حل الدولتين / علي حتر
علي حتر ( الأردن ) الأبعاء 11/1/2017 م …
أكد أوباما أن الحل الوحيد الذي ستدافع عنه أمريكا هو حل الدولتين..
فكيف ترى أمريكا هاتين الدولتين؟؟
– دولة صهيونية قوية مسلحة مسلحة بكل أنواع السلاح.. حتى بالسلاح النووي، مقابل دولة عربية سلاحها سلاح شرطة يجب أن ينال موافقة الدولة الأولى قبل أن يصبح قانونيا.. حتى برنامج تدريب الشرطة فيها تقرره الدولة الأولى.. وهي قابلة للاجتياح والاقتحام والقصف بالطائرات كلما يقرر حكام الدولة الأولى ذلك.. أو كلما احتاجوا تحقيق مكاسب انتخابية.. أو قرروا محاسبة طفل رمى حجرا..
– دولة تنتج غذاءها وكل مستلزمات الحياة.. وتصدر الفائض منها.. ودولة جائعة وعطشانة.. تتحكم الأولى بمائها وكهربائها وغازها وطرقها ودواء مرضاها..
– دولة تحكم بالانتخابات ويقرر النواب المنتخبون فيها سياستها.. ودولة إذا انتخبت الذين لا تريدهم الدولة الأولى يعمل العالم كله على إسقاطهم.. ويعتقل النواب المنتخبون فيها.. ويقرر شكلها ودستورها ومصيرها على طاولات اجتماعات مدراء المخابرات الأمريكية ومخابرات الدول العربية الحليفة لأمريكا..
– دولة فيها موانئ ومطارات مفتوحة على العالم.. ودولة لها معابر تغلق حين حاجة الدولة الأولى لإغلاقها.. وحتى قوارب صياديها البسطاء لا تجد ميناءا آمنا تربط فيه..
– دولة تبني ما تشاء.. ودولة ممنوع عليها استيراد مواد البناء من حديد وإسمنت..
– دولة تجمع سكانها من كل أنحاء العالم.. وتوفر لهم المسكن والمأوى والمستوطنات والحماية وكل مقومات الحياة المرفهة.. وتسمي تجميعهم “حق عودة” ودولة يجب أن يبقى سكانها بين مشرد ولاجئ ونازح وأسير ومعتقل ومشرد في الشتات ممنوع عليه حق العودة إلى الأرض التي شُرد منها..
– دولة تتبرع لها أوروبا وأمريكا بمليارات الدولارات سنويا.. ودولة تقدم لها الأموال بالقطارة مشروطة بوجود لصوص على رأسها يخصمون من هذه الأموال ما يخصمون قبل استخدامها للشعب.. ووجود اللصوص شرط أساسي من شروط السماح بمرور الأموال المقطرة.. والتي يجب ألا يسمح بوصولها إلى المنتخبين حتى لا يفكروا بتحويلها إلى صواريخ تصنع في المحادد وتهدد أمن الصهاينة الذين يملكون الطائرات والدبابات والأسلحة النووية والمدمرات والغواصات..
– دولة تملك البنوك والخزنات وتتحكم بالأرصدة واموال الضرائب ودولة تعاني من الفقر والجوع ولا تتحكم برواتب موظفي حكومتها كل شهرتحت رحمة هذه البنوك..
– دولة يورد لها العرب الغاز والنفط ويزودون دباباتها بالنفط لتضرب الدولة الأخرى.. التي عندما اكتشف فيها بعض الغاز.. هوجمت بوحشية وهمجية.. لتسمح بالتخلي عن غازها..
– دولة تملك الجو والبحر وتسيطر على الأرض.. ودولة تمزقها الجدران.. والطرق الالتفافية.. والمحاسيم (الحواجز العسكرية).. بل حتى رئيسها لا يستطيع أن يزور كل أجزائها إلا بموافقة أمنية من الدولة الأولى..
– دولة يتمتع المستوطنون الغزاة الهمج فيها بحماية جيشها وشرطة العملاء.. ودولة يهدَّد المخلصون فيها كل يوم بالاعتقال والتعذيب والإبعاد والأسر والاغتيال بالطائرات..
– دولة تتحكم بمصير الدول العربية وحتى بالقرار الأمريكي.. ودولة تفرض عليها ضعفها أن تتحول إلى متسول قابل للحكم به، ينفذ الأوامر ويرضى بكل ما يملى عليه..
وباختصار..
أمريكا تريد دولتين: إحداهما دولة.. والأخرى وهْم وعبودية ومركز أمني وذل وهنود حمر جاهزون للذبح.. والقضم اليومي وتعديل الحدود حق من حقوق الدولة الأولى تمارسه كلما شاءت ذلك..
وحكامنا العرب في مبادرتهم البيروتية وفي مؤتمرات قممهم وجامعتهم يريدون دولتين.. تماما مثل ما تريد أمريكا..
فما الذي نريده نحن؟؟
هناك الكثير حول الموضوع.. وما سبق هو اختصار له.. والباقي يأتي
التعليقات مغلقة.