زيارة روحاني للخليج / ناجي الزعبي

 

ناجي الزعبي ( الأردن ) الخميس 16/2/2017 م …

أوفدت دول الخليج الستة مندوباً كويتياً وجه الدعوة الروحاني لزيارتها متخطية بذلك كل التهم والمحاذير الخليجية تجاه ايران في إشارة لا تقبل التأويل على دور ايران ومكانتها الإقليمية والدولية ، والى مصلحة الخليج المباشرة في مد جسور التعاون المشترك ، والي التحولات في المناخ الإقليمي والدولي وموازين القوى والاصطفافات ، والتأهب لعالم ما بعد الارهاب الذي اصبح خالي الوفاض وبدون مشروع سياسي برغم اعادة إنتاجه مرات ومرات .

ان ” سوق ” الارهابيين الذين اختاروا الانخراط في العملية السلمية هي حالة فرز بين من اختار الانتحار او التعاطي مع الامر الواقع ، وليس بسبب امتلاك حكمة طارئة ، او عودة مفاجئة للغة العقل ،   فما بعد آستانة سيُصبِح ليس كما قبلها .

اتفاق آستانة اتفاق عسكري سيثبّت وقف اطلاق النار ، ويمهد لجنيف التي ستظهر الاتفاق العسكري باخر سياسي ليصبح كل من هو ليس ضد الارهاب ، فهو معه وبالتالي خارج المجتمع والارادة الدولية .

ان التوجه لايران قراءة موضوعية براغماتية وخطوة إيجابية تمهد للتعايش السلمي المشترك وتنسف نظرية المدّ ، و الخطر الايراني والشيعي وكل هذ المحاذير الخليجية “بالإملاءات الاميركية” .

ليس من مصلحة اميركا ان تنتهي الاحتقانات الخليجية وأوهام الخطر الايراني الذي يستخدم كفزاعة الخليج القديمة وهي الاتحاد السوفيتي ثم صدام حسين ثم الارهاب ثم ايران لابتزاز دول الخليج وعقد صفقات أسلحة معه بمئات بل الاف مليارات الدولارات.

ان لتجاوز الخليج المصلحة الاميركية في تطبيع العلاقات العربية الإيرانية التي سبقتها تطبيع علاقات دولية وفي مقدمته اميركا نفسها دلالات عدة في مقدمتها مكانة ايران الاقتصادية والسياسية والاقتصادية ورصانة سياساتها الخارجية ، اضافة لانحسار نسبي للسطوة والنفوذ الاميركي على الدول المطبعة اضافة لازمات دول الخليج الاقتصادية وآفاقها السياسية المسدودة والتحول في المناخ والمزاج والرغبة الدولية في طَي هذا الملف .

ان اوهام الخليج بالخطر والمشروع الايراني كان يجب ان يجابه بامتلاك مشروعا عربيا نهضويا ، وبناء تنمية وطنية شاملة واستثمار الموارد والثروات الوطنية مسبوقة بالتحرر الوطني واسترداد الارادة السياسية وارساء قواعد ديمقراطية شعبية وتخطي الافاق الوطنية لتعاون قومي عربي شامل ، وليس الانكفاء والاذعان للاملاءات الاميركية والعويل بسبب الخطر الايراني المزعوم – بالمقادير الاميركية- .

كما انه من المفروض والمنتظر من مصر والاردن ان تحذو حذو دول الخليج صاحبة مشروع الاحتقان ومحاذير التطبيع العربي الايراني.

ومن باب أولى ان يسبق التطبيع مع العدو الصهيوني التطبيع مع دولة جارة وصديقة فرضت حضورها ومكانتها الدولية شئنا ام ابينا وعدوة لعدونا الصهيوني.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.