القائم بالأعمال السوري في الأردن في حديث صحفي لا تنقصه الصراحة

 

الأربعاء 21/12/2016 م …

الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي

في حديث أجرته وكالة حطين الإخبارية مع القائم بالاعمال السوري :

*العلاقات الرسمية بين الاردن وسورية لا تعكس نهائياً مستوى العلاقات بين الشعبين، ولا حتى المصالح المشتركة للدولتين.

*قرار تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية، يبقى هذا حبراً على ورق في حال كانت هناك مساعي خيّرة لعقد قمة عربية ناجحة .

*عداء بعض الأنظمة العربية لسورية تجاوز عداء الدول الغربية .. خدمة لمصالح آخرين

مشكلة سورية هي مع إخوانية أردوغان وليس مع تركيا.

*التواصل بين سورية ومصر لم يتوقف نهائياً، لأن التنسيق بينهما ضرورة عربية

معركة تحرير الجنوب لن تكون أكثر من رحلة سهلة مقارنة مع المعارك التي يخوضها الجيش حالياً

يتميز القائم بالأعمال العربي السوري ( في الأردن ) د. أيمن علوش بتمازج مفردة الأدب لديه بمفردتي السياسة والديبلوماسية معاً .. فيبدع في التعبير عن أكثر المواقف حدة وشدة بأكبر قدر يمكن الآخر من الإستماع إليه بهدوء واحترام نتفهم .

ففي حديث خاص أجراه معه الزميل حمال العلوي رئيس تحرير شبكة وكالة حطين الإخباية ، أكد د. علوش أن العلاقات الرسمية بين الاردن وسورية لا تعكس مستوى العلاقات بين الشعبين، ولا حتى المصالح المشتركة للدولتين ..معرباً عن تمنياته بان بعض الدول العربية حرّة في التعبير عن نفسها أو عن إرادة شعبها، وأن لا تكون أسيرة تهديدات ومساعدات مالية لا تخدم أمنها الوطني.

مشيراً إلى أن قرار تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية، يبقى هذا حبراً على ورق في حال كانت هناك مساعي خيّرة لعقد قمة عربية ناجحة ، مشدداً على ان سورية ليست في حاجة إلى قمة صورية، فصوتنا على الأرض تجاوز كل قرارات القمم التي عقدت بدون حضور سورية.

وكشف د.علوش عن ان عداء بعض الأنظمة العربية لسورية تجاوز عداء الدول الغربية، ناهيك عن أن الدول الغربية تسعى من خلال سياساتها تحقيق مصالحها ومصالح شعوبها، في حين أن عداء دول عربية يخدم مصالح آخرين فقط ، فيما يضرّ بمصالحها والمصالح القومية .

وحول تركيا أوضح علوش أن مشكلة سورية هي مع إخوانية أردوغان وليس مع تركيا. فتركيا دولة جارة ولدينا مصالح مشتركة. المهم أن تتوقف تركيا عن امتطاء الإخوانية وصولاً إلى هدف العثمانية .

وأكد د.علوش إن التواصل بين سورية ومصر لم يتوقف نهائياً، لأن التنسيق السوري المصري هو ضرورة عربية. الحقيقة التاريخية تقول: ” إذا كانت سورية ومصر بخير فالأمة العربية كلها بخير”، وللأسف فقد نسي من كان يقول هذه الحقيقة واتجه للتآمر على سورية ومصر.

وحول تأخر معركة الجنوب قالا ، وستأتي بعد تحرير حلب ستكون معركة تأمين محيط حلب ومن ثم يتجه الجيش إلى معارك أخرى ستكون سهلة عليه مقارنة بالمعارك الحالية التي يخوضها على جبهات أشد وأصعب، ومعركة الجنوب لن تكون أكثر من رحلة سهلة مقارنة مع المعارك التي يخوضها الجيش حالياً.

وعرض د. علوس لأنواع ممن غادروا مواقعهم على أرضيات مختلفة ومنهم فاروق الشرع ، مؤكداً حرص الدولة على المصالحة والحوار السوري السوري على الأرض السورية .  

