الشعوب العربية بين مؤامرات الخارج وحقيقة تأمر بعض حكامهم / هشام الهبيشان

 

 

هشام الهبيشان ( الأردن ) الأحد 22/2/2015 م …

 

رغم الادله الملموسة والحسية لحقيقة المؤامرة وحقيقة الواقع المعاش لمخطط تقسيم الوطن العربي جغرافيآ وديمغرافيآ ,,فمازال هناك بعض المثقفين ورجال الدين العرب المسلمين ينفون للأن هذه الحقيقه المره وهؤلاء لا اعرف  لماذا للأن ينكرون هذه الحقائق المره،رغم كل ماجرى ويجري بسورية والعراق وليبيا ومصر وتونس ووو,,الخ.

ومن يقرأ التاريخ جيدآ يعرف حجم هذه المؤامرة ,,فلقد كانت اتفاقية سايكس – بيكو – سازانوف عام 1916، اول طعنه وأول مؤامره تلقاها العرب بالعصر الحديث  ساهمت بتقسيم كيانهم الجغرافي والديمغرافي فقد كانت تفاهما سريا بين فرنسا والمملكة المتحدة و بمصا دقة من الإمبرا طورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، التي أستعمرت المنطقة طيلة اكثر من اربع قرون،و في الحرب العالمية الأولى وبموجب هذه الاتفاقيه فقد حصلت فرنسا الاستعمارية على سوريا ولبنان ومنطقة الموصل في العراق ،، أما بريطانيا فأمتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعا بالإتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سوريا .

لاحقا لهذا التقسيم وبعد الثوره الروسية وتكشف هذه الوثائق وهذه المخططات وظهورها للعيان، وتخفيفا للإحراج الذي أصيب به الفرنسيون والبريطانيون بعد كشف هذه الاتفاقية ووعد بلفور، صدر كتاب تشرشل الأبيض سنة 1922 ليوضح بلهجة مخففة أغراض السيطرة البريطانية على فلسطين,,إلا أن محتوى اتفاقية سايكس – بيكو تم التأكيد عليه مجددا في مؤتمر سان ريمو عام 1920 بعدها أقر مجلس عصبة الأمم وثائق الانتداب على المنا طق المعنية في 24 حزيران 1922 لإرضاء أتاتورك واستكمالا لمخطط تقسيم وإضعاف سورية، عقدت في 1923 اتفاقية جديدة عرفت باسم معاهدة لوزان لتعديل الحدود التي أقرت في معاهدة سيفرو تم بموجب معاهدة لوزان التنازل عن الأقاليم السورية الشمالية لتركيا الأتاتوركية إضافة إلى بعض المناطق التي كانت قد أعطيت لليونان في المعاهدة السابقة ,, ولقد قسمت هذه الاتفاقية وما تبعها سورية الكبرى أو المشرق العربي إلى  دول وكيانات سياسية كرست الحدود المرسومة على الاقل لليوم الذي أكتب فيه هذا المقال .

هنا أنتهت المرحلة الاولى والشق الاول من المؤامره على ألامة العربيه من هذا المخطط الذي يستهدف تمزيق الجغرافيا العربيه ،، فبعد انتهاء المرحلة الاولى من هذا المخطط الذي ضمن الامن والامان”مرحليآ ” للكيان الصهيوني المسخ ,,وبعد هذه المرحلة  جاءت المرحلة الثانية وهي زراعة الكثير من الانظمة الوظيفية او “أذناب الاستعمار” لتحكم بعضها بعض أقطار العروبه,,وكجزء من دورها الوظيفي على هذه الانظمة  أن تؤسس فيما بعد كجزء من دورها الوظيفي لحاله ستتعمق بالمستقبل وهي تمزيق الديمغرافيا المكونه للمجتمعات العربيه وتشكيل حاله واسعة من التناقضات التي ستكون نواه فيما بعد لحالة التقسيم الجديده للكيانات الجديده التي ستفصل عن بعضها البعض في المستقبل لتشكل “ثلاثه وخمسون” كيان عرقي وديني ومذهبي وطائفي وهنا كانت المؤامره الثانية .

وبالفعل قام بعض هؤلاء “الملوك والامراء والروساء” بتأدية المهمه الموكلة اليهم بكل كفاءه وفقآ لاوأمر مشغلهم وسيدهم الصهيو- امريكي وبالفعل تم أشعال فتيل التناقضات المذهبية والعرقية والدينية بالكثير من أقطار العروبه ،، فاليوم وبعد نجاح هذا المخطط وهتان المؤامراتين وفق رؤية صناع القرار الأمريكي الجد د وهؤلاء من يخططون ويدرسون الخطط على الأرض ويتنبؤون بالنتائج ثم ينفذون على الأرض هذه المخططات، وعلى رأس هؤلاء “دينيس روس” المستشار في “معهد واشنطن” وهو المهندس الخفي لسر غزو العراق والمؤرخ الأميركي “دافيد فرومكين” وهو مهندس احتلال أفغانستان ومروج نظرية “صراع الحضارات” وتأثيرها على أمريكا، والباحثان “كينيث بولاك ودانييل بايمان”، وهما يعتبران من أعمدة البيت الأبيض لرسم وبناء سيناريوهات التخطيط للمستقبل الأمريكي وشكل العالم الجديد بعد ما يسمى بحصد نتائج “الربيع العربي “وضبط فكرة” صراع الحضارات “ضمن مفهوم التبعية لأمريكا، هؤلاء جميعا اتفقو من خلال دراسة معمقه قامو بها أن هذه الفترة الحرجة من عمر أمتنا العربيه هي الفترة الأنسب والوقت المناسب للانقضاض على العرب وبلدانهم وشعوبهم الهشة وتقسيمها إلى دويلات عرقية وديمغرافية ويشاركهم بكل ذلك المخططان الاستراتيجيان الصهيونيان برنارد لويس ونوح فيلدمان، ويلقى هذا الموضوع رواجا كبيرا الآن في أجنحة وأروقة البيت الأبيض الذي تحكمه وتديره مافيا صهيو -ماسونيه قذرة .

