ليبرمان: الدول الأعضاء في الناتو ليس لديها ربع عدد صواريخ حزب الله / زهير أندراوس

 

 

زهير أندراوس ( فلسطين ) الخميس 19/2/2015 م …

 

العنصريّ أفيغدور ليبرمان، وُلد في موالدافيا عام 1958، وفي العام 1978 تمّ استجلابه إلى إسرائيل. وزير الخارجيّة الإسرائيليّ يسكن في مستوطنة (نوكديم) في الضفّة الغربيّة المُحتلّة منذ العام 1988. بنا شهرته السياسيّة على كره العرب والمُسلمين. وقد اختار شعاره في الانتخابات التي ستجري في آذار (مارس) القادم، “أم الفحم إلى فلسطين، أرئيل إلى إسرائيل”، كما عرض الأموال على فلسطينيي الداخل لكي يُهاجروا من موطنهم فلسطين، وليس من دولتهم إسرائيل.

الصحافي الإسرائيليّ عمانوئيل روزين كان قد كتب عنه في صحيفة (يديعوت أحرونوت) ما يلي: يصعب أنْ يأخذ أيّ فرد في المشهد الإسرائيليّ، وحتى في العالم العربيّ وفي العالم كله تصريحات ليبرمان على محمل الجد. فهو بطل التصريحات النارية الذي ربح خمسة عشر مقعدًا في الكنيست بسبب كرهه للعرب، هذا الكره الذي تفوق على كره كل المحيطين به، يراه كثيرون كشخص ثانوي ليس له نفوذ، وفي الأسوأ فهو مهرج، وهو يستخدم لطعن إسرائيل. فهو يهدد إيران تارة بالقصف ويهدد مصر بضرب السد العالي، ويهدد سوريّة تارة أخرى بإقصاء عائلة الأسد عن الحكم.

وتابع: لقد تحولّ ليبرمان إلى مهرج وسفّاح، وهو صيغة أخرى ونموذج آخر مثل نموذج الحاخام عوفاديا يوسف، ففي كل بضعة أسابيع يصرح الحاخام تصريحات تُحدث صدمة، وتدعو للضحك، تنشرها الصحافة بإثارة ودهشة، ثم يتولى المقربون منه الدفاع عنه قائلين: إننا لم نفهم ما يقولّ فهو يصرح تصريحات سخيفة حول العرب، المسلمين، النساء والشواذ واليساريين، على حدّ تعبير روزين. وكان قد هدد ليبرمان خلال لقائه مع سفراء عدد من الدول الغربية في إسرائيل عام 2001 أنّه في حال نشوب حرب بين مصر وإسرائيل، على إسرائيل أن تُفجّر السد العالي، وتغرق المناطق المحاذية له، بمياه بحيرة ناصر. وعند استلام ليبرمان مهام وزير الخارجية في حكومة نتانياهو الحالية أعلمت مصر إسرائيل أن سفيرها لن يلتقي أبدًا ليبرمان حتى يعود عن أقواله. كما أنّه رفض  الاعتذار عن تصريحاته البذيئة في حق الرئيس المصري المعزول حسني مبارك، على خلفية عدم قيامه بزيارة إسرائيل، قائلاً: فليذهب إلى الجحيم.