وتاليا نص المقابلة :

*سورية إلى أين ؟

-: سورية إلى نصر على الإرهابيين الذين نفروا إلى سورية من كل مكان وإلى إعادة بناء سورية بيد السوريين، أولاً، وبمساعدة أصدقاء سورية، ثانياً.

*: كيف تنظرون إلى مرحلة ما بعد حلب ؟

-: سيتابع الجيش العربي السوري بدعم من أصدقائه وحلفائه معركة تحرير كامل التراب السوري.

*: كيف ترى العلاقات الأردنية السورية؟

-: إذا كنت تقصد بين الشعبين فهي أكثر من ممتازة، وإذا كنت تقصد العلاقات الرسمية فهي لا تعكس نهائياً مستوى العلاقات بين الشعبين، ولا حتى المصالح المشتركة للدولتين.

*: هل تتوقعون المشاركة في القمة العربية المقبلة في آذار في عمان؟

-: اللا منطق هو الذي يحكم العلاقات العربية ـ العربية، وما تتعرض له سورية من بعض الأنظمة العربية يجعل من الصعوبة التوقع إذا كانت هذه الدول سترى في دعوة سورية مصلحة عربية أم لا. تتصرف هذه الدول وفق أجندات خاصة وبعيدة عن أي منطق، ولذلك يصعب فهم مبرراتها لعدم دعوة سورية وممارسة الضغوط على دول عربية لإجبارها على الوقوف ضد دعوة سورية، وهو نفس اللا منطق الذي نتج عنه قرار تجميد عضوية سورية.

صحيح أن هناك قراراً عربياً بتجميد عضوية سورية في الجامعة العربية، ولكن يبقى هذا حبراً على ورق في حال كانت هناك مساعي خيّرة لعقد قمة عربية ناجحة تعود بالخير على الأمة العربية.

هذا نصف الجواب، والنصف الآخر هو إذا كانت سورية ستحضر القمة في حال وجّهت الدعوة لها، وهذا يبقى في عهدة الدولة السورية وهو مرتبط بقراءتها وتحليلها لجدوى الحضور ونجاح هذه القمة في الخروج بقرارات مصيرية ترأب الصدع العربي وتؤسس لمرحلة جديدة تحدد أولويات الدول العربية وتحدياتها الفعلية. نحن لسنا بحاجة إلى قمة صورية، وصوتنا على الأرض تجاوز كل قرارات القمم التي عقدت بدون حضور سورية.

*: العلاقات الدبلوماسية: هل هناك جديد مع الأقطار العربية؟

-: تخشى كثيرٌ من الدول العربية الشرَّ الذي يُمارسه البترودولار، ولذلك فهي تتحسّب لإعلان إعادة علاقاتها مع سورية أو التنسيق معها. نحن لا نكترث كثيراً لذلك ولا نريد إحراج هذه الدول. البعض منها اعترف باستمرار العلاقات والتنسيق الأمني والسياسي مع سورية منذ بداية الأزمة، والبعض الآخر ما يزال ينتظر لحظة قوة، وهذا ستفرضه انتصارات الجيش العربي السوري التي غيرت مواقف هذه الدول وغيرها تجاه الأزمة السورية.

نحن نتمنى أن تكون بعض الدول العربية حرّة في التعبير عن نفسها أو عن إرادة شعبها، وأن لا تكون أسيرة تهديدات ومساعدات مالية لا تخدم أمنها الوطني.

*: العلاقات الدبلوماسية مع الدول الغربية: هل هناك جديد؟

-: يؤسفني القول أن عداء بعض الأنظمة العربية تجاوز عداء الدول الغربية، ناهيك عن أن الدول الغربية تسعى من خلال سياساتها تحقيق مصالحها ومصالح شعوبها، في حين أن عداء الدول العربية يخدم مصالح الآخرين فقط فيما يضرّ بمصالحها والمصالح القومية.