وفي هذا السياق يقول عراب الصهيونيه الامريكي برنارد لويس في أحدى مقالاته المنشوره قبل مايقارب الثلاث عقود من الان شارحآ عن طبيعة الغزو المستقبلي الصهيو امريكي للمنطقه العربيه ويقول فيها “إن الحل السليم للتعامل مع العرب المسلمين هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان ، و إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلي وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، فنحن نضمن أن عملائنا أنجزو كل شيء ولم يبقى علينا الا التنفيذ الان، ولذلك يجب تضييق الخناق علي هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها ،،، التي أسس لها حكامهم ،، لذلك اليوم يجب أن تغزوها أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة الاسلاميه فيها”.

“و إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلي وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، فنحن نضمن أن عملائنا أنجزو كل شيء ولم يبقى علينا الا التنفيذ الان، ولذلك يجب تضييق الخناق علي هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية،والعصبيات القبلية والطائفية فيها التي أسس لها حكامهم لذلك اليوم يجب أن تغزوها أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة الاسلاميه فيها.

الان وبعد قرأة هذه الحقائق وهذه المراجع الموثقه تاريخيآ نستطيع أن نفهم ولو بالشيء اليسير الذي يكون أقرب للواقعيه حقيقة واقعنا المعاش اليوم ،، فالهدف اليوم للكيان الصهيوني المسخ والذي هو بالطبع أداه من أدوات الغرب الصهيوني الماسوني الذي تحكمه اليوم القوى المسيحية المتصهينة بكل ما تحمله هذه القوى من تجليات متطرفة،، فهدف الصهاينه اليوم هو تأمين كيانهم المسخ “المدعو بدولة اسرائيل” بالمنطقه وتوسيع نفوذه الى أقرب نقطه تقدر من خلالها أن تكون هي السيد المطاع لمجموع “ثلاث وخمسون” كيان عرقي ومذهبي وديني تسعى الان وبالتعاون مع بعض المستعربين والمتأسلمين لتاسيسها بهذه المنطقة، فلقد وضع بعض قادة العالم بالغرب الذين ينتمون للحركه الصهيو -ماسونيه خططهم لتقسيم الوطن العربي منذ أمد بعيد لتتوارثها الاجيال الصهيو – ماسونية جيلآ بعد جيل.

أخيرآ ,,عندما ننشر هذه المخططات والوثائق “لبرنارد لويس” “وللصهاينة” ،، فاننا نهدف الي تعريف العرب بالمشروع التقسيمي الذي يفتك بنا الان واخص منهم فئة الشباب الذين هم عماد الامة وصانعو قوتها وحضارتها ونهضتها والذين تعرضوا لأكبر عملية غسيل أدمغه يقوم به فريق يعمل بدأب لخدمة المشروع الصهيوني الامريكي بالمنطقة العربية ,, وبعد توضيح هذه الحقائق حول نؤايا هذا المشروع والدور الصهيوني فيه وحقيقة أن هذا المشروع هوالان قيد التنفيذ ويتم التمهيد لفصوله واهدفه المستقبلية بشكل متسارع وأن العمل فيه يسير ألان بشكل واسع وقد تم فعلآ خلق بيئه ديمغرافية وبؤر جغرافية على ارض الواقع لاقامة هذا المشروع على ارض الواقع في الوطن العربي ،، فانه لابد أن يكون هناك قناعه مطلقه عند الجميع مثقفين عرب ورجا ل دين أن مايعصف بنا اليوم هو الخطر بحد ذاته.

وهو البدايه الاكثر خطوره على مصير الدول العربيه وسكانها والتي أن استمر الحال كما هو عليه اليوم قريبآ سوف نرئ أكثر من خمسين كيان عربي وغير عربي عرقي ومذهبي وديني بحلول عام 2023 كبدايه لتفتيت الجغرافيا والديمغرافيا العربيه ،، ان لم يتحرك الجميع لقتل هذه الفتنه وهذه المؤامره قبل ان تحرقنا جميعآ,,فالوقائع على الارض اليوم للأسف تقول أننا نسيركعرب للأسف بطريق أنجاز فصول هذا المشروع على أرض الواقع وبايدينا  لتحقيق مقولة بني صهيون “حدودكي يااسرائيل من الفرات الى النيل” فهل من صحوه عربيه اليوم ولو متأخره ,,هل من صحوة ياأمة العرب ,,هذا السؤال أتركه برسم ألاجابة عند كل عربي حر شريف ؟؟ ………….

 

 *كاتب وناشط سياسي –الاردن .

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.