اردوغان ” مسيلمة العصر ” على موسكو ان لاتثق به / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الإثنين 26/12/2016 م …
لست من المدافعين عن الداعية التركي فتح الله غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة او توجهاته سواء الدينية او السياسية ولست من المدافعين عنه او عن اي من الذين تحتضنهم الدول الكبرى وتجعل منهم ورقة تستخدمها متى تشاء
تستقبل هذه الدول غولن واشباهه على اراضيها لغايات منها استخدامهم وسيلة للضغط تفعل ذلك واشنطن ولندن وباريس وعندما تحين الساعة المناسبة التي تخدم تلك الدولة تتخلى عنهم وتسلمهم طواعية ليلقوا مصيرهم لتبق ادعاءات ” حقوق الانسان” مجرد اكاذيب .
اردوغان اتهم غولن بالمحاولة الانقلابية الاخيرة الفاشلة في تركية مما يعني ان الاتهام موجه للدولة التي تستقبله على اراضيها وهي الولايات المتحدة .
ورغم كل المحاولات التي بذلتها انقرة من اجل ان تسلم واشنطن ” عميلها” بعد الانقلاب العسكري الفاشل لكن الولايات راوغت ولم تسلم غولن بزعم ان انقرة لم تقدم ادلة على ضلوعه بالمحاولة الانفلابية.
وسواء كان فتح الله غولن قد شارك فعلا بالمحاولة الانقلابية الفاشلة ضد اردوغان او لم يشارك فقد رفضت واشنطن تسليمه مثلما بقيت التلميحات حول مشاركة السعودية والامارات في الانقلاب هي الاخرى طي الكتمان.
اردوغان وجد ان ” شماعة” غولن” التي يعلق عليها كل مصائبه وتخريبه وخيباته وجرائمه جاء وقتها بعد عملية اغتيال السفير الروسي في انقرة عندما اتهم غولن بالضلوع في الجريمة التي راح ضحيتها سفير روسيا لدى تركية محاولا بذلك ان يبعد الشبهات عنه كونه كان هو واجهزة امنه مقصرا في حماية البعثات الدبلوماسية وكذلك محاولة جر ” موسكو” الى صدام مباشر مع ” واشنطن” ظنا منه ان بامكانه ان يلعب ” لعبته في جر روسيا الى صراع مباشر مع الولايات المتحدة .
اردوغان لن يرعوي ولن يتوقف في تامره على سورية والعراق وحتى روسيا و”جزيرة القرم” التي تحدث عنها مرارا وهو ما يجعلنا لانصدق هذه العلاقة التي اضطر اردوغان الى نسجها مع روسيا حول الارهاب في منطقتنا لغايات تخصه ونامل ان تكون روسيا واعية لذلك .
وجاءت تصريحات اردوغان الاخيرة ” الذي يقف وراء الدمار الذي حل في سورية والعراق حول العزم على الطلب من الادارة الامريكية الجديدة برئاسة ترامب بتحقيق حلمه المريض ” اقامة منطقة حظر طيران ” فوق شمال سورية لتؤكد ان هذا الرجل لايؤتمن جانبه وانه ” مسيلمة العصر” مثلما تؤكد سياسته في الشمال السوري بانه لا يتوانى عن استخدام كل السبل للوصول الى اهدافه وغاياته المريضة التي تتناقض مع نهج وسياسة موسكو الصادقة في المنطقة فهاهو طيرانه وقواته المسلخة تقتل الاطفال والمواطنين السوريين العزل في مدن الشمال السوري “.
السؤال الذي يطرح نفسه الى اين ذاهبة روسيا مع هذا الدجال المسؤول عن الكارثة في المنطقة؟؟
وبصرف النظر عن تاكيد اردوغان وتكراره القول ” ان القاتل ” له ارتباطات بجماعة غولن تصرفت روسيا بعقلانيه وبمنطق بعيد عن ” نزوات” اردوغان الذي تتحمل اجهزته الامنية والمخابراتية المسؤولية المباشرة عن توفير الحماية لسفير روسيا وغيره من البعثات الدبلوماسية.
صحيح ان هناك الاعيب حدثت للتمويه وصرف الانظار عن ” جريمة اغتيال” السفير الروسي منها الاعلان عن اطلاق نار قرب السفارتين الامريكية والبريطانية في نفس اليوم الذي اغتيل فيه السفير الروسسي او بعد يوم من حادث الاغتيال .
هذه كانت مجرد الاعيب اقدم عليها نظام اردوغان او اجهزة مخابرات البلدين لخلط الاوراق باعتبار ان الارهاب يستهدف ايضا الولايات المتحدة وبريطانيا وليس روسيا وحدها علما ان هناك دلائل ومعطيات تشير الى دعم امريكي وبريطاني وفرنسي مباشر ” لجماعات مسلحة ” تمارس الارهاب في سورية ” تقتل وتدمر لكن “تطلق عليها ” مسمى” معارضة معتدلة” .
لاندري لماذا نعرف ” واشنطن ولندن وباريس” المجنوعات المسلحة التي تمتلك دبابات وقاذفات صواريخ ب” المعارضة ” في سورية وان المعارضة في مثل تلك البلدان تجلس في اروقة البرلمان وان من يحمل ” سكينا” هو بمثابة ارهابي بامتياز.
هذه مفاهيم الغرب الاستعماري في التعامل مع قضايا شعوبنا.
لانشك ابدا ان هناك اطرافا سواء كانت دولية او اقليمية وراء عملية اغتيال السفير الروسي في انقرة اما التركيز على فتح الله اوغلن وحده من قبل اردوغان دون سواه ستبدده نتائج التحقيق الروسي وحده دون تدخل اجهزة اردوغان الامنية والمخابراتية التي ساهمت في تسريب هذه الالاف من الارهابيين الى اراض سورية والعراق وتسهيل عمليات مدها بالاسلحة الثقيلة وتدريبها باشراف من الولايات المتخدة وحليفاتها وانظمة الفساد الاخرى في المنطقة .
نقولها للمرة الالف لاتثقوا او تصدقوا اردوغان لانه كذاب ومحتال بامتياز الرسالة موجهه الى روسيا وقيادتها الشجاعة ؟؟.
التعليقات مغلقة.