ايران وحزب الله: «لن ترونا.. إلا معاً» / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) – السبت 28/9/2024 م …
الذين ينتظرون من وراء مكاتبهم تقارير سقوط المقاومة اللبنانية وإنكسارها أمام إسرائيل، سينتظرون كثيراً، لأن حزب الله يمتلك إرادة المواجهة، والصفعة الكبرى كانت في مقابلة رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف التي كان مليئة بالتحدي، حيث أغلقت الباب أمام أي آمال وتمنيات بسقوط المقاومة، معلقاً، على العدوان الإجرامي الصهيوني على الضاحية الجنوبية، بقوله: على حزب الله أن يعلم أننا سنكون بجانبه في ساحة المعركة حتى اللحظة الأخيرة، مؤكداً على وحدة المسار والمصير بين إيران وحزب الله، وهذا يشكل تعبيراً عن تأييد طهران ووفائها لحزب الله.
لطالما دعمت إيران صمود ومقاومة الشعوب الإقليمية في مواجهة الكيان الصهيوني “اللاشرعي”، فإن نهج الدفاع عن المقاومة متجذّر في السياسات المبدئية لنظام طهران، بل إنها قد تصل إلى أبعد مما يتصور الكثيرون، لتطول خارطة التحالفات والخيارات في مرحلة جديدة عنوانها العريض التحالف الاستراتيجي اللبناني الإيراني.
في الواقع، تمتلك إيران قدرات عسكرية كبيرة تجعلها واحدة من الدول القادرة على استهداف إسرائيل، كونها تملك أحدث الأسلحة العسكرية، ما يعني قدرة الحرس الثوري الإيراني على استهداف ميناء إيلات وتل أبيب وكل المستوطنات الاسرائيلية.
في نفس السياق إن الدعم الإيراني في الحرب على “إسرائيل” جاهز فطهران صنعت قاعدة إسناد إقليمية مؤثرة عبر دعم المقاومة ، كما أنها تراقب العدوان الإسرائيلي على لبنان إهتمام شديد وتراقب أدق تفاصيلها وهي مستعدة للتقدم في حال لزم الأمر، وفي الوقت نفسه ترسل صواريخها الى المقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وبالتالي إن علاقات الشراكة الإستراتيجية القائمة بين حزب الله وإيران متينة، وخارج المساومات والصفقات، ولا يمكن أن يعكر صفوها إزدياد حجم التحديات.
من دون أدنى شك، الاسرائيلي يعرف ان من اهم مصادر القوة لحركات المقاومة ضد اسرائيل في المنطقة هي إيران، فكل هذه المعطيات تشير إلى أن الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت كثيرة، ما يعني نتائج جديدة ربما تكون إيجابية لبعض دول الإقليم في المنطقة وعلى الأخص لبنان وغزة.
مجملاً……قلتها كثيراً وسأعيدها وسأبقى أكررها، لقد أخطأوا في الزمان والمكان، حيث أن الجنوب اللبناني مقبرة لجيش الاحتلال، وإنهم دخلوا في مغامرة مصيرها الفشل والخزي والعار لهم ولأسيادهم، ومصيرهم القتل على أيدي رجال المقاومة اللبنانية، وعليهم مراجعة حساباتهم لأن أرض لبنان ستكون بوابة العبور لهم إلى جهنم.
وأختم مقالتي بالقول: إن مجمل هذه التطورات يمكن الاستنتاج من خلالها بأن هناك رؤية استراتيجية موجودة في كل الأوساط الإيرانية وعلى أعلى المستويات مفادها أن طهران القوية يمكن ان تسهم في عودة الاستقرار مرة أخرى إلى منطقة الشرق الأوسط المضطربة، كما أن هناك رؤية استراتيجية ثابتة وهي دعم حزب الله في كل الأوقات، والتصدي لأي عدوان خارجي يهدد أمنه واستقراره.