أصل تسمية ” الروافض ” و ” النواصب ” ….؟ / د.بهجت سليمان
د.بهجت سليمان ( سورية ) الثلاثاء 31/1/2017 م …
– إطلاق اسم الرافضة أو الروافض ، على مَن رفضوا القتال مع ( زيد بن علي : إمام الزيدية ) جاء استناداً إلى التسمية التي سبقت ولادة ” زيد بن علي ” نفسه ، منذ أيام الحرب بين ( معاوية ) و ( علي ) .
وأنصح الأصدقاء ، هنا ، عدم الاعتماد كثيراً على الكتب الصفراء ، لأنّها تروي وجهات نظر متناقضة ، تخدم قائليها فقط ، وتسفّه مَن يختلفون معهم..
– أمّا ( إبقاء الأمور الدينية ، بعيداً عن السياسية ) فغاية المنى ، وهذا ما يريده كل مسلم شريف وكل عربي أبيّ..
وما الخوض في هذه المسائل ، استناداً للكتب الصفراء المتناقضة ، إلاّ انجراراً لما يريده – بالضبط – الخوارج الجدد من عُتاة ( الوهّابية ) و( الإخونجيّة ) ممن يعود نهجهم – وإنْ بشكل مشوّه وأكثر كاريكاتيرية – إلى النهج الخوارجي الجديد ..
– وحتى تسمية ( الروافض ) و ( النواصب ) ليست من جوهر الدين الإسلامي بشيء..
فـ ( الروافض ) جرى إطلاقها ، أساساً ، على من رفضوا خلافة ( معاوية ) ..
و ( النواصب ) جرى إطلاقها على من قيل انهم ناصبوا ( علي بن أبي طالب) العداء.
وحتى لو كان ذلك صحيحاً ، فلا علاقة له بجوهر الدين الإسلامي ولا بأركان الدين..
– ذلك أنّ الخلاف بين من سمّوا ( الروافض ) و( النواصب ) ، هو بكامله خلاف سياسي محض ، استخدم الدين، سلاحاً وذخيرة ، يُطلقها كلٌ منهم على خصمه ، ليكون الإسلام والمسلمون هم الضحيّة.
– ومهمّة الشرفاء هي البحث عمّا يجمع ، وليس عمّا يفرّق ، وهو نَصْب الجسور وليس إقامة السدود بين المسلمين..
– أمّا إثارة هذا الموضوع من منطلق علمي ، موضوعي بحت ، فلا يسيء ، بل يضع الأمر في حجمه الحقيقي ، ويُظهره بأنه مسألة سياسية ، ليست من الدين الإسلامي بشيء ، مهما حاول طَرَف من هنا أو طَرَف من هناك ، إلباسه ثوباً دينياً أو قدسياً.
– وأمّا أنّ العثمانيين لم يكونوا احتلالاً ، بل كانوا استمراراً للخلافة الإسلامية ، فتلك وجهة نظر ينادي بها الإخوان المسلمون ، وآخرون..
أمّا الحقيقة فهي لم تكن خلافة إسلامية ، بل كانت ( سلطنة عثمانية ) امتطت ظهر العرب لمدّة أربعمئة عام، بإسم الإسلام ..
حتى أنّ أحداً من هؤلاء السلاطين ( الخلفاء ) عبر أربعمئة عام لم يؤدِّ فريضة الحج ، ما عدا واحد هو ( سليمان القانوني ) الذي أدّى فريضة الحج ، لأنه تصادف أنه كان موجوداً في حرب قريبة من الديار المقدسة.
– أمّا القول بـ ( أنّ الدين الإسلامي لا علاقة له بالعروبة ) فهذا يتعارض مع الآية الكريمة ( كنتم خير أمّة أُخرجت للناس ) ولم يكن الإسلام حين نزول الآية ، قد انتشر خارج العرب..
والإسلام روح ، والعروبة جسد .. ومَن يحاول الفصل بينهما ، كمن يفصل الروح عن الجسد..
وعلاقة الإسلام بالعروبة ، هي أنّ القرآن عربي ، ورسول الإسلام عربي ، ولغة أهل الجنّة هي العربية ، حسب الحديث الشريف.
– فيا أحبّتنا ، رجاءً ، ابحثوا عمّا يزيد اللُحْمة ، لا عمّا يزيد الشقّة.
التعليقات مغلقة.