النائب الأردني حسن عجاج عبيدات يكتب في الذكرى ألـ 57 لوحدة سورية ومصر

 

 

     الأردن العربي ( السبت ) 21/2/2015 م …

** الكاتب يؤكد أن وحدة المجتمع العربي بمضمونها التقدمي الحضاري ، تهدف إلى تغيير جذور التخلف ، والقضاء على الحواجز والحدود الجغرافية المصطنعة .. تشكل طليعة التكوين الوحدوي للأمة، وبنائها الاجتماعي العادل. فلا حياة للأمة إلا بوحدتها ، هي الطريق الوحيد لمولدها الذي يعيد إليها قدرتها على صنع تاريخها المفقود

حيا النائب القومي حسن عجاج عبيدات ؛ الذكرى ألـ 57 لقيام الوحدة السورية المصرية  في ألـ 22 من شهر شباط عام 1958 .. حيث توّحد البلدان في جمهورية واحدة  هي الجمهورية العربية المتحدة ، ووقع على ميثاق ولادتها الرئيسان العربيان جمال عبد الناصر وشكري القوتلي.

وأعاد النائب حسن عجاج عبيدات إلى الأذهان ، أن مباحثات الوحدة بدأت في القاهرة عام 1957 ، وتكللت بالنجاح بقيام دولة الوحدة الأولى في تاريخ العرب الحديث. وقد ادى ذلك إلى تدعيم وتعميق مبدأ القومية العربية ، والإيمان بأن التجزئة في الوطن العربي حالة طارئة مصطنعة ، وبأن الفوارق بين أبنائه عرضة زائفة.

منوهاً بانه  في 28 أيلول سنة 1961. حدث انقلاب عسكري نفذه ضباط سوريين، أدى إلى انفصال سورية عن الجمهورية العربية المتحدة. وكان الهدف من الإنقلاب القضاء على مبدأ الوحدة العربية ، وإيقاع الهزيمة بالزعيم عبد الناصر سياسياً . ولكن عبد الناصر صمد أمام الانفصال الذي الحق ضرراً فادحاً بفكرة الوحدة بين الأقطار العربية. وراح يركز على المسألة الاجتماعية التي أصبحت منطلقاً للنهوض بالفكرة القومية والوحدة العربية.

مبيناً أن حزب البعث العربي الاشتراكي أعطى لمبدأ الوحدة العربية أهمية كبرى في دعوته للنضال من أجل وحدة العرب ، وأقام تنظيمه على أساس قومي ، متخطياً بذلك حواجز التجزئة التي صنعتها قوى الاستعمار البريطاني الفرنسي، ولعب حزب البعث الدور الأكبر في توعية الجماهير العربية وتثقيفها بمبدأ الوحدة .

وظهر الزعيم عبد الناصر بعد نجاحه على إقصاء النظام الملكي ، وتبنيه شعار القومية العربية، قائداً عربياً آمنت به الجماهير العربية، ووقفت تدعمه بكل المعارك التي خاضها، والمؤامرات العديدة التي واجهها. فتكرس الزعيم العربي الأوحد بدون منازع من وجهة نظر الجماهير من المحيط إلى الخليج.

والتقى عبد الناصر وقادة البعث على تحقيق مبدأ الوحدة ، وقدم البعث ممثلاً بقيادته آنذاك كل ما يستطيع لتحقيق الوحدة ، فحل نفسه دون أن يأخذ وجهة نظر منظمات الحزب القومية في الأقطار العربية، أو أن يعرض ذلك القرار التاريخي في مؤتمر قومي . وكان اشتراط عبد الناصر لقيام الوحدة بين مصر وسورية هو حل الأحزاب القائمة في سورية،. حييث كانت قيادة الحزب ترى أن الوحدة أغلى من بقاء الحزب لأنها هي الهدف الأسمى الذي يناضل من أجله. ولكن جريمة الانفصال التي أنهت أول حلم عربي ، وخلقت مضاعفات انعكست على مسيرة الحزب وأدت إلى ابتعاد الرفاق عن بعضهم، وظهور تيارات فكرية وسياسية أوصلت الحزب إلى الانقسام ، ثم إلى الاضمحلال والانكماش كما هو الحال الذي هو عليه الآن.

أتبع الانفصال المشؤوم ، هزيمة الخامس من حزيران عام 1967 لنظام البعث في سورية ، وعبد الناصر في القاهرة، واحداث أيلول 1970 في الأردن بين المقاومة الفلسطينية والنظام الأردني ..  وكانت الهزة الكبرى التي عصفت بالواقع العربي ، وفاة عبد الناصر في 28أيلول 1970 م.

غابت الأطراف القوية المؤثرة التي صنعت الوحدة بين مصر وسورية .. وها نحن بعد نكسة التجربة الوحدوية الأولى ، نعيش واقعاً عربياً مأزوماً ، لم يعد شعار الوحدة قائماً أو موجوداً واقعاً يعيش فيه الانسان العربي باحثاً عن نفسه وتطلعاته وحلوله لمشاكل يومه وشعبه ، فلا يجد إلا التخلف الفكري ، والتبعية لمصالح القوى العالمية، والاستغلال السلطوي المتخلف ، الذي لا يمت بأية مشاركة حقيقية لهموم شعبه.

وختم النائب حسن عجاج عبيدات ، إلى إننا ونحن نتذكر أول تجربة وحدوية بين قطرين عربيين ، ننظر إلى واقعنا المأساوي ، حيث تنتشر أفكار الطائفية والمذهبية ، والأنظمة القطرية . نؤكد على أن الرد على هذه المظاهر الانقسامية لن يكون إلا بإعادة التجربة الوحدوية الأولى التي قامت قبل 57 سنه ، فالوحدة بمضمونها التقدمي الحضاري ، هي وحدة المجتمع العربي الذي يهدف إلى تغيير جذور التخلف ، والقضاء على الحواجز والحدود الجغرافية المصطنعة . فالوحدة التي تشكل طليعة التكوين الوحدوي للأمة، وبنائها الاجتماعي العادل. فلا حياة للأمة إلا بوحدتها ، فهي الطريق الوحيد لمولدها الذي يعيد إليها مرة أخرى قدرتها على صنع تاريخها المفقود حتى اليوم.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.