة على المستوى الأدبي:

     تعدُّ التفكيكيّة على المستوى الأدبي واحدة من أبرز مناهج التحليل الفلسفي والأدبي التي تنتمي إلى مناهج ما بعد الحداثة. وارتبط ظهورها بالتحولات الفكريّة الكبرى التي طالت بنية النص اللغوي وتحليلاته التقليديّة، لتتبنَّى رؤية مختلفة عمَّا هو سائد، فترفض التحليل الثابت للنص، وتدعو إلى منح النص الأدبي معانٍ جديدة غير ثابتة، أي هي  تطالب بانفتاح النص بالشكل الذي يجعله قابلاً لاستيعاب عدد لا متناه من التأويلات المختلفة، وقد جاء هذا المنهج كرد فعلِ على المنهجيّة البنيويّة المرتبطة إلى حد ما بالحداثة وتقاليدها، ليشكِّك بكلِّ ما تقوم عليه من أفكار، والعمل على هدم كل ما يتعلق بالبنيّة إلى ما نهاية.(6).

     إن المنهج التفكيكي يحاول تحليل النص الأدبي بأسلوب يعالج مفاهيم النص، أي هو يستند على (المعنى)، ويلاحظ التناقضات ضمن المعنى نفسه معتمداً على استقلاليّة النص بوصفه بنية لغويّة، ومتجاوزاً الكاتب الذي يفترض أنَّه لم يعد يتصل بالنص المكتوب والذي بات ملكاً للمتلقي الذي بإمكانه أن يستخرج من النص ما لم يخطر على ذهن الكاتب أثناء إنشاء النص. فالنص ليس لغة ثابتة تملك تفسيراً أحاديّاً يحتكره الكاتب وحده، بل تميل التفكيكيّة لجعله أكثر ديناميكيّة وقدرة على استيعاب التفسيرات الجديدة والمتبدِّلة بتبدُّل الفكر وتاريخ المجتمعات. (7).

    إن التفكيكيّة في سياقها العام إذن, استراتيجيّة قراءة مميزة للخطاب بمختلف أنواعه، فالخطاب أو النص عندها كتلة غامضة بحاجة إلى سبر أعماقها الداخليّة عبر منهجيّة التفكيك أو التفجير لإعادة بنائه من جديد. يقول “دريدا”: (لا أتعامل والنص، أي نص، كمجموع متجانس. ليس هناك نص متجانس، هناك في كلِّ نص، حتى النصوص الميتافيزيقيّة الأكثر تقليديّة قوى عمل هي في الوقت نفسه قوى تفكيك للنص. هناك دائماً إمكانيّة لأن تجد في النص المدروس نفسه ما يساعد على استنطاقه وجعله يتفكَّك بنفسه، سواء تعلق الأمر “بسيغموند فرويد” أو  بـ”أدموند هوسرل”،. أو بـ” مارتن هيدغر” الفيلسوف الألماني أو بأفلاطون، وبديكارت وبكانت”، ما يهمني في القراءات التي أحاول إقامتها ليس النقد من الخارج، وإنَّما الاستقرار أو التموضع في البنية غير المتجانسة للنص، والعثور على توترات، أو تناقضات داخليّة، يُقرأ النص من خلالها نفسه، ويفكِّك نفسه بنفسه.. إنَّ هناك في النص قوى متنافرة تأتي لتقويضه وتجزئته).(8).

العوامل التي ساعدت على ظهور التفكيكيَّة:

     لقد شكَّلت الحرب العالميّة الثانية ونتائجها الكارثيّة صدمةً لشعوب العالم بشكل عامٍّ، والشعوب الأوروبيّة بشكل خاصٍّ، وذلك بعد أن تبيَّنت النتائج السلبيّة للعلم والأبحاث العلميّة التي تمَّ استخدامها بشكل لا عقلاني ضد الإنسان، فتحوَّل العلم من أداة سلام وطمأنينة إلى أداة قلق وتوتُّر ومصدر للآلام، لاسيَّما بعد ظهور فشل الأنظمة الاقتصاديّة (الاشتراكيّة، والرأسماليّة)، ممَّا تسبَّب بظهور تيار تشكيكي ساند مجموعة من الفلسفات التي أرادت إحداث تغيير في الواقع الأوروبي، كما أرادت تجاوز الفكر التقليدي السائد، والسماح بحريّة النقد دون أيِّ معوقات كتعريض المقدَّسات ذاتها المسكوت عنها للنقد، فلا إيمان بالحقيقة، ولا شيء يمنع سبر هذه الحقيقة والتشكيك في صحتها. وإذا ما أردنا أن نشير إلى أصول التفكيكيّة, فهي قد قامت على أصول الفلسفات السابقة، وهي النتيجة النهائيّة، لمجموعة من المدارس الفلسفيّة الموجودة بعد الحداثة، ورغم أن التصنيف العام للمشروع التفكيكي، يتسم بالتمرد والثورة على كل شيء، إلا أن هذا التمرد نشأ من تاريخ النقد الأدبي، الذي كان ضمن قوالب تقليديّة منضبطة، وخطابات أدبيّة معينة وهي المناهج السياقيّة كالتاريخية والواقعية التي تهتم بالمضمون الاجتماعي والنفسي والأخلاقي بشكل خاص، فدعت التفكيكيّة إلى التحرر التام منها. تاريخيًّاً. (9).

