التبشير بعالم يتجاوز الغرب مصطلح روسي حل محل مصطلح الشركاء

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الثلاثاء 21/2/2017 م …

التبشير بعالم يتجاوز الغرب مصطلح روسي حل محل مصطلح الشركاء

روسيا كما هو معروف دابت على استخدام مصطلح ” شركاء” وتعني به الولايات المتحدة ودول الغرب الاخرى لكن موسكو كما يبدوا ادركت ان هؤلاء الشركاء يضمرون العداء لمن يجاهر بهذا المصطلح وان كل تحركاتهم سواء في القارة الاوربية خاصة على حدود روسيا   او مناطق العالم الاخرى تستهدف تهميش الدور الروسي الذي فرض نفسه بقوة اثر الازمة السورية بعد ان دخلت موسكو   بهذا الزخم العسكري في سابقة لم تتوقعها واشنطن وحلفائها لوقف الاستهتار الامريكي بمقدرات الشعوب عند حده.

شيئ جديد بدانا نسمعه على لسان القيادة الروسية وهو التبشير بعالم يتجاوز الغرب ورد ذلك على لسان سيرغي لافروف عميد الدبلوماسية الروسية الذي واكب مسيرة الحوارات ” التي كانت اشبه بحوارات الطرشان” التي اجرتها موسكو مع الولايات المتحدة والدول الغربية الاخرى السائرة في فلك السياسة الامريكة التي لم تسنجب الى دعوات الحوا رالروسي البناء لانها تسعى الى تحويل العالم الى قطب احادي محاولة ان تتجاهل قوتين عظميين هما روسيا والصين.

صحيح ان التبشير بعالم يتجاوز الغرب جاء متاخرا بعداستحواذ الولايات المتحدة الامريكية على القرار الدولي منذ انهيار الاتحاد السوفستي عام 1991 واستغلال واشنطن للمستجدات الدولية واستئثارها بل وتحكمها وتلاعبها بالقرارات الدولية وتحويل المنظمة الدولية ومجلس الامن الدولي الى مؤسستين خاضعتين لارادة الغرب حتى تحولت الامم المتحدة الى وبال على الشعوب بالرغم من ان ميثاق تاسيسها بعد الحرب العالمية الثانية كان يهدف الى اسعاد الشعوب وتجنيب العالم كوارث وحروب جديدة .

لكن واشنطن استغلت ذلك بتنفيذ مخططاتها معتمدة على تشكيلات تابعة للمنظمة الدولية تجولت الى جماعات ومؤسسات موالية للسياسة   الامريكية وتسخيرها لغايات معروفة بعد ان زجت ودست صفوف العاملين فيها   عناصر ومجموعات تحمل اسم منظمة الامم المتحدة لكنها تنفذ الاوامر الامريكية.

القيادة الروسية شعرت بجدية ان هناك خطرا غربيا يستهدف روسيا وشعبها والا بماذا نفسرتوسع حلف شمال الاطلسي ” ناتو” شرقا مع عدم وجود حلف مناهض له كالذي كان في عهد الاتحاد السوفيتي بعد ان تحولت عاصمة الحلف ” وارسو” الى قاعدة امريكية حيث تم ضمها الى حلف ناتو بعد تفكك الاتحاد السوفيتي واقيمت على اراضيها قاعدة صاروخية امريكية؟

مثلما شعرت موسكو وبمرور الوقت ان سعي واشنطن اقامة درع صاروخية على تخوم حدود روسيا بانه عمل عدواني يستهدف روسيا وان ما جري الترويج له من اكاذيب حماية الدول الاوربية من الصواريخ الايرانية مجرد خدعة لم تعد تنطلي على الساذج مابالكم الان والقيادة الروسية متمرسة وتعلم اية اكاذيب تحاول ان تمررها واشنطن بعد ان مررت اكاذيب اسلحة الدمار الشامل في العراق وغزته عسكريا لتحتله وتدمره ثم مررت كذبة التخلص من نظام القذافي واوصلت ليبيا الى ماهي عليه اليوم كل ذلك الخراب وما اعقبه من دمار لحق بالمنطقة جراء الارهاب المدعوم امريكيا هو بفعل استغلال الولايات المتحدة للمنابر الدولية وتسخيرها لاهدافها بما في ذلك لجنة الطاقة الذرية الدولية التي يتجسس معظم عناصرها لحساب الولايات المتحدة وهو ما اكدته الاحداث في العراق وايران.

التبشيربعالم يتجاوز الغرب فرضته الاحداث الدولية خاصة ما حدث في المنطقة العربية من دمار تلك المنطقة التي تعد ذات مصالح هامة بالنسبة لروسيا بعد ان خسرت العراق جراء احتلاله عام 2003 وذلك ليبيا مما دعا موسكو الى الوقوف بحزم ضد مشروع تدمير سورية والحاقها بالعراق وليبيا فكانت اتفاقية السماح لروسيا استخدام قاعدة طرطوس البحرية السورية من قبل الاسطول الروسي مجانا ولنصف قرن وكذلك اتفاقيات التعاون العسكري الروسي السوري المشترك.

كل هذا كان حصيلة شعور موسكو بالاهداف العدوانية الغربية المبيتة ليقفز الى الواجهة مصطلح ردده اخيرا لافروف هو التبشير ب ” عالم يتجاوز الغرب” ولابد ان يضم هذا العالم لاحقا دولة عظمى مثل الصين التي كان يطلق عليها الغرب في غابر الازمان ” نمر من ورق” ورد عليه الخبراء في الشان الصيني ان لهذا النمر انياب وهاهي انيابه تتضح للعالم الغربي على   المستويين الاقتصادي العملاق والعسكري وكذلك السسياسي بعد ان باتت سياسة بكين تتماهى مع سياسة موسكو في اروقة الامم والمتحدة والمحافل الاخرى وكان الموقفان الروسي والصيني واحدا ازاء استخدام حق النقض القيتو في اكثر من مناسبة مما قطع الطريق على واشنطن وحلفائها تمرير القرارات الدولية التي تستهدف انظمة وحكومات لاتروق سياستها للغرب والمدللة اسرائيل.

لابد وان نسمع بخطوات جادة لاحقا تدعم خطوة تبشير عميد الدبلوماسية الروسية بعالم يتجاوز الغرب لان هناك العديد من الدول في العالم تتوق الى التخلص من عبودية ماما امريكا و ابو ناجي الذي يتقدم الصفوف في اثارة الفتن بالعالم ونشر التخريب والدمار وستتقدم الصفوف للانضمام الى هذا العالم الذي بشرت به موسكو..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.