تهديدات لحرب رابعة على قطاع غزة.. كيف ومتى؟
الخميس 12/1/2017 م …
الأردن العربي – أحمد العشي …
تصريحات أطلقها الساسة الإسرائيليون، في الآونة الأخيرة حول إمكانية شن حرب جديدة على قطاع غزة، ولكن كيف سيكون شكل هذه الحرب، لا سيما أن التهديدات التي أطلقها قادة الاحتلال تتعلق بهدم الانفاق؟ وهل سيكتفي بها أم سيعاد سيناريو حرب 2014؟ وهل سيسعى نتنياهو لإنهاء مسيرته السياسية بهذه الحرب؟
أكد المحلل السياسي د. رياض العيلة، أن الاحتلال الإسرائيلي يستطيع أن يشن أي حرب على قطاع غزة في أي لحظة يريدها، خاصة وأن معظم السياسيين الإسرائيليين يتعرضون لهجمات من قبل مجتمعهم.
وأوضح في لقاء مع “دنيا الوطن”، أن رئيس الوزراء الحالي يعاني من تحقيقات الشرطة والتي تؤدي إلى رحيله عن السياسية، لافتاً إلى أنه قبل رحيله عن السياسة، سيترك أثراً لتاريخه الدموي بشن حرب جديدة على قطاع غزة.
ورأى أن شن الاحتلال حرباً رابعة على قطاع غزة غير مستبعدة، ولكنه سيحسب لها حساباً جيداً، لافتاً إلى أنه في الحروب السابقة لم يتمكن الاحتلال من تحقيق أهدافه، بسبب قوة الصمود لدى أهالي قطاع غزة رغم الدمار.
وفي السياق، أوضح العيلة، أن نتنياهو لا يحتاج لأي أرض خصبة كي يشن حرباً على قطاع غزة، مستبعداً أن يكون وصول ترامب إلى المنصب هو الأساس الذي يعتمد عليه نتنياهو في شن حرب على قطاع غزة.
وحول شكل المواجهة القادمة، رأى العيلة أن جميع الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة كانت تستهدف المدنيين، معللاً ذلك أنه لا يوجد جيش على الحدود، مشيراً إلى أن الأنفاق هي هدف أساسي بالنسبة للاحتلال، وبالتالي فإن الحرب القادمة لن تكون بعيدة عن الحرب الأخيرة، ولكنه سيستخدم أسلحة جديدة وعلى رأسها الطائرة الجديدة التي تحمل اسم “اف 35” التي يحاول تجريبها على الشعب الفلسطيني.
من جانبه، أوضح المحلل في الشأن الإسرائيلي راسم عبيدات، أن هناك مؤشرات حقيقية لشن حرب إسرائيلية، سواء على قطاع غزة أو باتجاه الساحل في سوريا ولبنان.
وقال: “يجري الحديث الآن عن صواريخ بحرية، وبالتالي فإن إسرائيل تتحدث عن أنهم سيحولون الأنفاق إلى أنفاق موتى، وبالتالي هم يريدون شن الحرب لتدمير البنى التحتية للمقاومة العسكرية الفلسطينية، بالإضافة إلى أن نتنياهو يريد أن يخرج من مأزق الفساد الذي يعيش فيه حالياً.
وأضاف: “يجد نتنياهو أن مستقبله السياسي أصبح مهدداً، وبالتالي يجد في مثل هذه العملية أنها قد تنقذ مستقبله السياسي من خلال تدمير الأنفاق ومنع وصول السلاح إلى المقاومة في غزة”.
وفي سياق ذي صلة، أوضح المحلل في الشأن الإسرائيلي، ان الاحتلال سيستغل وصول رئيس اليمين المتطرف للولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب إلى الحكم، والذي سيعطي حكومة الاحتلال الضوء الأخضر لشن حرب رابعة على قطاع غزة أو الضفة الغربية.
بدوره، رأى الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء واصف عريقات، أنه بحسب المعطيات الموجودة على أرض الواقع فان القيادة الإسرائيلي ترغب تصدير هجمات كثيرة ومتعددة عبر عملية عدوانية سواء أكانت على قطاع غزة أو الضفة الغربية أو في القدس.
وقال: “ولكن إسرائيل ستغامر في مثل هذا العدوان، وهذه المغامرة لن تنطبق مع الواقع في قدرتها في التغلب على المقاومة الفلسطينية”.
وأضاف: “هناك رغبة حقيقية عند القيادة الإسرائيلية في أن تغطي على جميع الأزمات بعدوان، ولكن هناك فرق بين الرغبة في القيام بعدوان والقدرة على تنفيذه لأن الثمن سيكون غالٍ جداً، خصوصاً وأن الاحتلال الإسرائيلي لم يحقق أياً من أهدافه في الحروب الأخيرة سواء على صعيد حربها على لبنان أو الحروب الثلاثة على قطاع غزة”.
وحول شكل الحرب القادمة على قطاع غزة، أوضح عريقات، أنه بحسب تصريحات القيادات الإسرائيلية فإن الجيش سيستخدم قوة تدميرية كبيرة جداً، بمعنى ضرب البنية التحتية لقطاع غزة، والذي سيكلفهم كثيراً، معتبراً أن استخدام القوة المفرطة لها ثمن كبير.
التعليقات مغلقة.