مقولات أو مبادئ التفكيكيَّة:

     لقد بينا في عرضا السابق أهداف التفكيكيّة القائمة على هدم البنى الفكريّة الغربيّة القائمة. أي عملت بشكل رئيس على تقويض لبنات العقلانيّة الغربيّة لمرحلة الحداثة وما قبلها، واعتمدت مقولات تعمل بها خارج الصندوق التقليدي، لتفتح بوابة الاختلاف وتقدِّم دلالات جديدة يتمُّ عبرها التخلُّص من الأحكام المسبقة المهيمنة على التفكير، وللوقوف على سرِّ التفكيك الباحث عن لغز الكينونة.  أما أهم هذه المقولات أو المبادئ فهي:

أولاً: نقد المركزيّة:

     تقوم على رفض أيِّ مرجعية فكريّة قد تؤثر في النص أثناء عملية التحليل، وهي متنوعة, فقد تكون ذات مرجعيّة اجتماعيّة أو تاريخيّة أو نفسيّة أو غيرها من الأشكال التي تؤثِّر في التحليل، لذا فقد رفضت التفكيكيّة المناهج النقديّة السابقة لها التي تثوم على مركزيّة ثابتة تعتبر قاعدة تنطلق منها، فالنص يجب أن يتعدَّد ويتنوَّع بتعدُّد القراءات وتنوِّعها، وهنا ظهر مصطلح (موت المؤلِّف)، والذي يعود في أساسه الفلسفي إلى فكرة (موت الإله) عند الفيلسوف الألماني “نيتشه”، وبناء على ذلك فإنَّ القارئ هو الذي يفسِّر النص وفقاً لثقافته أو بيئته أو تعليمه أو توجهاته، فتنتهي مهمة المؤلِّف عندما يقدِّم النص للقارئ.

     ويعدُّ “رولان بارت” أوَّل من قال بموت المؤلِّف في مقالة حملت الاسم نفسه، (حيث يقطع بارت الصلة بين النص ومؤلِّفه؛ لأنَّ استمرار العلاقة بين النص ومؤلِّفه تؤدي إلى إيقاف النص وحصره وإعطائه مدلولاً نهائيّاً، وهذا ما يغلق الكتابة، وإن كان يريح النقد والناقد، اللذين يبحثان عن المؤلف، أو عن حوامله ومرجعياته من مجتمع وتاريخ ونفس وحريّة، ولكنَّه لا يفيد النص ولا متلقيه المشاكس، غير المستسلم، الذي يظلُّ دوماً في حالة بحث عن شيء ما داخل النص، وخارج ما أراد المؤلِّف قوله. أي عن المسكوت عنه والمضمر. فمع توقَّف فاعلية المؤلِّف في النص، سيفتح الباب أمام تعدُّد القراءات للنص الواحد، وكلُّ قراءة جديدة تهدم القراءات السابقة لها، ومن هنا جاءت تسمية (قراءة الاساءة). ذلك لأنَّ كلَّ قراءة تهدم وتتنكَّر لما قبلها وتعيد قراءة النص وفقاً لرؤية جديدة مختلفة كليّاً عن سابقتها).(10).