تشعرُ عددٌ من الدول الغربية بأهمية إعادة قراءة مواقفها من سورية، ولذلك وجدنا العديد من الوفود الرسمية وغير الرسمية من الدول الغربية تزور سورية لتستمع إلى وجهة النظر السورية، وهذا ما نتج عنه مواقف جديدة في أكثر من دولة.

اتصالاتنا لم تنقطع مع كثير من الدول الغربية وهذه الدول بحاجة لنا في الفترة القادمة أكثر مما نحن بحاجة لها، فقد دخل أراضيها الكثير من الإرهابيين الذي قاتلوا على الأرض السورية وهم يشكلون الآن خلايا نائمة على أراضيها، وبالتأكيد يوجد لدى الدولة السورية ما تقدّمه وتساعد به حول هذه الجماعات، وكذلك الأمر بالنسبة للإرهابيين الذين يحملون جنسيات هذه الدول وجاؤوا إلى سورية للجهاد، فمن لم يُقتل منهم سيعود إلى بلاده، ناهيك عن الجوانب الأخرى غير الأمنية، فسورية لاعب اقليمي مهم لا يمكن تجاهل دوره.

*: هل يمكن الوصول إلى صفحة جديدة مع تركيا؟

-: مشكلتنا هي مع إخوانية أردوغان وليس مع تركيا. تركيا دولة جارة ولدينا مصالح مشتركة. المهم أن تتوقف تركيا عن امتطاء الإخوانية وصولاً إلى هدف العثمانية. نحن لنا قوميتنا التي نعتزّ بها، وفتح صفحة جديدة مع تركيا متعلقٌ بتغيير نهجها السياسي الطامع بأرضنا والتوقف عن استعمال الأدوات القذرة من إرهاب وترهيب وإخوان خدمة لعثمانيتهم ومشاريعهم الاستعمارية والتوسعية.

*: مصر وسورية إلى أين؟ هل هناك من مستجدات؟

-: سورية ومصر إلى الوضع الطبيعي للعلاقة بينهما، هذه حقيقة تاريخية. بالنسبة لمصر فإن سورية هي قلب العروبة النابض، وبالنسبة لسورية فإن مصر هي الشقيق الأكبر بكل ما تعنية الكلمة من معنى، والعلاقات بين البلدين هي التي أنتجت حرب تشرين المشرّفة لكل مواطن عربي.

إن التواصل بين البلدين لم يتوقف نهائياً، لأن التنسيق السوري المصري هو ضرورة عربية. الحقيقة التاريخية تقول: ” إذا كانت سورية ومصر بخير فالأمة العربية كلها بخير”، وللأسف فقد نسي من كان يقول هذه الحقيقة واتجه للتآمر على سورية ومصر.

مال النفط لا يصنع دولاً ولا يبني حضارات، وسورية ومصر ترتبطان ببعضهما البعض منذ الحضارات الأولى ومن لديه حضارة لا يُخشى عليه، وربما كان جزء من الحرب ضد هذين البلدين، بالإضافة إلى محاولة تدمير جيشيهما، هو الانتقام من هذه الحضارات، كانتقام الجاهل من العالم.

إن الحضارة هي انزيم في الجسم، ولا يُخشى على ابن سورية وابن مصر، وما يجمعهما تاريخياً لا يمكن أن تفرّقه المؤامرات ومحاولات الإبتزاز التي تُمارس على مصر، وسورية ليست حدود سايكس بيكو الحالية بل أكثر من ذلك بكثير

*: لماذا تأخرت حرب جنوب سورية طويلاً؟

-: كما يقول علي عزت بيغوفيتش” لا تقتل البعوض، وإنما جفف المستنقعات”. المشكلة أن موارد الجماعات الإرهابية في الجنوب لم تتوقف، فهناك دعم كبير لها على كافة المستويات من تدريب وسلاح وعناصر ودعم استخباراتي، وهذا كلّه ساعد في تقوية هذه الجماعات، هذا من جهة.

