دراسة سيميائية ورؤية أيديولوجية و أخرى نفسية لكتاب “البليدة مدينة الورود والبارود” / رابح بلحمدي الحامدي
رابح بلحمدي الحامدي ( الجزائر ) – الأربعاء 24/8/2024 م …
مؤلّف الكتاب: الأستاذ رابح خدوسي رابح
*1. دور رابح خدوسي كأديب ومثقف لما بعد الكولونيالية:**
رابح خدوسي يمثل نموذجًا للمثقف الجزائري الذي يسعى لإعادة كتابة التاريخ الوطني من منظور محلي ومناهض للاستعمار. يستخدم خدوسي الأدب والتاريخ كوسائل لمواجهة الهيمنة الثقافية الغربية، مقدماً أعماله كأدوات لتعزيز الهوية الوطنية الجزائرية بعد الحقبة الاستعمارية. كتابه “البليدة مدينة الورود والبارود” يعكس هذه الجهود من خلال التركيز على بطولات المقاومة الشعبية الجزائرية.
*2. صناعة ثقافة تحمل المناعة ضد الغزو الثقافي الغربي:**
خدوسي يسعى لبناء ثقافة وطنية قوية ومحصنة ضد محاولات التغريب الثقافي. في كتابه، يعرض بطولات السكان المحليين ويبرز الدور الحيوي للأمير عبد القادر وجيشه في مقاومة الاستعمار الفرنسي. هذا التركيز على الأمثلة الوطنية يعزز الفخر بالتراث الجزائري ويشجع الأجيال الجديدة على مقاومة التأثيرات الثقافية الغربية.
*3. المساهمة في تقوية الروح المعنوية وبناء عقل جزائري لا يرضى بالقابلية للاستعمار:**
من خلال استعراض بطولات المقاومة، يعزز خدوسي الروح المعنوية للشعب الجزائري، مشجعاً على الفخر بالتاريخ الوطني. يسعى الكتاب لبناء عقلية جزائرية ترفض الخضوع للاستعمار وتتمسك بقيم الحرية والاستقلال.
# التحليل السيميائي لكتاب “البليدة مدينة الورود والبارود”:
*1. العنوان:**
– **”البليدة مدينة الورود والبارود”:** يجمع العنوان بين الجمال (الورود) والقوة (البارود)، مما يرمز إلى التوازن بين الرقة والقوة في شخصية المدينة وسكانها.
– **”صفحات من جهاد المقاومة الشعبية وجيش الأمير عبد القادر وبطولات الثورة التحريرية في متيجة (1830-1962)”:** يحدد العنوان الفترة الزمنية والمحتوى الرئيسي للكتاب، مما يعزز الشعور بالتاريخ والبطولة.
*2. الصورة الغلاف:**
– **الأمير عبد القادر بزيه العربي المعهود ونياشينه:** يرمز الأمير عبد القادر إلى البطولة والشرف، مما يعزز الهوية الوطنية.
– **صورة للمقاومة الفرنسية بين جريح وقائم يضرب العدو:** هذه الصورة تعكس صراع المقاومة وتضحياتها، مما يعزز الروح الثورية.
– **صورة للأطلس البليدي مع كتابة “جمعية الذاكرة والتراث الثقافية – ولاية البليدة”:** تشير إلى الجغرافيا المحلية وتعزز الانتماء المكاني.
# الرؤية الأيديولوجية والنفسية:
*1. الأيديولوجية:**
خدوسي يتبنى رؤية وطنية تعزز الهوية الجزائرية وتعيد تأكيد البطولات التاريخية كوسيلة لمواجهة الهيمنة الثقافية الغربية. يعمل على بناء ذاكرة وطنية تعيد الفخر بالتاريخ وتستخدمه كأداة لتحصين المجتمع ضد أي محاولات لتغريب الثقافة.
*2. النفسية:**
يهدف الكتاب إلى تعزيز الفخر الوطني والشعور بالانتماء من خلال عرض تضحيات وبطولات الأجيال السابقة. هذا التركيز على التاريخ البطولي يساعد في بناء عقلية ترفض الخضوع وتتمسك بالحرية والاستقلال.
# التوصيات للمثقفين:
يعتبر رابح خدوسي قدوة للمثقفين في بناء ثقافة وطنية قوية وواعية بعد الكولونيالية. ينبغي للمثقفين أن يستلهموا من جهوده في تقديم التاريخ الوطني بطريقة تعزز الوعي الوطني وتحصن المجتمع ضد التأثيرات الثقافية السلبية. يجب أن تكون ثقافتنا مبنية على الفخر بالتاريخ والتراث الوطني، وليس على التملق أو التسول الثقافي.
# خاتمة:
عمل رابح خدوسي في “البليدة مدينة الورود والبارود” يقدم نموذجًا للكتابة التي تعزز الهوية الوطنية وتحصنها ضد الغزو الثقافي. يعكس الكتاب التزام خدوسي بمهمة ثقافية تهدف إلى بناء عقلية وطنية قوية ومستقلة، ترفض القابلية للاستعمار وتتمسك بقيم الحرية والكرامة.
التعليقات مغلقة.