ثانياً، الإرجاء والاختلاف:

     إنَّ كلاً من المعرفة المكتسبة, والذات العارفة المدركِة للموضوع كما يقول الفيلسوف الألماني ”  مارتن هيدجر”, قابلة للتغيُّر مع سيرورة الزمن، وهذا ما يجعل فهمها عرضة للتغيرُّ. وبذلك تبقى الحقيقة التي يتمُّ الوصول إليها اليوم ويتم التأكيد على صحتها مرجأة إلى حين ظهور حقيقة أحدث وأدق منها، وقد تنفيها بشكل كامل، وهكذا تكون حقيقة النص الذي يتوصل لها القارئ مرجأة لحين وصول قارئ آخر لمعنى آخر جديد، فالإرجاء يجعل الدلالة غير حاضرة، والعنصر يكون موسوماً بشيء من أثر العنصر السابق، وتاركاً نفسه للعنصر القادم يحفر في هذه الحقيقة علامة جديدة، ولهذا كان الإرجاء والاختلاف يقود إلى مقولة لا نهائيّة المعنى.(11).

ثالثاً، لا نهائيّة المعنى:

      مع الإقرار بعدد لا نهائي من القراءات, فإنَّه سيترتب على ذلك عدد لا نهائي من المعاني، ممَّا يعني حالة من توالد المعاني المتتالية، وبالتالي حضور معانٍ ثمَّ غيابها بشكل متتالٍ ومستمر. فتعدد القراءات والتلقي يؤدي هنا إلى تعدد التأويلات، واختلاف القراءات نتيجة لاختلاف القرَّاء، واختلاف القراءة زمانيّاً ومكانيّاً, وفي ذلك إشارة إلى نفي أحاديّة معنى النص، والقول بمرونته – أي النص – الذي لم يُعره أيَّاً من النظريات النقديّة السابقة أيَّ اهتمام، فالقراءة ما هي إلا إجابة عن سؤال الكتابة، وهذا الجواب يقدمه كلُّ واحد منَّا، مع ما يحمله من تاريخ ولغة وحريّة، والتاريخ واللغة والحريّة هي تحوُّل لا نهائي، لذلك فإنَّ جواب العالم للكاتب لا نهائي، فلا حدود لقراءات النص ولا حدود لمعاني النص. ولهذا فإنَّ النص لا يكون نصاً كاملاً، فمعنى النص ينتج من تفاعل بين بنيته ومتلقيه.(12).

رابعاً، ثنائية الحضور والغياب:

      إنَّ التغيُّر المستمر لـ (معاني) النصوص يجعلنا نعالج ثنائيّة الحضور والغياب, لأنَّنا أمام نصوص متطورة يحضر فيها (أثر) ويغيب (آخر)، وهناك الكثير من النصوص الخالدة عبر التطور التاريخي ما تزال تطرح معانٍ جديدة وتغيب عنها معانٍ قديمة، وبذلك تعتمد التطورات الحضوريّة في التفكيكيّة في بداية الأمر على التناقضات التي تحصل من المؤلف أو في داخل النص، وهو أمر كفيل بتغييب معانٍ لتناقضها مع الحقائق الجديدة أو لتناقضها مع البنية التحليليّة للنص ذاته، فيكون ذلك مبرراً لهدمه، كما أنَّ التفكيكيّة تبحث في النص القديم مستفيدة من النتائج العلميّة والبحثيّة الجديدة فتقدِّم النص بروح جديدة ومعانٍ مغايرة لسابقتها.(13).

 خامساً, التناص:

      وهو امتداد لمقولة لا نهائيّة المعنى، والتي تعني أنَّ قراءتي للنص تستدعي في ذهني نصاً آخر، ممَّا يفتح النص على تأويلات واستحضار لمعانٍ جديدة مستوحاة من النص الحاضر في ذهن القارئ، وبذلك تكون قد اجتمعت كافة مقولات التفكيكيّة على امتلاك النص لعدد لا نهائي من المعاني، وعلى تجاوز المؤلِّف الذي تنتهي مهمته بطرح النص للتداول بين القرَّاء. (14).

     إذن وفقاً لمعطيات أو مبادئ المنهج التفكيكي, فهو منهج له استراتيجيّة التفكيك التي تسعى للنفاذ إلى داخل النص وسبر أعماقه لاكتشاف مواطن الغياب فيه، وماسُكت عنه، ثمَّ إحداث الإبدال فيه بعد تجاوز الإرجاء الذي يتجاوز الحضور ويؤخره ليجعله تحت رحمة أجل غير مسمَّى، فالحضور مرتبط بالوعي، والغياب نتاج للاوعي، أمَّا الإبدال فيلزم عنه الحضور, أي يشير إلى مهمة التعويض الاستبدالي.

