زيارة الوفدالصهيوني إلى البحرين / جمال ايوب
جمال أيوب ( الأردن ) الخميس 29/12/2016 م …
ارتياح كبير لدى العدو الصهيوني إزاء زيارة وفد من رجال الأعمال اليهود إلى البحرين . انطباع خلصت إليه وسائل الإعلام الصهيونية في تغطيتها تلك الزيارة التي أثارت ردود فعل غاضبة على المستويين المحلي والإقليمي. حفاوة كبيرة تبدّت في الإعلام الصهيوني الذي بثّ مقاطع فيديو تظهر أعضاء الوفد اليهودي وهم يؤدون رقصة عيد الحانوكاه في المنامة.
وتظهر المقاطع، كذلك، رجال أعمال بحرينيين يشاركون نظراءهم اليهود الرقص، ويشعلون الشمعة الأولى للعيد على وقع أنغام تتغنّى ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى. اللافت أيضاً أن القناة العاشرة الصهيونية تحدثت عن دهشة اليهود من حجم الاستجابة ، لدى مضيفهم في البحرين، للرقصة المعروفة بأنها ذات طابع ديني يهودي متطرف .
وجاءت هذه التقارير لتدحض ما حاول المقرّبون من النظام ترويجه من أن الزائرين ليسوا إلا تجاراً وحاخامات يهوداً، إلى جانب تصريحات وتسريبات عززت السياق التطبيعي للزيارة، حيث كشف موقع تايمز أوف الصهيوني أن زيارة وفد من حاخامات حركة حباد اليهوديّة المعروفة بالتطرّف،إلى البحرين للاحتفال بعيد “الحانوكاه” اليهودي، جاءت بناءً على دعوة من ملك البحرين نفسه .
وتُعدّ زيارة هذا الوفد الصهيوني إلى البحرين خطوة إضافية على طريق تعزيز التطبيع الثقافي والأمني والعسكري والاقتصادي، تمهيداً لتكريسه على المستوى السياسي. ومن المقرر أن تستضيف البحرين وفداً رياضي صهيوني في أيار/مايو المقبل ضمن اجتماعات كونغرس الفيفا . وعلى الرغم من صدور بيانات رفض واستنكار للزيارة المرتقبة من الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع وغيرها، فإنّ رئيس اتحاد كرة القدم البحريني، أكد موافقة السلطات البحرينية على زيارة الوفد الصهيوني للمنامة.
ويُعتقد أن سفيرة البحرين في واشنطن، هي أول من وضع لبنات هذه الحميمية منذ شباط/فبراير 2010، خلال لقاء بين وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة، وأعضاء بارزين في منظمات ولجان دينية يهودية معروفة بالتطرف، أبرزها منظمة آيباك ، واللجنة اليهودية الأميركية ، ومنظمة بني بريت ، واللجنة الأميركية اليهودية لمكافحة التشهير، وشخصيات صهيونية ذات نفوذ كبير في واشنطن، في مقر حركة حباد الدينية. وعلى إثر ذلك، تطورت مغازلة اللوبي الصهيوني، بمباركة من الملك نفسه، عبر حملات العلاقات العامة التي تولتها شركات صهيونية، لتجميل الصورة القبيحة لانتهاكات النظام أمام المجتمع الدولي.
ووفقًا لصحيفتي الغارديان والإندبندنت البريطانيتين، فقد أعطت السلطات البحرينية شركات الطيران الصهيونية الإذن في استخدام المجال الجوي للبحرين، فيما تجري مساع لتأسيس سفارة ومكاتب تجارية، والسماح للسياح الصهاينة الحاملين الجواز مع الختم الصهيوني بالدخول إلى البحرين.
ان زيارة وفد صهيوني الى البحرين وهم بلباسهم الديني معبرة عن صدمة الشعب العربي بغالبيته لِما تم نشره في الفيديو الذي يُظهِر الاحتفاء بطقوس تلمودية مما يقيمها الصهاينة المحتلون لفلسطين عادة أمام حائط البراق، وما زاد الصدمة هو مشاركة بعض التجار البحرينيين المدعوين مع الوفد في تلك الطقوس الدينية والرقصات والأغاني والترانيم العبرية بكل ابتهاج وحماس وتفاعل غريب ومفاجىء! وبوجود الشمعدان التلمودي الذي يُعتبر رمزاً لِما يُتوهم أنها الدولة العبرية أوالصهيونية الكبرى ، التي يريد الصهاينة إقامتها على أرض القدس وفلسطين والتي يريدونها أن تصل بين الفرات والنيل.
ان هذه الزيارة استفزازا وخرقا واضحا لثوابت العادلة للأمة العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية , يجب على المواطن العربي الحذر الشديد والانتباه لطبيعة ونوعية وأغراض مثل هذه الوفود، التي تتخذ لها عناوين تجارية أو اقتصادية تتخفى تحتها لكنها في حقيقتها ممثِّلة بالكيان الصهيوني ، وإن هذه الأفعال ليست لها علاقة بالتجارة، بل هي مخطط التفافي يستغل لكسر الحاجز النفسي للمواطن العربي تجاه يهود والتراخي في مقاطعة الكيان الصهيوني المغتصِب للأراضي العربية في فلسطين.
ونطالب من الدولة بالالتزام بقرارات الجامعة العربية وتطلعات الأمة العربية والإسلامية والإجماع الرسمي على نصرة القضية الفلسطينية من أجل استعادة الأرض الفلسطينية المغتصبة من نهرها إلى بحرها، وتفعيل المقاطعة ورفْض التطبيع مع الكيان الصهيوني بشتى أنواعه، والعمل على ضمان الحماية التجارية والثقافية والاجتماعية والرياضية من أي اختراق صهيوني قادم.
التعليقات مغلقة.