التعامل مع الصوبات (المدافئ الداخلية) / المهندس علي حتر

 

 

علي حتر ( الأردن ) السبت 21/2/2015 م …

في هذه الظروف أقدم مختصرا لطريقة التعامل مع الصوبات

كثيرون منا، بل أكثرنا لا يملكون أنظمة تدفئة مركزية، ويعتمدون على الصوبات العاملة بالكيروسين (الكاز) والتي ليس لها مدخنة (بوري)، أو العاملة بالغاز الذي يأتي من اسطوانات توضع في الصوبة نفسها، وبعض الميسورين يستخدمون صوبات البواري التي يسحب دخانها إلى خارج المنزل بواسطة البواري.

وحتى هؤلاء، في بلادنا التي تتعرض لانقطاعات التيار الكهربائي، فهم يضطرون لإشعال الصوبات في الأيام التي تنقطع فيها الكهرباء. ولا ننسى أن الجهة المسؤولة عن الكهرباء نشرت تحذيرا في الصحف قبل يومين من العاصفة الحالية، تقول فيه أنها قد لا تتجنب انقطاع التيار الكهربائي في أماكن متعددة في المملكة، ولم يحاسها السادة الحكام الذين يملكون مولدات كهرباء خاصة بهم!!!!

في سورية، التي يحاولون إرجاعها باسم الدين إلى العصر الحجري، تجهز كل شقة بمدخنة داخل الجدار، خلال البناء، لتوصل بها صوبة بواري، لتجنب الخطر المحتمل من الصوبات الداخلية التي لا بواري لها.!

سأشرح هنا ما يتعلق بالمخاطر التي يتعرض لها مستخدمو الصوبات، ولن أخوض بمخاطرها على المبنى نفسه.

وقبل عدة أعوام، كتبت دراسة عن المدافئ، وأرسلتها إلى جمعية حماية المستهلك، لكنها لم تنشرها، وحاولت قبل عامين الحصول عليها من أرشيفها، فوجدت انها لم تحفظها. ولم أجد الملف في حاسوبي لأن الحاسوب الذي كنت كتبته فيه، صودر قبل سنوات، أي أنه خرج ولم يعد.

وشعورا بالمسؤولية لأنني أعمل في مجال يتضمن فهم الصوبات والتعامل معها، ولأنني أقرأ كل عام عن فقراء يموتون أو يحترقون بسبب الصوبات، أجد أن من واجبي أن أعيد الكتابة في المسألة، عسى أن أساهم في إنقاذ حياة بعضهم.

ما يلي ينطبق على كل الصوبات والمواقد غير الكهربائية.

طبعا الحكام والأغنياء يملكون مولدات كهربائية خاصة والكلام هنا ليس موجها لهم.

الاشتعال يحتاج إلى وقود وأوكسيجين ويُخرج غازا أو دخانا ساما (اول أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد النيتروجين).

وقود الصوبات المقصود هنا قد يكون حطبا، أو غاز الاسطوانات، أو كازا (كيروسين)، أو ديزل (مازوت أو سولار).

مبدأ هام أول: الاحتراق يحتاج إلى أوكسيجين، والإنسان يحتاج للأوكسيجين، أيضا فيجب ضمان وجوده وبقائه وتوفره حتى لا تستهلكه نار الصوبة.

إن أول أوكسيد الكربون الذي ينتج عن الاحتراق، غاز سام بلا لون ولا رائحة، وهو غاز يبدأ بالدوخة والصداع ثم فقدان القوة والاتزان ويصل إلى الموت.

التسمم به يحتاج إلى دقائق، لكن أعراضه تحتاج بضع دقائق إلى عدة ساعات بعد التعرض له.

أي أنها قد تظهر حتى بعد إطفاء الصوبة.

ولهذا: لا يجب إشعال أي شيء، على الإطلاق، بدون وجود مصدر للهواء الخارجي:

         لتوفير الأوكسيجين له لضمان الاحتراق دون استهلاك هواء التنفس

        لتخفيف نسبة الغاز السام في نواتج الاحتراق.

يمكن فعل ذلك بفتح الشباك فتحة صغيرة (يفضل فتحتان متقابلتين أو أكثر)، حتى لو نتج عن ذلك بعض الشعور بالبرد، لأن الشعور بالبرد أفضل من الشعور بالتسمم أو الموت. واللجوء إلى زيادة الملابس أفضل من ذلك أيضا.

ويمكن وضع الصوبة قرب الشباك أو قرب مدخل الهواء الخارجي (حتى يذهب الهواء البارد مباشرة إلى الصوبة قبل أن يُيرِّد الغرفة مع تحنب الجلوس في طريقه).

لا بد من التأكيد على ضرورة التأكد من وجود هواء خارجي كافٍ للاحتراق، دون استهلاك هواء التنفس المطلوب للموجودين قياما كانوا أو نياما.!

مبدأ هام ثان: في حالة إشعال أي شيء مع توفير الهواء الخارجي له، يجب توفير مخرج لغاز الاحتراق حتى لا يتراكم في المكان.