تطبيق التفكيكيَّة على النقد الأدبيِّ:

     على الرغم من نهوض التفكيكيّة على أسس فلسفيّة, إلا أنَّ تطبيقها كمنهج نقدي يتناول النص الأدبي أكثر ممَّا يتناول النص الفلسفي, لأنَّ هدفها التشكيك بأن يكون للنص الأدبي معنى ثابت، كما حاول “دريدا” أن يؤكِّده, أي إن النص الأدبي بما فيه من عناصر تمنعه من أن يكون نصاً مستقراً، فبرأيه وبرأي التفكيكيين إنَّ النص الأدبي يحوي في طياته على احتمالات كبيرة ولا متناهية من المعاني، لاسيما وأنَّ التفكيكيّة تؤمن بأنَّ الإنسان بشخصيته وسلوكه يتأثَّر بحياة اللاوعي الكامن أو المكبوت – حسب تعبير فرويد- في منطقة الهو (اللاشعور)، وقد يكتب نصاً أدبيّاً أو فنيّاً ليعبِّر عن حالته اللاشعوريّة، كما أنَّ القيم الإنسانيّة متطورة ومتغيرة، فتتغير تبعاً لذلك القراءات ونظرة القراء للنص، كما أنَّ اللغة متطورة وقد تكون لغة النص الأدبي أكثر بلاغة ودلالة من غيرها من النصوص، بالإضافة إلى أنَّ التفكيكيّة قامت كردَّة فعل على البنيويّة كما بينا في موقع سابق, التي تقرُّ بأنَّ النص الأدبي متكامل وثابت، ولا تذهب لتعدد المعاني والقراءات، في حين أنَّ التفكيكيّة غايتها تأسيس ممارسة فلسفيّة نقديّة (تتحدَّى تلك النصوصَ التي تبدو وكأنَّها مرتبطة بمدلول محدد ونهائي وصريح، إنَّها لا تريد تحدِّي معنى النص فحسب، بل تطمح إلى تحدِّي ميتافيزيقا الحضور الوثيقة الصلة بمفهوم التأويل، القائم على وجود مدلول نهائي.). (15).

     مع بداية السبعينيات من القرن الماضي تبين لكثير من النقاد أنَّ تفكيك النصوص الأدبيّة يتعاضد مع هدم المؤسسات الاجتماعيّة غير العادلة برأيهم، وأنَّ التفكيك عمل مميز, وبفضل جهد أكاديميي الأدب ومحاولاتهم للتغيير الاجتماعي الجذري، كان من نتاج هذه الجهود أن تأسست مدرسة (بيل) في النقد الأدبي، والتي ضمَّت أسماء كان لها أثرها الأدبي والفلسفي كالناقد الأدبي والصحفي والكاتب الأمريكي “هارولد بلوم”، والكاتب والصحفي الألماني “جيوفري هارتمان”، والناقد والفيلسوف الفرنسي  “جاك دريدا،”, وهذا ما قاد إلى دخول التفكيكيّة إلى الدراسات الأدبيّة. فتحوَّلت التفكيكيّة إلى تيار فلسفي وأدبي واتصفت بأنَّها منهجيّة اسعى لمقاربة الظواهر الفلسفيّة والتاريخيّة والأدبيّة تشريحاً وتفكيكاً وتقويضاً، فكانت تقوم بتشريح اللغة والفلسفة والنصوص الأدبيّة، كما كانت سلاحاً لتقويض المقولات المركزيّة للسانيين، وإعادة النظر في ثنائياتهم المزدوجة كالدال والمدلول، والصوت والكتابة. (16).

     إن لتفكيكيّة في الأدب تعني العمل على إخراج المكونات غير الأدبيّة من النص، ممَّا يعني تسليط الضوء على الاختلاف بين القارئ والمؤلِّف الحقيقي للنص، وبالتالي معاينة تناقض الكاتب مع نفسه ومع مقولاته، والوقوف على التباين الزماني والمكاني، وما يقود إلى كثرة تعدد المعاني والدلالات والتناص، بحيث يتَّضح أنَّ كلَّ كتابة هي تأسيس على أنقاض كتابات أخرى وخلاصة لها، ممَّا يعيد إلى فعل القراءة شرعيته ويحفظ للنص قيمته الفنيّة المطلقة ويحوِّل القارئ من مستهلِك للأدب إلى صانع ومنِتج له، وبذلك نعطي القارئ ونعطي النص حقَّهما الكامل نتيجة لكونهما العاملين الوحيدين اللذين التزما بالحضور في التجربة الأدبيّة، وما عداهما فهو غياب يعتمد على وجودهما كي يمكن إحضاره. وإنَّ موت المؤلِّف في التفكيكيّة ليس تقليلاً من القيمة العلميّة لصاحب النص الأصلي، وليس تهرُّباً أخلاقيّاً أو أدبيّاً فيما يخصُّ تراتبية الإبداع، بل إنَّ المؤلف له مرتبة محفوظة؛ وهي تحفيز القارئ لشحذ طاقاته الإبداعيّة الكامنة، والوقوف بوجه سلطة المؤلِّف ومعاينة مفاهيمه برؤية أكثر دقة وأكثر جِدَّة.). (17).

