الضمان وصندوق فرسان / د.مراد الكلالدة

 

د. مراد الكلالدة ( الأردن ) الجمعة 10/2/2017 م …

أثار اللقاء الأخير الذي اجراه طالب حياصات على قناة جوسات مع النائب فواز الزعبي فزعي لدرجة كبيرة، لأني ولأول مرة أشعر بأن أياد أمتدت الى جيبي وجيب كل مشترك بالضمان الإجتماعي وأخذت نقوداً هي من حق مالكي هذه المؤسسة وهم الأفراد المشتركين من خلال المؤسسات والشركات التي يعملون بها أو من المشتركين اختيارياً الذين يكدحون لتأمين دخل للتصدي للأخطار التي قد تواجههم مثل الشيخوخة والعجز والوفاة وإصابات العمل والتعطل عنه وغيرها.

من حقنا نحن المشتركين بالضمان الإجتماعي الإطمئنان على مدخراتنا التي يشرف عليها مجلس إدارة ومجالس ولجان متعددة من مجلس للتأمينات وآخر للاستثمار ولجنة مراقبة ولجنة للحوكمة الرشيدة، فهل ما سمعناه من سعادة النائب يدعونا الى الخوف أم أنها زوبعة في فنجان كما يصفها البعض.

لقد سمعنا كلاماً عن صندوق (فرسان) الإستثماري الذي تأسس بالشراكة بين ابن رئيس وزراء سابق ومؤسسة التمويل الدولية IFC وهي إحدى أذرع البنك الدولي ولها مقر بعمّان وصندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي، وإلى هنا فالخبر عادي حيث يتوجب على صندوق الاستثمار تحريك الأموال التي بحوزته لجني أرباح تعود بالمنفعة على المشتركين بما يعزز الملاءة المالية للمؤسسة وبالتالي زيادة المنافع التقاعدية وضمان ديمومتها، ولكن التفاصيل التي ننقلها على لسان النائب المحترم تثير مجموعة من التساؤلات، فهل صحيح بأن نسب المشاركة بالصندوق الذي يبلغ رأسماله عشرين مليون دينار أردني كانت 200 ألف للشركاء والباقي دفعها الضمان، وهل صحيح بأن الشركاء قد مُنحوا قرضا بمبلغ 13 مليون حتى يمارسوا نشاطات استثمارية سمعنا لاحقاً بأنها استثمرت بمطاعم بعمّان والعقبة نحجم عن ذكر أسمائها، وفي شركة نقل بحري وشركة مرتديلا، وهل صحيح بأنه قد تم منح الشركاء بدل إدارة الصندوق بمبلغ وقدره مليون وثمانمائة ألف دينار (سنويا) ابتداً من العام 2009، بما يساوي حسب رأي الحياصات 13 مليون دينار حتى تاريخه، أي ان صندوق فرسان قد أستهلك رأس المال، ولا نعلم ما هي الإيرادات المتحققة من النشاطات التي مارستها الإدارة وهل تحققت ارباح تصب في النهاية في الصندوق الاستثماري للضمان الإجتماعي.

مخطئ من يظن بأن أموال الضمان الاجتماعي سائبة وليس هناك من يدافع عنها، والتاريخ يذكرنا بزوال حكومات وانهيار دول من جراء التطاول على أموال المدخرين بالضمان مثل ما حدث في ألبانيا في التسعينيات، فالناس ستثور عندما تشعر بأن التطاول قد وصل لتحويشة عمرها وعندها سيحدث ما كنا بمنأى عنه طيلة سنوات الحراك الشعبي، وهو العنف الدموي لا قدر الله.

الناس لا تعرف التفاصيل، وتسمع بأن الشريف فلان ومعالي علنتان قد استلم دفة الصندوق الإستثماري وهم وغيرهم سيان بالنسبة لنا، لأن الأمور محكومة بخواتيمها، فالفشل في تنمية أموال الضمان الاجتماعي وهدرها على مشاريع غير آمنة تحت مسميات مناطق تنموية وسكن السفراء وغيرها مما لا نعلم هو عبث بحاضر ومستقبل المؤمن عليهم، فهلا سمعنا رداً شافياً من المؤسسة يرتقى فوق السجالات التي سمعناها على شاشات التلفزيون تحت مسمى تسألوا معالي رئيسة الصندوق التستثماري، فأنا لست إلا عضو في مجلس إستثمار أموال الضمان الإجتماعي كما جاء على لسان السيدة مدير عام مؤسسة الضمان الإجتماعي…

لا يا سيدتي، نحن لسنا على تواصل مع معاليها، ولا مع وزير العمل علي الغزاوي رئيس مجلس الإدارة، نحن نطالب بكشف حقائق صندوق فرسان بالأرقام المعززة بالوثائق المدققة محاسبياً، من قبل لجنة المراقبة ولجنة الحوكمة الرشيدة بمشاركة ديوان المحاسبة الذي نثق به، فهل ستكونون فرسان هذه المهمة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.