معركة وادي بردى … تفاصيل ميدانية / نضال حمادة
السبت 7/1/2017 م …
الأردن العربي – كتب نضال حمادة …
يشنُّ الجيش السوري مدعومًا من حلفائه في المقاومة هجومًا كبيرًا لاستعادة منطقة وادي بردى الاستراتيجية، وتشهد المنطقة معارك عنيفة منذ ثلاثة أيام وضغطًا كبيرًا على المجموعات الارهابية المتمركزة هناك ما فتح الباب أمام اتصالات لتأمين تسوية للمسلحين المتواجدين في المنطقة، وذلك على الرغم من الصيحات العالية في الاعلام الداعية للصمود والصادرة من مشايخ الوهابية المتواجدين على بعد الاف الاميال في السعودية والكويت.
تتألف منطقة وادي بردى من أربع عشرة قرية، تسع قرى منها تحت سيطرة المسلحين التابعين بأغلبهم لجبهة النصرة ومن ثم لجيش الاسلام، بينما يسيطر الجيش السوري على خمس قرى في الوادي، وتحيط بهذه القرى الجبال من الجهات الاربع، ويوجد فيها قطاعات عسكرية من الحرس الجمهوري السوري بينما تتمركز المقاومة في منطقة الزبداني ومضايا، وتمتاز منطقة وادي بردى بموقع استراتيجي وسطي يجعل الجهة المسيطرة عليها قادرة على التحكم بأكثر من محور في سوريا وعلى طرفي الحدود السورية اللبنانية، وقد ازدادت اهمية منطقة وادي بردى بعدما سيطر تنظيم “داعش” على مدينة تدمر وتوجه شرقا نحو مطار تي 4 وبلدة القريتين في الريف الشرقي لحمص، وتكمن اهميتها بما يلي:
1 وجود نبع مياه عين الفيجة الذي يغذي غالبية أحياء دمشق بمياه الشفة
2 يصل وادي بردى بين الزبداني ومضايا من ناحية الغرب ويشكل مدخلا للعمق اللبناني من جبال القلمون ومدخلا على البقاعين الاوسط والغربي من الزبداني
3 يشكل وادي بردى منطقة تواصل جغرافي بين رنكوس وباقي قرى ووديان القلمون من ناحية الشمال، وتعتبر جبال رنكوس مركز تواجد النصرة بقيادة ابو مالك التلي وجبال رنكوس تشكل منطقة صعبة التضاريس ومتداخلة مع القرى، وهي ايضا شكلت وتشكل مفتاح التهريب والمهربين بين سوريا ولبنان عبر عرسال .
4 عبر الشرق يشكل وادي بردى نقطة وصل بين قدسيا والهامة فيعتبر بذلك ثغرة امداد وتسلل للمسلحين نحو العاصمة السورية دمشق.
5 بعد وصول تنظيم داعش الى مشارف القريتين في ريف حمص الشمالي تشكل منطقة وادي بردى تحت سيطرة المسلحين نقطة نفوذ موضوعية لـ”داعش”، الذي يحاول التسلل الى طريق حمص دمشق ويرسل عناصر استطلاع في الطريق الصحراوي عبر منطقة جيرود باتجاه الطريق القديم بين حمص ودمشق.
في السياق، تشير مصادر اهلية في منطقة البقاع الى وجود كميات كبيرة من السلاح والذخائر لدى المسلحين في وادي بردى كون المنطقة ممر تهريب بين لبنان وسوريا، وقد خزنت جبهة النصرة كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر التي حصلت عليها من مهربين لبنانيين وسوريين ومن مستودعات مهين التي سيطرت عليها قبل ثلاثة أعوام لفترة قصيرة، ويقدر عدد المسلحين في المنطقة بين ستمئة وثمانمئة مسلح، من بينهم عشرات الاجانب من الأردنيين والسعوديين واللبنانيين، وتشير بعض المصادر الميدانية الى وجود بعض عناصر خلية الضنية في المنطقة.
المصادر الميدانية اشارت ايضا الى اتصالات جرت بين ممثلين عن الدولة السورية وبعض وجهاء المنطقة لانجاز تسوية على غرار التسويات التي تحصل في مناطق ريف دمشق، غير أن هذه التسويات تصطدم لحد الآن برفض تنظيم “جيش الاسلام” الذي ينتشر في الغوطة الشرقية وتحديدا في دوما، وتشير المصادر الميدانية ان قيادة جيش الاسلام المتمثلة بعصام البويضاني تعتبر سقوط وادي بردى في هذه الظروف مقدمة لانهيار دوما كون جماعة “جيش الاسلام” تشكل القوة الثانية بعد “النصرة” في تلك المنطقة وفي حال وافقت على التسوية في وادي بردى سوف يطالبها الكثيرون في دوما بالقيام بالشيء نفسه في مدنهم.
التعليقات مغلقة.