نقد المنهجيَّة التفكيكيَّة:

       تتعرَّض المنهجية التفكيكيّة للكثير من الدراسات النقديّة لها ولطبيعتها المنهجيّة والموضوعيّة، والتي يمكن الاشارة إلى أهم التوجهات النقديّة التي نالتها وهي:

     أولاً- الافتقار إلى البعد التاريخي: أكد النقاد أن المدرسة التفكيكيّة مجرد مفاهيم جديدة للتعبير، عن مضامين قديمة، نادى بها العديد من المدارس القديمة؛ لذلك لا تعد مدرسة جديدة. إذ إنَّ روَّاد المنهجيّة التفكيكيّة، يلجؤون إلى إعادة تحليل النصوص القديمة دون أن يأخذوا بحسبانهم بعدها التاريخي وظروف إنتاجها التاريخيّة، فيظهر المفكِّك على أنَّه هادم للنص، في حين أنَّه تجاهل البعد التاريخي للنص تماماً، فنحن على سبيل المثال لا نستطيع أن نأخذ قصيدة عربية من أدب العصر الجاهلي، ثمَّ نقوم بتحميلها مضامين وقيم عصريّة لم يكن يقصدها صاحبها، ولا تناسب الواقع اليوم بظروفه ومكوناته الماديّة والثقافيّة، وهذا ما تتجاهله التفكيكيّة.(18).

     ثانياً- تعمُّد استخدام مصطلحات فلسفية جديدة وغير متداولة:

     وهنا يظهر المفكِّك بصورة الفاهم للنص والقادر على تفكيكيه بشكل سليم، وإعادة صياغته من جديد، في حين أنَّ أغلب المفاهيم التفكيكيّة مبهمة وغير واضحة، إضافة إلى نحتها بشكل فردي وإعطائها معنى فرديّاً جديداً، كما أنَّ التفكيكيّة تهدف إلى  التدمير، تدمير النص الأدبي بكامله وإعادة بنائه وفق رؤيتها، فتنتقد كافة المناهج وترفضها دون أن تقدِّم بديلاً لها بشكل واضح.(19).

ثالثاً – التَّركيز الكبير والمبالغ فيه على النص وتحييد مؤلِّفه عنه:

     وهذا ما قاد إلى سوء فهم الكثير من المصطلحات والتراكيب، بحيث حوَّل المفكِّك النص لساحة حرب بعد أن تسلَّح بكافة الأسلحة التهديميّة للنصوص المختارة، كما أبعد صاحبها الأصلي، ورفض أيَّ تعليق أو استشارة منه، بشكل أشعرنا بأنَّه يتعامل بروح فرديّة بحتة مع نص وضعه على مشرحة دون أيِّ رجوع لكاتبه، وهذا ما قاد إلى الكثير من الشطط في تأويل بعض النصوص بعد إخضاعها لهذا المنهج. (20).

رابعاً- التشكيك بكل شيء:

     إنَّ اتباع سياسة التشكيك بكلِّ شيء من قبل حملة المنهج التفكيكي, قادت إلى التشكيك بالكثير من الحقائق العلمية المثبت صحتها، إذ سمح المفككون لأنفسهم بإعادة صياغتها بأسلوبهم، وكأنَّها كانت على خطأ، وبعضها تمَّت إعادتها بشكل مختلف لحقيقتها، ممَّا قاد إلى نزعة عبثيّة، ليصلوا إلى حقيقة أنَّ الحياة لا معنى لها وبلا هدف. فإذا كانت اللغة مثلاً بطبيعتها غير مستقرة كما يراها التفكيكيون, فكيف لنا أن نتصوَّر أنَّ “امرأ القيس” مثلاً عنى هذا الأمر ولم يقصد ذاك الأمر في شعره.؟

