واشنطن ومصير بن لادن والزرقاوي والبغدادي / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأربعاء 18/1/2017 م …

كما متوقع اخذت الدوائر الامريكية تتحدث علنا وعلى ارفع المستويات عن قرب انتهاء دور ابو بكر البغدادي و” داعش” في المسرح الامريكي عندما اعلن وزير الدفاع كارتر ان ايام البغدادي باتت معدوده وقد كرر ذلك مرات عديدة بالرغم من قرب انتهاء ولاية اوباما الديمقراطي وطاقمه الذي يضم وزير الدفاع نفسه وكان لسان حال كارتر يشير الى ان هناك حدثا لابد وان يحصل في ظل ادارة الرئيس الامريكي اوباما وقبل مغادرته البيت الابيض وان هذا الحدث الذي يتمثل بالاعلان عن مقتل البغدادي او فبركة رواية ” مخابراتية” لتسدل الستارة علىى المشهد .

و لابد وان يجير ذلك باسم ادارة ” اوباما وطاقمه” الذي يتهمه خصومه بانه وراء ظهور ” داعش” وبذات الطريقة التي حصلت مع ابو مصعب الزرقاي الذي كان بالامكان القاء القبض عليه في حينها من قبل القوات الامريكية المحتلة بعد اكتشاف مكانه في العراق لكن جرت تصفيته لتسدل الستارة يعد ذلك على الزرقاوي بعد قتله .

وهناك سابقة في باكستان تمثلت بمسرحية اكتشاف مكان بن لادن والحديث عن انزال جوي الى اخر هذا الفلم ثم نسمع عن قتله   اواختفائه بعد ذلك في فصل مسرحي مثير للتساؤل وحتى للشبهات

ان ابطال ” الفلم الكاوبويزي” هكذا تنتهي حياتهم في ظل الادارات الامريكية سواء كانت ديمقراطية او جمهورية لان اللاعب الاساسي هو ” سي اي ايه” .

ولانشك ان ابو بكر البغدادي سوف لن يكون مصيره مختلفا عن مصيىر اسلافه امثال بن لادن والزرقاوي وغيرهم او افضل حالا من الذين خدموا المخططات الامريكية في العالم واساءوا للاسلام لان حروبهم التدميرية كلها تحمل راية الاسلام زورا.

ورغم كل الشواهد والمعطيات التي تؤكد ان ماحدث ويحدث من دمار في سورية والعراق على يد ” اسلاميي امريكا” كان مخطط له وعلى ذات الطريقة التي جرت في افغانستان عندما تم طرد القوات السوفيتية منها حين دخلت باكستان التي تقع على حدود افغانستان على الخط مقابل ” دعم المال السعودي” والخليجي والمساعدات الامريكية .

اما في المشهد العراقي والسوري فقد دخلت تركيا على الخط المجاورة لسورية والعراق اما الممولين فهم ذاتهم الذين مولوا الحرب على السوفيت في افغانستان وتمكنوا من الحاق الهزيمة بهم بعد ان غاصت في وحل افغانستان اقدام الجيش السوفيتي.

روسيا التي خطط لها من قبل هؤلاء ان تغرق في مستنقع جديد عندما تدخلت لضرب الارهاب في سورية لكن موسكو كانت واعية ومدركة مستفيدة من دروس افغانستان فقد مارست العمل السياسي الى جانب العمل العسكري رغم المخاطر التي تكتنف العملية السياسية لان الاتراك يواصلون اللعب على الحبال رغم اقرارهم بدخول مباحثات استانه في كازاخستان لكنهم يواصلون دعم الجماعات المسلحة في ادلب بالسلاح والتدريب وهو ماكشفت عنه مصادر في سورية وحلفاؤها عندما اكدوا ان الاسلحة والمدرعات لازالت تتدفق على ادلب من تركية دعما للجماعات الارهابية.

لانظن ان روسيا بقدراتها العسكرية وحسها الامني والمخابراتي عندما كانت تحصي عدد المسلحين الذين كانوا يدخلون ال حلب من تركية بغافلة عما يحدث وما تخطط له انقرة في حال فشل مباحثات استانه كما ان سورية وحلفاؤها نبهوا الى ذلك مرارا وابدوا استعدادهم للرد على اي خرق لاتفاق وقف اطلاق النار الذي استثنى ” داعش والنصرة” حيث تتواصل الاعمال العسكرية في اكثر من جبهة على الارض السورية.

على الذين كانوا يراهنون على حسم الوضع في سورية عسكريا انطلاقا من محافظة حلب الشهباء التي حررت من دنس هؤلاء المجرمين ان يعيدوا حساباتهم وان لا يراهنوا من جديد على الذين فر بعضهم بعد محاصرته من قبل الجيش السوري في مدن سورية الى محافظة ادلب مثلما سمحت دمشق نفسها للبعض الاخر بالمغادرة حرصا منها على ارواح المدنيين الابرياء.

ان ادلب ستكون اخر مقبرة لهؤلاء المجرمين اذا هم اقدموا على مغامرات عسكرية جديدة وسيخيب امل اولئك الذين لازالوا يراهنون على هذه الحرب وفي المقدمة تركية وانظمة الفساد الاخرى التي كانت وراء هذه الحرب في كل من العراق وسورية.

ولم يعد ينفع ماما امريكا” مسرحياتها وفصولها المفضوحة في محاربة ” داعش” وغيرها من الجماعات الارهابية التي تنفذ مخططاتها في المنطقة بعد ان تربت في احضان ” سي اي ايه”.

ان تصريحات وزير الدفاع الامريكي كارتر التي تتحدث عن قرب ايام ” ابو بكر البغدادي” لم تعد تثيرنا فقد لعبتها واشنطن ومخابراتها قبل ذلك في افغانستان والعراق وهاهي تعيد فصلا هزليا مثيرا للسخرية والاستهجان لايختلف عن فصول ” الزرقاوي وبن لادن نفسه.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.