32 عاماً في الأسر.. المناضل الأسير الفلسطيني ( وليد دقّة ) ما زال صامدا ويقاوم !!

 

السبت 11/2/2017 م …

الأردن العربي …

في الخامس والعشرين من مارس المُقبل، يدخل الأسير وليد دقّة من مدينة باقة الغربية، عامه الـ32 في سجون الاحتلال الصهيوني، والذي يُعتبر ضمن (30) أسيراً اُعتقلوا قبل اتفاق “أوسلو”، وترفض “إسرائيل” الإفراج عنهم.

بوابة الهدف الإخبارية تواصلت مع سناء سلامة، زوجة الأسير دقّة، للتعرف على آخر المُجريات والتطورات في قضية زوجها.

تقول سلامة “في الزيارة الأخيرة لوليد، لم أقابله، بل قابلت نصف جسد -تقصد زوجها- جسدٌ منهك، مُثقل بالتعب، كذاك الشاب الذي خرج للتو من إضرابٍ طويل عن الطعام، مما يعانيه من ظروفٍ قاهرة في العزل، سيما بعد التصعيدات الأخيرة والمُواجهات التي حصلت في بعض السجون أثّرت على صحته”.

جدير بالذكر، أن حالة من التوتر والقلق سادت أوساط الأسرى بعد أن أجرت إدارة مصلحة السجون مساء الخميس الماضي، تنقلات قمعية داخل سجن النقب طالت (480) أسيراً من قسمي (1 و3) كما نقلت (13) أسيراً من السجن إلى سجون أخرى، ردّا على عمليتي “طعن” وضرب نفذها الأسير خالد السيلاوي والشقيقين أحمد ومحمود نصار، وذلك رداً على عملية اقتحام قوات القمع التي تدعى “متسادا” لغرف الأسرى بين الحين والآخر.

الأسير وليد دقة من مواليد الأول من يناير 1961، محكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة بعد إدانته ورفاقه إبراهيم ورشدي أبو مخ وإبراهيم بيادسة بالعضوية في خليّة نفذت عملية خطف وقتل الجندي الصهيوني موشي تمّام في العام 1984.

وقالت سلامة في الاتصالٍ الهاتفي مع “بوابة الهدف”، أن الزيارة القادمة لزوجها ستكون يوم 12 من الشهر الجاري، بعد أن زعم الاحتلال بأن الزيارات ستكون منتظمة كالعادة –زيارة كل أسبوعين-، مُشيرةً إلى أن هناك العديد من الأطباء والحقوقيين فشلوا في تحديد موعد ليزوروا الأسير وليد للإطمئنان على حالته الصحية.

بتاريخ الثاني والعشرين من سبتمبر 2016، اعتقلت شرطة الاحتلال النائب العربي في الكنيست باسل غطاس، زاعمةً أنه هرّب هواتف خلوية للأسرى الفلسطينيين الذين يقبعون داخل السجون، وعلى رأسهم الأسيرين وليد دقة وباسل البزرة.

امتلك دقّة خلال أكثر من ثلاثة عقود داخل المعتقلات الصهيونية، قدرات ثقافية عالية، سيما وأنّه واصل تعليمه الأكاديمي، وحصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية، وشارك وقاد الكثير من المعارك النضالية داخل السجون.

يوم الأربعاء 25 يناير الماضي، نقلت إدارة السجون الأسير دقّة من سجن النقب إلى قسم العزل الانفرادي في سجن “ريمون”، بذريعة قيامه بمراسلة محاميه.

ومذّاك اليوم، يقبع الأسير وليد دقّة في زنازين العزل الانفرادي رغم ما يعانيه من وضعٍ صحي صعب وخطير. وفي الثاني من فبرابر الجاري، رفض دقّة تلقي العلاج من طبيب السجن احتجاجًا على عزله دون إعلامه بتفاصيل أو مدة العزل، ولعدم ملائمة العلاج في عيادة السجن.