     كما تناول شكهم النصوص الدينيّة ونقدها، والتالي حملت  التفكيكيّة في طياتها نزعة تهديميّة قوية لأيِّ مقدس بعد تجاوزها لنصوص تاريخيّة مهمة، فهي مشروع لإجراء التحولات وتحديث النصوص، لذلك فقد غيرت أو دمرت المعنى الثابت, لتنتزع صفة القداسة من النصوص الدينيّة سواء بقصدٍ أم بغير قصد، ففتحت الباب أمام تبادل الأدوار والمواقع بين الأنا والآخر، وبين الثابت والمتحول. وإذا كانت التفكيكيّة هي محاولتها القضاء على كل سلطة ويقين ادَّعته النظريات السابقة والفكر السابق، فهي تكون بممارستها لفعل التشكيك في كل أمر, قد وقعت فيما أرادت تحطيمه فعلاً، بذريعة ادَّعائها امتلاكها لسلطة الإلغاء والرفض لباقي النظريات، وهذا ما جعلها تسقط في تناقض كبير مع ما نادت به؟. (21).

خامساً – قدَّم التفكيكيون الكتابة على الكلام:

      (متجاهلين ضرورة حضور الذات المفكِّرة عبر الكلام، وليس حصرها عبر الكتابة، وذلك جعل المركز هامشاً، وحوَّل الهامش إلى المركز، بدل أن يخلق حالة من التكامل بين الكلام والكتابة، حيث يرى “دريدا” أنَّ (الكتابة هي أصل اللغة، أمَّا الصوت الذي ينقل الكلمة المنطوقة – اللوغوس – فهو ليس الأصل، ويرى أنَّ الصمت، واللاوعي، وعمليات الكتابة الاختلافيّة، قد تعرَّضت للقمع والرقابة في زمن التمركز؛ ممَّا أخفى أوجه الغياب، والاختلاف، والمسافات الخلاَّقة). (22).

مميزات الايجابيّة لمنهج التفكيك:

     1- يُمَكِّن الباحث من التعمق والاندماج في صلب الموضوع .

          2- يساعد الباحث على الوصول إلى إجابات عن الأسئلة التي تثار حول النص، وذلك بفضل قدرة التفكيك على التفسير الذي يزيل الغموض.

          3- يظهر الغايات المقصودة من النص بوضوح ودون تزيد على صاحبه .

          4- إظهار المعاني الدفينة في النص، وإجلاء مضامينه على نحو دقيق .(23).

          5- إبراز الاتجاهات المختلفة.

         6- الكشف عن نقاط الضعف.

         7- تطوير الأداء.

         8- الكشف عن اتجاهات الناس وميولهم .(24).

– الخاتمة والنتائج النقدية:

     ملاك القول: إن التفكيكيّة هي الموقف الإيجابي من (تيار الشكِّ) الذي ساد في النصف الثاني من القرن العشرين، والذي بني على أساس فلسفي وفكري يدعو للتحرر من كافة القيود الفكريّة والسياسيّة، ويؤسِّس لمنظومة فكريّة حرة تتجاوز النصوص المكتوبة كما تتجاوز مؤلفي هذه النصوص ولغتها ومدلولاتها، وتُعْرِضُهَا لعدد غير محدد من القراءات, وبالتالي لعدد لانهائي من المعاني أيضاً، ممَّا سمح بتجاوز المؤلف وتجاوز هيبة نصوص تاريخيّة مهمة، وإنشاء نسق استفزازي. وعلى هذا الأساس جاء تعرضها للنصوص الدينيّة المقدسة, والقول بلا مركزيّة إلهيّة للكون، الأمر الذي ترفضه المرجعيات والمؤسسات الدينيّة ورموزها, لأنَّها وجدت فيه تهديداً مباشراً للدين ومحاولة لهدمه.

     واستندت التفكيكيّة لمبرِّر أخلاقي في نشأتها، حيث أبرزت الجوانب الكارثيّة والسلبيّة لنتائج الحرب العالميّة الثانية، متسائلةً عن مكانة العلم والأبحاث العلميّة التي من المفترض ألا تُستخدم بشكل سلبي في تدمير الشعوب وقتلها، إضافة لما رافق هذه الحروب من فشل الأنظمة الاقتصاديّة (الرأسماليّة والاشتراكيّة) التي أوهمت المجتمعات بالتأسيس لحياة أفضل وأكثر أمناً ورفاهيةً.

     هذا وتُمثِّل المقولات التي تستند إليها التفكيكيّة في دراستها وممارستها للأحداث أو النصوص الأدبيّة, منطلقاً لتقويض أسس العقلانيّة الغربيّة، وذلك من خلال آليّة عمل التفكيك والتفكير وفق رؤية جديدة خارج كلِّ الأطر الفكريّة السائدة، بهدف فتح مجال للاختلاف وتقديم دلالات جديدة في رحلة البحث في الكينونة، وما لم يتمّ الحديث عنه ومناقشته من قبل، وهذه المقولات تؤكِّد جميعها على حريّة امتلاك النص وتناوله بالطريقة النقديّة التشريحيّة ، دون أن يتوقَّف هذا النص عند عدد معين من القرَّاء أو عند عدد محدد أو نهائي أيضاً من المفاهيم الجديدة.

