بعد تصريحات عباس.. هل لدى السلطة الإمكانية لسحب اعترافها بإسرائيل؟

 

الإثنين 16/1/2017 م …

الأردن العربي – صلاح سكيك

تهديدات فلسطينية متكررة برزت في الأونة الأخيرة، وتحديدًا بدأت تظهر على السطح منذ قرار مجلس الأمن 2334 المناهض للاستيطان الإسرائيلي، تتعلق بسحب السلطة الفلسطينية اعترافها بإسرائيل، فبدءًا من عضو الهيئة القيادية لحركة فتح يحيى رباح، الذي أكد أن السلطة قد تضطر لأن تسحب اعترافها بدولة الاحتلال، ثم تبع هذا التصريح، تصريحات ذكر فيها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد إشتية، أن السلطة ستعيد النظر بالاعتراف بدولة إسرائيل، وستنفذ خطوات احتجاجية أخرى متعلقة بكامل المسار السياسي.

هذه التصريحات أخذت مناحي أخرى، عندما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ذلك بالقول: “اعترافنا بإسرائيل لن يدوم”، وذلك ردًا على تصريحات لدونالد ترامب بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وهذا الأمر تدعو إليه إسرائيل منذ سنوات لأن تكون سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس، وهذا بالتالي سيصب بصالح الاحتلال الذي يدعي بأن القدس عاصمة لدولته المزعومة، وقد يجبر ذلك بعض الدول على نقل سفارتها إلى القدس المحتلة.

لكن بقي السؤال الأبرز في هذا التوقيت، هل السلطة جادة في أن تسحب اعترافها بإسرائيل، وهل هناك بدائل قد تتخذها السلطة عقب هذا الأمر، والذي بالتالي قد يتبعه إجراءات إسرائيلية قمعية بحق السلطة والشعب الفلسطيني؟

الكاتب والمحلل السياسي، جهاد حرب، أكد أن سحب الاعتراف بإسرائيل هو إنهاء اتفاقية أوسلو، لأن أحد الشروط التي تقوم عليها أوسلو هو الاعتراف المتبادل ما بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

وأضاف حرب لـ “دنيا الوطن”، أن الدبلوماسية الفلسطينية لن تُقدم على سحب اعترافها بإسرائيل، ولكن في حال تم سحب الاعتراف فإن إسرائيل بدورها ستسحب اعترافها بالسلطة، وبالتالي إجهاض أوسلو.

وبيّن أن الخطوة التالية ستكون العودة إلى ما كانت عليه الأوضاع ما قبل توقيع أوسلو في العام 1993، خاصة في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال لن يدخل إلى مناطق ج، وبالتالي سترد إسرائيل على ذلك بعدم دفع أموال المقاصة التي تدفعها السلطة إلى موظفيها.

بدوره، الخبير في الشأن الإسرائيلي، ناجي البطة، قال: إن أكبر رد على قيام السلطة الفلسطينية بسحب الاعتراف من إسرائيل هو قيام الاحتلال بعدم دفع أموال المقاصة التي تُقدر بمئة مليون دولار، وهذا الأمر سيؤثر على السلطة لأنه يعتبر الرئة الوحيدة التي تدخل الأموال عليها.

وأضاف لـ “دنيا الوطن”، أن الاقتصاد الفلسطيني في الضفة والقطاع، متربط باقتصاد الاحتلال بشكل كبير، لذلك فالانفكاك منه يعني خسارة الشعب الفلسطيني، فالاحتلال الإسرائيلي وضعنا في قالب معين، لذلك فالخروج من هذا القالب سيضرب اقتصادنا.

وأوضح البطة، أنه عند استشهاد الوزير زياد أبو عين، كان للسلطة الفلسطينية فرصة جيدة لأن تسحب اعترافها، وكنا ننتظر ذلك لكن السلطة لم تقم بهذا الإجراء.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.