عملية استعادة تدمر قد تنطلق بأي لحظة وهذا هو هدف داعش من الهجوم الأخير

 

الخميس 19/1/2017 م …

الأردن العربي …

قال الخبير العسكري و الاستراتيجي اللبناني “عمر معربوني” أنه لا يمكن القول حتى اللحظة أن عملية وشيكة تهدف الى تحرير تدمر قد بدأت، حيث لا تزال وحدات الجيش العربي السوري تقاتل في محيط مطار ال T4 لتأمين المحيط المباشر والبعيد للمطار.

و في حوار خاص مع موقع “وطني برس” قال الخبير العسكري : يمكن القول أن تحرير تدمر هو هدف ثابت للجيش السوري، ولا يمكن الرجوع عنه، ولكنه مرتبط بتأمين شروط التقدم نحو تدمر، وهو ما يعمل عليه القادة في الجيش السوري، من خلال تأمين العديد والمعدات اللازمة.

و أضاف : أود أن ألقي الضوء حول اقدام داعش على تفجير معمل حيّان، وهو عمل قد يشير الى عدم امكانية استمرار داعش في المنطقة على المدى المباشر، واستعداده للانسحاب منها، حيث يتجه التنظيم لتعزيز قدراته في محيط الرقة ودير الزور، خصوصاً بعد سلسلة الهزائم التي تلحق به في الموصل.

الخبير العسكري أردف بالقول : علماً أن الجيش السوري قد يلجأ الى فتح جبهة ريف حلب الشرقي، انطلاقاً من قاعدة كويرس باتجاه دير حافر، بشكل اساسي لإلزام داعش بتشتيت قواته، وهو أمر لا استبعده ابداً، مع اعتقادي ان عملية عسكرية باتجاه تدمر قد تنطلق في أية لحظة من اتجاهات مختلفة، ولكنها معركة لن تتوقف عند حدود تدمر هذه المرة حيث ستُستكمل باتجاه دير الزور .

و عن اغتيال مندوب الحكومة السورية للمصالحة في منطقة “وادي بردى” اللواء “أحمد غضبان”؟، أكد الخبير الاستراتيجي أن ما اقدمت عليه الجماعات الإرهابية في وادي بردى عبر اغتيالها للواء احمد الغضبان المكلف بملف المصالحة، يؤكد طبيعة هذه الجماعات القائمة على الغدر، وهو عمل جبان بكل المقاييس، ويأتي في توقيت حساس، يهدف الى نسف المصالحات من جذورها، واطالة امد المعركة من خلال مزيد من الضغط على الدولة السورية في موضوع المياه، حيث اثرت هذه القضية على ملايين المواطنين في دمشق .

“معربوني” أضاف أن المصالحات والتسويات جزء من آلية تعتمدها الدولة السورية بموازاة العمليات العسكرية لبسط سلطة الدولة على كامل الارض السورية، ولأن مسألة وادي بردى ترتبط بقطع المياه عن ملايين المواطنين، فإن التريث كثيراً في اعطاء مهل طويلة للإرهابيين لا يتناسب مع الوضع، وبالتالي جاء استئناف الجيش السوري للعمليات العسكرية كضرورة لا بد منها، وهو ما نتج عنه سيطرة الجيش على كامل تلة الصيرة التي تشرف على قرى الوادي، ويؤمن للجيش سيطرة نارية كبيرة، نتج عنها تحرير كامل بلدة عين الخضرة التي تلاصق بلدة عين الفيجة، وهو ما سيتيح امكانية الدخول في التسوية مرة جديدة او حسم الأمور عسكرياً .

و حول الوضع في دير الزور و عودة الهجمات العنيفة لتنظيم “داعش” على المدينة، أكد “معربوني” أن الهدف الأول لداعش يبدو انه بهدف رفع معنويات مقاتليه المنهارة بنتيجة معارك الموصل، اضافة الى ادراكه ان استمرار سيطرته في منطقة تدمر باتت متعذرة، والا لما كان التنظيم سحب حوالي الألف من مقاتليه باتجاه المنطقة الشرقية ، وهو ما يمكن ان يفسر اطلاق معركة الضغط على مواقع الجيش السوري وخصوصاً المطار الذي يشكل خط الإمداد الوحيد لوحدات الجيش السوري .

و تابع بالقول : هذا في البعد المباشر، اما في البعد الاستراتيجي فان تنظيم داعش يعمل على تمتين نطاق سيطرته في الرقة ودير الزور، وصولاً الى الحدود مع العراق، عبر الضغط على دير الزور، وهو ما سيجعله اكثر حرية ومرونة في مواجهاته القادمة، ولكننا حتى اللحظة امام مشهد ثابت لا تغيير فيه لخرائط السيطرة، حيث تدافع وحدات الجيش السوري بجدارة عن مواقعها، وخصوصاً المطار باسناد من سلاح الطيران الذي يقوم برسم مناطق عازلة نارياً لمنع داعش من تحقيق اهدافه، وبنفس الوقت تدمير معداته واضعاف هجماته .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.