حصار لينينغراد وحصار دمشق / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الخميس 26/1/2017 م …
رغم التباين في طرق واساليب الحصار الذين كان يفرضه النازي خلال الحرب العالمية الثانية وما تفرضه الجماعات الارهابية الاجرامية في سورية وحتى العراق فان التاريخ يعيد نفسه .
بعد مضي قرابة اكثر من سبعين عاما عندما غزا الهتلريون العالم ما اسفر عن اندلاع حرب عالمية خلال سنوات الاربعينات امتدت لنحو خمس سنوات حاصرت خلالها قوات هتلر مدينة لينينغراد الروسية البطلة لنحو ثلاث سنوات استبسل ابناؤها المقاومون وتمكنوا في نهاية المطاف بدعم من الجيش الاحمر من كسر الحصار ودحر النازي والحاق الهزيمة المريرة بقوات المانيا الهتلرية التي كانت بداية هزيمة المانيا عسكريا في العالم بعد ان احتلت دولا عديدة في القارة الاوربية ووصلت قواتها الى ضواحي العاصمة الروسية موسكو ايضا.
ووفق الاحصاءات فان عدد ضحايا روسيا في تلك الحرب يصل الى 20 مليون ضحية بما في ذلك ضحايا مدن لينينغراد وستالينغراد فاق عدد الضحايا حتى اعداد ” ما يسمونها محارق ” الهولوكوكست” التي لازالت صحف الغرب الاستعماري واعلامه الكاذب يبالغ فيها و يتباكى عليها دون ان يذكر ماساة شعب مدينة لينينغراد البطلة التي فتحت بوابة النصر حتى لاوربا كلها ذلك الشعب الذي اضطر الى اكل لحوم الكلاب وشرب المياه الاسنة بعد ان قطعت عنه قوات هتلر كل مستلزمات الحياة .
الشيئ نفسه يحصل الان في دمشق وحلب لكن بصورة اخرى وقد اخرست وصمتت تلك الالسن الطويلة التي اقامت الدنيا ولم تقعدها في الحديث عن ” ماساة الجزء الشرقي من مدينة حلب” قبل تحريره وهي ماساة بالغت فيها اجهزة الاعلام التي كانت تورد ارقاما خيالية للبشر وكان يقف وراءها الارهابيون الذين يلقون الدعم والمساعدة من الغرب الاستعماري فضلا عن انظمة الفساد التي كانت وراء غزو هذا الكم الهائل من القتلة والمجرمين باسم” الاسلام” زورا اراضي سورية والعراق .
الامم المتحدة وعواصم الاستعمار الغربي في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا صمتت وكانها لم تر او تسمع بان اكثر من 4 ملايين مواطن سوري في حليب ودمشق يواجهون حصارا هو اشبه بحصار مدينة لينينغراد على يد النازي لكن هذا الحصار هو من نوع اخر يهدف الى تركيع الدولة السورية وشعبها وجيشها ومحاولة ابتزازها بعد الهزيمة المذلة التي منيت بها هذه الجماعات الارهاربية ومن يقف وراءها.
لقد بدات هذه الجماعات الارهابية بتسريب” الملزوت” الى مياه الشرب في دمشق وبعد هزيمتها في حلب عمدت الى قطع المياه الصالحة للشرب عن المدينة وكررت ذلك في دمشق معتقدة من انها بهذه الاساليب الاجرامية قد تحقق ما فشلت عن تحقيقه بالسلاح بعد ان ارغمها الجيش السوري وحلفاؤه على مغادة حلب وهي تطاطئ راسها.
وكان بمقدور الجيش السوري ان يساوي تلك المناطق التي تقع تحت سيطرة الارهاب مع الارض لكن هذا لم يكن نهجا للدولة السورية التي فتحت الابواب لللالاف للعودة الى حضن الوطن الام وجرت تسويات اوضاع الالاف من المغرر بهم مثلما هي حريصة على المواطنين الابرياء ضحايا هذه الحرب الارهابية الكونية التي تجاوزت سنواتها حتى سنوات الحرب العالمية الثانية مثلما فاق الدمار الذي خلفتة دمار النازيين في اوربا وحتى مدينة لينينغراد وستالينغراد ومدن روسيا الاخرى التي تعرضت للغزو النازي خلال الحرب العالمية الثانية .
ان شعب وجيش سورية وبدعم من حلفائها عازمون على كنس هؤلاء المجرمين الطارئين على التاريخ الانساني يستلهم قوته من تجارب شعوب بطلة تمكنت من دحر الغزاة والحاق الهزيمة بهم شعوب لم تعرف الانكسار والهزيمة ولن تسكت على ضيم .
ان تاريخ سورية معروف في هذا المضمار فكانت ارض الشام على مدى عصور التاريخ مقبرة للغزاة المستعمرين ” فرنسيين ” واشباههم ولن ينتظر هؤلاء الارهابيين مصيرا افضل مهما حاولت الدول والحكومات الداعمه لهم من اسباغ صفات عليهم او ايراد تسميات لبعضهم ” معتدلين وغير معتدلين” في محاولة مخادعة “.
انهم حملوا السلاح وقتلوا ودمروا لسنوات وشردوا الملايين من الابرياء وان اثار الدمار لاتزال ماثلة للعيان وان كل من قتل ودمر وعبث بامن البلاد يستحق العقاب .
انظروا اسيادهم كيف نقضوا العهد وقطعوا النفط في موسم الشتاء عن شعب مصرماذا تتوقعون من هؤلاء العملاء الذين هبوا جميعا مدافعين عن الجماعة الارهابية التي عمدت الى قطع مياه الشرب عن اهل دمشق.
التعليقات مغلقة.