     صحيح أنَّ أساس التفكيكيّة يعود للفلسفات التي سادت قبل ظهورها كما تبين معنا سابقاً, إلا أنَّ تطبيقها كمنهج نقدي راح يركز على النص الأدبي أكثر منه على الفلسفي، لأنَّ هدفه التشكيك في معاني النص الأدبي وتفكيكه، كما يذهب هذا المنهج  إلى أنَّ النص الأدبي يحوي في مضمونه على احتمالات كبيرة وغير متناهية من المعاني كما بينا أعلاه، لا سيما وأنَّ التفكيكيّة تؤمن بأنَّ الإنسان وشخصيته وسلوكه يتأثرون أيضاً بحياة اللاوعي الكامن في حالة اللاشعور المكبوت.

     لقد احتوت التفكيكيّة على تناقضات كثيرة في داخلها وفي آليّة عملها، فلم تهتم بالبعد الزمني والمكاني للنص المتناول بالتفكيك، فتعاملت مع كافة النصوص على نسق تفكيكي واحد خارج الزمان والمكان، ممَّا أوجد مشكلة مع النصوص الدينيّة المقدسة التي طالتها سياسة التفكيك كما أشرنا في موقع سابق، لا سيما في ظلِّ استعمال التفكيكيّة لمصطلحات غير متداولة وشبه مبهمة، ممَّا زاد التشويش على النصوص التي تمَّت إعادة قراءتها، خاصة في ظلِّ التشكيك الذي طال الكثير من المسلَّمات المتعارف عليها والتي اعتبرت بمثابة حقائق علميّة، كما ركَّزت جلَّ اهتمامها على النص والكتابة وتجاهلت الكلام بشكل يهمل حضور الذات المفكرة، كما أنَّ التفكيكيّة أخضعت كافة النصوص للنقد وإعادة القراءة وتوليد معانٍ جديدة دون مراعاة النصوص البسيطة والتي لا تحتمل أيَّ تأويل. ومن العيوب أيضاً التي احتوتها التفكيكيّة هو تركها القارئ أن يقوم بتفكيك النص وفق آليات تفكيره. وأن يعتمد على آليات الهدم والبناء من خلال قراءته الخاصة به للنص. أي يقوم بهدم وتقويض المنطق الذي يحكم النص وفق ما فهمه من دلالات النص. هذا في الوقت الذي تطلب فيه التفكيكيّة أن تتوفر عدّة سمات في شخصيّة القارئ مثل, قوة الشخصية, وامتلاك الصبر والاحتمال, وسعة الثقافة التي تمنحه القدرة على الخروج من المعاني المباشرة الواردة في النص إلى مناطق أرحب في المجال في عالم النص, بحيث يستطيع التخلص من التقليد ويكون حياديّاً وموضوعيّاً في قراءاته للنص. ومن خلال التركيز على مبادئ التفكيك ومقولاته يتبين لنا أن هناك فؤاد لهذا المنهج لا يمكن إنكارها, مثل: وصف الظروف والممارسات في المجتمع, وإبراز الاتجاهات المختلفة ونقاط الضعف فيه, وبالتالي الكشف عن اتجاهات الناس وميولهم, وهذا ما يساهم في تطوير الأداء, وإظهار الفروق في الممارسات, وتقويم العلاقات بين الأهداف المرسومة وما يتم تطبيقه.

كاتب وباحث من سوريّة.

[email protected]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

1- (موقع الأكاديميّة العربيّة الدولية – قسم اللغة العربية وآدابها – منهج “التفكيكية” في النقد الأدبي – أ. د. عبدالله خضر. ) بتصرف.

2- (عبد الله إبراهيم وآخرون، معرفة الآخر مدخل إلى المناهج النقدية الحديثة ، بيروت ، المركز الثقافي ، العربي ، 1990م، ص114 ).

3- (موقع موضوع – مفهوم التفكيكية : فرح عبد الغني)

4- (مدونة “Thanyan Blog“, مدونة عربية – ما المقصود • المنهج التفكيكي (التفكيكية) ومن هو مؤسسه؟). بتصرف. (ويراجع أيضاً في هذا الاتجاه: منال بن قسيمة- المناهــــــــج النــقديــــة الأدبيــــة قراءة في كتاب الفكر النقدي الأدبي المعاصر لحميد لحمداني -، صفحة 23-28 . بتصرّف.

