رواية ضريح سليمان شاه “مسمار جحا” التركي ومدى مصداقيتها / كاظم نوري الربيعي

 

 

 كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الثلاثاء 24/2/2015 م …

 

هناك رواية تقول ان سليمان بن شاه هو بن قتلمش ووالد ارطفل الذي هو والد عثمان الاول مؤسس الدولة العثمانية سنة 1299 الرواية تقول ايضا ان سليمان شاه لقي حتفه غرقا في نهر الفرات اثناء محاولته الفرار جراء غزو المغول  لامبراطورية سليمان.

 بعض المؤرخين يشككون في هذه الرواية الرسمية التي تتحدث  عنها انقرة او ربما لفقت لاهداف  منها اثراء الهوية التركية الوطنية في المنطقة التي يوجد فيها الضريح وهي منطقة سورية في  محافظة حلب حيث  تحيط الضريح ارض قاحلة ليس فيها سوى بعض  القرى المبعثرة.

نقل ضريح سليمان شاه ” المبهم” سنة 1973 عندما غمرت مياه الفرات المنطقة الى داخل محافظة حلب وهذه المرة الاولى التي ينقل فيها بموافقة وتنسيق مع سورية. وبعد الازمة السورية التي تسببت بها دول وحكومات في المنطقة وفي  المقدمة تركية اخذت الاخيرة  تستخدم ” ضريح سليمان شاه ” مثلمااستخدم ” جحا المسمار” بهدف التدخل  عسكريا في سورية غير مكتفية بتدريب وارسال الارهابيين للعبث في سورية والعراق بعد ان شعرت ان هناك شعبا وجيشا  يتصدى لهذه الهجمة العدوانية المدعومة امريكيا ومن  بعض انظمة التامر في  المنطقة وللعام الرابع على التوالي في حين تسعى حكومة بغداد رغم  درايتها بالتدخل التركي الى اقامة علاقات مع الجارة المتامرة .

داود اوغلو رئيس الحكومة الاردوغانية  الذي عرف عنه منذ كان وزيرا للخارجية كذاب بامتياز وبلاف من الطراز الاول تحدث عن نقل رفات سليمان الى منطقة اخرى  في تركية في تدخل  عسكري تركي سافر ضد سورية  شاركت فيه اكثر من  39 دبابة تركية وقوات عسكرية وصل تعدادها الى 700 شخص والحجة هي الخشية من ” داعش  تدمير الضريح”.

 في حين اكدت وزارة  الخارجية  في سورية الدولة  التي حافظت على الضريح طيلة  عقود من السنين مما يؤكد اصالة الدولة واحترامها للانسان  وايمانها بالقيم ان الضريح يقع في منطقة يتواجد فيها تنظيم داعش الارهابي في الرقة ولم  يتعرض الضريح لسوء من قبل داعش  مثلما تعرضت للتدمير المساجد والكنائس والاضرحة الاخرى الامر الذي يؤكد عمق العلاقة والروابط بين الحكومة التركية وهذا التنظيم الارهابي .

 واعتبرت الخارجية  السورية قيام تركية بانتهاك احكام اتفاقية موقعة بين الجانبين وحملت انقرة مسؤولية ذلك.

 سورية الدولة التي يتهمونها بتهم شتى كاذبة ” طائفية كانت ام عرقية” ويلفقون عليها كانت ولازالت اكثر دول المنطقة  تحضرا وحفاظا  على المبادئ  والقيم الانسانية وان لم تكن كذلك لما احترمت ” هذا الضريح وحافظت عليه لسنين طويلة وفق اتفاقية ابرمت بين انقرة ودمشق باشراف فرنسي سواء كان الضريح   يعود فعلا الى سليمان التركي او  انه غير موجود اصلا لكنه وضع على ارض سورية كما  وضع ” جحا مسماره في الدار” .

 سورية لم  تمس ” الضريح” بسوء رغم سياسة تركية العدوانية ازاءها  لانها بلد متحضر  لاهو ولا الكثير من النصب والاضرحة سواء كانت “  اسلامية  او غير اسلامية” جميعها كانت بحماية الدولة السورية .

 مقارنة بما فعلته  وتفعله ” داعش” والذين  يحتضنونها ومهدوا لها  الطريق وساعدوها على التسلل الى الاراضي السورية من اجل ان تعبث وتقتل وتدمر تحت شعارات” الاسلام الاردوغاني” الذي يرتبط باوثق العلاقات مع ” اسرائيل” وكل اعداء الامتين العربية والاسلامية.

عودة الى التاريخ التركي وقبل ان تتحول الدولة العثمانية الى ” الرجل المريض” استعرضوا صفحاتهم السوداء التي  كانت بمثابة اساءة ” للاسلام” في فتوحاتهم وغزوهم لاوربا التي لازالت شعوبها تتذكر تلك الحقبة  السوداء وتتردد عن قبول تركية في الاتحاد الاوربي استنادا الى تلك الفضائع ومنها ” مذبحة الارمن وما تلاها من اعتداءات في قبرص وغيرها.

ما الذي  جنته الدول التي خضعت للاحتلال التركي غير تعميم ” البخشيش”   والرشاوى والفساد المالي والاداري وانتهاك الاعراض فضلا عن القتل على ايدي الوالي التركي الذي يعد وجوده مجرد” حاكم يفرض  الاتاواة باسم الاسلام في اساءة واضحة لهذا الدين .

ماذا يتذكر العالم من سطوة العثمانيين وتلك الفترة السوداء غير تعميم القتل  والغزو الهمجي ” المبطن” باسم الاسلام” وها هي تركيا الاردوغانية تعيد الكرة من جديد  وبحس طائفي مقيت ” هذه المرة لانها غير قادرة على اعادة امجاد الدولة العثمانية المندثرة  في اوربا بعد ان فشلت في  دخول البوابة الاوربية التي طرقتها مرارا دون ان تجد من يستجيب لها لكنها وجدت ضالتها في المنطقة العربية بعد ان اخذت تعزف على وتر الطائفية المقيت هذه المرة لتعوض فشلها واحباطاتها في مناطق اوربية .

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.