الكاتب الأردني عريب الرنتاوي يحاول تبرئة عمّان مما كشفت عنه دمشق .. ويدعو الأردن في آن لاعتبارات اربع للتعامل مع دمشق وفتح قنوات تواصل وتعاون معها
الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الخميس ) 19/2/2015 م …
** الرنتاوي : المطلوب من الأردن الدخول في تنسيق أمني وعسكري لحفظ امن المحافظات السورية الجنوبية وبسط سلطة الدولة السورية عليها وتحصينها بمواجهة “النصرة” وغيرها
** ليس الأردن من يقرر ما ينبغي لسورية والسوريين .. وعليه ملاحظة التغيرات الدولية والاتصالات الواسعة الجارية مع دمشق .. وليس في صالحنا ان نكون آخر من يغير موقفه
حاول الكاتب الأردني عريب الرنتاوي الدفاع عن موقف الأردن بمواجهة التصريحات السورية الأخيرة التي بينت تورط الأردن في الحرب التي تشنها عصابات إرهابية على الدولة الوطنية السورية .
لكن الرنتاوي رأى من مصلحة الأردن أمنياً، أن يتعامل مع النظام في دمشق، على أن يضطر للاختيار في تعاملاته ما بين “النصرة” أو “حزب الله” الذي يخوض معارك الجنوب السوري، من موقع قيادي هذه المرة.
دعا الدولة الأردنية بان تقدم على ما أسماه ( إجراء تمرين ذهني، من خارج الصندوق )، وأن تنظر بجدية في سيناريو فتح قنوات تواصل وتعاون مع السلطات في دمشق، واستتباعاً، الدخول في تنسيق أمني وعسكري معها، لحفظ امن المحافظات الجنوبية وبسط سلطة الدولة السورية عليها وتحصينها في مواجهة “النصرة”.
واعتبر الرنتاوي أن مثل هذا السيناريو، ينطلق من عدة اعتبارات ويبني على عدة تطورات ويسعى في تحقيق عدة أهداف … فهو أولاً يبني على موقف أردني حازم، يربط فتح الحدود مع أية دولة مجاورة بوجود ( قوات شرعية ) على المعابر والمنافذ الحدودية .. بخلاف تركيا التي أبقت جانبها من الحدود مفتوحاً فيما قوات “داعش” على الجانب الآخر … لكن الأردن بحيسب الرنتاوي حريص على عدم اقتراب فصائل أو قوات غير نظامية من معابره الحدودية مع سورية.
والاعتبار الثاني الذي يستوجب ( فتح قنوات تواصل وتعاون مع السلطات في دمشق، الدخول في تنسيق أمني وعسكري معها ) مبني على تطور مهم آخر، وهو تقدم الجيش على محاور الجبهة الجنوبية مقابل تراجع ملحوظ لمقاتلي “النصرة”، وتحديداً في محافظة القنيطرة وريف درعا الغربي … وأن آخر ما يريد رؤيته الجندي الأردني من الحدود مع سورية، هو “جهاديي النصرة” على الجهة المقابلة من الحدود.
منوهاً بأن تجربة السنوات الـ 4 الفائتة، أظهرت فشل الرهان على ما أسماه “المعارضة المسلحة المعتدلة”، التي سرعان ما تخلي ساحات القتال، أو تلتحق بـ “داعش” أو “النصرة”، أو تسلم أسلحتها وتعود إدراجها .. مقراً بأن آخر تجليات هذه الظاهره، مسلسل الانهيارات السريعة لحركة “حزم” التي عقدت عليها واشنطن آمالاً عراضاً ، قبل أن تتبخر وتتوزع بأسلحتها على “النصرة” و”الجبهة الشامية” التي تعد مزيجاً غريباً من الإخوان والسلفيين.
وثالث الاعتبارات لدعوة الرنتاوي للتنسيق مع سورية ، ينطلق من سياسة أردنية فحواها أننا لسنا نحن من سيقرر مستقبل سورية ، وليست مسؤوليتنا أن نقرر ما إذا كان الأسد جزءاً من المشكلة أم جزءاً من الحل، فهذا شأن سورية والسوريين.
وأشار الرنتاوي إلى ان الأردن قاوم ضغوطاً جبارة، من قبل دول عربية وازنة وحليفة (والأهم مانحة)، كانت تستهدف توريطه فيما يتخطى أمن حدوده الشمالية، والمطلوب اليوم، الاستمرار في هذه السياسة، ولكن مع تغيير أدواتها وتكتيكاتها.
وأقر الرنتاوي بان سيناريو مقترحاته ، يستجيب (رابعاً)لعمليات تغيير واسعة طرأت على مواقف دول وأطراف فاعلة من (النظام) السوري.. فالمؤكد دون مواربة، أن اتصالات أمنية رفيعة المستوى جرت بين واشنطن ومسؤول أمني سوري رفيع.. والمؤكد دون شك، أن عواصم أوروبية عدة، تُجري اتصالات ومشاورات ذات طبيعة أمنية مع دمشق. والمعلوم أن عواصم عربية تعيد النظر في مواقفها من الكويت إلى تونس مروراً بمصر عبد الفتاح السيسي…
ومنوها بموقف الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا، الذي صرح بأن الأسد جزء من الحل وليس جزءاً من المشكلة.. وليس بمقدور الأردن أن ينتظر حتى تغير آخر دولة من دول التحالف موقفها من نظام الأسد، لكي يبدأ التفكير “خارج الصندوق” ويشرع في تفتيح قنوات التنسيق والتعاون الأمني والعسكري، وفي الحدود التكتيكية الوقائية، وفي المناطق الحدودية تحديداً، وبهدف تحصين أمن شمال الأردن.
التعليقات مغلقة.