تركيا على صفيح اﻻرهاب الساخن / حسين عليان
حسين عليان * ( الأردن ) الخميس 5/1/2017 م …
اﻻعمال اﻻرهابيه التى تشهدها تركيا تعد ثمنا للاستداره السياسيه فى اﻻزمه السوريه ؟
وللاجابه على هذا التساؤل نقول لقد مرت السياسه التركيه خﻻل العقدين الماضيبن مع حزب العداله والتنميه والرئيس اردوغان بتقلبات دراماتيكيه احدثت اهزازات كبري داخليه وخارجيه
فعلى الصعيد الداخلي ، تركزت السلطه بيد حزب العداله والتنميه الذى نجح فى تقديم انموذجا ناجحا للتنميه اﻻقتصاديه اهلت الحزب وتركيا تعزيز دورهما على الساحه اﻻقليميه والدوليه رافق تلك النجاحات ان تمركزت السلطه بيد اردوغان وحزب العداله وطغيان استبداد اﻻكثريه .
النجاحات اﻻقتصاديه تمت بدعم اﻻتحاد اﻻوروبى وبعﻻقه مميزه معه وشكلت تركيا بوابه مهمه بين اوروبا واسيا يوم كانت سياستها تعتمد على صفر مشكﻻت مع الجوار واعتمدت داخليا سياسه ديمقراطيه مرنه فى التعامل مع المسأله الكرديه .لكن كل تلك السياسات تبخرت وبسرعه ﻻسباب عدبده اهمها جنوح ارودغان و حزب العداله للهيمنه واﻻستحواذ على السلطه .
ومن ثم تركيزها بيد اردوغان شخصيا مع تصفيه واستبعاد كل شركاؤه بالعداله من عبدالله غول الى داودأوغلوا منظر الحزب عﻻوه على جنوح اردوغان والعداله لأسﻻمه تركيا وأحياء الطموحات اﻻمبراطوريه العثمانيه بالنفوذ شرقا في اسيا وخاصه داخل الامم الناطقه بالتركيه ومن ثم جنوبا ﻻعاده احياء نفوذ الخﻻفه في سوريه ومصر والعراق .هذه السياسات صفرت الصداقات التركيه مع الجوار وابعد من الجوار بعد خساره اﻻتحاد اﻻوروبى .
ان انغماس وتعاون تركيا مع امريكا و الغرب في المشروع اﻻخواني للسيطره على المنطقه العربيه ودعم فوضى امريكا الخﻻقه بدء من توتس الى ليبيا فمصر واليمن والعراق واخير سوريه .
ﻻجل ذلك تحالفوا مع تنظيمات اﻻرهاب والتكفير والتطرف وقدموا لها كل اشكال الدعم السياسي والعسكري واللوجستي وتعاملوا مع الحرائق في العراق وسوريه بسياسه جحا عندما قيل له ان الحرائق عند جيرانك لم يأبه لها وقال يبتى سالم وعندما وصلت النار لبيته قال رأس سالم وها هي النيران تصل رأسه ويبدوا ان حرارتها غيرت موقفه فتصريحات رئيس وزراءها التى يقول فيها بأن انهاء اﻻرهاب فى سوريه والعراق ضروره ﻻستقرار تركيا ويشكل مصلحه استراتيجيه .
ان السياسات التركيه المتقلبه و اﻻنفعاليه القائمه على رد الفعل فيما مضي تشكل اليوم اكبر المخاطر على تركيا واستقرارها وامنها .
فمن دعم التنظيمات اﻻرهابيه الى اﻻنقﻻب عليها ومجابهتها . ومن التعئبه والتحريض والتحشيد الشعبى ضد اسرائيل و روسيه وسوريه والعراق الى اﻻنفتاح عليهم والتعاون معهم هذه اﻻستدارات الحاده فى السياسه والتحوﻻت السريعه ﻻ بد لها من ان تحدث اختﻻﻻت وارتدادت داخليه عنيفه فى المجتمع التركي وداخل العداله وقاعدتها الشعبيه .
ان العداله والتنميه وزعيمه اردوغان عمقوا اﻻسﻻمه فى المجتمع وبين الناس فخلقوا بيئه حاضنه للتطرف والتكفير واﻻرهاب ثقافه وسلوكا وقد بدا ذلك جليا فى رده الفعل في مواجهه اﻻنقﻻب الفاشل فمشاهد قتل وسحل الجنود على يد مليشيات العداله كما ظهر على شاشات التلفزه في شوارع المدن التركيه لم يختلف عن سلوك النصره وداعش .
كما ان حمله التطهير التى مارسها اردوغان بعد فشل اﻻنقﻻب ضد شرائح واسعه من اﻻتراك فى شتى القطاعات اكدت طبيعه السياسه اﻻنفعاليه والثأريه المتطرفه التى تميزبها وكل ذلك أدي ﻻحتقانات اجتماعيه وسياسيه وامنيه عميقه تهدد استقرار ووحده البﻻد التى تعانى من عﻻقات مضطربه مع حلفاء اﻻمس بالناتو .
كتبنا وقلنا مررار وتكرارا ان الأستثمار فى التطرف واﻻرهاب والتكفير الدينى والمذهبي لعبه خطره لن يسلم منها احد بما فيهم مبتدعيها ومموليها وداعميها
وبسبب الصمود السوري وهزيمه اﻻرهاب ها هو يرتد للدول الداعمه ودول المنشأ .
وستكون تركيا وربما السعوديه المسرح اﻻعنف للاسباب التى ذكرناها وﻻسباب سياسيه تتعلق بالصراع على تركيا بعدما حسمت المعركه على سوريه .
فروسيا تسعى ﻻحتواء تركيا فى المحور اﻻوراسي للحرب على اﻻرهاب وانتزاعها من الناتو في حين تسعي امريكا والغرب عموما الحفاظ عليها في الناتو واﻻ فأن تأجيج الاضطربات وخلق اﻻزمات ومعاوده توظيف اﻻرهاب بصيغه واخري للعبث في وحدتها واستقرارها وسواء عبر اﻻكراد او منظمات التكفير واﻻرهاب خيارا قائما ومغريا .
* كاتب وإعلامي
التعليقات مغلقة.