بعد كشف مخطط “الموساد” في الجزائر… هل لقضية الزواري علاقة بخلية غرداية؟!

 

الثلاثاء 17/1/2017 م …

الأردن العربي – صلاح سكيك

كشفت وسائل إعلام في الجزائر، عن نجاح الأجهزة الأمنية الجزائرية، في تفكيك شبكة تجسس دولية تعمل لصالح إسرائيل في ولاية غرداية، وبحوزتها معدات حساسة ووسائل اتصال متطورة جدًا.

وأوضحت قناة (النهار) الجزائرية التي نقلت الخبر، أن أمن ولاية غرداية، جنوب الجزائر، قام بتفكيك شبكة تجسس تتكون من 10 أشخاص وعدة جنسيات تعمل لصالح إسرائيل، حيث ذكرت أن أحد أفراد الخلية كان يقوم بجولة تصوير لمرافق عامة وأمنية داخل غرداية قبل إلقاء القبض عليه واعترافه بعمله ضمن شبكة مكونة من 10 أفراد.

ولفتت إلى أن أفراد شبكة التجسس يحملون “الجنسيات الليبية والمالية والأثيوبية والليبيرية والنيجيرية والكينية”، مؤكدة أن العملية الأمنية أسفرت عن إحالة الموقوفين للتحقيق معهم وفضح المخططات التي كانوا يعملون عليها في المنطقة، بعد أن تبين حقيقة الجهة التي تقف وراءهم، إضافة إلى احتجاز وسائل اتصال متطورة كانت تستعمل في عملية التجسس.

هذا المخطط الإسرائيلي الذي سعى لضرب الجزائر وزعزعة استقرارها من خلال التجسس على مناطق حيوية في غرداية، يكشف الخبث الإسرائيلي الذي باتت استخباراته تعمل على اختراق منظومة الدول العربية الأمنية، فبعد اغتيال الشهيد محمد الزواري في صفاقس الواقعة جنوب تونس، الآن يستهدف الموساد الجزائر لضرب الدول الإفريقية العربية، وبعد تونس والجزائر من الدولة العربية المستهدفة بعد ذلك؟

رئيس القسم الدولي بصحيفة “البلاد” الجزائرية، الصحفية فاطمة حمدي، أكدت أن لمدينة غرداية خصوصية في البلاد لأنها تقع في ولايات الجنوب الجزائري، وتضم أمازيغ من بني ميزاب.

استقرار الأوضاع

وأضافت لـ “دنيا الوطن” أن السلطات الجزائرية عززت من تواجدها الأمني، قبل احتواء الأمر في وقت قياسي، معتبرة أنه لو لم يحدث لكانت الأمور ستصل لمنعرج خطير.

وبينّت الكاتبة حمدي، أن الوضع في البلاد بشكل عام وغرداية تحديدًا مستقر ولا يوجد توتر أمني، مشيرة إلى أن سياسة إسرائيل وحلمها التوسعي لا مدى له، كما أن الموقع الاستراتيجي للجزائر يسيل لعاب الكثير من الدول وعلى رأسها إسرائيل التي لها أطماع في الصعود على ظهر الدول العربية.

بدوره، مدير تحرير صحيفة “الجزائر” أحسن خلاص، أكد أن القوى الأمنية في الجزائر تسيطر على الإرهاب الذي تتعرض لها البلاد، وتقوم بردع أي محاولة لضرب وزعزعة استقرار الجزائر.

اغتيال الزواري

وأضاف لـ “دنيا الوطن”، أن لدى إسرائيل تحركات على أكثر من محور في البلدان العربية، وماقضية اغتيال الشهيد التونسي محمد الزواري، التي أشارت أصابع الاتهام إلى الموساد الإسرائيلي كمخطط ومنفذ لها إلا دليل على ذلك، مشيرًا إلى أنه من غير المستبعد أن تكون قضية الخلية التي ضبطت في غرداية لها تورط في اغتيال الزواري بصفاقس جنوب تونس.

وذكر خلاص أن إسرائيل تعتبر الجزائر العدو رقم واحد، إضافة للمواقف الجزائرية في دعم القضية الفلسطينية فكل ذلك يغضب الاحتلال وتسعى إسرائيل لاستهداف الجزائر من خلال ما حدث أخيرًا في ولاية غرداية.

وأوضح أن الموقف الرسمي الجزائري في حال تمت إدانة الموساد الإسرائيلي، هو الذهاب إلى الشرعية الدولية من أجل إصدار قرار إدانة دولية لممارسات الاحتلال في الدول العربية وعلى رأسها الجزائر.

أما الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، أكد أن الإعلام العبري تعامل مع خبر الكشف عن خلية تتبع للموساد الإسرائيلي نقلًا عن وكالة الأنباء الجزائرية، وأن هناك إشارات خفية أنهم متهمون باغتيال المهندس الزواري.

وأوضح جعارة لـ “دنيا لوطن” أن القناتين الإسرائيليتين الثانية والعاشرة، أكدتا على أن الخلية التي تم اكتشافها في غرداية تنتميان إلى الموساد الإسرائيلي، موضحًا أن الفشل الاستخباري الإسرائيلي بسبب هذه الخلية مر على الإعلام الإسرائيلي مرور الكرام.

استهداف القارة الإفريقية

ولفت جعارة إلى أن إسرائيل في حال طلبت من الجزائر بصورة مباشرة أو غير مباشرة تقديم أفراد الخلية إليها فإنها في هذه الحالة تثبت تورطها في تمويل ودعم وزرع هذه الخلية في الجزائر، وأيضًا حال ثبت أن إسرائيل تقف وراء عملية اغتيال الزواري وهذه الخلية متورطة باغتياله.

وفيما يتعلق باستهداف الاحتلال لقارة أفريقيا عبر الدول العربية، أكد جعارة أن إسرائيل تعي جيدًا أهمية هذه القارة وما تكمله من ثروات معدنية ثمينة، مبينًا أن التدخل الإسرائيلي في قرار بعض الدول الإفريقية كالوقوف مع دولة جنوب السودان التي انفصلت قبل أعوام عن السودان، وأيضًا تدخلها في رواندا والإبادة الجماعية التي حدثت هناك، وما قيام أثيوبيا في ملف نهر النيل مع مصر إلا أكبر دليل على ذلك، لافتًا إلى أن الاحتلال يسعى لإضعاف جميع الدول العربية الإفريقية والسيطرة عليها، خاصة السودان ومصر.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.