تقرير هام … ترمب يؤجّل قرار نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس والاحتلال يتّخذ من تنصيبه موعداً لتعزيز الاستيطان

 

الجمعة 27/1/2017 م …

الأردن العربي …

لم يتّخذ ترمب قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بعد استلامه الرئاسة، وقال معاونوه بأن القرار سيأتي في الوقت المناسب، ولكن الاحتلال يعمل على الاستفادة من الدعم الكبير من قبل الرئيس الأمريكي الجديد عبر إقرار مشاريع استيطانية ضخمة تتضمن آلاف الوحدات الاستيطانية، كما يتابع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين وافتتاح المشاريع الاستيطانية الكبيرة.

التهويد الديموغرافي:

يتابع الاحتلال تهويد المدينة المحتلة، وخلال هذا الأسبوع تابعت آلياته هدم منشآت ومنازل الفلسطينيين، ففي 18/1 هدم جرافات الاحتلال منشأة تجاريّة قرب حاجز “قلنديا” العسكري بحجة عدم الترخيص. وفي 19/1 سلمت طواقم بلدية الاحتلال في القدس إخطارًا لهدم منزل في “جبل المبكر”، وفي 22/1 سلمت إخطارات هدم لعددٍ من الأبنية في حي “عبيدات” في جبل المكبر تحت ذريعة البناء غير المرخص، وذكر السكان بأن هذه الإخطارات لم تحمل أسماء محددة، بل علقت على المباني وألقيت في الحي بشكل عشوائي. وتزامنًا مع الهدم وإخطاراته، استولت مجموعة من المستوطنين في 24/1 على محل تجاريّ في عقبة الخالديّة داخل البلدة القديمة في القدس المحتلة يعود لعائلة صب لبن.

وضمن احتفالات خمسين عامًا على احتلال شطري القدس، افتتحت سلطات الاحتلال في 20/1، أنفاقًا استيطانية جديدة تربط بين القدس و”تل أبيب”، وشارك رئيس وزراء الاحتلال في حفل الافتتاح معتبرًا إياه حدثًا تاريخيًّا، ومشيرًا إلى أن القدس أصبحت وجهة مركزيّة في العام الخمسين على استكمال احتلالها.

وفي سياق مختلف من التهويد الديموغرافي، صادقت وحدة “التخطيط والبناء” التابعة لبلدية الاحتلال في القدس في 22/1 على بناء 566 وحدة استيطانية جديدة في “رامات شلومو” و”بسغات زئيف” بالقدس المحتلة، وذكرت مواقع عبرية بأنّ توزيع الوحدات سيشمل مناطق “بيت حنينا ووادي الجوز وجبل المكبر”، إضافةً لوحدات في عددٍ من المستوطنات، وقد صدر القرار بعد يومين فقط من تسلم ترمب مقاليد الرئاسة الأمريكيّة. وفي سياق هذا التغوّل الاستيطاني، صادق رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو في 24/1 على إقامة 2500 وحدة استيطانيّة في الضفة الغربيّة المحتلة.

وما يدل على أنّ الاحتلال يتجه إلى زيادة البناء الاستيطاني نتيجةً للدعم المقدم من الرئيس الأمريكي الجديد تصريح رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات بأنه امتنع خلال عهد الرئيس السابق أوباما عن المصادقة عن تمرير عدة مشاريع استيطانيّة، ولكن -بحسب بركات- “حان الوقت لاستمرار تطوير وبناء المدينة لمصلحة السكان اليهود”، وقال “مررنا في 8 سنواتٍ صعبة من ضغط أوباما للتجميد، وسنعمل معًا لتعزيز سيادة القدس موحدة كعاصمة للدولة العبرية”. وبالتوازي، صرح نتنياهو بأن حكومة “الليكود” هي من أكثر الحكومات اهتمامًا بالاستيطان وبأنه يعمل لمصلحة الاستيطان والدولة العبريّة. وقد أثارت هذه القرارت والتصريحات موجةً رافضة على الصعيد العربي والدولي.

