الشعب الفلسطيني مدين لنيوزيلندا والسنغال وفنزويلا وماليزيا
د. كاظم ناصر ( الأربعاء ) 28/12/2016 م …
* بعد أقل من 48 ساعة على رضوخ مصر المشين لضغوط نتنياهو وترامب ، وطلبها إرجاء التصويت على مشروع القرار الذي يعتبر الإستيطان والتوسّع الإستيطاني الصهيوني مخالفا للقانون الدولي وغير شرعي ، أصرّت نيوزيلاندا ، والسنغال ، وفنزويلا ، وماليزيا على تقديمه للتصويت عليه في مجلس الأمن ، وقدّمته فعلا وتمّت الموافقة عليه بالإجماع وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت . موافقة أربعة عشر دولة على القرار من أعضاء المجلس الخمسة عشر وعدم استخدام أمريكا للفيتو ضده ، كان صفعة قويّة لنتنياهو ولإسرائيل ، وإهانة مؤلمة للسيسي ، وإنجازا مهما للسلطة الوطنيّة الفلسطينية .
* الشكر كل الشكر للدول التي دعمت القرار وعلى رأسها الدول الأربعة المذكورة التي أصرّت على تقديمه للتصويت عليه ، وتحدّت بذلك إسرائيل وأصدقاءها . والشكر أيضا للرئيس أوباما لأنه لم يقتل القرار ب ” الفيتو” انتقاما من نتنياهو الذي أفشل كل المحاولات الأمريكية لتحقيق السلام ، والخزي والعار لمواقف الدول العربية المتخاذلة المتآمرة ضد شعوبها التي يتحكم بسياساتها نتنياهو وأمريكا وغيرهما من أعداء الأمة .
* مصر كما قال دبلوماسي أمريكي في حكومة أوباما هي التي إقترحت القرار ، وهي التي تبنّته ، ووزّعته في مجلس الأمن ، وقدّمته للتصويت مساء يوم الأربعاء 21-12- 2016 ، وحدّدت الساعة الثالثة من يوم الخميس الموافق 22-12-2016 للتصويت عليه . لكن ضغوط إسرائيل وإتصالات نتنياهو بالرئيس السيسي ، وإتصال ترمب به قلب الموقف المصري رأسا على عقب .
* تغيير الموقف المصري المفاجىء الداعم لموقف إسرائيل والذي كان الهدف منه إنقاذها من الورطة وحماية مستوطناتها واستيطانها ، وموافقة مجلس الأمن على القرار بعد أقل من 48 ساعة على طلب مصر إرجاء التصويت عليه كان إهانة كبرى لمصر ، وفشلا مدوّيا لسياستها الدولية والعربية ، وخطأ فادحا أظهرعدم قدرة قيادتها الممثّلة بالرئيس السيسي على الصمود أمام الضغوط الإسرائيلية والأمريكية . لقد أضرّ هذا التصرف بسمعة مصر ومكانتها عربيا ودوليا ، وقد يفقدها المزيد من مصداقيتها في الوطن العربي ، ويؤثر سلبا على دورها كأكبر دولة عربية ، ويزيد من تعقيدات وضعها الداخلي المتأزم ، ويعرّض مصداقية السيسي وقدرته القيادية لمزيد من الشك .
* وهنا لا بدّ من القول أن الدبلوماسية الفلسطينية تستحق الشكر على هذا الإنجاز . إن أهمية القرار تكمن في أنه صدر عن مجلس الأمن ، وليس عن الجمعية العامة . قرارات مجلس الأمن ملزمة ولا يمكن إبطالها بعد صدورها . ولهذا فإن القرار سيعزز الموقف الفلسطيني عالميا وقد يشجع دولا أخرى على الإعتراف بفلسطين وإقامة علاقات دبلوماسية معها ، ويتيح الفرصة للسلطة أن تستخدمه في محاربة الإستيطان ، وفي التصدي للإحتلال ، وفي دعم موقفها من الحل السلمي للنزاع الذي ترفضه إسرائيل بشدّة وتعمل على تقويضه .
* لا شك أن نتنياهو ويمينه المتطرّف وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الداعمة له ولسياساته التوسعيّة سوف يحاولون الإلتفاف على القرار . إسرائيل سوف ترفضه وتمعن في تحدّى العالم بدعم أمريكي وتستمر في التوسع الإستيطاني . نتنياهو والصهاينة يعلمون بان هذا القرار قد يساعد الفلسطينيين في جرّهم إلى المحاكم الدوليّة ، ويدعم محاولاتهم الرامية إلى تعريف العالم بحقائق الصراع ، ويكشف حقيقة إسرائيل كدولة عنصرية معتدية ورافضة للسلام .
* الصهاينة يعرفون جرائم الحرب التي إرتكبوها بحق شعبنا . إن ما يرعبهم هو أن تنكشف جرائمهم وعنصريتهم ، ويتحول كيانهم الصهيوني إلى دولة تفرقة عنصرية تنبذها وترفضها دول وشعوب العالم كما رفضت ونبذت جنوب أفريقيا وروديسيا … وهذا ما يجب على الفلسطينيين والعرب العمل على تحقيقه حاليا على الأقل ..
التعليقات مغلقة.