ومن جهة ثانية فإن الجيش يقود معارك على كامل الأرض السورية، وهناك المهم وهناك الأهم. كانت أولوية القيادة في سورية هي معركة حلب، وستأتي بعدها معركة تأمين محيط حلب ومن ثم يتجه الجيش إلى المعارك الأخرى التي ستكون سهلة عليه مقارنة بالمعارك الحالية التي يخوضها على جبهات أشد وأصعب، ومعركة الجنوب لن تكون أكثر من رحلة سهلة مقارنة مع المعارك التي يخوضها الجيش حالياً.

*: سورية والإعمار: هل هناك تصورات محددة وأفكار يجري الإعداد لها؟

بالتأكيد هناك دراسات للخسائر المباشرة وغير المباشرة لهذه الحرب على كافة الأصعدة، والأهم من الإعمار المادي هي المشاكل الاجتماعية والنفسية والصحية والبيئية التي تأخذ حيزاً من اهتمام القيادة السورية وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد، وعندما تتوقف طبول الحرب ستجد سورية ورشة عمل وسيكون أساسها المواطن السوري المخلص لأرضه ووطنه.

ســـؤال: غابت شخصيات سورية سياسية عن المشهد السياسي: الأسباب … وهل هناك جديد في هذا الإطار وخاصة فاروق الشرع؟

*:من غاب عن المشهد السياسي لا يستحق أن يبقى في المشهد السياسي، السياسي الحر والشريف هو من يكون صاحب موقف وأن يكون لديه الاستعداد للدفاع عن موقفه ومبادئه في كل الظروف.

هناك في سورية من تحمّل مسؤولياته وبقى على رأس عمله مدافعاً عن قناعاته، وكثير منهم كان لديهم ملاحظات هنا وهناك، ولكنّ ذلك لم يحيدهم عن قراءتهم لطبيعة المؤامرة التي تُحاك ضد سورية، والبعض الآخر لم يكن محصناً بشكل كافٍ لإدراك حقائق بات لا يجهلها المواطن البسيط فاستعجلوا ليحجزوا لأنفسهم مكاناً في الخارطة الجديدة التي وعدتهم بها أمريكا وعملاؤها من الأنظمة العربية.

بعض السياسيين صمتوا بسبب ضعفهم وآخرون بسبب ضيق زاوية الرؤية لديهم، وآخرون أيضاً بسبب حرصهم على الحفاظ على مكتسباتهم المادية خلال فترة طويلة كانوا فيها عنواناً عريضاً للفساد والكسب غير المشروع، وكذلك الأمر بالنسبة لمن قفز إلى الطرف الآخر وأصبح معارضاً، فمنهم من أراد أن يُصبح بطلاً من ورق، وآخرون لغسيل فسادهم وتبييض أموالهم، وأكبر مثال على ذلك هو غياب المعارض السوري الذي يمكن أن تكنّ له الاحترام وتعلق عليه آمالك بأنه يمكن أن يكون شريكاً في مستقبل سورية.

أما بخصوص فاروق الشرع فهو ينتمي إلى إحد النماذج التي ذكرتها ولك استكشاف ذلك.

*: هناك حديث عن اجتماع ودعوة لمعارضة الداخل والخارج في دمشق. ما الجديد في هذا الإطار؟

-: القيادة السورية لم ولن توفر جهداً للحل السلمي، وفي الوقت الذي يخوض فيه جيشنا حرباً تؤكد القيادة السياسية على أهمية المصالحات والحوار للخروج من هذه الحرب التي تستهدف سورية بكافة مكوّناتها.

لقد تجاوبت القيادة مع كل المبادرات التي كان الهدف منها حوار السوريين مع بعضهم البعض، وهي ستتابع جهدها بما يخدم هذا الهدف وسورية هي الأرض الشريفة التي باركها الله، وإن لم تكن سورية التي ذكر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأن الله عزّ وجل قد تكفّل له بها، فأيّ مكان آخر قد يكون أصلح لحوار يضع نهاية لهذه الحرب المأجورة عليها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.