وأمس قال ليبرمان إنّ حزبه سيعمل في الكنيست القادمة، على إقرار إنزال عقوبة الإعدام ضد الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات ضد الاحتلال الإسرائيليّ، مُضيفًا أنّ الإفراج عن إرهابيين في عمليات تبادل أسرى يعطي المجموعات الإرهابية الأمل بأنّ إسرائيل ستستسلم. وتابع: علينا أنْ نحدد ما هي مشكلتنا الكبرى، إنّ مشكلتنا الكبرى هي الإرهاب، مشيرًا إلى أنّ المجموعات الإرهابية تحاول أن تصبح دولاً إرهابية وعلينا منع ذلك، ولفت إلى أنّ أن معظم الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليس لديها ربع عدد الصواريخ المتوفرة لدى حزب الله، وأنّه أقوى المجموعات الإرهابية القائمة من حيث قدراته العسكرية وكميات الأسلحة المتوفرة له، إنه أقوى من تنظيم الدولة الإسلاميّة والقاعدة معًا. كما توقع ليبرمان، عدوانًا رابعًا على غزة، وقال: حماس تعمل دائمًا على تطوير قدراتها الصاروخية، علينا أنْ نفكر في كيفية منع جولة خامسة، فالجولة الرابعة مضمونة، مضيفًا أنّ كل جولة يجب أنْ تنتهي بنصرٍ حاسمٍ، وإلا فإننا سنفقد عنصر الردع وبدون نصر حاسم فإنه سيكون مضيعة للوقت. علاوة على ذلك، شنّ هجومًا شديدًا على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس التركيّ رجب طيب اردوغان، وقال: حتى لو أعطينا الفلسطينيين تل أبيب وانسحبنا إلى حدود العام 1947 سيختلقون أعذارًا للامتناع عن توقيع اتفاقية سلام. كذلك هاجم ليبرمان بشكل شخصي رئيس السلطة الفلسطينية عبّاس واصفًا إدارته بأنّها غير شرعيّة، لأنّها لم تصل عبر انتخابات، ولذلك لا يجب التوقيع معهم على أيّ اتفاق. وقال مؤخرًا إنّ عبّاس يُساند الإرهاب في الأراضي الفلسطينية، ويقوم بمكافأة المخربين ماديًا، ويقود حملات إعلامية تحريضية ضد إسرائيل في مختلف المنابر الدولية، بما في ذلك مؤسسات الأمم المتحدة ومؤتمر ديربن.

ورأى أنّ رئيس السلطة الفلسطينية يمارس الإرهاب السياسيّ، مُشدّدًا على أنّه أخطر من الإرهاب المسلح الذي تًمارسه حركة حماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية. وواصل ليبرمان هجومه على عبّاس بالقول إنّه لا يسيطر على قطاع غزّة، وهو ليس قادرًا على إجراء انتخابات في مناطق السلطة الفلسطينية، وهو الأمر الذي يضع علامة استفهام بالنسبة إلى مدى اهتمامه بالتوصل إلى السلام حقًا، لافتًا إلى أنّ عبّاس أطلق اسم يحيى عياش على إحدى الساحات المركزية في مدينة رام الله، كما أنه نعت المخربين الذين أفرج عنهم في إطار صفقة شاليط بمناضلين من أجل الحرية.

كما انتهز ليبرمان هذه المناسبة للهجوم على تركيا واصفًا أردوغان بالكذّاب، إذْ قال: لا يُمكنني أنْ احتمل أكثر الأكاذيب التي يطلقها أردوغان، ويهدد إسرائيل من لبنان. وأكّد على أنّه ما زال يرفض الاعتذار الذي قدّمه رئيس الوزراء نتنياهو لتركيّا حول مقتل الأتراك فيس أسطول الحريّة، عام 2010. وكان ليبرمان بعث مؤخرًا وثيقة إلى نتنياهو قال فيها إنّ مصر أخطر على إسرائيل من إيران بسبب الثورة المصرية في 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وتغيير الحكم، وأنّه يجب حشد المزيد من قوات الجيش الإسرائيليّ عند الحدود معها.

ونقلت صحيفة (معاريف) العبريّة عن ليبرمان قوله في رسالته إنّ الموضوع المصري مقلق أكثر بكثير من القضية الإيرانية، لكون مصر هي الدولة العربيّة الأكبر التي لديها حدود مشتركة مع إسرائيل، وعلى الرغم من اتفاقية سلام بين الدولتين منذ أكثر من ثلاثين عامًا. وأضاف ليبرمان أنه على أثر التطورات بمصر يتعيّن على إسرائيل اتخاذ قرار سياسيّ شجاع وإعادة بناء الجبهة الجنوبية للجيش الإسرائيلي بواسطة إعادة إقامة الفيلق الجنوبي الذي تمّ تفكيكه في أعقاب اتفاقية السلام، وإقامة أربع فرق عسكرية لنشرها عند الحدود الجنوبية، ورصد الميزانيات المطلوبة وتجهيز رد الفعل الإسرائيلي لاحتمالات قد تحدث في المستقبل، على حدّ قوله.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.