5- (.blogspot.com/2017/05/blog-post_8.html – أماني أبو رحمة – ثلاث تعريفات للتفكيكيّة -). بتصرف.

6- (مجلة الاستغراب – العدد : 27- المنهجية التفكيكية… أسباب ظهورها وعوامل انتشارها – الباحث : حمدان العكله.). بتصرف.

7- (مجلة الاستغراب – العدد : 27- المنهجية التفكيكية… أسباب ظهورها وعوامل انتشارها – الباحث : حمدان العكله.). بتصرف.

8- (مجلة الاستغراب – العدد : 27- المنهجية التفكيكية… أسباب ظهورها وعوامل انتشارها – الباحث : حمدان العكله.).

9- (د عويشات حيزية، نقد التطبيقات العربية للمناهج النقدية الحديثة من خلال المرايا المحدبة ل عبد العزيز حمودة، صفحة 25-30.) بتصرّف.

10- (مجلة الاستغراب – العدد : 27- المنهجية التفكيكية… أسباب ظهورها وعوامل انتشارها – الباحث : حمدان العكله.).

11- (منال بن قسيمة، المناهــــــــج النــقديــــة الأدبيــــة قراءة في كتاب الفكر النقدي الأدبي المعاصر لحميد لحمداني، صفحة 23-28 .) بتصرّف.  

12- (منال بن قسيمة، المناهــــــــج النــقديــــة الأدبيــــة قراءة في كتاب الفكر النقدي الأدبي المعاصر لحميد لحمداني، صفحة 23-28) . بتصرّف.

13- (مجلة الاستغراب – العدد : 27- المنهجية التفكيكية… أسباب ظهورها وعوامل انتشارها – الباحث : حمدان العكله.). بتصرف.

14- (مجلة الاستغراب – العدد : 27- المنهجية التفكيكية… أسباب ظهورها وعوامل انتشارها – الباحث : حمدان العكله.). بتصرف.

15- (مجلة الاستغراب – العدد : 27- المنهجية التفكيكية… أسباب ظهورها وعوامل انتشارها – الباحث : حمدان العكله.).

16- (مجلة الاستغراب – العدد : 27- المنهجية التفكيكية… أسباب ظهورها وعوامل انتشارها – الباحث : حمدان العكله.).بتصرف.

17- (عبدالقادر مهداوي، المعنى الثاني مأزق التفكيكية و النص، منشورات مركز الكتاب الأكاديمي، عمان، ط1، 2020م، ص113.).

18- (منال بن قسيمة، المناهــــــــج النــقديــــة الأدبيــــة قراءة في كتاب الفكر النقدي الأدبي المعاصر لحميد لحمداني، صفحة 23-28 .). بتصرّف.

19-  (مجلة الاستغراب – العدد : 27- المنهجية التفكيكية… أسباب ظهورها وعوامل انتشارها – الباحث : حمدان العكله.).بتصرف.

20- (مجلة الاستغراب – العدد : 27- المنهجية التفكيكية… أسباب ظهورها وعوامل انتشارها – الباحث : حمدان العكله.).بتصرف.

21-  (الحوار المتمدن – التفكيكية فى الادب – الكاتب / طارق فايز العجاوى. ) ويراجع أيضاً: (مجلة الاستغراب – العدد : 27- المنهجية التفكيكية… أسباب ظهورها وعوامل انتشارها – الباحث : حمدان العكله.).بتصرف.

22- (عز الدين مناصرة، علم الشعريات، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، عمان، ط1، 2007، ص554.). ( لاستزادة في معرفة أسباب تفضيل الكتابة على الكلام عند جاك دريدا يراجع في هذا الاتجاه أيضاً : موقع تباين – استراتيجية التفكيك عند جاك دريدا الهدم والبناء – عمر التاور.).

23- (مدونة “Thanyan Blog“, مدونة عربية – ما المقصود • المنهج التفكيكي (التفكيكية) ومن هو مؤسسه؟).

24- (مدونة “Thanyan Blog“, مدونة عربية – ما المقصود • المنهج التفكيكي (التفكيكية) ومن هو مؤسسه(للاستزادة في هذا الاتجاه, يراجع (  Thanyan Blog). مدونة عربية – ما المقصود بالمنهج التفكيكي (التفكيكية), ومن هو مؤسسه؟ ؟).

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.