حلب…أيام حاسمة وخط أحمر / د. خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) – الجمعة 29/11/2024 م …

بإختصار شديد، معركة حلب، معركة بركانية ستسحق وتجرف كل ما في طريقها من الجماعات المسلحة ومشروعها المتطرف الى غير رجعة، كما ستسقط أوهام أمريكا والكيان الصهيوني وحلفائهم التي كانوا يتوهمهون بها ، لذلك فإن تداعيات هذه المعركة لن تقف عند تحديد دفة الصراع ووجهته بين المجموعات المسلحة والجيش السوري فحسب، بل ستتجاوز ذلك إلى التأثير المباشر على العديد من المعادلات الإقليمية الحساسة في المنطقة.




هذه المعركة ربما تحتاج بعض الوقت أو ربما أيام لإجتثاث كل التنظيمات المتطرفة المسلحة من حلب، يرجع ذلك الى المناورة العسكرية التي نفذها الجيش السوري وحلفائه، ولم يُعطى للمسلحين فرصة كي يلتقطوا أنفاسهم ما جعلهم في خط تراجعي واضح  لذلك بدا فعلاً أنه هناك هزيمة وأن ليس بمقدور هذه التنظيمات أن تسترد مواقعها السابقة بل على العكس فنحن أمام إنهيار وتحرير كامل لمدينة حلب بعد ضربات قاسية بهذه التنظيمات التي جعلتها تنهار معنوياً وعسكرياً على حد سواء.

بالتالي إن ما يجري في حلب يصب في صالح ، أولاً: الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على روسيا ونفوذها العسكري تمهيداً لإجراء مفاوضات سلام بشأن أوكرانيا، ثانياً: تركيا للحصول على امتيازات ومكاسب أكبر قبل تطبيع علاقاتها مع دمشق. ثالثاً: إسرائيل وذلك من خلال تقليص النفوذ الإيراني في سورية، وهو ما عكس حالة من القلق والتوتر الشديد، يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات مُتصاعدة بين تل أبيب وطهران.

بالمفهوم العسكري الميداني المعركة منتهية لصالح الجيش السوري وحلفائه، ويرجع سبب إنهيار المسلحين الى المناخات التي أنضجها الجيش السوري لتحقيق هذا النصر وإحباط كل محاولات الهجوم للمجموعات الإرهايبة لمدينة حلب وقتل المئات منهم،  والى  نوعية العمليات والمقاتلين وحرفية الأسلوب المتبع، بالإضافة الى الحالة الشعبية الرافضة للمجموعات الإرهابية ، فضلاً عن تطويق مقاتلى الجماعات الإرهابية والالتفاف والسيطرة على أهم المواقع الاستراتيجية ، بالتالي جملة هذه الأمور جعلت المسلحين ينهارون سريعاً وجعلتهم أمام خيارات محدودة إما الانسحاب أو الموت.

مجملاً….أن النصر في حلب سيكتب بدء نهاية الأزمة السورية، وسيغيّر من موازين القوى في المنطقة على الصعيد العسكري كما السياسي وهنا يمكنني القول إن المشروع أو المخطط الأمريكي الإسرائيلي التركي والذي كان يهدف إلى إحتلال أو إعادة رسم خارطة للشرق الأوسط الجديد سياسياً وجغرافياً، أقول: إن ذلك المخطط لن يكتب له النجاح، وها هي الأيام قد كشفت لنا أن سورية  أفشلت تلك اللعبة والمخطط الخبيث والذي كان يهدف بالأساس إلى إضعاف الجيش السوري وتجزئة سورية والمنطقة برمتها.

وبالتالي إن الحرب دخلت مرحلة جديدة ستكون حلب هي بوابة النصر وما هي إلا محطة جديدة من محطات النصر السوري المستمر والذي يبعث برسائل ساخنة للجماعات المسلحة وكل من يقف وراءها بأن الإنتصار النهائي قاب قوسين أو ادنى يحققه الشعب السوري وجيشه.

في الأخير أقول،  إن حلب خط أحمر والدليل على ذلك مواصلة الشعب السوري وجيشه صمودهم ووقوفهم بحزم وبقوة في وجه العدوان ومن معه من شرذمة المرتزقة… ليقولوا للجماعات المسلحة ومن إصطف معها، إننا هنا صامدون وواقفون أمام كل من يريد العبث بمدينتنا حلب ووطننا سورية.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اثنان × خمسة =