عام 2016 يفسح المجال لعام 2017 / محمود كامل الكومى
محمود كامل الكومى * ( مصر ) الأربعاء 4/1/2017 م …
حين ينعق البوم والغربان فى الفضاء فهو لايناجى اِلا فريسة من بين
الأنقاض والخرابات التى ملأت الديار فى عامنا 2016 المنصرم على الأبواب ,
وقبل أن ينقض عليها ,لايبقى لنا اِلا أن نقول “أبعد ياشيطان” , فى مناجاة
للبلبل الرنام نستدعيه ونحن على أبواب العام 2017 وتباشير صباحة تهل
علينا ومع دعاء الكروان ينساب تسبيحه بحمد الرحمن فى تغريده الملك ..لك
.. لك .. لك .
بطيئة تلك الأيام رازخة كالحجر على الأنام وشعوب الشرق الأوسط بالذات ,
وفى القلب منها عالم عربى يغلى من تحته آتون حرب ضروس مشتعلة بالنار ,
مخلفة الدمار وخراب الديار – واِذا كان هناك من ينسب كل حريق الى مستصغر
الشرر , فحريق عالمنا العربى بدى من شرر ضخم كبير, حين صخرت أسرائيل
والأمبريالية الأمريكية كل فناطيس البترول والجاز فى الخليج لتصب جُلَ
حمولتها لتشعل فتيل النار فى كل أرجاء العراق وسوريا وليبيا واليمن وتهدد
حياة الأمنين فى مصر ولبنان وتونس والجزائر والأردن دفعة واحدة , وغدى أن
كبر حجم الشرر قد أستحوذ على كل النار , ومازال الى الآن يحاول أن يستوقد
ناراً لايريد لها أن تخلق رماد , وأن خلقت أشعل نارا جديده من تحت الرماد
, وصار بترول الخليج المستحوذ عليه حكام بلدانه وملوكه وأمرائه سياج أمن
للكيان الصهيونى وأمان فى من عوائده التى غدت تمول نار الأرهاب لتحرق
وتعيث فسادا وتقتيلا وتفتيتا فى ربوع أمتنا العربية .
لكن تبدو أيام وليالى وساعات العام 2016 هى الأثقل والأرزخ على قلوب
شعبنا العربى , نظراً لِمَا جاءت به من خراب ودمار وأزهاق لأرواح الأطفال
والنساء والشيوخ , وبدى من حولنا العالم كلاب مسعورة فى أمريكا وفرنسا
وبريطانيا يحدوهم أمن أسرائيل طالما النار مستعرة حولها فى ارضنا العربية
, وطالما سُخِرَ البترودولار الخليجى ليزيد أشتعال النيران .
لكن مايميز عام 2016 أن حكام قطر والسعودية أصطنعوا أستراتيجية شيطانية .
حين لم تفلح نار الأرهاب التى أستوقدوها فى بلد ك “مصر” , أن يستعدوا
عليها من يحاصرها فى حياتها وارزاقها فكانوا لأثيوبيا خير معين فمولوها
بالبترودولار لسرعة أستكمال سد النهضة لتنحسر مياة النيل عن مصر فيموت
شعبنا المصرى عطشاً – وفى غِيهم تواصلوا بمنع البترول عن شعبها ,
المُستخدم من أجل أن تسير الحياة – لأن بترولهم لايكفى لصبه على نار
الأرهاب التى تدمر الحياة , وأستغلوا معاناة الشعب المصرى وأزمته
الأقتصادية بالمقايضه على جزيرتى تيران وصنافير المصريتان.
ثقيلة هى ايام العام 2016 لكن من رحمة الله أنه ما اِن بدت نهايتها تلوح
فى الأفق , وقبل أُفولِها بساعات , اِلا وصار أتفاق سلام لوقف أطلاق
النار فى سوريا , وبدى أنه يسير الى نجاح لأنه أدرك أن يستبعد الشيطان
الأمريكى وعملائه السعوديين والقطريين الذين بددوا كل فرص السلام السابقة
وسعروا نار الأرهاب فى سورية .
لاحت الساعات الأخيرة من العام 2016 سريعة متلاحقة بأنتصارات الجيش
العربى السورى فى حلب تنير الطريق نحو السلام , وعودة شعبنا السورى الى
الديار بعد أن ذاق مرارة العيش فى مخيمات اردوجان , وبعد أن تاجر به حكام
البترودولار ووضح أمام عينيه أنهم كانوا يستوقدونه ناراً لآتون حرب
الأرهاب التى أشعلوها بالبترودولار.
