لماذا لا أشارك في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج الذي سينعقد في 25 و26 شباط الجاري باستانبول
الأحد 12/2/2017 م …
الأردن العربي – كتب عبد الله حمودة …
يقول البيان الصادر عن مجموعة من الشخصيات والمؤسسات الوطنية الفلسطينية حول الدعوة للمؤتمر.
بات من الضروري أن يبادر شعبنا في خارج فلسطين إلى تطوير وتعزيز دوره في حماية حقوقه الوطنية في الأرض والقدس والعودة وتقرير المصير تكاملاً مع دور أهلنا في فلسطين المحتلة.
ويقول البيان أنه مؤتمر شعبي فلسطيني جامع يهدف إلى إطلاق حراك شعبي وطني واسع يحققه تفعيل دور شعبنا في الخارج من أجل الدفاع عن قضية فلسطين وحقوق شعبنا في تحرير أرضه والعودة إلى وطنه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ويدعو المؤتمر إلى تطوير الدور الوطني لشعبنا الفلسطيني في الخارج ومشاركته في القرار السياسي الفلسطيني وفي مؤسسات العمل الوطني بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية واستعادة دورها وإعادة بناء مؤسساتها بالانتخاب على أسس ديمقراطية جديدة وإشراك مختلف قطاعات شعبنا في الداخل والخارج.
واتفق القائمون على تأسيس المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج أن يكون انعقاده في 25 و 26/2/2017 في مدينة اسطنبول، تركيا تحت شعار “مشروعنا الوطني طريق عودتنا”
وعلينا أن نتوقف عند النقاط التالية:
1- إن الدعوة لا تلتزم بالميثاق القومي الفلسطيني الصادر عام 1964 والذي يؤكد على عروبة القضية وتحرير فلسطين. والذي يمتلك شرعية فلسطينية لأنه أقر بالمجلس الوطني الفلسطيني الأول وشرعية عربية بموافقة الدول العربية والأمة العربية.
ومن الواضح أن القائمون على المؤتمر لم يذكروا مرة واحدة عروبة قضية فلسطين وأن الخطر الصهيوني خطر على الأمة العربية جمعاء. يشير ذلك بوضوح إلى فلسطنة القضية وهو نفس الشعار الذي أوصلنا إلى جريمة أوسلو.
2- يدعو القائمون على المؤتمر إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة. وهذا الشعار الذي يدغدغ الإقليمية الفلسطينية يعني التفاوض مع العدو ولن يكون إنجازه إلا تكراراً لأوسلو.
3- يدعي القائمون على المؤتمر أنه مؤتمر فلسطيني جامع ونحن نعرف هناك الكثير من الجاليات ليست مع المؤتمر وخاصة الذين أسسوا الحملة المئوية ضد تصريح بلفور.
وصدرت بيانات ضد المؤتمر من اتحاد الجاليات الفلسطينية في الشتات – أوروبا اتحاد الصمود والمقاومة من أجل العودة (الأمانة العامة برشلونة).
أي أنه يدعو إلى مزيد من الانقسام بدل الوحدة بالإضافة إلى إبعاد العرب في الخارج عن المؤتمر.
4- إن المؤتمر ينعقد في اسطنبول/ تركيا التي هي في حلف الناتو وتعترف بالعدو الصهيوني وهي أول دولة إسلامية اعترفت بالكيان الصهيوني ولها علاقات اقتصادية وسياسية وعسكرية معه معروفة للجميع. وهذا يعني إقصاء لكافة الفصائل في سورية ولبنان.
فهل يستطيع المؤتمر أن يعلن إدانته الكاملة للاعتراف التركي بدولة العدو والتعامل معه في كافة المجالات ويطالب بقطع كافة العلاقات مع العدو.
وإذا كان القائمون حريصين على مؤتمر جامع فلماذا لا يعقد في بيروت وهم قد شاركوا سابقاً بالمؤتمرات القومية الإسلامية في بيروت !!!
5- إننا لا نعرف من هم القائمون على المؤتمر بالاسم … ولكن من الواضح أن الجهة القيادية هي الإخوان المسلمون الذين لا يعترفون بالقومية العربية. والذين لهم دور كبير فيما يجري في سورية بالتعاون مع تركيا ودول الخليج. وتركيا الآن تحتل أراضٍ في سورية والعراق بالرغم من الرفض السوري والعراقي الرسمي والشعبي لهذا الاحتلال.
6- لا نعرف حتى الآن من يمول المؤتمر بخاصة أن الدعوات تحمل بطاقة السفر المجانية والإقامة في الفنادق. والذي يمول يقرر. فالذي يدفع للزمار يحدد النغمة.
7- نحن لا نعرف كل الذين تمت دعوتهم وحتى الذين لم توجه الدعوة لهم.
8- ربما يقول كثير من المدعوين أننا نذهب ونقول كلمتنا هناك بشكل واضح وإذا لم يعجبنا يمكننا الانسحاب.
في الحقيقة هذا ممكن. ولكن ماذا سيكون أثرهم عندما يكونوا أقلية والقرارات قد صدرت بالرغم عنهم. فأنت تقول ما تريد وهم يقررون ما يرغبون.
ونحن نعرف من التجربة التاريخية أن الذي يشكل أي مؤتمر يجعل خطه السياسي أساس القرارات ولا يسمح بصدور قرارات ضد توجهه السياسي. وبهذا يكون المؤتمر في هذه الحالة مع خط الجهة المتنفذة في المؤتمر. وعندها لا يكون هناك أهمية لمن ينسحب. وإنما قال كلمته ومضى.
إننا نريد مؤتمر شعبي في الشتات يؤمن بالوحدة الوطنية والقومية … يؤمن بوحدة الشعب والأرض والقضية ويطالب بالحقوق لا بالتسويات. وهذا يتطلب أن تكون الجهة الداعية للمؤتمر تمثل كل القوى والمؤسسات والاتجاهات السياسية وأساس المؤتمر الالتزام بالميثاق القومي الصادر عام 1964.
إن شعار التحرير لكامل التراب الفلسطيني يوحدنا وشعار الدولة والتسوية يفرقنا.
لهذه الأسباب لا أشارك في مثل هذا المؤتمر
التعليقات مغلقة.