المعارضة السورية.. ومشروعها الخياني / د. فايز رشيد

 

د. فايز رشيد ( الأردن ) الأحد 22/1/2017 م …

” أنسي هؤلاء دماء السوريين في حربي عام 1967, وعام 1973؟ أبمثل هذه البساطة يجري نسيان الشهداء السوريين في الجولان, الذين قدموا أغلى ما يملكون في سبيل وطنهم السوري وأمتهم العربية؟ أينسون ما تقوم به إسرائيل من جرائم بحق السوريين والفلسطينيين واللبنانيين والمصريين وكل أبناء الأمة العربية؟ أينسون ضم الكيان الصهيوني لهضبة الجولان العربية السورية, واعتبارها أرضاً إسرائيلية؟”

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد الزيارات الكثيرة , التي قام بها “جهابذة” المعارضة السورية إلى الكيان الصهيوني, والمشاركة في مؤتمراته الأمنية الاستراتيجية, والاقتراح بتقديم هضبة الجولان العربية السورية, هدية إليه, مقابل اتفاق سلام معه, وتدخله لصالح معارضة “آخر زمن”!, ونصرة الشعب السوري! , ومعالجة الجرحى في تل أبيب, والمشاركة الفعلية للكيان في أحداث سوريا إلى جانب المعارضة “العتيدة”! طلع علينا استراتيجيو المعارضة “الأشاوس” فيما يسمى بـ “جبهة الإنقاذ”, بخارطة طريق للسلام وحسن الجوار مع الكيان الصهيوني! إنه مظهر جديد من مظاهر الانهيار والاستسلام لجزء ممن يعتبرون عربا, والعروبة منهم براء. بدايةً, نسأل هؤلاء, من فوّضكم للحديث عن الشعب الفلسطيني؟ ثم, هل وسيلتكم لإرضاء حلفائكم الصهاينة في تل أبيب هي, إزالة المخيمات وطرد فصائل المقاومة الفلسطينية من سوريا ونزع سلاحها؟.

على ما يبدو, أنكم لم تدركوا حجم هزيمتكم في سوريا! وما زلتم تسبحون في أحلامكم, التي هيأها لكم خيالكم المريض, وأسيادكم في بعض العواصم العربية, الذين يشترون قصورا في نتانيا, ولا تحلو لهم غير شواطىء تل أبيب, ليصطافوا عليها! وفي محاولة منهم لذر الرماد في العيون, يتبرعون بالفتات إلى الشعب الفلسطيني, الذي هو في غير حاجة إلى فتاتهم الكريه. فشلت أحلام هؤلاء المطبعين مع الكيان حتى العظم, تعتبرونهم أسيادكم لأنهم ممولين دائمين للفنادق, التي ينزل قادتكم بها, من فئة الخمس نجوم. اسألوا قادتكم, كم من قادة المعارضة “المبجلّة”أصبحوا من المليونيرات؟ وكم نهبوا وسلبوا من ميزانياتكم الضخمة المخصصة لتدمير سوريا؟. فشلت أحلامكم ومخططات أسياد أسيادكم من الإسرائيليين الصهاينة, والسي. أي .إيي وفي باريس ولندن وبرلين وغيرها من العواصم, التي لا تريد سوى تدمير سوريا, مثلما قاموا بتدمير الجيش العراقي وكامل العراق وتقسيمه, (كما مؤامراتهم في اليمن وليبيا, دفاعا عن السنّة وللوقوف في وجه العدو الفارسي- كما يدّعون!), ويخططون حثيثا أيضا لتدمير الجيش المصري, لإزاحة أقوى ثلاث جيوش عربية من أمام اسرائيل!.

