هذا ما تفعله النصرة قبل إعلان الإمارة

 

السبت 28/1/2017 م …

الأردن العربي – نضال حمادة …

شنَّ تنظيم “جبهة النصرة” التكفيري أو ما يعرف بـ “فتح الشام” هجوماً شاملًا في الشمال السوري على مواقع تابعة لبعض الفصائل المسلحة المحسوبة على “الجيش الحر”، واستهدف الهجوم بالدرجة الأولى فصيل “جيش المجاهدين” المتواجد في أرياف حماه وحلب وادلب.

وكذلك استهدف فصيل “صقور الشام” في جبل الزاوية، بينما خمدت الاشتباكات مع “أحرار الشام” بفعل اتفاق سري بين الطرفين، كما نقلت بعض المعلومات، واستثنت “النصرة” من هجومها “تنظيم نور الدين الزنكي” الذي ساعدها عبر اقامة حواجز في مناطق وجوده، منع من خلالها ارتالًا آتية الى ريف حماه الغربي لمساندة فصيل جيش المجاهدين من الوصول الى هدفها.

تكفيري في جبهة النصرة

ما أسباب الجولاني الخفية لفتح هذه المعركة؟

بعد القصف الجوي الامريكي الذي طال معسكرا لـ “جبهة النصرة” في جبل الشيخ سليمان في محلة دارة عزة بريف ادلب فب الـ19 من كانون الثاني الحالي وتسبب بقتل 110 مسلحين من “النصرة”، خرج القائد العام للتنظيم التكفيري بكلمة صوتية مدتها دقيقتين، هدد فيها بالانتقام مما اسماه التحالف الصليبي وأداوته، وكان يعني بالأدوات تلك الفصائل المنضوية تحت مسمى الجيش الحر، وتلا القصف انعقاد مؤتمر الأستانة الذي رفضته “جبهة النصرة” واعتبرت ان من شارك فيه مرتدٌّ وخائن، وحقيقة الامر ان الجولاني ومنذ مؤتمر الرياض يتهم هذه الفصائل بالردّة والخيانة ويبيت لها الحرب بانتظار الفرصة.

ويروي عباس شريفة احد “شرعيي” جماعات “الجيش الحر” انه خلال اجتماع حصل في منزل القيادي في حركة نور الدي زنكي تركي عبد الحميد، كفّر “شرعي” جبهة النصرة محمد عطون كل الذين شاركوا في مؤتمر الرياض وقال لهم عطون “من وقع على بيان الرياض وقع على ردّة وكفر” وبذلك كفرت “جبهة النصرة” باقي الفصائل.

تزامنا مع غارة جبل الشيخ سليمان استدعت تركيا الفصائل الى انقرة لإبلاغها الموقف التركي بضرورة حضور مؤتمر الأستانة الذي يعدّ الجزء الأول من تسوية بينها وبين كل من روسيا وايران، وبالفعل حصل المؤتمر بحضور فصائل الحر وأحرار الشام، بصفة مستقلين، في ظل تقارير وكلام عن اتفاق روسي ـ ايراني مع تركيا على محاربة تنظيم “جبهة فتح النصرة” عبر الفصائل الموالية لتركيا والتي حضرت مؤتمر الأستانة، ما جعل الجولاني الخائف على نفسه من انقلاب باقي الفصائل عيله يسارع الى تطبيق نواياه وفتواه بمحاربة تلك الفصائل.

وبدأت حسابات تابعة للنصرة على التويتر مهاجمة مؤتمر الأستانة وتحدثت عن رتل من قطاع البادية في “جبهة النصرة” يتجه الى ريف حلب الغربي للسيطرة على مقرات ومستودعات فصيل “جيش المجاهدين”، وتقول مصادر سورية معارضة ان “الرتل وصل الى معسكر جيش المجاهدين في بلدة معرشورين بريف حلب الغربي، واجتمع قائد الرتل ويدعى خطاب (من الجنسية السعودية) مع قائد المعسكر وابلغه ان عليهم الاستسلام وترك المعسكر والأسلحة او اعلان البيعة لجبهة فتح الشام وعندما رُفضت هذه الشروط هاجمت “النصرة” المعسكر وسيطرت عليه بعد معركة استمرت ساعتين.

تكفيري في جبهة النصرة غنائم

المصادر السورية المعارضة تشير الى أن “سببًا آخر جعل النصرة تبدأ حربها فصيل جيش المجاهدين، وهو ان هذا الفصيل حصل مؤخرا على عشرات من صورايخ (تاو) و(ام د) المضادة للدروع واستخدمها في ريفي حلب وحماه بحرفية عالية، ما أظهر أن لديه مجموعة دُربت مؤخرا على هذه الصواريخ، فضلا عن حصول هذا التنظيم على كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة، والتي سال لها لعاب الجولاني، الذي وجد الفرصة سانحة للحصول على الصورايخ والعتاد والخلاص من تنظيمات يعتقد انها سوف تحاربه مستقبلا بأمر دولي كما حصل مع صديقه سابقا ابو مصعب الزرقاوي، قائد تنظيم “قاعدة الجهاد” في بلاد الرافدين، وتقول المصادر ان الجولاني قام بهجوم استباقي لاعتقاده ان الحرب عليه قادمة عبر هذه الفصائل.

إمارة ادلب

وفي هذا السياق، تشير المصادر الى ان “العلاقة بين النصرة وباقي الفصائل تتميز بقلة الثقة المتبادلة، حيث تعتقد الفصائل المسلحة ان النصرة فكت ارتباطها بالقاعدة صوريًّا، وأن خطاب الجولاني يوم أعلن فك الارتباط بالقاعدة، كان بمثابة تأكيدًا للبيعة أكثر من أنه خلع لها”.

وتشير المصادر الى ان “الفصائل في الشمال السوري تعتقد ان الجولاني على خطى زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي يسعى لاعلان الامارة الاسلامية في ادلب، والتي يحتاج تحقيقها الى القضاء على كل الاطراف التي تعارضها كما فعل قبله تنظيم داعش، وتستدل الفصائل على قرار الجولاني إعلان إمارته بفرضه الاتاوات عليها في ادلب تحت مسمى المكوث، فكل من يمكث في ادلب يعتبر في ارض تابعة للجولاني وجبهة النصرة وعليه دفع اتاوة مكوث مقابل بقائه فيها”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.