مؤتمر لجماعة محمد دحلان في القاهرة

 

الخميس 23/2/2017 م …

الأردن العربي …

مؤتمر لجماعة محمد دحلان في القاهرة …

يبدو أن الخلاف الفتحاوي – الفتحاوي ، بين الرئيس محمود عباس وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، النائب المفصول محمد دحلان، دخل مرحلة اللاعودة.

ما يؤشر الى دخول فتح الحركة التاريخية الفلسطينية في انشقاق جديد، يختلف عن الانشقاقات السابقة التي صاحبت الحركة، منذ إعلانها للوجود كفصيل تحرري فلسطيني العام 1965.

إذ يرتب ما يسمى بالتيار الإصلاحي الديمقراطي في حركة فتح ( أنصار المفصول من الحركة النائب محمد دحلان)، عقد مؤتمر واسع، خلال شهر، استكمالا لمبادرة مشابهة اختتمت أعمالها مؤخرا في القاهرة، وذلك في إطار ما سموه ‘بالحراك التصحيحي لإستعادة الحركة لوحدتها’، بحسبهم.

ويبحث المؤتمر القادم، المزمع عقده بالقاهرة ، في سبل ‘النهوض ‘بفتح’، استنادا لمبادرة ترتيب البيت الفتحاوي وحل الخلافات الداخلية’، وفق عضو المجلس الثوري للحركة، هيثم الحلبي.

ويشغل ملف المصالحة الفلسطينية مساحة وازنة من نقاش الاجتماع المقبل، أسوة بمؤتمر شباب التيار الذي عقد في القاهرة، يومي 16 و17 من الشهر الحالي، بحضور دحلان ومشاركة واسعة، مما أثار استياء القيادة الفلسطينية، و’عتبها’ من الاستضافة المصرية لمؤتمر قيادي مفصول من الحركة، وتقديم التسهيلات للمدعوين للمشاركة فيه.

وأبدى الحلبي استغرابه من الموقف الفلسطيني الرسمي؛ معتبرا أن ‘الإستياء يجب توجيهه ‘للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج’، المقرر عقده يوم السبت المقبل في تركيا، لأنه يشكل ‘مؤامرة وانقلاباً على منظمة التحرير، ومحاولة لايجاد جسم بديل عنها، خلافا لمزاعم القائمين عليه’، وفق قوله.

وتابع قائلا إن نشاط أسطنبول يستهدف ‘المساس بالصفة التمثيلية للمنظمة، فضلا عن تعميق الانقسام القائم منذ سنوات، ويأتي ضمن سياق المخطط التركي لتقسيم المنطقة وضرب المشروع القومي العربي’، بحسب رأيه.

ويرى الحلبي أن مؤتمر القاهرة، فإنه ‘مختلف كليا، حيث يدعو إلى تفعيل منظمة التحرير، وترتيب البيت الداخلي الفتحاوي، من أجل النهوض بالحركة وتحقيق تقدمها، فضلا عن المطالبة بتحقيق الوحدة الوطنية’.

ونوه إلى أن ‘تلك المبادرات تأتي في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وسط المشهد الإقليمي العربي والدولي المضطرب، فضلا عن العوامل الداخلية المتصلة بالانقسام، الممتد منذ العام 2007، وبأداء القيادة الفلسطينية التي لم تفعل شيئا لإستعادة الوحدة الوطنية’، وفق تعبيره.

وتوقف عند ‘حالة الإحباط والتذمر التي طالت مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني’، وقادت إلى ‘تحرك جاد داخل ‘فتح’، التي تعد الفصيل الرئيسي من حيث الثقل ووزن التأثير في الساحة المحتلة، إلى جانب حراك قوى وطنية تاريخية، لإستعادة الوحدة الفلسطينية في مواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وتحديات المرحلة المقبلة’.

وأوضح الحلبي بأن ‘مؤتمر القاهرة خاطب الفئة الشابة، التي حضرت من مختلف دول العالم، إلى جانب الكوادر الوطنية التاريخية، لأجل الإلتقاء بها مباشرة، ومعرفة همومها وطريقة تفكيرها، وبث أمل التغيير المنشود في داخلها، وحثها على أخذ دورها في المسيرة التصحيحية، وتحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة’.

وقال إن ‘المؤتمر أكد على ضرورة استعادة ‘فتح’ لوحدتها، نظير ما تعانيه من مشكلة جوهرية حقيقية، وتفعيل منظمة التحرير وإنجاز المصالحة وإجراء الانتخابات’.

وأشار إلى ‘تناول المؤتمر للقضايا التي تشغل الشباب في تلك المرحلة، والاتفاق على أولويات العمل’، موضحاً بأن ‘الحراك الفعلي لترتيب عقده جاء بعد المؤتمر العام السابع لحركة ‘فتح’، الذي عقد في نهاية العام الماضي.

والذي كما يقول حلبي ابتعد عن مسار الحركة وأهدافها’.

وكانت القاهرة قد استضافت مؤتمر جمع أنصار ومؤيدي النائب دحلان، في أعقاب منحه التسهيلات المناسبة لعقده على مدى يومين.

ويشار إلى أن المؤتمر السابع لحركة ‘فتح’، الذي عقد برام الله في 29 من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ولمدة ستة أيام، تلازم مع تجاذب خلافي داخلي، امتدت أصداؤه عبر المنابر الإعلامية المختلفة ووسائط ‘التواصل الاجتماعي’، حول توقيته، وطبيعة عضويته، وجدول نقاشه.

وقد صحب ذلك احتجاج كوادر في الحركة ضد ‘استثنائهم من حضور المؤتمر، بالرغم من انطباق شروط العضوية عليهم، والاكتفاء بحضور 1400 عضو فقط، غالبيتهم من المقربين والمحسوبين على الرئيس محمود عباس’، بحسب تعبيرهم.

جاء ذلك؛ في ظل ضغوط عربية وغربية كثيفة لجهة تأجيل عقد المؤتمر، إلى حين تهيئة أجواء المصالحة ‘الفتحاوية’ ولم الشمل الداخلي، حتى يؤتي الغاية المطلوبة منه، غير أنها لم تفلح في ثني الحركة عن قرار تنظيمه وفق إجراءات أكثر تطوراً ونجاعة بالمقارنة مع نظيره ‘السادس’، بمشاركة عربية ودولية واسعة ممثلة بـ 60 وفداً، ولأجل أهداف تحققت من خلال نتائج المؤتمر، التي تشي بتحديات أخرى مقبلة.

وقد أخذ أنصار دحلان على نتائج المؤتمر عملية استبعادهم عن القوائم القيادية ‘لفتح’، ومنعهم من التخطيط للعودة إليها مجددا عبر التسلسل الهرمي النافذ للحركة، مما قاد إلى تحرك كوادر في الحركة، من أطياف المعارضة والمستثناة من حضور المؤتمر، لتنظيم مؤتمر مواز، تدليلا على عدم الاعتراف بمخرجات المؤتمر ‘السابع’.

ويؤشر ذلك إلى أن خلاف الرئيس عباس ودحلان قد دخل منعطفا حادا قد يشي بنقطة ‘اللاعودة’ في العلاقة البينية، من دون استبعاد تدخل الأطراف الخارجية، ما ينذر بنفق ‘انقسامي’ آخر في الأراضي المحتلة، بما يدلل على منسوب الخلاف الداخلي الذي بلغته ‘فتح’ منذ استشهاد الرئيس ياسر عرفات، في العام 2004، مروراً بمطبات سياسية قاسية تعرضت لها الحركة في مفاصل معينة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.