ما يفعله هؤلاء (المعارضون السوريون) يدخل في خانة العبث السياسي بالمصير, ويستهدف القضية الفلسطينية, ومحاولة تقديم التطمينات والتنازلات المجانية للكيان الما بعد فاشي, على حساب الشعب الفلسطيني, بينما يعد موقف الدولة والشعب السوري ثابتا لم يتغير حيال دعم وإسناد القضية الفلسطينية. إن خطتهم تتضمن: الاعتراف بالكيان, ( ومثلما قلنا سابقا) ونزع السلاح الفلسطيني, وإلغاء المخيمات الفلسطينية في سوريا وتحويلها إلى أحياء سكنية, وحل فصائل المقاومة الفلسطينية, وايجاد تسوية عادلة لقضية الجولان (عبّر عنها الزعيم المعارض كمال اللبواني- بتسليم الجولان لإسرائيل) وطرد الخبراء والضباط العسكريين والأمنيين الإيرانيين, وقوات حزب الله من الأراضي السورية. لقد سبق وأن وصفوا الكيان الصهيوني” كقوة تحرير للشعب السوري”! , أنسي هؤلاء دماء السوريين في حربي عام 1967, وعام 1973؟ أبمثل هذه البساطة يجري نسيان الشهداء السوريين في الجولان, الذين قدموا أغلى ما يملكون في سبيل وطنهم السوري وأمتهم العربية؟ أينسون ما تقوم به إسرائيل من جرائم بحق السوريين والفلسطينيين واللبنانيين والمصريين وكل أبناء الأمة العربية؟ أينسون ضم الكيان الصهيوني لهضبة الجولان العربية السورية, واعتبارها أرضاً إسرائيلية؟ يتنسون تهويد القدس ومنطقتها؟ والاستيطان والقتل الجماعي, الذي يمارسه الكيان بحق شعبنا وأمتنا؟ أينسون وينسون وينسون؟؟؟.

معروف, أن منسق ما يسمى جبهة الانقاذ الوطني السورية فهد المصري أعلن في أبريل 2016: “أن سوريا الجديدة لن تكون قوة معادية لإسرائيل”, ودعا هذا المسؤول السابق في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر, سلطات الاحتلال, إلى ” تشكيل مجلس للأمن الإقليمي للتنسيق حول أمن المنطقة”, و”دعم الشعب السوري ليس بالأعمال الإنسانية فقط بل بتوسيع رقعة المساعدات للمعارضة”. أيضا, ووفقا للأنباء, فقد قام كمال اللبواني “بالحج ” إلى تل أبيب عدة مرات, والمشاركة في مؤتمر “هرتسيليا” ,الذي يبحث قضايا الأمن القومي للاحتلال, أسوة برئيس ما يسمى حركة “سوريا السلام”, محمد حسين, الذي عقد لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين. لقد شارك ممثّلو جبهتكم وعن المجموعات الإرهابية المسلحة أيضا الثلاثاء17 يناير الحالي 2017) في ندوة لمعهد “ترومان” الصهيوني للأبحاث التابع “للجامعة العبرية” في القدس المحتلة, كان من أبرزهم فهد المصري ,الذي وجه رسالة عبر الفيديو إلى أسياده الصهاينة, كما شارك كذلك, ضباط ومسلحون عديدون عبر البث المباشر.

نعم, خلال الندوة احتجّ طلبتنا الفلسطينيون داخل القاعة على كلام كل المشاركين السوريين المعارضين, ووجهوا هتافات أثناء تحدث عصام زيتون, الذي عرّف عن نفسه بأنه ممثل للجيش الحر, قال له أحدهم “الجولان السوري محتل منذ عام 1967, أنت خائن ومتآمر”, فردّ زيتون قائلاً “اخجلوا, أنتم تعيشون في جنّة مقارنة بما يعيشه السوريون”. تصوروا هذا الجواب القبيح! هو لا يعرف ولا يريد أن يعرف عما جرى في قرية “أم الحيران” في النقب, (فهو ليس بعربي ولا حتى بإنساني). أما المطبع العتيد سيروان كاجو, السوري الكردي المشارك في الندوة فقد تحدث قائلا: “أنّ التحدّث في القدس هو السبيل الوحيد للكلام بشكل علني, عن محنة السوريين إلى جيرانهم,… مستطردا: أن الفيدرالية في سوريا هي السبيل الوحيد لإعطاء مجال لكل فئة من فئات المجتمع السوري المتنوع لإيصال صوتها.. وأن الحي اليهودي في القامشلي, مازال عزيزاً عند السكان المحلّيين”. كان لهذا المطبع أيضا نصيب كبير من احتجاج طلبتنا, حيث خاطبه أحدهم قائلا: “عِش في غزة أو في النقب يوماً واحداً, اختبر العيش تحت الاحتلال” واستمرّت الهتافات المنددة بمشاركة المعارضين السوريين دقائق طويلة, قبل أن يتم إخراج الطلاب من القاعة. باختصار شديد, بئست هكذا معارضة, وبئس أسيادها المتآمرون ليس على سوريا فقط ,وإنما على الأمة العربية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.