تناغم كامل بين مخطط داعش ومخطط “إسرائيل” لتفتيت الدول الوطنية لا يستثني أحداً حتى السعودية؟!
الأردن العربي – تحسين الحلبي ( الأربعاء ) 18/2/2015 م …
تتابع القيادة “الإسرائيلية” يومياً جميع الأحداث والتطورات التي تجري في جوار فلسطين المحتلة شمالاً وشرقاً وجنوباً ويزداد التنسيق بينها وبين واشنطن في تنفيذ خطة لكي يدفع العرب دماءهم وأموال نفطهم لمصلحة تفتيت الدول العربية من مصر حتى السعودية والأردن وسورية.
فانتقال عمليات داعش الإرهابية إلى فرنسا وبلجيكا وأوروبا بشكل عام ظهرت أهدافه الأميركية- الإسرائيلية بشكل واضح وعلني حين كرر نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية دعوته العلنية لليهود في فرنسا وعددهم يزيد على 400 ألف ولليهود في كل أوروبا بالهجرة إلى “إسرائيل” بعد أن بدأ أمنهم كما قال يتعرض للخطر في أعقاب ثلاث عمليات إرهابية، استهدفت يهوداً في باريس وبروكسل ثم كوبنهاغن، فهو يدرك أن “إسرائيل” بحاجة للمزيد من القوى البشرية تمهيداً لتنفيذ خطة ترحيل عدد كبير من الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى الأردن بالإضافة إلى التوسع الإقليمي على حساب الدول المجاورة.
وهذه الخطة الأميركية الإسرائيلية تستند إلى إعادة تقسيم هذه الدول المجاورة لحدود فلسطين إلى دول لكل طائفة وقبيلة وإثنية ومذهب ودين.
وهذا ما يؤكده في أبحاثهم عدد من أهم المفكرين الإسرائيليين ومن بينهم (موردخاي كيدار) المختص بتاريخ الإسلام والقبائل والطوائف في الشرق الأوسط، يقول كيدار في دراسة نشرها في لندن في أيلول 2014 إن العالم لن يستريح من متاعب الشرق الأوسط إلا إذا أزاح عنه الدول الوطنية وفرض محلها الدويلات المستندة إلى التقسيمات القبلية والمذهبية والإثنية.. ويزعم كيدار في دراسته أن «الدول الوطنية أصبحت فاشلة وعلى أوروبا إعادة تجزئتها إلى منابعها العشائرية والقبلية من اليمن حتى مصر والسعودية». وإضافة إلى هذه الدعوة يرى مركز (أبحاث موشيه دايان) أن بريطانيا كانت تدرك هذه الضرورة حين قسمت منطقة الخليج بحسب قبائلها وعشائرها إلى (مشيخات) صغيرة ثم إلى إمارات ولم تقم بتوحيدها في كيان سياسي وطني، فظهرت عمان وقطر والبحرين والكويت بموجب هذه التقسيمات وكذلك إمارات صغيرة موحدة مع استقلالية نسبية ولا مركزية لكل إمارة في «دولة الإمارات العربية المتحدة».
ويدعو (كيدار) العالم إلى التجاوب مع هذه الخطة للتخلص بموجب مفهومه من أخطار الأمة العربية وما يجمع شعوبها من أهداف ومصالح مشتركة معتبراً أن مصالح الغرب و”إسرائيل” لن تحقق إلا عند استكمال تنفيذ هذا المخطط.
ويظهر في دائرة أبحاث وزارة الخارجية الإسرائيلية عدد من الخرائط والتوزع الجغرافي لقبائل وعشائر كثيرة في السعودية والعراق بشكل خاص، فالمختصون الأمريكيون والإسرائيليون يسترشدون بهذه المعلومات في تحديد المستقبل السياسي والسيادي لمعظم الدول العربية وإعادتها إلى عصر ما قبل الدولة الوطنية والقومية. وهذا ما ينتظره قادة “إسرائيل” ويعدون مشروعهم من أجله، فقد تكررت تصريحات وزير الخارجية ليبرمان ورئيس الحكومة نتنياهو الواعدة باستيعاب مليون من اليهود خلال السنوات المقبلة ويعترف (دانيال بن سيمون) عضو كنيست سابق من حزب العمل وصحفي في (هآريتس) أن 40% من الوحدات السكنية الاستيطانية في مختلف مناطق الاستيطان فارغة لا وجود لأحد فيها وهي بانتظار القادمين الجدد في الضفة الغربية.
وتشير إحصاءات الوكالة اليهودية ووزارة الاستيعاب والهجرة إلى وجود أكثر من مليون من اليهود الذين كانوا يعيشون في “إسرائيل” ومازالوا يحملون الجنسية الإسرائيلية بعد انتقالهم إلى أوروبا وأميركا خلال العقود الماضية سينفذون هجرة ثانية لإسرائيل بشروط أفضل من أي شروط عهدها المهاجرون في السنوات الماضية. وبهذه الطريقة تعيد “إسرائيل” إسرائيليين في موسم هجرة تكررها لهم بعد انتقالهم للاتحاد الأوروبي وازدهاره الاقتصادي خلال العقد الماضي ولذلك كانت “إسرائيل” المستفيد الأول والأكبر من هذا الانقسام العربي غير المسبوق، رغم أنها تستهدف مصالح وهوية كل العرب وليس سورية والعراق وفلسطين ولبنان ومصر فقط؟!
التعليقات مغلقة.