نقطة ضوء فى الساعات الأخيرة من العام 2016 بدت تلوح فى الأفق لتنير
العام 2017 على سوريا وشعبها وجيشها الباسل – وفى العراق قد تكون معركة
الموصل أثيرة بتوديع العام 2016 لتستقبل العام 2017 نحو مستقبل ينهى على
الأرهاب والدمار – وفى ليبيا بدت تدخلات مصرية وجزائرية تستعيد دورهما
العربى لتنهى على التدخل الخليجى الذى دمر ليبيا على مدار ست أعوام .
وتساهم فى وحدة الشعب والتراب الليبى ليستنشق صباح العام 2017 بعيدا عن
الأقتتال.
ويبقى التساؤل وقد أَفُل العام 2016 بخرابه – فهل ينهى بزوغ العام 2017
خراب الديار فى اليمن ويوقف ضخ البترول السعودى الذى أستحوذ على كل الشرر
الذى يحرق اليمن الآن ؟-نتمنى من الله أن يفيق حكام آل سعود الى رشدهم
ويتذكروا أن ” من أشعل النار يطفأها” واِلا أنكوى بها وصار رماداً على
حوافيها .
على ضفاف المحروسه بدت مياة النيل تريد قربانا , وما كانت الأعوام من
العام 2011 اِلا معاناة وأزدادت أشد معاناة خلال العام الحالك المنصرم
الآن 2016 ذلك الذى شهد أشد معاناة أقتصادية يمر بها الشعب المصرى بسبب
انحساره عن تقديم القربان للنيل , وبدت حكومته تستميل بارونات رجال
الأعمال ومافيا الرأسمالية لتنهب من معين وقوت فقراء مصر , وبدت سياسات
خارجية تعبرعن التزام بخط كامب ديفيد الساداتى الصهيونى وتلك عقبى
الفساد , وأنجرار وراء البترودولار السعودى بعيداً عن الأنحياز للأنتاج
من اجل الفقراء – وأن تخللت تلك السياسات نقاط ضوء أهمها الألتزام بوحدة
الأراضى السورىة وتعضيد جيشها وكذلك فى العراق وليبيا – لكن يعود النكوص
من جديد للسياسة المصرية حين تنهى العام 2016 نهاية دراماتيكية على مصر
وشعبها تجلت فى التنازل عن أجزاء من أرضها – حين وافقت الحكومة المصريه
قبل أُفول العام 2016 على اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية التى
شملت تيران وصنافير ضمن اراضى الأخيره واحالتها الى برلمانها الحكومى بما
يعنى ضمان تمرير الأتفاقيه , فى تحدِ صارخ لأحكام القضاء المصرى والشعب
المصرى , بما ينبىء عن بزوغ عام 2017 قد يكون أشد
بؤساً ونِكالا – نبتهل الى الله أَلا يبزغ العام اِلا وقد تغيرت
الحكومة المصرية ,ولاحت حكومة وطنية قومية خيارها الوحيد الأنحياز الى
فقراء شعبنا المصرى وطبقته المتوسطه التى صارت جديرة بالفقر الآن ,
والأنحياز الى قوى المقاومة والممانعة فى عالمنا العربى , ومحاصرة مافيا
البترودولار فى الخليج , وهو ما يفرض على شعبنا المصرى تقديم القربان
للنيل , متمثلا فى التضحيات وأنكار الذات والتجبيه مع كل شعبنا العربى من
أجل استعادة مكانتة و مجابهة أعدائه الصهاينة والأمبريالية الأمريكية
والرجعية العربية .
عام 2016 الى زوال لكن لابد أن يبقى فى الحسبان أن أحداثه الدرامية لابد
أن تكون دروس وعِبر وسير يستخلصها العقل العربى ليرتفع عنها , وفى يده
مشرط الجراح يزيل بها أورام هذا العام وماقبله من أعوام ويستأصل بها
الخبيث من الأمراض , ليضحى العام 2017 عاما خاليا من كل داء استعصى علينا
فى العام المنصرم أو ماقبله من أعوام , ودعوات بأن يكون العام 2017 عام
السلام والوئام على أمتنا العربيه , لترفع من جديد اعلام الحرية والعدالة الأجتماعية (الأشتراكية) والوحدة
.”2017″ سنه حلوه على كل أمتنا العربية .. يارب .. وتهنئة من القلب بعام جديد
*كاتب ومحامى مصري
التعليقات مغلقة.