وأكدت سلامة، على أن سياسة العزل المُمنهجة التي تتبعها مصلحة السجون الصهيونية، لا تمت للإنسانية بصلة، خاصةً بحق الأسرى المرضى وأصحاب الأحكام العالية، مُشددةً على أن “اسرائيل تكذب وتُضلل الرأي العام العالمي بأنها الدولة الأكثر ديمقراطية في الشرق الأوسط. أي ديمقراطية هذه التي تسجن العربي لعشرات السنوات فقط لكونه عربي، وتسجن اليهودي لبضع سنوات!، هذا تمييز صارخ أمام القانون”.

بعد إجراء فحوصات للأسير دقة في نهاية أبريل من العام 2015، تبيّن أنه يعاني من “كثرة كريات الدم الحمراء”، الأمر الذي يتطلب إجراء عمليات “فصد” بمعدل مرتين أسبوعياً وبشكلٍ منظم ودائم، جاء ذلك في رسالة مُوجهة من منظمة ييش دين الحقوقية “الاسرائيلية” إلى الرئيس الصهويني رؤوفين ريفلين في يونيو 2015.

وعن هدف الاحتلال من عزل الأسير وليد، أكدت سلامة، أن السبب الرئيسي وراء هذه الخطوة هو كسر الروح المعنويّة لدى الأسرى، مُشيرةً الى أن هذه السياسة لن تمر على الأسرى لأنها لا تميز بينهم، بل تطبق السياسات المجحفة على جميعهم.

وفي ردود الفعل على عزل دقّة، دشّنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حملة دعم ومساندة للأسير القائد وليد دقة، لإخراجه وجميع الأسرى من العزل الانفرادي.

مسؤول ملف الأسرى في الجبهة أحمد أبو السعود، طالب كافة المنابر الإعلامية والمواقع الالكترونية بتسليط الضوء على معاناة الأسير دقة، من أجل “إنقاذه من مُحاولات القتل البطيء التي يرتكبها الاحتلال بحق الأسير”.

كما ونظّم العشرات من النشطاء والداعمين للحركة الأسيرة مساء الخميس الماضي، وقفة تضامنية على دوار الساعة في مدينة يافا المُحتلة للمُطالبة بإخراج الأسير من العزل.

تُعقّب زوجة الأسير على الفعاليات التضامنية مع زوجها “يجب ألا نقف مكتوفي الأيدي، ويجب على كل مؤسسة وحزب من موقعه أن يؤدي دوره، مما يعكس نتيجة إيجابية على قضية الأسير وليد وباقي الأسرى”.

وناشدت باسمها وباسم العائلة، جميع المؤسسات المحلية والدولية، وأصحاب الشأن والقرار، بأن تكون قضية الأسرى على سلم الأولويات كقضية سياسية وليس كقضية إنسانية.

الأسير دقّة، برز دوره النضالي كأحد كوادر الحركة الأسيرة، ومثقفيها، كما ويقوم بدورٍ هام على صعيد التعليم الأكاديمي للأسرى، ونتيجة الكاريزما العالية لديه ظل في دائرة استهداف إدارة السجون وأذرعها الأمنية.

رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، اعتبر أن الأسير “وليد دقة من أبرز المثقفين والمؤثرين داخل السجون الصهيونية، وسياسة العزل الانفرادي سياسة للقمع والتنكيل بحق الأسرى الفلسطينيين”.

ورأى فروانة في اتصالٍ هاتفي مع “بوابة الهدف”، أن “ما يُرتكب بحق القائد وليد دقة هي سياسة ممنهجة للنيل منه ومن فكره ومكانته في الحركة الأسيرة، ومن فلسفة التفكير التي يملكها، خاصة في ظل الحراك النضالي المُستمر داخل السجون”.

وعن دور الهيئة في متابعة قضية الأسير دقة، أكّد فروانة أنها بذلت جهوداً حقوقية وإعلامية من أجل إنهاء سياسة العزل الانفرادي خاصةً للأسير وليد “وجهنا أكثر من رسالة للجهات الحقوقية للتحرك لإنقاذ وليد بشكلٍ عاجل”، مؤكداً أن المسألة لا تقتصر على الهيئة وحدها، بل على الجميع أن يتحرك لإنقاذ الأسرى بشكلٍ عام ولإنقاذ القامة الوطنية وليد دقة بشكلٍ خاص.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.