قضايا:

شكلت وعود ترمب بنقل السفارة الأمريكيّة للقدس، وتصريحات فريقه الرئاسي قبيل استلامه الرئاسة، صورة المشهد خلال الشهر المنصرم، ومع توقع الكثيرين إعلانه عن هذه الخطوة بشكل مباشر، ورصد التداعيات الأمنيّة لهذا القرار، نقلت صحيفة “معاريف” عن الهيئة الأمنيّة الإسرائيليّة استعدادها للتوتر المتصاعد بعد إعلان ترمب نقله للسفارة، وقبل يومٍ من حفل استلام الرئاسة صرّح ترمب لصيحفة “إسرائيل اليوم” أنه لم ينسَ وعده بنقل السفارة الأمريكيّة من “تل أبيب” إلى القدس، وبأنه “لا يخلف الوعود”. ولكن تصريحات البيت الأبيض اللاحقة أشارت إلى تأجيل قرار نقل السفارة، ففي 22/1 صرّح شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض “نحن لا نزال في مراحل مبكرة جدًا لنناقش هذه المسألة”.

> هذا التأجيل أرجعه مقربون من ترمب إلى اعتماده سياسة خارجية تضع أولويات ومصلحة أمريكا فوق أيّ اعتبار، ونقلت القناة العاشرة بأن ترمب وعد رئيس حكومة الاحتلال بإعادة بحث نقل السفارة في الوقت المناسب، مشيرًا إلى رغبته في دفع “عملية السلام” بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

التفاعل مع القدس:

أصدر الاجتماع الاستثنائي لوزراء منظمة “التعاون الإسلامي” في 19/1، “إعلان كوالالمبور” بشأن فلسطين والقدس، حيث أكد الإعلان مركزيّة قضية فلسطين، بالنسبة إلى الدول الأعضاء في المنظمة. واستنكر الإعلان جميع الممارسات الإسرائيليّة غير الشرعيّة وغير القانونيّة في الأراضي المحتلة لدولة فلسطين، وخلص الإعلان إلى “مواصلة تقديم المساعدة لفلسطين؛ بغيةَ حشد الدعم الدولي، من أجل الشعب الفلسطين، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.

وحول التغوّل الاستيطاني صرحّ وزير التنمية الدوليّة السابق والنائب عن حزب “المحافظين” الحاكم في بريطانيا سير ديزموند سوايني، بأن “الحركة الاستيطانية الاسرائيليّة تعتقد أن فلسطين حديقة ألعاب تتصرف فيها كيف تشاء”، واتهم سوايني حكومة “تيريزا ماي” بتغيير سياسة البلاد تجاه النشاط الاستيطاني “تملقًا” للرئيس الأميركي ترمب. وقالت النائب عن حزب “العمال” هيلن غودمن إن معاناة الشعب الفلسطيني من النشاط الاستيطاني وصلت حدًّا غير مسبوق، مشيرةً إلى سياسة نهب الأراضي الفلسطينية وتحويلها الى مشاريع بناء إضافةً لجدار الفصل العنصري، ودعت غودمن كبير أساقفة الكنسية الإنجليكانية إلى التنديد بالظلم الذي يلحق بالفلسطينيين بسبب سياسة الاستيطان الإسرائيليّة.

ومتابعةً لمعاناة الأسر في القدس تم توقيع اتفاقية “بناء قدرات” في 24/1، ضمن مشروع “وجود- تعزيز صمود المجتمعات المهمشة في شرقي القدس”، بحضور ممثلين عن أوكسفام والاتحاد الأوروبي، والمؤسسات الشريكة، وصل عدد المستفيدين إلى أكثر من 36 ألف مستفيد مباشر وغير مباشر، بمن فيهم الشباب والنساء وكبار السن. وستقوم المؤسسات الشريكة بالتعاون مع عدة منظمات مجتمعية بالعمل على تعزيز وتحسين حقوق المرأة وتمكينها اقتصاديًا، كما سيقوم مشروع “وجود” أيضا بتعزيز مهارات المجتمعات المحلية في الجاهزية والاستجابة لحالات الطوارئ، وكذلك مساعدة الشباب على تعزيز هويتهم وتطوير السلوك الإيجابي لديهم.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.