صباح الجوع يا وطني / علي السنيد

علي السنيد ( الأردن ) الأربعاء 15/2/2017 م …

صباح الفقر، والفقراء يا وطني… صباح القرى اليابسة، والوجوه العابسة .

صباح الأردنيين الذين تقطعت بهم سبل العيش الكريم على طول خط الفقر في وطنهم، وقد اضاعوا احلامهم البسيطة.

صباح الرؤساء، وأصحاب المعالي، وابنائهم واحفادهم، والحكومات ذات الطابع ، والارث العائلي، ولعبة تدوير الكراسي لصالح الأثرياء في الاردن.

صباح الكراسي العالية، والأبواب المغلقة.

صباح المهمشين ، وذكرى متظاهري الدواوير، ومن نصبوا الخيام على ضفاف جرحهم الوطني أولئك الذين يتدفئون بأنفاسهم الوطنية، ويأكلون الهواء في وطن قضمه الفاسدون، وصادروه من أهله الطيبين.

صباح فواتير الكهرباء المشتعلة ، ونار الغلاء ، والحملة الحكومية التي طالت الغذاء، والماء، والكساء والدواء، ويحارب الأردنيون على وقودهم ودفئهم ونورهم .

صباح حكومات الجباية، والمكوس، والضرائب، وانعدام الحس الوطني، وغياب التنمية.

صباح الضيق والهم والحزن والحاجة .

صباح الفقراء المحاصرين بالالام المبرحة .

صباح المساكين على قارعة الوطن ، ومتلقي الرواتب المتدنية، وأبناؤنا العاطلون عن العمل منذ سنوات، ويتكرس في داخلهم الألم الوطني، وفقدان الأمل، وليغدو الوطن صورة قاتمة لأحلام أبنائه المقتولة.

صباح الخذلان يا وطني ، ومن بشروا بغد افضل، وبهيكلة الرواتب، ودمج المؤسسات المستقلة، وعادوا بخفي حنين.

صباح معتق برسم الخديعة، والضحك على الأردنيين الذين ينتظرون الاصلاح .

صباح الفريق الاقتصادي في كل الحكومات ، وحزمة الأمان الاجتماعي، وخالد شاهين، ووليد الكردي. ووزارة التنمية الاجتماعية، وأموال التخاصية ، وصندوق تنمية المحافظات، وصندوق الأجيال، وقوانين تشجيع الاستثمار، وبرامج التحول الاقتصادي والاجتماعي، والنمو بنسبة 7% . صباح المستشارين والعقود الخيالية، والفساد.

صباح مفعم بضيق ذات اليد، وانكسار أحلام الفقراء، وتحجر قلوب المسؤولين.

صباح يعكس “الكسرة” في عيون الطيبين، والكشرات على الوجوه السمر اليائسة من اثر الظروف. صباح الاحتقان والسخط اليومي . صباح مر بطعم الحاجة، والفقر والبطالة…. والجيوب الفارغة حتى من مصروفات الأطفال الإجبارية.

صباح الشعب الطيب الذي راح يصحو على المصيبة الفادحة، وقد تحركت الازمة الاقتصادية الناجمة عن سوء السياسات، و تواطؤ الحكومات ولصوصية بعض الذين فقدوا ضمائرهم، واشاعوا عدم الأمانة في الحكم، و قد انكشفت لعبة الحكومات العاجزة عن مواجهة الموقف، والتي توحشت في سياساتها واجراءاتها المالية على حساب معيشة الفقراء…

قد أضاع الأردنيون امل الأيام القادمة، واطلوا على أيام سود موغلة في القهر و الإذلال. ففي وطني القرى تمتلئ بالفقراء ، وبضع محافظات جنوبية استسلمت لسوء نصيبها ، وحارات ومخيمات تنطفىء فيها الأعمار.

شباب لا يعرفون طريق مستقبلهم، وسياسيون لؤماء ابتلعوا كل شيء ، وقصر احدهم الفاخر بثمن قرية من قرانا المهملة، وورثونا المليارات ديونا ، وباعوا قطاعنا العام، وهدروا المنح الخارجية، واراضي الخزينة باتت ممتلكات شخصية لهم ولعائلاتهم، وتركوا على عاتق الفقراء مسؤولية رفاهية طبقتهم فلله درك يا وطني.

ففي وطني بؤس يصفع وجوه الملايين، وقهر استوطن صدورا لطالما افتخرت بحب التراب ، ووجوه غائرة في الحظ التعيس .

والأردني يبحث عن حلمه ، ولا يجد إلا السراب ، وشعب طيب سدت في وجهه أبواب وطنه.

غلابى يستدينون ثمن الخبز، وبيوت وجبة غذائها الرئيسية الخبز والشاي واينما يممت في تلك القرى الغائبة عن وعي الحكومات تجد البؤس والحزن، وطلاب جامعات بلا حلم، وقد تكسرت امالهم الغضة على أبواب الدنيا.

عاطلون عن العمل مسكونون بحلم وظيفة بأي راتب، ومئات الآلاف من الخريجين الجامعيين ينتظرون دورهم في ديوان الخدمة المدنية، وينفقون السنوات الطوال في الانتظار ويجثمون على محطات العمر. ومئات الالاف من العمالة الوافدة لمصلحة الأغنياء . فسلام على جرحك يا وطني… سلام على الجيوب الفارغة… سلام على وطن أعلناه جيبا كبيرا للفقر والفقراء.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.