إدارة أردنية / المحامي محمد الصبيحي

 

المحامي محمد الصبيحي ( الأردن ) الأربعاء 4/1/2017 م …

لم يعد هناك أي مجال للتباهي او الفخر بالإدارة الأردنية لمؤسسات الدولة، وبعبارة مختصرة فهي ادارة ( متخلفة وخربانة ) , ولكي تعرف الادارة الناجحة من الادارة الفاشلة طبق المعيار التالي : اينما وجدت تكدسا في المراجعين وطول انتظار وحيرة من أين تبدأ معاملتك فأنت امام ادارة فاشلة ,

واينما وجدت المراجعين يختلفون أيهم جاء أولا ولا أحد يعترف بدوره بينما يأتي آخر من وراء ( الكاونتر ) ويستقبل بالترحاب وتنجز معاملته قبل الاخرين فأنت أمام ادارة فاشلة متخلفة.

واينما وجدت كثرة التواقيع واختتامها بمراجعة المدير للتوقيع فأنت امام ادارة فاشلة يقودها رأس واحد يحتكر القرار ويرعى مجموعة من الضعفاء والفاشلين حتى لا يستطيع احد منهم منافسته على الموقع ,

واينما قال لك موظف راجعنا بعد اسبوع وفي كل مرة يطلب بيانات جديدة فأنت أمام ادارة فاشلة ,

واينما وجدت مسؤولا يتجاوز الانظمة والقوانين مستمدا سلطته من جهة أعلى منه فأنت أمام ادارة فاشلة تغطي جهلها بالاستقواء على القانون.

وحيثما وجدت اعقاب السجائر تملأ الارض وأكواب القهوة الكرتونية في الزوايا وفوق ( رديترات التدفئة ) والغبار يعلو الجدران والحمامات متسخة وتفوح منها الروائح فأنت تقف في ادارة فاشلة متعفنة فأول علامات الادارة الفاشلة عدم نظافة المكان,.

وحيثما يضع الموظفون أطباق الفول والفلافل خلف المكاتب , والشاي والقهوة ( عالرايح والجاي ) فأنت امام ادارة كسولة فاشلة.

ادخل أي أدارة حكومية وتفحص الموظفين فستجد أن آخر ما يهتم به معظم العاملين فيها هو هندامهم الشخصي وستكتشف أن الموظف النشيط الواثق من عمله واختصاصه موظف انيق يهتم بمظهره وهندامه , ونادرا من تجد موظفا أنيقا وكسولا , لا يمكن أن تجتمع الاناقة مع الكسل.

ادارة أردنية تنخرها ( سوسة ) الواسطة لدرجة أن كل واحد منا قبل مراجعة دائرة حكومية يبدأ بسؤال الاصدقاء ( بتعرف حدا في دائرة ….. ) واذا لم تجد من يعرف , فان السلطي على سبيل المثال يسأل : مين في من السلط في الدائرة أو المؤسسة , والكركي يسأل عن الكركية وهكذا حتى تنجز معاملتك بأسرع وقت، وكثيرا ما يتكرر امامنا مشهد موظف يوصي زميله بمعاملة لفلان لأنه ( بلدياتنا دير بالك عليه ).

ادارة يكثر فيها الكلام ويقل العمل ففي كل دائرة رسمية علقوا لوحات تشرح ( رسالتهم ) و ( رؤيتهم ) وقد فهمنا رسالتهم أما رؤيتهم فقد وضعوا على أعينهم نظارة سوداء كي لا يروننا نحن المراجعين الغلبانين , فما أجمل الرسالة وما أبلغ عبارات الرؤية وما أكثر شكاوى المراجعين.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.