هل أسقطت حماس مقولة “فلسطين من النهر إلى البحر؟”

 

الثلاثاء 10/1/2017 م …

الأردن العربي …

قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، اليوم الثلاثاء، إن حركته لا تمانع إقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967، ومؤكدًا سعي حركته في الذهاب إلى مجلس وطني قوي جديد يؤمن بالتعددية، وبالتالي إعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية، وتحقيق الشراكة الوطنية.

هذه التوجه لدى حركة حماس بقبول دولة فلسطينية على حدود 67، ليس بالشيء الجديد؛ لأن قادة كبار في حماس كان لهم تصريحات سابقة تقبل بدولة فلسطينية على حدود 67 لكن الجديد هذه المرة أن حماس في غزة، هي التي صرحت بذلك وقبلت بالمشروع الأولي، بيد أن قادة حركة حماس في الخارج، كانوا هم من يلوحون بقبولهم لدولة فلسطينية على حدود العام 67.

لذلك ما الذي تغير في مواقف الحركة، وهل قبول حماس بذلك يغير توجهها السابق الداعي لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وهل هناك توجه في حماس لقبول بدولة فلسطينية كمرحلة مبدئية لتحرير فلسطين كل فلسطين؟

الكاتب والمحلل السياسي، رياض العيلة قال: إن تصريحات د. خليل الحية ذكرها من قبله الزعيم التاريخي لحركة حماس، الشهيد أحمد ياسين، عندما أكد أن حماس تقبل بدولة فلسطينية على أراضي العام 67، كمقدمة لدولة فلسطين، ولربما حماس أصبح لديها قناعة أن تحرير فلسطين لن يأتي دفعة واحدة، وإنما عبر مراحل تبدأ بالقبول بدولة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية عاصمة للدولة.

برنامج جديد للمنظمة

وربط العيلة بين تصريحات الحية وعقد اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني اليوم، الذي بنجاحه، سيذهب الفلسطينيون إلى انعقاد دورة المجلس الوطني المُعطل منذ 1996، مشيراً إلى أن البرنامج السياسي لمنظمة التحرير، قد يتبنى فكرة إقامة دولة فلسطين على حدود الـ 67، وبالتالي في هذا الموقف تتوافق حماس مع مواقف الرئيس محمود عباس.

وتابع: “تصريحات الحية لربما تكون مؤشرًا للوصول إلى اتفاق لإنهاء الانقسام والتوجه ببرنامج فلسطيني مشترك لعقد المجلس الوطني، يؤدي بالنهاية إلى تشكيل منظمة تحرير فلسطينية تجمع الكل الفلسطيني”.

وحول ما إذا كان هناك أصوات ترفض تصريحات د. خليل الحية، داخل حركة حماس، بيّن العيلة أن موقع الحية في قيادة حماس كفيل لأن يظهر توجه الحركة كلها، فهو لا يمثل نفسه وإنما يمثل حماس بالداخل والخارج، وليس فقط القيادة السياسية وإنما أيضًا القيادة العسكرية.

مشعل قبِل بها

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي، حسن عبدو، أن تصريحات خليل الحية ليست جديدة، فقبل ذلك كان هناك توجه لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل للقبول بدولة فلسطينية بحدود 67، لكن دون الاعتراف بإسرائيل.

وأوضح عبدو لـ “دنيا الوطن”، أن المجتمع الدولي قد يرحب بمواقف حماس هذه، وتشجعها أكثر للضغط على إسرائيل، على اعتبار أن العدو اللدود لإسرائيل هي حركة حماس قبلت بدولة فلسطينية بحدود العام 1967، إذن يجب الذهاب إلى تسوية شاملة، مبينًا أن المشكلة تكمن في مواقف الحكومة اليمينية في إسرائيل التي لا تريد الوصول لتسوية كاملة والذهاب لحل الدولتين.

وتابع: “لدى إسرائيل مشروع توراتي، تسعى لتطبيقه على كامل تراب فلسطين، وهذا الأمر الذي يجعل دولة الاحتلال لا تقبل بأي حل سلمي حتى لو كان المجتمع الدولي طلب منها ذلك”.

مرونة وليس تنازلًا

أما الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم المدهون، فأكد أن لدى حركة حماس مرونة سياسية في العديد من القضايا، لكن ليس معنى ذلك أنها تُفرط بفلسطين التاريخية أو تنازلت عن حقوق الشعب الفلسطيني.

وأضاف المدهون لـ “دنيا الوطن”، أن السياسات المرحلية تُحتم على حركة حماس القبول بهذا الخيار في الوقت الحالي ولفترة معينة، لكن الحركة لن تُسقط من حساباتها فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر، لا سيما وأن حماس تؤمن أن تحرير فلسطين لا يأتي إلا بالسلاح والمقاومة بجميع أشكالها.

وذكر أن الرؤية الحالية لحماس تتماهى نوعًا ما مع الرؤى التي يدعو إليها الرئيس محمود عباس، لذلك هذا الأمر يتطلب قبول الرئيس محمود عباس بالمقاومة المسلحة حتى لو كانت محصورة في أراضي الـ67.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.