مبدأ هام ثالث: غاز الاحتراق أثقل من الهواء: لا يجب النوم على الأرض أو ترك الأطفال ينامون على الأرض لأن غاز الاسطوانات يمكن أن يهبط ويسبب الأذى لهم، حتى في الحالات العادية. (غاز البروبان يباع في الاسطوانات أو الخزانات، أما الغاز الطبيعي فيوزع بواسطة الأنابيب من الشبكة العامة، والفرق بينهما بالنسبة للمستهلك أن الأول يهبط إلى أسفل لأنه أثقل من الهواء، والثاني أي الغاز الطبيعي يصعد إلى أعلى لأنه أخف من الهواء).

مبدأ هام رابع: يجب منع الأطفال من الركض واللعب قرب الصوبة، لتجنب الاحتراق بلمسها أو الوقوع عليها أو وقوعها وإحراق المكان.

مبدأ هام خامس: عدم النوم مهما كانت شدة البرد مع صوبة مشتعلة، وفي حال استعمال الغرف الضيقة من العمال الوافدين، يجب تحذيرهم من الاختناق عند النوم مع صوبة مشتعلة، وهو ما تكرر في السنوات الأخيرة.

مبدأ هام سادس: عند ملء الصوبة بالوقود، يجب عدم ملئها بالحد الأقصى حتى لا يفيض الوقود منها، ويجب التأكد من استخدام الوقود المطلوب لها نفسه.

ويجب عدم إعادة التعبئة إلا بعد إطفاء الصوبة لاحتمال حصول حركة مفاجئة تسقط الوقود وتنشر اللهب

عدم نقل الصوبة المشتعلة إلا بعد إطفائها وإشعالها في المكان الجديد.

تعبئة الصوبة المشتعلة، أو نقلها وهي مشتعلة، يشكل خطرا كبيرا:

        إمكانية تعثر الشخص الذي ينقلها خلال النقل

        إمكانية حصول حركة غير محسوبة خلال التعبئة، أو اصطدام شخص آخر بالشخص الذي يملأ الصوبة، مما يجعل الوقود السائل يندلق على النار

بعض الصوبات مزودة بأداة تمنع انفتاح الصوبة بشكل كامل عند رفعها (صوبة علاء الدين القديمة التي تكاد تختفي من السوق) ويجب التأكد من أن هذه الأداة سليمة.

مبدأ هام سابع: يجب وضع صواني تحت الصوبات، تتسع لمحتوى الصوبة من الوقود السائل، لتجنب سيلانه إلى الغرفة واشتعاله مع الغرفة لأي سبب كان.

مبدأ هام ثامن: لصوبات الغاز،  يجب التأكد من سلامة الوصلة بين الاسطوانة والصوبة، لأن أي تهريب مهما كان صغيرا داخل الغرفة قد يتراكم إلى نسبة تؤدي إلى فقدان الوعي تدريجيا، وإلى اشتعال الحريق عند الوصول إلى نسبة معينة من خليط الغاز مع الهواء

مبدأ هام تاسع: عند شراء أي صوبة، يجب شراء الصوبة المضمونة فقط

في حالة استخدام الصوبة لتسخين بعض الماء أو الطبيخ الذي يحوي سائلا، يجب إحاطة الصوبة بعوائق تمنع اقتراب الأشخاص منها، الكبار أو الصغار، حتى لا يصابون بالحروق إذا انسكب الماء الساخن عليهم. هذا الشرط من أهم الشروط التي يجب التقيد بها، أو يجب عدم استخدامها للتسخين.

يمكن وضع مجسات أو كواشف للغاز السام، تطلق إنذارا عند وصول مستوى الغاز السام إلى الخطر (وهي ليست مرتفعة الثمن مقارنة بالسلامة التي تضمنها). في حالة وضع هذه الكواشف العاملة بالبطارية، يجب التأكد من صلاحية البطاريات دائما.

خلال الليل، تزداد خطورة الصوبات، لأن النيام لا يلاحظون بداية شعورهم بالاختناق والتسمم.

ولهذا، فإن النوم في أماكن غير مُهوّاة بشكل كاف، قد يؤدي إلى الوفاة..

صوبات البواري، ينطبق عليها ما ينطبق على الصوبات السابقة، سوى أنها ثابتة في المكان، وأن لها مداخن تُخرج الدخان السام إلى خارج المكان.

لكن يجب التأكد:

         من أن دخانها لا يتسرب من مدخنتها إلى الغرفة ويسمم هواء التنفس

        وأن الهواء الخارجي اللازم للاحتراق فيها يكفيها دون أن يستهلك الأوكسيجين اللازم للتنفس.

تحذير هام: يجب عدم استخدام أفران المطابخ للتدفئة، بدون احتياطات خاصة لتوفير هواء الاحتراق وضمان إخراج غازات الاحتراق.

مساهمة من كل واحد منكم بالمسؤولية الاجتماعية، يجب مساعدة الجيران في فهم العملية وتنفيذ محتوياتها.

وإنني مستعد للإجابة على أي سؤال يتعلق بالمسألة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.