قاعدة “تل نوف” الجوية و”ديمونا” قنابل نووية موقوتة تقتل الفلسطينيين بالسرطان

 

الثلاثاء 7/2/2017 م …

الأردن العربي …

مع مرور اليوم العالمي للسرطان، وارتفاع معدلات الإصابة به في كل من قطاع غزة والضفة الغربية بشكل مضطرد، لا تزال الأراضي الفلسطينية المحتلة، تتعرض لأخطر المسببات لهذا المرض ألا وهي الحروب الإسرائيلية العدوانية والمنشآت النووية التي عفا عليها الزمن.

وزارة الصحة الفلسطينية بمناسبة اليوم العالمي، أعلنت عن إحصائية جديدة للمصابين بهذا المرض خلال عام 2015م، حيث سجلت دوائرها 3,927 حالة جديدة، منها 2,400 حالة جديدة في الضفة الغربية، و1,527 حالة جديدة في قطاع غزة الذي وصل مجموع مصابي سكانه منذ عام 2009 إلى 8596 حالة، حيث تعرض إلى ثلاثة حروب عدوانية شرسة استخدم فيها الاحتلال أسلحة محرمة دولياً.

فمن ناحية المنشآت النووية التي تعد الأخطر على الفلسطينيين، كثيرٌ منا لا يعلم أن ثمة قاعدة جوية إسرائيلية تتوسط بين قطاع غزة والضفة الغربية تدعى “تل نوف” العسكرية، تلك القاعدة هي واحدة من ثلاث قواعد رئيسية لسلاح الجو الإسرائيلي أنشئت عام 1939، تضم العديد من الأسراب المقاتلة والمروحيات، وبحسب تقرير منظمة الأمن العالمي تضم القاعدة منشآت خاصة للأسلحة النووية.

أما المفاعل النووي المشهور “ديمونا”، بدأ العمل ببنائه عام 1958 بمساعدة فرنسية، حيث كان الهدف المعلن من إنشائه توفير الطاقة لمنشآت تعمل على استصلاح أراضي منطقة النقب، إلا أنه في عام 1986 فضح التقني الإسرائيلي السابق في مفاعل “ديمونا”، “موردخاي فعنونو” للإعلام بعضاً من أسرار البرنامج النووي الإسرائيلي التي تتعلق بصنع رؤوس نووية، وكنتيجة لهذا العمل، أُختطف “فعنونو” من قبل عملاء “الموساد” من إيطاليا وحوكم بتهم تتعلق بالخيانة في “إسرائيل”.

ويعد المفاعل النووي قديمًا، حيث تآكلت جدرانه العازلة، كما أن أساساته قد تتشقق وتنهار بسبب قدمها محدثة كارثة نووية ضخمة وعلى الرغم من استبدال بعض الأجزاء من المفاعل فإن هناك جدلاً حقيقياً يدور حول ما إذا كان من الأفضل وقف العمل في المفاعل تمامًا قبل وقوع كارثة، بحسب “ويكيبيديا”.

المتخصص في الفيزياء النووية الأستاذ المشارك بقسم الفيزياء في الجامعة الإسلامية بغزة ماهر الغصين، أوضح لـ”دنيا الوطن”، أن المنشآت النووية الإسرائيلي الموجودة كقاعدة “تل نوف” الجوية ومفاعل “ديمونا” لها أضرار وتعتبر منشآت بها أسلحة ومواد مشعة تستخدم “اليورانيوم”، وهي مادة خارقة للدروع و”الكونكريت”، كما أن لها أضراراً على البيئة وصحة الإنسان الذي قد يتعرض إلى مرض السرطان أو دمج في الخلايا أو الفشل الكلوي وغيرها من الأمراض.

وأشار الغصين إلى أن التلوث الإشعاعي قد يأتي من إنتاج الوقود النووي أو من خلال المفاعلات النووية التي تولد الطاقة الكهربائية، أو من خلال التجارب النووية أو من خلال التنجيم عن “اليورانيوم” أو من خلال مخلفات المفاعلات المشعة، حيث تفضل بعض الدول دفن تلك المخلفات بالقرب من حدود دول عدوة لها كما يدفن الاحتلال مخلفاته بالقرب من حدود قطاع غزة والضفة الغربية والحدود المصرية وفي الجولان، والتي قد تؤثر على أرضها وزراعتها وعلى المياه الجوفية.

ونوه إلى أنه من الممكن أن تتأثر المدن والقرى المجاورة لهذه المنشآت من التلوث النووي الإشعاعي، مؤكدًا أن الضفة والقطاع لا تمتلك أجهزة قياس تلك الأشعة، وأن نسبة من مصابي السرطان أصيبوا بفعلها.

لكن السؤال الأهم ماذا لو ضرب زلزالٌ المنطقة؟

في الآونة الأخيرة، وقعت زلازل صغيرة وأشار لها بعض المختصين بأنها قد تكون بداية لزلازل قوية قادمة، الأمر الذي حذر منه المتخصص في الفيزياء النووية قائلاً: “في حال وقوع زلازل طبيعية، قد يتدمر المفاعل ويحدث انفجار أو يتسرب منه مواد مشعة، كما حدث في مفاعل اليابان الذي تعرض لزلزال أدى إلى تلوث كل المدن المجاورة للمفاعل”.

وأضاف الغصين، أن هذا الشعاع الصادر من “اليورانيوم” يسير بسرعة الضوء، ويصل إلى الناس، ومن الممكن أن يصل من خلال الرياح والأمطار، كما حصل في مفاعل “شرنوبل” بروسيا حيث انتقل الإشعاع إلى شرق أوروبا.

كما ذكرت موسوعة “ويكيبيديا” أنه في حال انفجار مفاعل “ديمونا” الإسرائيلي، قد يصل الضرر الناتج عنه لدائرة نصف قطرها قد يصل إلى قبرص وبنفس هذه المسافة في دائرة حوله، لافتةً إلى أن دولة الاحتلال لم توقع على اتفاقية منع انتشار السلاح النووي.

الجدير بالذكر، أن الحكومة الإسرائيلية قامت بتوزيع أقراص الـ”لوغول” المضادة للمواد المشعة على مواطنيها في النقب المحتل، وكانت تنوي عدم توزيعها على فلسطيني 48 إلا أنهم تراجعوا عن ذلك بعد تهديدات بالتوجه للمحكمة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.