الكرك تستذكر أسد القلعة الشهيد سائد المعايطة
الإثنين 13/2/2017 م …
الأردن العربي – نسرين الضمور …
استذكرابناء الكرك بطولات شهداء قلعة الكرك، الشهيد العقيد سائد محمود المعايطة(اسد القلعة) ورفاقه من عسكريين ومدنيين والذين ارتقوا في الحادثة الارهابية التي شهدتها قلعة الكرك في الثامن عشر من شهركانون الاول الماضي، وذلك في احتفال مهيب اقيم على مدرج مركز الامير حسن بمدينة الكرك باسم « الوفاء لشهيد».
واتفق المتحدثون في الاحتفال والذي حضره عدد من ابناء الكرك والاردن من وزراء سابقين وحاليين ونواب وجموع كبيرة من المواطنين، على عظمة الشهادة والشهداء الذين يضحون بالروح رخيصة فداء لوطنهم وابناء شعبهم ليظل هذا الوطن معززا كريما ينعم بالحرية والامن والازدهار.
وقال رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور خالد الكركي « بسطاء هذا الوطن هم الذين هبوا للدفاع عن الوطن ليلة القلعة هم فقط رجال البلد وكراسيها».
واضاف يقول «السلام على هذه الرجولة التي لا تشترى ولاتصنعها المناصب ولا الامول ولا الولاءات ، وان الذين يطمعون في الاردن لايعرفون الاردنيين والاردن ولم يقراوا ماقاله الشاعر الزعامة والطريقة محفوفة بالمخاطر غير الزعامة والطريق امان».
وزاد الدكتور الكركي نحن الذين نصنع امننا ولا احد غيرنا ، فمن يعتقد اننا معنيون باولئك القتلة الذين ينتشرون ذئابا منفردة او خلايا نائمة عبر الشرق الاوسط ، وهذا عناد وعر موجود منذ كان الاردن ولن نحيد عنه.
واضاف الدكتور الكركي ان « الحرية والكرامة والخلق الوعر هي ثلاثية الكرك ، والخلق الوعر هو سائد ورفاقه ، وانا لم ات هنا لاتذكر الكرك ولارثي الشهداء فالكرك عصية على النسيان والشهداء في طريقهم الى سدرة المنتهى وعلينا ان نكون بوعورة القلعة ولا احد يستثنى ممايقع وكل بوصلة لاتشير الى القدس هي بوصلة خاطئة ولاتزال البوصلة الاردنية هي الاوضح والادق ، فلندخل في دهاليز الوطن لافي دهاليز السياسة».
وتحدث باسم ابناء المجتمع المحلي رئيس بلدية الكرك الكبرى المهندس محمد المعايطة الذي اعلن تسمية احد شوارع مدينة الكرك الرئيسية باسم الشهيد العقيد سائد.
وقال في كلمته « نستحضر في هذا اللقاء كل المفردات التي تليق بهيبة المناسبة ، ومهما قلنا فلن نعوض فادح الخسارة ، وهنا لايسعنا الا ان نقول مايرضي الله «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا سائد لمحزونون..» ، فانتم ايها الشهداء من انرتم طريق الحق وعلامات البطولة معالم ابية في تاريخ الاردن مثال تقراه الاجيال جيلا بعد جيل.مؤكدا ان الاردن سيبقى وطنا قويا صامدا امام كل المحن والدسائس «.
الوزير الاسبق جريس سماوي، قال ستبقى مؤاب عصية على الغزاة ضد من يريد بها شرا وسيبقى الاردن شامخا كما كان دائما منذ عهد الملك المؤسس عبدالله الاول وصولا الى عهد الملك المعزز عبدالله الثاني ، شامخا يقبض على جمر المعاناة ، ويكابد ليستمر في التضحية انطلاقا من ايمانه بالمستقبل.
واضاف سماوي يقول «ان الوطن سيستمر بالتضحية لانه مؤمن بالمستقبل و ان الاوفياء الشرفاء وحدهم من يرثون الارض ويذهب المتاجرون بالوطن هباء كزبد البحر»، وقال « اليوم تجمعنا شهادة الشهيد سائد ورفاقه وهم يشعلون ارواحهم ليبقى درب الوطن مضيئا ، فتحية لسائد ورفاقة الشهداء الذين لم يحسبوا مواقفهم لان يكسبوا بل ليكون الكاسب هو الوطن الذي احبوا ومن اجله ضحوا».
