مهزلة حلب الإعلامية / ســيد عـلى

 

ســيد عـلى ( مصر ) الجمعة 23/12/2016 م …

فى أكبر مهزلة إعلامية استخدمت فيها كل أساليب التضليل الممنهج ستظل معركة تحرير حلب نموذجا للعهر السياسى فى الكيل بعدة مكاييل وان كان هذا مبررا لوسائل الإعلام الغربية

فقد كان لافتا أن تجد الجانب الأكبر من الاعلام العربى منبطحا تحت أحذية البترودولار ووصل الامر إاىأن استغاث بعض خونة مايسمى المعارضة السورية بإسرائيل لاحتلال حلب وقادت القنوات الممولة خليجيا حملة رخيصة ضد الشعب والجيش السورى ووصل التطابق بين ما تبثه تلك القنوات والقنوات الإسرائيلية حدا ينفى أى صدفة واستمرت نداءات الاستغاثة للأطفال والنساء على مدى الساعة وخرج بعض أغوات القصور يبرأون الى الله من مذبحة حلب ويستنكرون الصمت العربى والدولى ويطالبون بهدنة مفتوحة طبعا لإخراج المرتزقة من زرايب الدواعش عبر ممر آمن.

وبدأت قناة العربية واخواتها فى اكبر حملة تضليل تزعم ان الميليشيات الشيعية هى التى تقتحم حلب وان مراسلها شاهد مدير مكتب قناة العالم الإيرانية يقود الباص بنفسه مهددا أهل حلب وكأن الجيش السورى شاهد زور وبالمناسبة يطلقون عليه جيش بشار وليس الجيش السورى وبالتزامن مع ذلك شن الاعلام النفطى أكبر حملة تضليل ضد روسيا وغيرها واتهمت المجتمع الدولى بالتواطؤ لتثبيت حكم الطغاة على حد زعمها وبالطبع نالت الجامعة العربية والامم المتحدة نصيبهما من الحماقة والهرتلة وأصبحت الانسانية فى مهب الريح ولم تكن كذلك و46 دولة تدك سوريا وتشرد اطفالها وتسبى نساءها.

وكان هذا الاعلام نفسه يحتفى برعاة الاٍرهاب ويقدسهم وهم يدمرون أقدم عواصم العالم فى بغداد ودمشق وليبيا وصنعاء وعدن ولم نجد حملة اللطم تلك عند مجازر الناتو فى ليبيا وبغداد وقصف المدارس والمستشفيات والمساجد ومخيمات اللاجئين بل قصفوا عدة شاحنات كانت تحمل القمح فى صنعاء ولن ينسى العالم تهليل هؤلاء يوم إعدام صدام حسين وسحل القذافى وكم التشفى المخزى وعدم الاكتراث حتى لحرمة الموت ولاتزال فى الذاكرة لوجو قناة الجزيرة وموقعها إبان أحداث 25 يناير (معا لتسقط مصر) وكان هذا هو الهدف الذى فضح كل الادوار منذ اليوم الاول ولن ينسى المشاهدون التحريض من قناة العربية فى تلك الفترة نفسها ضد كل مؤسسات الدولة المصرية والذى كان يقوده أحد الشيعة المصريين العاملين فى العربية والغريب أننا لم نسمع طلبا واحدا من هؤلاء لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة جرائم قتل المسلمين فى بورما وسحلهم فى غزة وحصارهم برا وبحرا وجوًا ولم تكن القنوات والصحف النفطية فقط بل شن المشردون من الكتائب الإلكترونية آلاف التغريدات لحشد الضمير والنخوة العربية لنصرة حلب التى تُباد عندما أسهم الروس والإيرانيون فى تحريرها.

وكانت جنة الله فى الأرض عندما كانت امريكا وإسرائيل وألمانيا وفرنسا تدكها بكل انواع الأسلحة المحرمة دوليا وتم تنظيم مظاهرات امام السفارات الروسية فى كثير من عواصم العالم وأطفأ برج إيفل أضواءه وخرجت الصفحات الأولى فى بعض الصحف العالمية بيضاء حدادا على تحرير حلب من المرتزقة أعضاء ما يسمى الجيش الحر وفروعه وداعش وجيش المجاهدين وجبهة النصرة وعشرات التنظيمات الارهابية الآخرى فى مقابل نحو 15 ميليشيا مساندة للنظام السورى ابرزها حزب الله وألوية احفاد الرسول هيئة دروع الثورة وطبعا الى جانب القوات الروسية والايرانية والأمريكية والتركية مع التحالف الدولي.

ولكن هناك القوى الناعمة الخطيرة فى الحرب الإعلامية السورية الى جانب القنوات والصحف تلك الكتائب الإلكترونية أهمها الجيش السورى الإلكترونى الذى قاد حملات ممنهجة للحشد والرد على المزاعم وحملات هكر على الجزيرة وغيرها ومعه قراصن كليونز للأمن وفى مقابل ذلك هناك كتائب إلكترونية للمعارضة منها جماعة أنونيموس التى تدير أكاديمية للقرصنة ضد المؤسسات السورية الرسمية وجماعة أولفر تأكدت وطبعا مقرها الولايات المتحدة ومهمتها اختراق الخوادم الحكومية السورية وتدميرها ومع تحرير حلب بات حلم مشعوذى الثورة يتامى على الموائد بعد ان كانوا كراما فى عيون شياطين سادتهم وباتوا يتجرعون سم خيانتهم وتواطئهم على الأمة وثوابتها والمتاجرة بإرث وعقيدة شعوب من اقدم شعوب الارض وكانوا فرحين بنصر مؤقت ولكن لن يغلب عسر يسرين لان الدواء فى الأساس من الداء وقد كان ذلك هو الدرس السورى من أرض حلب لكل اللئام.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.