جيش “هولاكو” السوري “يَغتصب” السيدات الحرائر.. والصور لفلسطينيات وعراقيات! / خالد الجيوسي
خالد الجيوسي * ( فلسطين ) الأحد 18/12/2016 م …
سارعت قنوات “الاعتدال”، وبمن فيهم قناة “العربية” السعودية إلى استعراض العديد من الصور، والتي قيل أنها لنساء “سوريات” قُتلن، وكان قد اغتصبهن رجال الجيش العربي السوري، بعد دخوله للأحياء الشرقية لمُحافظة حلب الخاضعة للجماعات المُسلّحة المُعارضة، وتُؤكّد تلك القنوات أن “الاغتصاب” يأتي ضمن سياسة مُمنهجة، يتبعها الجيش السوري، للانتقام من “أعراض مُعارضيه”!.
لا يَحتاج المُشاهد، إلى الكثير من الفِطنة، والبحث على الشبكة العنكبوتية، بعد أن يَجمع تلك الصور التي ظَهرت على الشاشات، ويَعقد مُقارنة بين تلك المَعروضة اليوم، وتلك التي عُرضت في حينها، ليَكتشف أن جُل الصور، ليست أصلاً لنساء سوريات، بل بعضها تم “اقتطاعها” من الانتفاضة الفلسطينية، وأخرى من مجازر ارتكبها “الاحتلال” الأمريكي للعراق، الأمر في غاية البساطة، ولا يحتاج إلى الكثير من الحِرفية، بعض الرّكام، وخلفية لبناء تعرّض للقصف، سيدة مقتولة، لا نعلم هويتها، واتهامٌ مُباشر لرجال جيش سوريا، أو جيش “هولاكو” كما يُسمّونه، والذين جاؤوا على ما اقترفته أيديهم من الرّكام والحُطام!.
في هذه الحرب الكونية الكارثية الدموية التي يتعرّض لها أبناء الشعب السوري “الشقيق”، سيَسقط “للأسف” العديد من الضحايا الأبرياء، وستمتلىء الشوارع بجُثثهم بالطبع، وستتباكى القنوات الإخبارية “المليونيرة” عليها، وبعيداً عن فبركاتها بالصور، هناك سيّدات بالفعل تم اغتصابهن!.
الأكيد ألا دليل مَلموس، يُثبت أن أولئك “السيدات” المَقتولات تعرّضن للاغتصاب على يد “الجنود السوريين”، فبالتأكيد لم تُجرِ “العربية” السعودية ومثيلاتها فحوصاً طبيّة لكل تلك السيدات تُثبت هذا، ولم يُنفّذ هذا الجندي السوري “المُغتصب” لو فعلها، تعليمات قيادته، التي قيل أنها تأمر جنودها باغتصاب “حرائر سورية”، وكأن المعركة معركة “اغتصاب”، لا تحرير، هذه مُجرّد تصرّفات فردية “حيوانية” مُدانة، ترتكبها مُعظم الجيوش!.
نُؤمن، وقد يتبيّن لنا عكس هذا لاحقاً، لكننا نؤمن إلى الآن أن عقيدة الجيش العربي السوري، عقيدة قتالية، تحمل واجب الدفاع عن الوطن، وحماية أعراضه، هذا الجيش الذي تهابه “إسرائيل”، وتحسب حساب انتصاراته اليوم، وحماسه لمُحاربتها.
لا يُمكن باعتقادنا، أن يَحمل رجال جيش سوريا “العقائدي”، بعد هذا الصمود الأسطوري، تلك “الشهوات” الحيوانية، فهُم ليسوا مُجرّد “فحولٍ” تشتهي، وتَنقاد خلف غرائزها، ومدارسهم لم تُعلّمهم تلك الأفكار الدونية، ومشائخهم لم يُشوهوا فيهم معاني الرجولة، ولم يَحصروها في “الفحولة” المَنقوصة التي اعتلى أحد مشائخ الخليج يوماً منبره، فدعاهم إليها في أعراض غيرهم، وحذّرهم منها في أعراضهم، ليؤكد أنهم “هم الرجال الذين يَشتهون”!.