وقال النائب خليل عطية « تحية للكرك توأم الخليل، ارض الشهداء من جعفر الطيار الى سائد الرجولة ، فكلنا اهل سائد الشهيد واشقاؤه ، وستظل الكرك هي الكرك ، هنا الكرك ارض الشهداء ، هنا الرجولة والكبرياء ، هنا يمتزج الدم الطاهر لنصنع العليا، هنا تربينا على حب الوطن والامة ،وخاطب عطية الشهيد سائد ورفاقه».
وقال « لقد ودعناكم كراما ابطالا ، حزين هو الوطن على فراقكم لكنه يفاخر بشهادتكم الكون ، والى الارهابيين اقول اضاف النائب عطيه سيبقى الاردن عصيا عليكم لانه ارض البطولة والابطال كامثال سائد ورفاقه».
وقدم استاذ علم الاجتماع في جامعه مؤته الدكتور حسين محادين قراءة في الاطروحة التي نال الشهيد سائد بموجبها شهادة الماجستير من كلية القيادة والاركان وزارة الدفاع في جمهورية مصر العربية بعنوان «اسلوب مجابهة الجبهات الارهابية»، فاقترن ماكتب بما ضحى من اجله في مقاومة خوارج العصر وارهابييه الذين ارادوا اغتيال الوطن ونسوا انه غابة شهادة وشهداء.
وبين ان الاطروحة من قسمين ، الاول يتضمن تحليلا فكريا وعلميا لاهداف وبنية وانواع الجماعات الارهابية والعوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تقودهم لهذا الطريق الاول ، اما الجزء الثاني فعملاني ميداني تطبيقي لوجستي في كيفية التخطيط الميداني والعسكري في مكافحته.
واستذكرمساعد مديرعام الدرك العميد معتصم ابوشتال سيرة الشهيد سائد، وقال انه يتصف بطيب العشرة والزمالة وجديته في التفوق والاداء ، موضحا ان الاردن منذ بدء الثورة العربية الكبرى ظل وطنا مهابا ، وقلعة الكرك وهيتها شواهد واثنى على مناقب الشهيد سائد.
وقال « كان نعم الاخ والصديق والعسكري المقدام والمتميز وفي كل مكان عمل فيه هنا داخل الوطن وهناك في المهام الدولية»، ووجه ابوشتال التحية لكل شهداء الوطن من رفاق السلاح.
وقال «سيبقى رجال جيشنا واجهزتنا الامنية فرسان الحق والعين التي لاتنام حرصا على الوطن وصونا لامنه ومستقبله، واثنى في حديثه على المكرمة الملكية بتاسيس صندوق لدعم اسر الشهداء».
والقى مدير عام مؤسسة الموانىء المهندس محمد المبيضين كلمة قال فيها « لقد كان سائد في شهادته كبيرا شامخا امام قتلة صغار اقزام ، اختبئاؤا في جحرهم وكان هو المهاب تقدم نحوهم بعزم وثبات ليخرجهم من هذه الجحور فسلام لك وسلام لرفاقك من شهداء قلعة الكرك الابطال واضاف سيبقى الشهداء احياء عند ربهم يرزقون والقتلة الخوارج حملة الفكر الارهابي الذين اطلقوا حقدهم الاسود هم اموات في الدرك الاسفل من النار وسيبقى الوطن صلبا وقلعة كبرياء».
وتحدث المقدم عامر السرطاوي باسم رفاق سلاح الشهيد سائد ، وقال « ان نفس كل اردني تفيض بالرغبة في الشهادة وان سائد من اولئك الرجال الذين تربوا على هذا الدرب منذ عشرين عاما»، واضاف « لست الوحيد الذي عرف سائد فهو ممن يعشقون الموت كماهم كل الاردنيين فداء للوطن ، وقد تميز سائد رفيق السلاح والدراسة في الجناح العسكري بجامعة مؤتة بعقله الراجح والتفرد في عمله ومسيرته ، كان قائدا ذا بصيرة واضح الهدف والغاية ، يتقدم في كل واجب ، حقيقة يعرفها كل من خدم في معيته».
