بالصور: الفتاة الفلسطينية سناء تتحدى المجتمع وتعمل بزراعة الفراولة بجنين

 

الثلاثاء 21/2/2017 م …

الأردن العربي …

بالصور: الفتاة الفلسطينية سناء تتحدى المجتمع وتعمل بزراعة الفراولة بجنين

تسير الشابة سناء جلامنة، من مدينة جنين، بين أشتال الفراولة في مزرعتها الخاصة ومساحتها 3 دونمات بكل ثقة وفخر، وخاصة بعد نجاح مشروعها الذي بدأت به قبل سنة، والآن تقطف ثمار تعبها بيديها.

فلم يكن من السهل عليها أن تنشئ مشروعاً زراعياً خاصاً بها لعدة أسباب: أبرزها نظرة المجتمع الذي لا يتقبل أن تعمل فتاة في مشاريع خاصة، ويقتصر عملها فقط في الوظائف المكتبية او المتخصصة التي تليق بأنثى كالتعليم والتمريض وما شابه، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة التي يحتاجها أي مشروع لا سيما تكاليف المعدات والآلات والأيدي العامة، عدا عن إثارة المخاوف لديها ومحاذير بفشل المشروع، لكن كل هذه الأمور وضعتها خلفها وقررت شق طريقها باتجاه النجاح، ولم تهتم بهذه المعيقات رغم أنها لا تمتلك الخبرة العملية فترتها.

لماذا الفراولة؟

تقول سناء “تخرجت من جامعة النجاح الوطنية تخصص هندسة زراعية “إنتاج نباتي ووقاية نبات”، لم أنتظر كالخريجين، وأسجل اسمي في قائمة البحث عن وظيفة، لأني لا أريد أن أكون من ضمن العاطلين عن العمل، ففكرت بمشروع زراعي خاص وبدأت بالبحث والتقصي والدراسة، حتى وصلت إلى فكرة إنشاء مزرعة لإنتاج الفراولة المعلقة، وخاصة أن هذا المشروع نجح في قطاع غزة، إلا أن التحدي في نجاحه كان هدفي الأول، وكنت من أوائل زارعي الفراولة المعلقة على مستوى محافظة جنين”.

وعن سبب اختيارها لزراعة الفراولة عللت سناء ذلك، أن هذا النوع من الفاكهة مطلوب في السوق المحلي، عدا عن أن المشروع مرتبط بمجال تخصصها، بالإضافة إلى أنه مجدٍ اقتصادياً حسب رأي المزارعين والخبراء في هذا المجال، مشيرة إلى أنها حصلت على منحة من الوكالة الأمريكية للتنمية وهي عبارة عن جهاز كمبيوتر وصواني وتربة صناعية خاصة بالفراولة، وهذه المنحة سهلت عليها عملية التسميد والري لأن العملية أصبحت أوتوماتيكية.

الفرق بين الزراعة المعلقة والزراعة التقليدية

تبدأ زراعة الفراولة في شهر أيلول/ سبتمبر من كل عام، ويبدأ الإنتاج ونقله إلى السوق بعد شهرين تقريباً؛ ليستمر حتى شهر أيار/ مايو، مزرعة جلامنة تتكون من دفيئة بلاستيكية فيها صناديق بيضاء معلقة بواسطة حبال تتدلى من السقف، صممت هذه الصناديق بشكل مائل تحمل ثماراً حمراء ناضجة وأخرى لا تزال خضراء، مزروعة بتربة صناعية ملائمة لشتلة الفراولة قريبة من تربة قطاع غزة.

و تختلف الفراولة المعلقة عن الفراولة الأرضية بعدة أمور كما تقول سناء، وهي أنها توفر كمية من الماء والسماد بنسبة 80% لأنها تعمل على تكرار المياه، كما أن المعلقة تقلل من استخدام المبيدات والمواد الكيماوية لأنها عبارة عن تربة معزولة وهي ليست بحاجة إلى كميات من السماد العالي، بالإضافة إلى الناتج يكون ضعف ناتج الفراولة الأرضية، موضحة أن إنتاج الدونم الواحد في الزراعة المعلقة يبلغ 7 إلى 10 أطنان من الفراولة، بالإضافة إلى أن النموذج المعلق يحتاج لزراعة 18 إلى 20 ألف شتلة للدونم الواحد، بينما في الزراعة التقليدية يحتاج لزراعة 8000 شتلة للدونم الواحد، مشيرة إلى أنه في محافظة جنين ما يقارب 40 دونماً مزروعة بالفراولة المعلقة، أي نصف المساحات المزروعة في المحافظات الشمالية.

طموحاتها المستقبلية ورسالتها

وتطمح جلامنة إلى توسيع مشروعها، مشيرة إلى أن طموحها لن يتوقف على الدونمات الثلاثة التي تزرعها بالفراولة، بل تريد أن تتوسع لتصبح المساحة عشر دونمات وأكثر من ذلك في السنوات المقبلة، وربما يصل طموحها إلى مرحلة التصدير إلى الدول المجاورة والخارجية.

وتحمل جلامنة رسالتين إحداهما إلى الحكومة وبالتحديد وزارة الزراعة والأخرى إلى خريجي الجامعات والعاطلين عن العمل والباحثين عن الوظيفة، أما رسالتها الأولى فقد طالبت وزارة الزراعة بضرورة حماية الفراولة الفلسطينية ودعم هذا القطاع بمنع استيراد الفراولة الإسرائيلية والتي تسبب المخاسر للمزارعين والتجار الفلسطينيين.

كما أكدت على ضرورة دعم المشاريع الشبابية الريادية لما لذلك من أثر غيجابي على الوضع الاقتصادي، أما رسالتها الثانية فموجهة إلى الشباب سواء أكانوا مقبلين على التخرج، أو تخرجوا ويبحثون عن الوظيفة، أو من تخرجوا ودخلوا قائمة العاطلين عن العمل، قائلة لهم “إن الشاب هو من يختار مستقبله بيده، إما أن يخلق فكرة ريادية أو مشروعاً خاصاً ويكد ويتعب حتى النجاح، أو بيده أن يكون من ضمن العاطلين عن العمل ويندب حظه، مشيرة إلى أن الشاب الفلسطيني لديه طاقة كبيرة يجب أن يستغلها في أمور كثيرة، وعليه أن يبدأ بالفكرة ومن ثم يعمل على تطبيقها على أرض الواقع.

 

 
 
 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.