صحافي فرنسي يروي تجربته في حلب ويتهم الإعلام الغربي بالفبركة

 

السبت 7/1/2017 م …

الأردن العربي …

الصحافي الفرنسي بيير لو كروف يروي تجربته في مدينة حلب السورية في مقابلة مع الميادين ويتهم الإعلام بفبركة الأكاذيب عما حصل في المدينة.

كان محمود، الطفل البالغ من العمر سبع سنوات المحروم من ذراعيه بسبب عيب خلقي يهرب من منطقة سيطرة الإرهابيين في حلب حين انفجر لغم أرضي به، متسبباً بفقدانه ساقيه هذه المرة. رغم ما ألمّ بمحمود، ظلّ متمسكاً بالحياة، شجاعاً عرف كيف يتأقلم مع واقع فرضته الحرب الدائرة في بلاده.

هي واحدة من بين قصص كثيرة يرويها الصحافي والناشط الإنساني الفرنسي بيير لو كورف مؤسس مبادرة “نحن أبطال خارقون” للميادين. يقول إنه التقى بأشخاص كانت أوضاعهم المادية أكثر من جيدة لكنهم استحالوا بفعل الحرب إلى باعة أحذية مستعملة يمضون 15 ساعة في الشارع.

متأثراً بمشاهداته في سوريا وحلب يروي لو كورف في مقابلة ضمن برنامج من الداخل “تجربته في معاينة المأساة التي عاشتها مدينة حلب السورية”، موضحاً أنّ هدف “المبادرة محاولة إيصال صوت بعض الناس الذين لا يُسمع صوتهم عالميّاً، وهو ما ينطبق على المدنيين الذين كانوا لأشهر في حلب”.

يروي لو كورف “كيف أنّ الكثير من المدنيين هربوا من الجزء الشرقي من حلب إلى الجزء الغربي هرباً من جبهة النصرة، وكيف تعرّض المدنيون في مناطق عدّة لاستهداف مباشر من قبل الإرهابيين” متهماً وسائل الإعلام بـ”الكذب وبتصوير الحياة في حلب وفقاً لأهدافها”. يقول إنه هو بنفسه تعرض لغسيل دماغ من خلال الإعلام الغربي قبل أن يقرر المجيء إلى سوريا واكتشاف الجانب الآخر من الصورة، الذي بدا بالنسبة إليه بعيداً كل البعد عمّا وصفه الإعلام في بلاده.

الصحافي الذي جال في بلدان عدّة، يرى أنّ مدينة حلب السورية يجب أن تُقدّم كنموذج للعالم لأن أهلها “قادرون على التغلّب على أنفسهم وأن يعيدوا بناء حياتهم يوميّاً، رغم أن الحياة أرغمتهم على العيش كأشباح”.

ينقل لو كورف عن الأطفال قولهم “إنّهم باتوا يتقبّلون مسألة الموت ببساطة” مضيفاً أنّ “الناس هناك هم فعلاً أقوياء، لكن الحرب أربكتهم ولم تعد تسمح لهم بالتركيز على مستقبلهم، بل يهتمّون فقط بحماية أحبّائهم وأقربائهم لا أكثر”.

لكن رغم كل الظروف الصعبة، يشير لو كورف إلى أنّ الناس أصرّوا على الاحتفال بعيد الميلاد، وقام متطوّعون في المدينة بجهود في هذا المجال، حتى إنه ارتدى زي “بابا نويل” لتوزيع الهدايا على الأطفال.

لو كورف دعا السكان في حلب إلى عدم الاستسلام قائلاً “عليهم ألا يستسلموا وأن يؤمنوا بأنفسهم، وأن يحافظوا على ابتسامتهم والاستمرار في التعلّم، وعليهم أن يتحدّوا آلامهم”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.