وقال الفنان موسى حجازين» نحن لم نلتق لتكريم سائد ورفاقه من الشهداء فرسان الحق فهم اكبر من تكريمنا انهم في عليين وفي اكرم جوار عند رب الكون ، فدماؤهم الزكية التي بذلوها هي تكريم لنا ».
وطالب حجازين بان تعمل كل بلدية في المملكة الى تسمية ابرز شوارعها ومعالمها باسماء الشهداء لتظل الشهادة ثقافة تتوارثها الاجيال.
فالشهيد هو عنوان الوطن يوقع بالدم عقد حبه للوطن والوفاء له.
الكاتب الصحفي احمد حسن الزعبي قال « لا كلام يليق بالشهداء فمهما امتد بحر البلاغة على الورق في حضرتهم يجف ويضيق لقد زين الشهيد سائد ورفاقه من الشهداء صدورهم برصاص الموت فهم ابطال الرواية الاردنية الحقيقية وهم ابناء القلعة الذين اعادوا بناءه بدمائهم لتبقى مرتفعة عصية على كل الغزاة فهم الذين بددوا ضباب الخوف واعادوا لفضاء الوطن اللون الذي يشبه لون قمصانهم الهادئة سامية كقماش السماء ، انتم ابناء الحراثين درع الوطن ، انتم الذين لايسلبوا او يخونوا ويتصدروا المجالس للحديث عن الوطن».
وقال ان الشهداء أبوالا أن يدفعوا أرواحهم للوطن مقدمّاً فالعسكري قد يقسط كل شيء الا محبته للوطن فهو يؤديها دفعة واحدة والروح ثمن الوطن وهل تبخل الروح على الروح؟.
واضاف الزعبي ان قلعة الكرك ليلة الاحداث أنجبت قلعة وأنجبت الكرك ألف كرك وبتضحيات اسود القلعة وفرسان الدرك البست القلعة البوريه والشعار والبستم الاردن عقال الفخر وستبقى دماؤكم زيت سراج الوطن المضيء ، ووجه رسالة الى ابنتي الشهيد وقال:» كل دف الدنيا لايغني عن حضن الاب وكل عطر الدنيا لا يغني عن عرق الاب فغياب الاب قاس ولاينسى لكن فقد الوطن اقسى».
والد الشهيد سائد محمود المعايطة شكر الحضور، وقال « هؤلاء هم الاردنيون دائما يدا واحدة وقلبا واحدا في السراء والضراء»، وعرض جانبا من حياة ابنه الشهيد ، وقال لقد تربى سائد ودرج في جوار القلعة ومنها استمد الشموخ فظل وفيا لها فعلى احجارها سالت دماؤه الطاهرة تلبية لنداء الوطن وحماية الابرياء من القتلة المجرمين ليكون لونها شاهدا على عظم التضحية والاقدام ولتكون كالجبال الرواسي شاهدا على ملحمة البطولة».
واضاف والد لشهيد « يشهد سائد بالتفوق والنبوغ كل من قام على تعليمه منذ ان كان طالبا في مدرسة الكرك الثانوية وتلميذا نجيبا في جناح جامعة مؤتة العسكري ، ويشهد له رفاق السلاح بالشجاعة والاقدام والبصيرة العسكرية الثاقبة وكرم الاخلاق ، هنا في الوطن الذي عشق وهناك حيث كان ممثلا للاردن في الكثير من المهام الدولية فنال الاوسمة».
واضاف «لقد ارتقى سائد الى عليين ، فقد ظلت الشهادة مطلبه لينعم وطنه بالامن والامان فقد نذرتك يابني جنديا يذود عن الوطن ويقدم الروح فداء له».
والقى الشاعران شوكت البطوش وصهيب المعايطة قصيدتان من وحي المناسبة تغنوا فيها بالشهادة والشهداء كما تم في الاحتفال الذي اداره المحامي راتب النوايسه عرض فيلمين عن سيرة الشهيد فيما قدمت لوالد الشهيد سائد هدايا تذكارية من زملاء الشهيد سائد الذين تخرجوا معه من الجناح العسكري في جامعة مؤتة ومن مؤسسة الموانىء ومن نقابة المعلمين الاردنيين.
التعليقات مغلقة.