إننا نَشعر بالغيرة!
حسناً، ربّما علينا أن نَشعر بالغيرة، أجل علينا أن نَشعر بالغيرة المَرضية من تلك المدينة العربية “الشهباء”، حلب استطاعت أن تُجبر باريس على إطفاء بُرجها “إيفل” تضامناً مع حِصارها، وأن تُوقف احتفالات اليوم الوطني في قطر، حتى أنّ دُموع مواقع التواصل، ووسائل الإعلام انهمرت على أهلها، كيف لنا بربّكم ألا نَشعر بالغيرة، قولوا لنا من فَضلكم؟.
حتى الفتاوى الدينية، كانت لنساء حلب، وأجازت لهم الانتحار، خوفاً من الاغتصاب “المَزعوم”، كل هذا فقط لأن المُعتدي هو الجيش السوري، فتَنهمر الدموع، ويَشعر الجميع بالإنسانية فجأةً، ويتحوّل العالم إلى “جنّة أفلاطونية” لم يَسبق لها مثيل!.
وَحدها سوريا، وجيشها، ورئيسها، من يَضربون بقداستنا عَرض الحائط، وحدهم من يُشوّهون أخلاقنا، ووحدتنا، وقوّتنا، لا عُنصرية، ولا طائفية، ولا مَذهبية، هناك فقط في حلب فقدت الإنسانية أبناءها، وتُوّج الشر مَلكاً شَرعياً على حُكمها، وسطا على ثَروتها الأخلاقية!.
نعم نَشعر بالغيرة، لأننا تمنّينا لو يَحكم “طاغية دمشق” بلادنا فلسطين، ويحتل جيشه أرضنا، هنا فقط ربّما تتعاطف الأبراج معنا، وتتوقّف الاحتفالات الوطنية لأجلنا، وحده الأسد عدوّنا، وطاغيتنا، هَزلت يا أمّتنا!.
“بَصقة كويتية”!
لم يَتمالك أحد النوّاب الكويتيين نفسه، بعد سماع أنباء تقدّم الجيش السوري نحو حلب، وإطباقه الكامل على المُعارضين، فذهب هو ورفاقه، كما شاهدنا في مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعية الكويتية، وبدأ بخُطبة عصماء أمام السفارة الروسية في بلاده، وطالب مع الحشد المُتظاهر أمامها، بطرد السفير الروسي من “ديرته” الكويت، لِمَا ترتكب قوّات بلاد السفير من مجازر بحق المدنيين “العُزّل” في حلب الشهباء!.
هذا حقٌ طبيعي للنائب في البرلمان الكويتي، أن يتظاهر سلمياً، وله أن يُطالب كما شاء بطرد السفير الذي يَشاء، وبغض النظر عن “تناسي” عزيزنا النائب بعض سُفراء دول أخرى “حازمة” على أراضي بلاده، تقتل أيضاً الشعب اليمني “الشقيق”، وهذا ليس حديثنا، لِمَ لَمْ يُحافظ النائب على أخلاق مُطالباته، ويكتفي بالانتقاد المُسالم، ولجأ إلى لغة شوارعية، تخللها حديثٌ غاضب، “بَصق” فيه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليخرج بذلك عن الأدب والذوق العام قائلاً: “اتفوو عليك يا بوتين”، وكأن مُمارسة السياسة، تَكمن في “السّفالة”!.
لا ندري إن كانت وصلت تلك “البَصقة” إلى الرئيس بوتين، لكننا على يقين أن بَصقة النائب تلك، لن تُثني “القيصر” عن مُتابعة انتصاراته على الأرض السورية، ومُواصلة إنجازاته كدولة عُظمى، تُعيد أمجادها، مُؤسف أن تكون قمّة إنجازاتنا “البصق”، ولهم على “كفرهم” كما يقولون عنهم كل السّبق!.
التعليقات مغلقة.